في عيد المسرح:نحو أمل متزايد.. لواقع مؤلم

Quote: ايمانويل نجم سوداني في سماء أمريكا أوصاني الدكتور قرنق أن أجعل للموسيقى دوراً مهماً في النضال اجراه: اتيم سايمون مبيور- مثيانق شريلو في يوم 9/1/1969 ولد الفنان المبدع ايمانويل مارك كيمبي، بمدينة واو عاصمة ولاية غرب بحر الغزال، من اسرة فنية عريقة، فجده كيمبي ميلي فنان شعبي لقبيلة بايا المشهورة بالكريش، والداه كانا مرنمان في فرقة الترانيم برعية القديسة مريم، والتي انضم اليها لاحقاً في العام 1978، وعلى يدي الاستاذين بيتر سلفريو وشقيقه تعلم العزف على آلة الجيتار والذي بموجبه انضم الى فرقة جاز مونيكا 1982 حتى العام 1985، وبعد اشتداد الحرب نزح الى شمال السودان كغيره من النازحين ليواصل دراسته بمدرسة الابيض النموذجية لمدة عام دراسي واحد، ثم عطبرة الحكومية القديمة عام 1988. فيما بعد اصبح ايمانويل كيمبي المشرف الموسيقي لفرقة التراتيل في كنيسة القديسين بطرس وبولس بالخرطوم، عاد مؤخراً من الولايات المتحدة الامريكية بدعوة من الحركة الشعبية للمشاركة باغنياته في الذكرى الثانية لتأبين الراحل دكتور جون قرنق دي مبيور، وبعد ان أحيا عددا من الحفلات الناجحة في جوبا، واو والخرطوم، التقيناه قبل العودة وكان لنا معه هذا الحوار الذي يتلمس جوانب من تجربته ومسيرته الفنية من مدينة واو الى الخرطوم ثم اثيوبيا حتى المهجر في كارولينا الشمالية.. فالي مضابط الحوار: متى هاجرت الى امريكا؟ - مع بدايات اشتداد اوار الحرب وتزايد اعداد النازحين جاءني الاحساس بمخاطبة اهلي، حيث كنت اذهب واقضي عطلة نهاية الاسبوع- الخميس- في أحياء النازحين في معسكرات مايو ودار السلام وكرتون كسلا، وهناك التقيت بمجموعة شباب امثال الاستاذ كليتو، إدوارد لينو، وجيمس سعد الله، حيث اقترحت عليهم ضرورة تكوين فرقة بغرض تقديم حفلات ترفيهية للنازحين، فكان ميلاد فرقة لوانقا في العام 1990، وهى تذكار لذكرى القديس اليوغندي تشارلس لوانقا. üما هو الهدف من انشاء هذه الفرقة؟ - الهدف من إنشاء وتأسيس الفرقة بعد تقديم الحفلات الترفيهية للنازحين، كان توصيل رسالة تعريفية عن الآثار الاجتماعية للحرب عن طريق الموسيقى، وقد جاءت البداية بصعوباتها إذ كنا نشتغل على الآلات البسيطة ( نورمل جيتار) الى ان تبرع لنا مشكوراً المطران وقتذاك قبريال التزبير واكد بسماعات كبيرة، وسمح لنا الاب جينو باقامة الانشطة والبروفات داخل الكنيسة، وقد اصبحت لوانقا فينا بعد حسب التصنيف من افضل الفرق الافريقية في السودان وشاركت في مهرجان الاغنية الوطنية ومعرض الخرطوم الدولي، ولظروف مرض والدي سافرت الى مدينة واو واحيت عدة حفلات بمفردي وبعدها عدت الى الخرطوم. üاغنية شين شين اثارت جدلا واسعا؟ - في الخرطوم حدثت لي مشكلة بيني وبين جهاز الأمن بسبب اغنية (شين شين) التي تحكي قصة معاناة الحرب بالنسبة للمواطن من جنوب السودان، وتم اعتقالي لمدة 29 يوما، وبمساعدة بعض الاخوة استطعت الهرب حيث توجهت يوم 27/12/1995 الى مدينة حلفا وخشم القربة، ثم سافرت الى اثيوبيا بسبب تلك المضايقات الامنية. üمتى انضممت للحركة الشعبية؟ - في اثيوبيا انضممت الى الحركة الشعبية لتحرير السودان بصفة رسمية، كما واصلت نشاطي الفني لمدة ثلاثة اعوام مع العديد من المجموعات والفرق الفنية مثل (هاي فاست باند) ونايت كلاب، و(ثري ام باند) كما احييت عدداً من الحفلات للجيش الشعبي في المناطق المحررة. وهاجرت الى امريكا بموجب برنامج اعادة التوطين في 10/9/1998 الى ولاية شمال كارولينا مدينة رالي مع زوجتي مارغريت نوفيلو التي تزوجتها في اثيوبيا. üالبومك الاول شين.. شين لاقى نجاحا كبيرا؟ - استفدت من العمل على احياء الحفلات في (نايت كلاب) حيث استطعت تسجيل نسخة عادية من البومي الاول ( شين شين) الذي حظى بتوزيع عالي في مصر واثيوبيا، وصادف ذلك زيارة الدكتور جون قرنق الى اثيوبيا حيث اخذه معه. وقد وجدت التجربة نجاحاً مقدراً استطاع ان يعرفني بالجمهور هناك. üما هي الصعوبات التي واجهتك بامريكا؟ - في بدايات وجودي في امريكا واجهت عدة صعوبات لكن الصدفة والحظ لعبا دوراً كبيراً في تقديمي كفنان. ففي ذات مرة كنت اشاهد برنامجاً تلفزيونياً يتعلق بالقضايا الفنية وقد عكف على تقديمه احد النيجيريين، حيث قمت باخذ رقم هاتفه والاتصال به، ومن خلال النماذج الموسيقية التي قدمتها ابدى اعجاباً كبيراً بالتجربة، واتصل بمغني ريقي من ترينينداد يدعى (رالي غري) وحدثه عني، وبعد ترتيبات عدة ذهبت الى الاستديو الذي يملكه بريناند ستوكس، من هذا الاستديو خرجت نسخة اسطوانة (شين شين) الحالية بامكانيات بسيطة، اما اللمسات الاخيرة لشين شين فقد تم وضعها في استديو الدكتور لورنس دوناس وهو اخصائي عظام وهاوي للموسيقى، وقد سألني دكتور لورنس بعد الفراغ من الاسطوانة قائلاً (كيمي.. كيف لي ان اساعدك) فاخبرته بقصة الحرب وكيف انني اود استخدام الاستديو الخاص به لايصال صوتي للآخرين في العالم، فبدأ مرحباً للفكرة وهو الممول الرئيسي للعمل. وعندما ارسلت النسخ الاولى من البوم شين شين الى السودان احتجزتها السلطات الامنية مما شكل صعوبة كبيرة في التواصل مع الجمهور المستهدف. üما هي تجربتك مع د. لورنس؟ - استمرت تجربتي مع دكتور لورنس في الاستديو وبعد البومي الاول، واجهتني مشكلة في توزيع الالبوم بامريكا بسبب الطابع السياسي لمجمل اغنياتي. ولكن بعد صعود قضية السودان الى السطح تذللت تلك الصعاب، وقبلها كنت اعمل في وسط الجالية السودانية باحياء الحفلات في الايام الثقافية واحتفالات ذكرى اعياد الحركة الشعبية 16/ مايو وهناك كانت بداية انطلاقي نحو الشهرة حيث زرت 31 ولاية في امريكا و4 في كندا، كما شاركت في ذكرى ميلاد بوب مارلي في كارولينا الشمالية، بجانب بعض المهرجانات الثقافية، وبحكم علاقتي مع دكتور لوري وبيتر استطعت انتاج البومات (حرروا جنوب السودان، في انتظار السلام، جنوب السودان تحرر وهيرو زى البطل الذي هو تخليد لذكرى الشهيد المناضل الدكتور جون قرنق دي مبيور، كما انتجنا فيديو دعائي يحوي 6 اغنيات منها (شين شين، صلوا لينويورك، هيرو، حبوا بعضكم بعض). üحدثنا عن تجربة تعاونك مع الشعراء؟ - قمت بتأليف معظم الاغاني وكتابتها لوحدي، كما تعاملت مع بعض الشعراء امثال لادو كوبيك، باتشاجوال، كالشوكتاس، واكو، وكذلك دكتور لورنس في اغنية (حلم الحرية) وقد الفت معظم الاغاني باللغات المختلفة لجنوب السودان بيد انني لا اجيد جميع هذه اللغات بطلاقة، فقد كنت اكتب بالعربية او الانجليزية ومن ثم اقوم بترجمتها الى لغاتها الام، وكانت الاغاني بلغات البلندا، الدينكا، النوير، عربي جوبا، سواحيلي لنقالا، واللغة الانجليزية. üلماذا يغني ايمانويل؟ - في بداية بث اذاعة الحركة الشعبية كنت ادوام على سماعها على الرغم من صغر سني، وعندما انتابني شعور بأنني يمكن ان اكون شيئا مفيدا في المستقبل، تغنيت بغرض الاصلاح السياسي والاجتماعي والديني لذا كانت (يا كرت جيبو لينا قان)!! üهل التقيت بالفنان الفا بلاندي؟ - ما يقال في هذا الخصوص لا يعدو ان يكون مجرد اشاعة فانا لم التق بالفا بلاندي، وهو عندي من الفنانين الكبار الذين تأثرت بهم في تجربتي ومسيرتي الفنية فقط التقيت الفنان الجنوب افريقي لاكي دوبي في العام 2002م. üمتى التقيت بالراحل د. جون قرنق لاول مرة؟ - اول مرة قابلت فيها الدكتور جون قرنق كانت في مارس 2003 بمدينة واشنطن دي سي. عندما اتصل بي حرسه عن طريق احد اصدقائي الذي اخبرني بأن الدكتور جون قرنق يريدني في واشنطن، فسافرت الى هناك وجلست معه لفترة نصف ساعة وشكرني على البوم شين شين الذي ارسلته له، وقد كان هذا شرف عظيم بالنسبة لي وقد اوصاني قائلاً: يا كمبي حاول ان تجعل للموسيقى دورا مهما في حركتنا النضالية وهى وصية كان لها التأثير القوي في حياتي الفنية فيما بعد فالدكتور جون قرنق ترك بصمة كبيرة في حياتي. وقد كانت المرة الثانية التي قابلت فيها الدكتور جون قرنق في ولاية اريزونا 2004 عند حضوره للمشاركة في مؤتمر الاطفال المشردين، واتذكر بعد ان القى خطابه في تلك المناسبة قدمت اغاني ضمنها اغنية (يا كومرت) حيث كان يستمع باهتمام وقام وحياني ممسكاً بيدي. دكتور جون قرنق لو جلست اليه لا يمكنك ان تتصور كم هو متواضع وقائد بكل الصفات، وكان هناك لقاء ثالث لم يكتب له النجاح إذ دعاني بعد توقيع اتفاقية السلام للمشاركة في مؤتمر اوسلو للمانحين. ولكن حدثت لي مشكلة تتعلق بالاجراءات وضيق الوقت مما عطل مشاركتي في مؤتمر اوسلو، وكانت هناك ايضا ترتيبات لتقديم حفلات ترفيهية للجيش التي صادفت رحيله الفاجع، لذا انا عهدي بالرسالة التي اوصاني بها مع ايماني بأن الفن يساهم بدور كبير في نشر رسالة السودان الجديد. üهل انت متابع للمبدعين من جنوب السودان؟ - ظللت اتابع باهتمام لاخبار الحركة الفنية بالنسبة للمبدعين من جنوب السودان، وقد كان الاستاذ ديرك الفريد يمدني بنسخ لالبومات بعض الفنانين فاستمعت ل ببيانا ناشان، فولينو محيوكا، استيفن اوشلا، جون كودوسي، لوانقا، وميلودي وايمانويل لاسو. وهي حملة فنية قوية جدا تنقصها الامكانيات وصعاب التسجيل، وضعف التوزيع الموسيقي. لكن بعض كلمات الاغنيات تعاني درجة من الهبوط. - ظهرت اصوات فنية غنائية جديدة في امريكا وكندا، لكنهم مواجهون بمشاكل التوزيع والتسويق بالنسبة لانتاجهم الفني وهو ما اعاق كثيرا انتشارهم وتواصلهم مع الجمهور بالداخل فهناك مبدعون كثر منهم ايمانويل جال مغني الهيب هاب، وهو موجود في بريطانيا ويانق ديفيد في امريكا، بجانب ديناميك - كنيدي لوريا ودوت مثيانق في كندا، اضافة الى العديد من الفرق والمجموعات الغنائية والثقافية. üايقاعات القبائل الجنوبية هل تستهويك؟ - الايقاعات الجنوبية تعلمتها في البدايات واستمعت لايقاعات بعض القبائل مثل الدينكا والنوير واللاتوكا، ولاحظت مدى التشابه بينها، فوظفتها بهدف تعريف الاخر بها. üكيف تنظر للساحة الفنية بالجنوب؟ - كنت منذ وجودي في امريكا احاول ان انسق مع وزارة الاعلام في حكومة الجنوب باعداد برنامج لم يتم للظروف المادية. وزيارتي جاءت بدعوة من الحركة الشعبية والذكرى الثانية لتأبين الراحل د. جون قرنق. وذهبت الى جنوب السودان وقدمت حفلة في استاد كرة السلة. ايضا لاحظت ان اتحاد الفنانين في جنوب السودان لم يباشر مهامه بسبب مشكلة التسجيل في وزارة الثقافة بجنوب السودان، اما في واو التي هي مدينتي حظيت باستقبال رسمي فنظمت عددا من الحفلات مع وزارة الثقافة بالولاية، وقد احتفت بي الاجهزة الاعلامية في الجنوب كثيرا، كما احييت بعض الحفلات في الخرطوم، ومنها حفلة في مركز كوتو الثقافي.