|
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) (Re: اكرم عثمان عبده)
|
وهناك شخصيات وقفت معه في مرضه وأصرت علي إخفاء ما تفعل.. منهم هاني يان.. وهو مصري صيني تخرج مخرجا في معهد السينما لكنه فضل بيزنس الطعام الصيني وعندما عرف بمرض أحمد زكي كان في بكين فوجدها فرصة لاستشارة الأطباء الاخصائيين هناك ولم يعد إلي القاهرة إلا ومعه فريق منهم تحمل هو ورغدة تكاليف سفره وإقامته.. واتصلت بوزير الصحة ليسهل مهمته.. ويمنحه الترخيص اللازم لعلاج أحمد زكي.. وهو علاج طبيعي بالأعشاب وبغيرها لم يوقف العلاج الكيميائي وكان الهدف منه رفع المناعة في الجسم وضرب السرطان بتحريض الخلايا السليمة عليه. لم يكن كل الذين يحبون أحمد زكي يترددون في أن يجربوا معه كل ما يصلح وما لا يصلح من علاج.. وذات ليلة جاء عماد الدين أديب ليبشرنا بوجود دواء جديد.. وراح هو ويسرا يتصلان بالطبيب الأوروبي الذي في يده قرار استخدام ذلك الدواء.. واستمرت المحاولة إلي ما بعد منتصف الليل. وقد وقف عماد أديب بجانب أحمد زكي في مواقف مختلفة.. منها يوم أجري في لندن عملية لإزالة حصوة متعفنة في المرارة.. وكاد يموت فيها.. وقد روي لي فيما بعد أنه شاهد بين النوم واليقظة صلاح جاهين.. المبدع الذي احتضنه في أول حياته الفنية.. وحماه من نفسه.. وقوي من عزيمته.. خاصة بعد أن قرر الانتحار احتجاجا علي سحب دور البطولة في فيلم الكرنك أمام سعاد حسني وتكليف نور الشريف به.. أيامها كنا نمشي معا في شوارع القاهرة حتي الفجر لنهدئ من روعه وتهوره.. ولم يجد سوي الطبيب النفسي أحمد عكاشة ليلجأ إليه ويساعده.. لكن.. كانت رعاية صلاح جاهين هي الأهم.. فقد ساعده كي يقف فيما بعد أمام سعاد حسني في حلقات "هو وهي" التليفزيونية المأخوذة عن قصص قصيرة لسناء البيسي وأخرجها يحيي العلمي. ووقف عماد أديب إلي جانب أحمد زكي في أيامه الأخيرة عندما وقع معه عقد فيلم حليم وهو يعرف أنه لن يكمله.. فقد كان الهدف مساندته معنويا.. وتحقيق آخر أمنية فنية له.. بجانب شعوره بالأمان أن يجد هيثم ما يطمئنه علي مستقبله.. فهو طالب في جامعة خاصة.. ولم يصل إلي بر الشهادة. والحقيقة أن أحمد زكي لم يكن يهتم بالمال.. وقد تلاعب أحد البنوك بحساباته.. ونسب إليه إنفاق مبالغ مالية بواسطة كروت ائتمان لم يستعملها.. كما أن جنونه بالفن وبتجسيد الشخصيات التاريخية في أفلام جعله يرهن شقته في المهندسين وهي الشقة التي خرج بها من الدنيا كي ينتج فيلم السادات.. وكادت الشقة تضيع عليه بعد أن تدخلت الاختلافات العربية حول السادات في انهيار عائد التوزيع الخارجي للفيلم.. كما أنه لم يمر أسبوع علي عرضه في الداخل حتي جري تزوير الفيلم وعرضه علي اسطوانات دي في دي بيعت الواحدة منها بعشرين جنيها. لقد جسد أحمد زكي شخصية طه حسين وجمال عبد الناصر والسادات وعبد الحليم حافظ وكان يتمني أن يجسد شخصية سعد زغلول ومصطفي النحاس وحسني مبارك.. لكن.. قضي السرطان علي تلك المشروعات الفنية الطموحة. والغريب أنه في أيامه الأخيرة فقد البصر وكان يعرف زواره من أصواتهم ويتعمد ابنة خالته سمير ــ وهو فنان كاريكاتير متميز ــ أن يناديهم بأسمائهم.. أهلا يسرا.. مش معقول الدكتور أسامة الباز هنا.. ولم يستطع أحد أن يكتشف فقد أحمد زكي بصره إلا عندما كان يجلس علي كرسي متحرك في الحديقة الخلفية للمستشفي التي تقع بجانب المخازن وفوجئت به يقول لي أنا ورغدة: إنه الآن.. الآن فقط عرفت الشعور الذي كان يشعر به طه حسين. أما اللحظة الصعبة في ايامه الأخيرة فكانت لحظة أن التقي أمه بعد منتصف يوم ما في دار الفؤاد.. لم يكن يريدها أن تراه وهو في الحالة الصعبة التي كان عليها.. ولم أجد مفرا من أن اقنعه بطريقة الصدمة الكهربائية.. قلت له: أحمد أنك سوف تموت خلال أيام.. ولتأت أمك كي تدعو لك حتي يخفف الله عنك.. قلت له ذلك وأنا لا أملك أن أريه وجهي الذي غطته الدموع.. وبالفعل جاءت أمه في سيارة خاصة من الشرقية وأخذها بالحضن وبكيا معا ثم راحت تصلي بجانب سريره وهي تدعو له. والحقيقة أن أحمد زكي كان يعاني من متاعب نفسية تجاه أمه.. فعندما ولد لم يجد أباه علي قيد الحياة.. وعندما شب قليلا كانت أمه قد تزوجت من رجل آخر.. وربما كان فشله في استيعاب الظروف التي فرضت علي أمه الزواج مرة ثانية جعله يقاطعها وأن لم يتوقف يوما عن مساندتها ومساعدتها حتي صفيت الأمور بينهما".
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-06-08, 02:24 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-06-08, 02:27 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-06-08, 02:33 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-06-08, 07:15 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | محمد الأمين موسى | 04-07-08, 06:22 AM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | تيسير عووضة | 04-07-08, 07:08 AM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | maia | 04-07-08, 07:46 AM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-07-08, 06:16 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-09-08, 04:04 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-09-08, 04:07 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-09-08, 06:27 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-09-08, 06:31 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-16-08, 05:35 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | محمد الامين احمد | 04-16-08, 08:10 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-17-08, 06:11 PM |
Re: الراهب... والحلنجي. (أحمد زكي كان ولا يزال عقدة عادل إمام) | اكرم عثمان عبده | 04-30-08, 08:14 PM |
|
|
|