وطـــن الجَراقِـسَة
وطـــن الجَراقِسَة إشتق أحد كتاب سودانيز أون لاين مصطلح " جرقاس الجلابة " وهو يعني بالعربي البسيط كلب الجلابة ، فجرقاس حسب التعريف الذي أتت به إحدى كاتبات الموقع ، فهو كلب يتبع سيده ويؤدي دوراً سلبياً في كل المهام التي يجب على الكلاب ان تقوم بها ، وحسب ما افهم إنه الكلب التابع لسيده والذي يسعى للدفاع عن سيده في كل الاحوال. إشتق ذلك الوصف لبعض ابناء غرب السودان الذين يتصدون للبعض الآخر من الغرابة ذاتهم في معارك طاحنة ميدانها الأنترنت هذا الكائن الغريب الذي بدلاً من أن يكون أداة للحوار تحول لميدان آخر فيه الدبابين والمناضلين واشباههم. ومصطلح جرقاس الجلابة جاء من خلال فتح البعض نيرانهم بلا هوادة على الجلابة دون تحديد لحدود إستخدام مصطلح الجلابة مما جعل من الصعب تحديد وضعية الجرقاس في هكذا معارك ويكفي أن تختلف مع أي من الاسماء الشبحيّة التي تكتب في المنابر لتلصق بك التهمة وتصبح جرقاساً إلى أن تأتي معركة أخرى وتصبغ عليك صفة مناضل أو مستنير وتدور عليك الدائرة مرّة أخرى وهكذا الحال وشخصياً لي تجربة في هذا الأوصاف وفي نقائضها حسب المعركة ، ولكن حتى الآن لم أوصف بالجرقاس وهو " شرف لا ندعية وتهمة لا ننكرها" كما تقول مصطلحات الشيوعيين الغريبة والساحرة إلى حد المراوغة. وما يحدث هناك في أوطان السودانيين الإفتراضية لا يختلف كثيراً عن ما يحدث في الوطن المضرّج بالدم والزيف والخدع بكل الوانها. فحين تجد الشخص يكون قائداً للمرتزقة في عام 1976 ، يستطيع التحول ببساطة لخانة أخرى تسمح له بمحاكمة المرتزقة الجدد وبشكل رادع كمان ! في عام 2008 ، ونفس الشخص الذي كانت صورته لا تأتي في جهاز التلفزيون الرسمي للدولة وإلا عليها علامة الضرب يمكن أن يتحول ببساطة لشخص وطني من الطراز الخارج من الجلابة وجراقستهم ، والقادر بحكم المولى عز وجل أن يحل الازمات التي جائت الإنقاذ لتنقذنا منها ومنه ! والأغرب أن تعود الدائرة بعد عشرات السنين لنفس النقطة التي أنطلقت منها ويتسابق الناس في إختطاف السيد قائد الإنقلاب القديم ، هذا الرجل الذي اصبح كرة بين لاعبين كل منهم يحاول أن يدخلها في جيبه ، بينما ادخل الإثنين السجن من قبل وقد ظهرأحدهم في التلفزيون حليق الدقن والشنب بينما ظهر الآخر مرتدياً عباءة الإنقاذ عائداً للمنشية وحاكماً للقصر بالتلفون أو تحول القصر للمنشية - الله أعلم - ودقنه مرصّعة بإبتسامة غريبة لا تشبة في سحرها إلا مصطلح الشيوعيين اعلاه ! وتعود الآن الدائرة ليواجه الرجلين تبادلاً غريباً للمواقع بينما يتم التحقيق مع احدهم حول دورة في " سباق المسافات الطويلة " على حسب رواية الراحل عبد الرحمن منيف أو في عملية " الذراع الطويل" والتي قطعت فيها ازرع الداخلين إلى أم درمان وحتى الخارجين منها والقادم ساكنيها ، وتصبح أمدرمان في عمامة الآخر منشيّة اخرى في ذات العشية وهكذا ينتقم كل منهم من الآخر بذات الجلابية او الكاكي لا يهم ، فأي منهم لا يرفض دور الجرقاس بل يطالبون بإمتيازاته مع هدية حسن سير وسلوك ينقلها التلفزيون السوداني من ودنوباوي ، كما تنقل صور ومشاهد موتى خليل إبراهيم مساء العاشر من مايو ذاته الذي إختلط فيه الدم بالهم الوطني وكانت البلاد غاب هَزّة بسيطة لتسقط في الجرف الهاوي الذي يحاول الجميع أن يشيدوا أحلامهم على اطرافه!. ولخليل إبراهيم جرقاسته أيضاً في الانترنت وهو ذاته قيل جرقاساً لجرقاس آخر وهكذا يمتد وطن الجراقسة ليشمل كل الأسماء بلا إستثناء حتى أصبح الحصول على دور حقيقي للجَرْقَسة خارج الانترنت هدف يسعى له الجميع وأعني بالجميع كل الذين رايتهم جالسين يسار او يمين السيد قائد الإنقلاب القديم والذين رايتهم في ما يرى الصاحي مع قائد الإنقلاب الجديد وهم الآن لا يتلقون التعازي في موتاه المشتتين على يمين ويسار شارع العرضة ويشربون الشاي وسط