|
Re: ضباط الشرطة المحالين للمعاش (Re: Mohiedin Sir El Khatim)
|
سيادة العقيد سلامات . المعروف أن لشرطة الاقليم الجنوبى خصوصيتها , التى أكسبتها لها اتفاقية السلام , المبرمة عام 1972 بين نظام مايو وأنانيا تو , وحتى بعد انهيار الاتفاقية فى عام 1983 , ظلت شرطة الاقليم الجنوبى تتمتع بتلك الخصوصية , ولا تخضع لرئاسة الشرطة لا من ناحية ادارية ولا من ناحية مالية , فقط هناك تعاون فى مجال التدريب والتأهيل ونقل الخبرات , ولا يعمل ضباط الشرطة من الشمال الا فى مجال التدريب , وبناء على رغبة وطلب من رئاسة شرطة الاقليم الجنوبى , عندما أتى هذا النظام الغيهب للسلطة , شرد من شرد من الخدمة , وبعد أن قوبل نهج الصالح العام , بكثير من السخط والامتعاض من العاملين وعامة الشعب , وعندها كان أوار الحرب قد أشتد فى جنوب الوطن وتصاعد بفضل المبررات الدينية , التى كان يسوقها النظام فى تلك الفترة الكالحة من عمره , فلجأ النظام لاسلوب جديد عله يعينه فى التخلص من مناوئيه والمشكوك فى ولاءهم من ضباط الشرطة , فتم الزج بأعداد كبيرة من الضباط , فى اتون الحرب الدائرة آنذاك , رغم أن الشرطة لا علاقة لها بالحروب والقتال وسفك الدماء , علما بأن ذلك ينسف فكرة انشاء الشرطة ويناقض رسالتها , التى اشتق منها, ذلك الشعار الجميل القائل , الشرطة عين ساهرة ويد أمينة , وقد تحولت لعين حاقدة ويد باطشة نتيجة لطبيعة النظام القهرية . من الأضرار الخطيرة والغير منظورة من اشراك الشرطة , فى الحروب الدائرة فى بعض أجزاء الوطن , هى ظاهرة استعمال العنف التى تفشت , وسط العاملين فى جهاز الشرطة , ضد كل من تسوقه الأقدار لأقسامهم ومراكزهم المختلفة . أما عن الزميل الذى وردت قصته فى تلك الرسالة , فمن الوارد أن تكون عملية نقله للجنوب , قد تمت بقصد التخلص منه , ولكن مشيئة الله أن يعود لأهله سالما , الحالة النفسية التى ألمت به , ربما مردها للفظائع والمآسى التى شاهدها بأم عينه , كان على الدولة معالجته بدلا عن فصله من الخدمة , بالضبط كما فعلت مع الرائد ابراهيم شمس الدين , عندما أصابته حالة الهستريا وعدم النوم , بعد ارتكابه لمجزرة جوبا عام 1992 , والتى أزهق فيها بمفرده أرواح المئات من الأبريا , ومنهم دفعتى أونسمو كيرى بايا الذى قرأت اسمه فى أحد نشرات منظمة العفو الدولية عن مجزرة جوبا , وأرسلته الدولة لألمانيا لتلقى العلاج , وبالفعل عولج , وعاد ليمارس نفس تلك المهمة الوضيعة التى كان يمارسها الى أن أخذه الله أخذ عزيز مقتدر , بعدين منو الما قاعد يعانى من حالة نفسية الآن فى شرطة السودان سوى كوادر النظام , حيث الجميع يخضعون للضغوط اليومية , وبعدة وسائل , منها انهاء الخدمة , التخطى فى الترقيات وغيرها , أتمنى أن يولى الزملاء فى الداخل قدر من الاهتمام والمتابعة لحالة الزميل المذكور , ولا أعتقد أن الدكتور عادل العاجب الذى نعول عليه كثير فى مثل هذه الظروف الانسانية , سيقف مكتوف الأيدى ان رفع له أمر هذا الزميل .
|
|
|
|
|
|