الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 00:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2008, 10:40 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك (2/3)

    د. أحمد إبراهيم أبوشوك

    ويبدو أن الدافع الرئيس وراء تبني نظام الانتخاب المختلط يتبلور في عيوب نظام الانتخاب الفردي البسيط الذي يُوصف بعدم التناسب بين مجموع أصوات الناخبين والأصوات التي يحصل عليها الفائزون، لأنه ربما يعطى الأغلبية لحزب واحد في البرلمان دون يحصل ذلك الحزب على أغلبية الأصوات، وينعكس ذلك أيضاً على مستوى الدوائر الانتخابية الجغرافية، حيث يحصل أحد المرشحين على نسبة تقل عن 50% من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات الدائرة الجغرافية المعنية بالأمر. فعلى المستوي البرلماني القومي مثلاً، حصل الحزب الوطني الاتحادي على أغلبية مقاعد البرلمان في انتخابات عام 1953م، وذلك بنسبة تقل عن 40% من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في كل الدوائر الجغرافية؛ وعلى مستوى الدوائر الجغرافية فإن نسبة الفائزين الذين حصلوا على أكثر من 50% في انتخابات عام 1965م كانت لا تزيد عن 50% من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم. ومن أصدق الشواهد في هذا المضمار أن عثمان إسحق آدم، مرشح حزب الأمة في الدائرة 142 كتم الشمالية، قد فاز بـ 21% من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، وأن مضوي محمد أحمد، مرشح الوطني الاتحادي في الدائرة 67 المسيد، قد فاز بـ 24% من مجموع الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم. إذاً هذه الشواهد تؤكد صحة الفرضية التي ذهب إليها مشرعو مشروع قانون الانتخابات لعام 2007م، بأن نظام الانتخاب الفردي البسيط غير عادل ولا يعكس التمثيل الحقيقي لتوجهات الناخبين. إضافة إلى هذه العيوب نلحظ أن نظام الانتخاب الفردي يسهم في ترسيخ أدبيات الولاء القبلي والجهوي، ويسهِّل عملية التلاعب بنتائج الانتخابات من خلال تقسيم الدوائر الانتخابية وتوزيعها كما حدث في انتخابات عام 1958م وانتخابات عام 1986م. وفي المقابل يعطى التمثيل النسبي إطاراً أوسع لتمثيل كل القوى السياسية والمرأة بنسب معقولة، ويقلل من حدَّة الصراعات القبلية، لأن الولاية ستكون وحدة انتخابية قائمة بذاتها دون أن تُجزأ إلى وحدات صغيرة. وفي ضوء هذه التقابلية بين الفردي والنسبي نصل إلى أن نظام الانتخاب المختلط سيكون خطوة إيجابية تجاه تطبيق نظام التمثيل النسبي، وبذلك تتم عملية تداول السلطة وفق نسق انتخابي جديد، له القدرة على تجاوز سلبيات نظام الأغلبية البسيطة الذي ابتدعه المستعمر وسارت على هدية الحكومات الوطنية اللاحقة، لكن هذا لا يعني أن هذه النقلة النوعية ستتحقق على صعيد الواقع دون حدوث استقرار سياسي في السودان.
    ويصب أيضاً في وعاء المتغيرات الدستورية والقانونية التي طرأت على البُعد الساكن للعملية الانتخابية عدم تخصيص دوائر للخريجين، فلا شك أن هذه الخطوة تُعدُّ تجاوزاً إيجابياً لأدبيات التراث الانتخابي في السودان، لأن فكرة تخصيص دوائر الخريجين قد طرحها المشرع البريطاني في قانون الحكم الذاتي لعام 1953م، متعللاً بأن تمثيل الخريجين سيفعِّل العملية الديمقراطية داخل قبة البرلمان وخارجها. إلا أن الخصومة التي نشبت بين الاتحاديين والسيدين عام 1956م قد قادت إلى إلغاء دائرة الخريجين في قانون الانتخابات لعام 1957م، نكاية في الحزب الوطني الاتحادي صاحب الأغلبية في أوساط النخب المستنيرة آنذاك. بيد أن القوى الحديثة وصاحبة الحضور السياسي الكثيف في ثورة أكتوبر 1964م قد أعادت دائرة الخريجين في قانون الانتخابات لعام 1965م، ورفعت عدد مقاعدها من خمسة إلى خمسة عشرة مقعداً، وكان الفوز فيها حليف الحزب الشيوعي السوداني (11 مقعداً) وجبهة الميثاق الإسلامي (معقدين) والوطني الاتحادي (مقعدين). وفي قانون الانتخابات لعام 1985م رُفع عدد مقاعد الخريجين إلى ثمانية وعشرين معقداً، ووزعت تلك المقاعد إلى أساس ولائي، وكان الفوز فيها من نصيب الجبهة الإسلامية القومية التي حصلت على ثلاث وعشرين مقعداً. ويؤخذ على دوائر الخريجين بصفة عامة أنها تخلق نوعاً من التفضيل الطبقي بين المواطنين لا مبرر له، حيث أنها تميز الخريج على دافع الضريبة العادي