|
Re: من دررالحقيبة .. كلمات من ذهب .. وتوثيق دقيق لحركة المجتمع السوداني ! (Re: وائل فحل)
|
وعتيق – كعادة شعراء زمان – يطلب من النسيم ان ينقل حاله وامنياته للمحبوبة , شارحا حالة التعارض بين قسوة محبوبته وصدها عنه ورغم ذلك يكتب عنها اجمل الاشعار , لنقرأ معاً قصيدة ( أرجوك يا نسيم ):
الحب , نفسه عند جيل شعراء الحقيبة كان يأخذ شكلا روحياً , نوعاً ما , لا تشوبه الأغراض المادية المحسوسة التى ( تنطط) حولها اكثر القصائد فى زماننا هذا . ولكن رغم ذلك , لا يسعنا احيانا , الا ان نضبط الشاعر متسللا من هذه الرومانسية الروحية الصافية , الى الجانب الاخر ! , ولنطالع معا قصيدة ( ذكرى ) لعتيق :
ونصل شيئاً فشيئاً الى القمة , الى حيث اظهر عتيق موهبته كاملة فى التصوير والرسم بالكلمات , ليقدم لنا ( فلاش باك ) جميل لمحبوبته , والعلاقة اللطيفة التى كانت , حاثا اياها على العودة بخيالها الى الماضى , وهنا تبين موهبة عتيق فى تقديم لوحة مفصلة , ومشهد مكتمل , حتى ان اى فنان تشكيلي يستطيع بسهولة ان يأخذ الأوصاف المكتملة التى ذكرها عتيق هنا لتلك الجلسة , ويصنع منها لوحة تشكيلية مكتملة بأصوات الطيور , وانسياب النهر , ومنظر النجوم!. انها القصيدة اللوحة , ( اذكري ايام صفانا ) :
وأنا ,بصورة خاصة , أحببت قصيدة عتيق المسماة ( ناعس الأجفان ) , ربما لأني استمعت لها بطريقة مختلفة ورائعة بصوت الفنان محمود عبد العزيز فى احد تسجيلاته القديمة , فالقصيدة بها مجموعة من الجمل الشعرية الجميلة , مثلا ( ليك نفرة الغزلان .. مع جبرة الفرسان .. فى هيبة المنصور ) , وغيرها مما يمكنكم قراءته فى القصيدة :
شاعرنا هذه المرة , هو المساح , وقصيدته هنا مسماة ( ظبي الخدر) , وهى بالطبع من ذلك الزمان الذى مضى , حين كانت الحسان ذوات خدور واختفاء , الآن تغير الزمن , خرجت البنات من خدورهن , وأصبحت الظباء نفسها من الحيوانات المهددة بالانقراض ! . ونلاحظ فى قصيدة المساح هذه , مدى التشابه بالطرق الفنية للشعراء العرب القدامى , النابغة وجرير وكعب وغيرهم . أعني هنا التشابه فى الصورة الفنية , تشبيه المحبوبة بالشجرة المثمرة , وصف طيب ريقها , وطيب شعرها , والحراسة والصون الشديد لها , ووجودها فى خدرها , والطرف الكحيل والصدر العالى والخصر النحيل ! , كلهاصور فنية متطابقة تماما مع ما استعمله قدامى الشعراء العرب , مع اختلاف لغة الشعر , وان كانت عن جيل الحقيبة اقرب الى اللغة الفصحى منها الان . نقرأ للمساح , قصيدته ( ظبي الخدر ) :
وشاعر آخر , هو ( بطران) , له قصيدة يصور فيها حاله بطريقة تجعلنا نرثى له ونشفق عليه من الهلاك بسبب الحب , وهذا يبين لنا كيف ان طبيعة الحياة الاجتماعية السودانية كانت محافظة للغاية , بحيث ان العاشق كان يقاسي ليحظى بلقاء معشوقته , وربما تمر الشهور الطويلة دون ان يقابلها , كل هذا وهو لا يملك سوى ان يرسل امنياته وأشجانه لها عبر النسيم , مرسالهم المفضل , ان لم يكن الوحيد , كما قال الجاغريو ( مر يا نسيم الليل .. مالى سواك دليل ) , ثم ينتج لنا أشعارا جميلة توضح حاله , فهل نحتاج الى ان يعود المجتمع محافظا كما كان لنستمتع بالشعر الجميل ؟!
الى قصيدة بطران :
ثم نمضي لنصادف ( الجاغريو ) ,
والجاغريو علم آخر من اعلام الشعر الاصيل , ونقرأ قصيدته ( اوصف خدودو ) , واترك التعليق لكم !
وقبل ان نعرف مسابقة ملكة جمال الكون , كان شاعرا الجاغريو قد ابتكر شيئا خاصا به سماه ( سيدة شباب الكون ) ! , وهى واحدة من قصائده المعروفة , نطالعها هنا :
... .. فى المرة القادمة سنذهب مع الشاعر( ود الرضي ) فى مجموعة من قصائده . .. .
|
|
|
|
|
|