عوائلهم ! ولم يقولوا لخليل اعرض عن هذا قبل ايام قليلة بل قالوا له تعال ونحن معك على الغرباء . وبعد هذه اللولوة الكثيرة التي أدخلنا فيها كُتّاب " الأسافير" وكتاب المصير المجهول الجالسين في أمدرمان وفي المنشية وما بينهما ، كان لابد لنا أن ننال لعنة أحدهم أو وصفاً جديداً نسميه " جرناس " وهو محاولة غير برئية أن نضع أنفسنا كجراقسة للناس العاديين نتبع رأيهم ومواقفهم ونتخذ حالة الحذر المعروفة والإنتباه اللازم من الجراقسة الوطنيين. الخطاب المدلوق في الانترنت أصبح يمثل خطراً حقيقياً ويكشف الكثير من المسكوت عنه في صدور الساسة القدامى والجدد وجراقستهم وربما يفسر التصريحات الغامضة والإتفاقيات والحروب جميعها وبالنسبة لنا نحن الذين حلمنا بوطن صدقناه في الخُطب السابقة وحاولنا أن نعمل في ساحات متعددة لتحقيقة ، يمثل هذا الخطاب نقطة مهمة لنا للتوقف والمراجعة والتفكير مرات ومرات قبل أن نقدم على أي خطوة ، وحين اقول نحن اقصد قطاع واسع من الحالمين والحالمات بوطن فيه الخير والتسامح والصدق بين الذات والشعارات التي تتبناها، وهؤلاء شيدوا وطناً إفتراضياً في ساحات واسعة وفي جبهات متعددة وكانوا انفسهم وليس لهم جراقيس وليسوا جراقيس لأحد وفيهم الغرّابي والجلابي ومن لا يؤمنون بالتصنيف وليسوا من حزب او طائفة . بينما يمكن أن يصعد أحد الاشباح الإلكترونية ليصفهم بما شاء ويذهب ليشرب الشاي وسط جراقسته ويقول لهم " صاحبكم ادبتوا " ببساطة يفعلها احدهم والغريب في الامر يمكن أن يكون ذات الشخص جلابي ومن قلب المدن المقتحمة من قبل أعداء الجلابة ولا بأس لو إختار إسماً مستعاراً ، مثل هذا الشخص جرقاس لأهل الهامش أم جلابي متآمر يريد تصوير نضال هؤلاء بإنه ضد فئة معينة هذه الفئة ذاتها يتم إخفائها في المصطلح المطّاط المسمى جلابة ، ولا باس أن يضاف لهم الجنجويد وسيظل هنالك كرسياً خالياً بصورة دائمة لإضافة المزيد ، ومبروك لأخونا مبروك سليم مبروك الذي أنقذ الزبيدية من تهمة العرب المهجّرين حديثاً وعقبال عرب النيجر. لقد تابعت خلال الحملة الامدرمانية على الانترنت عدة خطابات وقد كانت المعركة موازية لتلك التي تجري على الارض فيها صليل الدانات وعزف القرنوف وحتى الطبنجات ، تابعتها من مكان قصي جداً في ارض الله وكنت قد بدات مشاركاً فيها ببندقية معبأة بطلقات التاريخ التسعيني الذي كان فيه خليل دباباً والإمام مجرماً وخطراً على الوطن ، ثم أنزويت لأتأمل في معاركنا وفي التحقق من ذاتي وسط هذا الكم الهائل من الجرقاسة ومجرقسيهم ، وسط هذا الغبار الكثيف والدم والازرعة الطويلة والقصيرة وبيعات الموت!. ووجدت أن لا احد من كل هؤلاء المتحاربين يصلح لان يقود معركة حقيقية ينتظرها الملايين فبينما تعود الدائرة في امدرمان ليوم 30 يونيو 1989 وإعلان نهاية الإنقاذ كمرحلة ودخول رئيس وزرائنا المنتخب في دائرة يصعب على أن اقول عليها دائرة الجراقسة ، لان لا احد حتى الآن يدري مَنْ الجرقاس ومن المُجَرقِس ؟ وسط هذه الحالة الغريبة ، أستطيع أن اقول لأهل الهامش إذا كان كل خطاب البعض المدلوق على الانترنت ضد هؤلاء الجلابة ويتعداهم ليشمل هويات كثيرة وبهذه الدغمسة وعدم الوضوح هو مشروع ثورتكم فأنا سأضع بندقيتي لأكون جلاّبي مع الجلابة منذ اليوم وليس جرقاساً بل ساربط مصيري بهم " نغرق او نمرق " وإلا فلتتصدوا لأن ثورتكم تغرق في بحر العنف اللفظي وتخرج من سياق المطالب المشروعة للوحل العنصري ، واقول للجلابة إذا كانت هذه هي دولتكم التي نحاربها جميعنا وبمختلف جبهاتنا واسمائنا والتي يموت فيها الناس ظلماً وتروح فيها الحقوق شمار في خُطبة ،فهي حتماً ساقطة . وبين دولة الجلابة وجراقستهم ودولة الهامش وجراقستهم برضو، هل يمكن بناء وطن رابع يسعنا جميعاً ؟ يوسف عزت الماهري 19 مايو 2008

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]