|
الذراع الطويل .....و...... العمر القصير
|
الذراع الطويل .....و...... العمر القصير
د. امتنان احمد عبدالله
- [email protected]
الذراع الطويل .....و...... العمر القصير
بعد عملية الذراع الطويل النوعية والفريدة في عالم استراتيجيات الحروب الخاطفة – المشاعر عندي تتداخل- هنالك اشياء محزنة الي حد الجنوح واخرى مضحكة ومعها الاشفاق من المحزن جدا ان نري و يرى العالم كله عرض القناة السودانية الحكومية ومعها فضائية الجزيرة للاطفال المشردين الذين تم القبض عليهم من تحت الكباري والمجاري بوسط واطراف الخرطوم ثم ارغامهم على ارتداء الملابس العسكرية والتي تتبع لفرقة الصاعقة السودانية وضربهم الي حد الادماء والموت. واخيرا عرضهم كاسرى حرب تابعين لحركة العدل والمساواة. نعم تلك الفعلة الشنيعة جريمة اخرى تضاف الي هامش سجل الانقاذيين بحق الوطن والانسانية – في هامش السجل لان صفحاتهم قد امتلأت . اما المضحكات فهي كثيرة – فمنها السيارات التي تتبع للمعارضة التشادية والتي اعطتها لهم الحكومة السودانية ومازالت تعطيهم من اموال الفقراء ومحرومي الوطن – ان تأخذ بعضا من سيارات المعارضة التشادية وتضربها بنيران كثيفة واخرى خفيفة ثم تعرضها مع اسلحة كانت قد اخذتها من مخازن الاسلحة والمهمات ثم عرضها على المواطن المغلوب على امره باعتبارها من مخلفات العدل والمساواة امر يبعث الضحك لكن يسبقه اشفاق خجول. التخبط الذي حدث في تصريحات اركان الحكومة مؤشر اخر على عدم تماسك اوصال الحكومة متمثلة في شقها الانقاذي. تارة يقللون من عدد السيارات المهاجمة بغية التقليل من شأنها و تارة اخري يضعفونها طمعا في اظهار قوة لم تكن موجودة في الاصل- وتمتد سلسلة الاتهامات شمالا وجنوبا – تارة الشقيقة ليبيا وتارة اخرى الدولة العبرية وفي كل الاحوال الجارة تشاد ورئيسها ادريس ديبي حاضران.
بعيدا عن اي حرف استهلالكي فان عملية الذراع الطويل كانت مدهشة الي حد الاسراف ومقنعة الي حد اليقين ومثالية بدرجة يمكن معها ان تصبح مادة في المدارس العسكرية و نقية في اختيار الهدف وتحييد المواطن بدرجة معها الفضيلة تخجل. رغم انني لا اجد المتعة في الحديث عن الاشخاص الا ان العملية الاخيرة اثبتت قدرات الدكتور خليل ابراهيم العسكرية والسياسية - من الواضح كان فريدا في التخطيط والتنفيذ. لم يعد الخليل بعد ذراعه الطويل رئيسا لحركة العدل والمساواة انما ممثلا لاشواق كل من يتطلع الي رؤية دولة المواطنة في هذا الجزء من العالم.
رغم ان الخطاب المتشنج بدأ يخف شيئا فشيئا الا ان الصدمة مازالت سيدة الموقف لدي الكثيرين من عنصري السودان لا لشئ سواء ان ما حدث يخالف ما تربوا عليها من قيم يغلبها الغش والهروب الي الامام . نجاح الذراع الطويل ليس في تدمير الطائرات القابعة بوادي سيدنا العسكرية في انتظار الماجورين العراقيين من طياري فلول البعث او في عشرات المدرعات التي احرقت او في ارتال السيارات التي غنمت فحسب انما النجاح في اعداد الاخرين في تقبل عهد جديد- قائم على عدالة السماء بدأ واضحا فان الذراع الطويل قد قصر عمر قصار المنهج والتفكير من اهل الانقاذ وغير الانقاذ من متشبثي سودان الامس لكن من الافضل ان يفيقوا لاستقبال نوع اخر من السودان – سودان المواطنة والمساواة بين الناس اجمعين .
|
|
![ICQ](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|