لماذا هلل حزب المؤتمر الوطني لتصريحات السيد/نقد ؟؟

لماذا هلل حزب المؤتمر الوطني لتصريحات السيد/نقد ؟؟
لماذا هلل حزب المؤتمر الوطني لتصريحات السيد/نقد ؟؟ لا يُمكن أن نزعم أن شموع الحرية في السودان قد أضاءت ، أو أن السودان قد طوى عهد تكميم الأفواه ومصادرة الحريات إلي الأبد ، فما حدث البارحة وقبل البارحة يؤكد أننا قد عدنا مجدداً إلي فترة الوصايا ، حيث منع جهاز الأمن صدور صحيفة أجراس الحرية ، ومضى في نفس الطريق ومنع صدور صحيفة السوداني ، حدث كل ذلك مع غياب تام لدور مؤسسات حكومة الوحدة الوطنية التي كان من الممكن أن تقف في وجه هذا الأخطبوط ، فقد أمتلك جهاز الأمن مفاتيح الدولة في السودان ، فكوّن دولة داخل دولة ، فإتفاقية نيفاشا دعت إلي وقف الحرب وإشاعة الحرية ، وها هو حزب المؤتمر الوطني يبكي على بنود هذه الإتفاقية كلما مارست معه الحركة الشعبية إسلوب الكر والفر ، لكنه لا يبكي وأد الحريات في الخرطوم ، في مقالي السابق نقلت معلومة مغلوطة وردت على لسان ربيع عبد العاطي عندما تمت إستضافته في قناة الجزيرة ، فقد تحدث عن خلاف وإنقسام داخل صفوف الحركة الشعبية تجلى في موقف الدكتور لام أكول من عملية التعداد السكاني ، وكما أدعى ربيع عبد العاطي أن لام أكول دعا المواطنين في ولاية أعالي النيل للمشاركة بفاعلية في هذه العملية ، في موقف فسّره حزب المؤتمر بأنه متعارض مع قرار الحركة الشعبية الداعي إلي وقف هذه العملية حتى يُبت في ضرورة إضافة الدين والعرق في نماذج التعداد ، وقد راسلني أحد أبناء الجنوب مصححاً الواقعة التي أشار إليها السيد/ربيع عبد العاطي ، ويقول الأخ /دانيال رينق أن الدكتور كول حضر الإحتفال السنوي لفناني قبيلة الشلك والذي كان شعاره : تعداد السكان أساس التنمية ، وقد كان ذلك في يوم 12 أبريل 2008 ، وفي يوم 13 أبريل 2008 أصدرت حكومة الجنوب قراراً يقضي بتجميد عملية التعداد ، وفي إطار الحرب الإعلامية قام التلفزيون القومي السوداني بنقل إحتفال فناني الشلك حيث ظهر لام أكول وهو يدعو الجنوبيين إلي المشاركة ، طبعاً لم يشر التلفزيون السوداني إلي تاريخ الإحتفال والذي سبق قرار حكومة الجنوب بيوم ، مما جعل الأمر يبدو وكأنه تضارب في مواقف قيادات الحركة الشعبية ، هذه الخدعة لم تنطلي على أبناء الجنوب ، وقد راسلني الأخ دانيال رينق وهو كان أحد الحاضرين للإحتفال ، وقد نصحني بتوخي الدقة في نقل كل ما يقوله حزب المؤتمر الوطني في وسائل الإعلام ، أو ما تروّج له قناة الجزيرة والتي تقف للحركة بالمرصاد ، فالجنوبيين الآن يتحلون باليقظة والفطنة في تدارك مصائد حزب المؤتمر الوطني ، فقد علمهم قرنق الكثير . والضجة الثانية سُمعت من أشخاص إلي وقت قريب كانوا من أنصار التحول الديمقراطي في السودان ، ومن الذين ناصروا مشروع الحركة الشعبية منذ وقت مبكر ، أحدثت تصريحات السيد/محمد إبراهيم نقد جلبة وضجة وتناقلتها وسائل إعلام حزب المؤتمر الوطني كأنها كتاب منزل من السماء ، قال السيد/محمد إبراهيم نقد أن الحركة الشعبية أصبحت تتخبط في إتخاذ القرار ، وربما يكون السيد/نقد مرتبط بصفقة خاصة مع جهاز الأمن السوداني أدت إلي خروجه من مخبئه ، مما يجعل تصريحاته لا تخرج عن إطار تبادل الود أو رد الجميل ، لكن الحركة الشعبية لها قواعد في إتخاذ القرار ، وهي صاحبة موقف في التحول الديمقراطي ، وهذه الصحافة التي أوصد جهاز الأمن أبوابها هي من ثمار نضال الحركة الشعبية ، والحزب الشيوعي الآن مشارك في حكومة الإنقاذ ، وقبل نيفاشا كان الشيوعيين في السجون والمنفى وغير آمنين حتى في بيوتهم ، فهذا الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه وهم يتحدثون لوسائل الإعلام بكل حرية سببه قرار الحركة الشعبية بتحقيق السلام العادل في السودان ، الآن تخلى السيد/ نقد عن إرثه التاريخي في النضال ، وقد وافق على المشاركة في السلطة بشروط حزب المؤتمر الوطني ، وبسبب التقادم وعدم رفد المعين الفكري تحول الحزب الشيوعي إلي حزب رموز وشخصيات ،مثل أحزاب الباشا سراج الدين وإبراهيم شكري التي ألفتها الحياة السياسية في مصر ، وتعطلت ماكينة النضال ، فلا يملك الشيوعيين رصيداً جماهيرياً يؤهلهم للعب دور في أزمة دارفور ، كما فقدوا تآثيرهم في الجنوب ، و جل عضوية الحزب الشيوعي تنحدر من الشمالي النيلي ، أي أن المسافة بينهم وبين حزب المؤتمر الوطني أقرب من مسافتهم نحو الحركة الشعبية ، فليس مطلوباً من السيد/نقد تحليل طبيعة القرار داخل الحركة الشعبية ، ولا أريد أن اقول أنه لن ينفع الجنوبي إلا الجنوبي بسبب علو مقياس الجهويات في السودان ، مع أنه يفرحني أن ينحاز السيد/نقد للمؤتمر الوطني ، بحكم أننا أمام معركة كبيرة يجب أن نعرف من هو معنا ومن هو ضدنا ، لكنني أريد من السيد/نقد أن يتحدث عن الغبن والظلم الذي حدث في الشمال ، أن يتحدث عن التعذيب ومصادرة الحريات ، أن يتحدث عن ظاهرة إغلاق الصحف ، أن يتحدث عن رفض المؤتمر الوطني لدخول القوات الدولية لأرض دارفور ، ثم عودته إلي بيت الطاعة بالموافقة الغير مشروطة ، هذا إذا نظرنا إلي الضجة التي صاحبت الرفض والموافقة ، وهناك مسألة الحرب الدينية التي جرت في الجنوب ، أو الحرب الإثنية التي يديرها الآن حزب المؤتمر الوطني في دارفور ، فالتخبط مربط فرسه رموز الحزب المؤتمر الوطني الذين يهللون الآن لتصريحات السيد/نقد ، ولكن ما صرح به السيد/نقد أفرح المؤتمر الوطني وأغضب أهل الهامش ودعاة السودان الجديد .

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]