بإعطائه صوتاً إضافياً، زد على ذلك أنها قد سهَّلت عملية التحكم المسبق في نتائج الانتخابات، وذلك بتحديد حجم الدوائر الانتخابية وتوزيعها كما حدث في انتخابات عام 1986م، حيث أُعطيت ولاية الخرطوم ذات الثقل الانتخابي الكبير (33966 ناخب) ثلاثة مقاعد فقط، بينما مُنح الإقليم الأوسط خمسة مقاعد بالرغم من نسبة الناخبين فيه تقل عن 50% مقارنة بالعاصمة القومية، ومُنح الإقليم الجنوبي سبعة مقاعد، علماً بأن عدد الناخبين فيه لم يتجاوز 2560 ناخب. وبهذه الشواهد التاريخية والسياسية نصل إلى أن مشروع قانون الانتخابات القومية لعام 2008م قد خطى خطوة إيجابية بعدم تخصيصه مقاعد بعينها للخريجين، وبذلك ضرب سهماً في المساواة بين المواطنين.
    بيد أن مشروع القانون نفسه قد أغفل وضع المغتربين في العملية الانتخابية، علماً بأن عددهم يقدر بثمانية مليون مغترب، وربما يبلغ عدد الناخبين المؤهلين بينهم ثلاثة مليون ناخب. وكما يرى الأستاذ فيصل خالد فإن حرمان المغتربين من الاشتراك في الانتخابات البرلمانية القادمة حسب ما جاء في المادة 11/6 فيه تعارض صريح مع المادة الدستورية 41/1 التي تكفل حق الاقتراع لكل مواطن سوداني توفرت فيه الشروط القانونية التي تأهلَّه لاختيار ممثليه في الأجهزة التشريعية والتنفيذية (رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب)، وذلك وفق انتخابات دورية تكفل له حق التعبير الحر عن إرادته السياسية. ويرجع تاريخ مشاركة المغتربين في الانتخابات إلى عام 1953م، عندما اشتركوا في انتخابات دائرة الخريجين ذات المقاعد الخمسة، وفي عام 1965م تجددت مشاركتهم في انتخابات دائرة الخريجين ذات المقاعد الخمسة عشرة على المستوي القومي، وفي عام 1986م كانت مشاركتهم على المستوي الولائي، لأن مقاعد الخريجين الثامنة وعشرين قد وُزعت بين ولايات السودان المختلفة. وبناءً على ما تقدم فإن مشاركة المغتربين في الانتخابات القادمة تُعدُّ ضرورة قومية، واستحقاقاً دستورياً ومطلباً سياسياً، فلذا طالبت بعض الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بضرورة إقرارها في مسودة قانون الانتخابات القومية لسنة 2007م قبل إجازته، وتحديد الكيفية التي يتم بها حصر المغتربين في مواطن مهجرهم المختلفة، وتسجيل الناخبين المؤهلين منهم، وتخصيص آليات محايدة تشرف على الإحصاء، والتسجيل، والاقتراع، وفرز أصوات الناخبين.

    نواصل ...




    نواصل ...

    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 04-14-2008, 10:00 AM)
    (عدل بواسطة Ahmed Abushouk on 04-14-2008, 10:11 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-01-08, 10:29 AM
  Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-01-08, 10:40 AM
    Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-01-08, 04:46 PM
      Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-02-08, 10:02 AM
        Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-06-08, 04:12 AM
          Double Jeopardy Adil Al Badawi04-06-08, 07:10 AM
          Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-14-08, 04:49 PM
  Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Nasr04-06-08, 07:23 AM
    Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك kabbashi04-06-08, 07:42 AM
      Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-06-08, 02:50 PM
        Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك ابوهريرة زين العابدين04-06-08, 04:52 PM
          Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-07-08, 10:23 AM
  Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Kabar04-07-08, 05:39 PM
  Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك بدر الدين اسحاق احمد04-12-08, 11:42 AM
    Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-14-08, 10:06 AM
      Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk04-15-08, 01:21 AM
        Re: الانتخابات السودانية بين جدلية البُعد الساكن والمتحرك: أحمد إبراهيم أبوشوك كمال علي الزين04-15-08, 08:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de