يـوميـــــة تكاســي في شيكــــــاقو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 10:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2008, 02:13 AM

Mohamed fageer

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يـوميـــــة تكاســي في شيكــــــاقو

    يومية تكاسي في شيكاقو
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    السابعة الاّ ربع صباحاً ادار سرور وديدي عربته التاكسي رقم 3445 كراون فكتوريا موديل 2007 ، إختبر الميتر ، تأكد من وجود رخصتي القيادة والتاكسي بحوزته، نظر لصورته الباهتة غير المبتسمة في الرخصتين، اعاد الرخصتين الي اماكنهما، تأكد من وجود (الفكة) من الدولارات ، وضع الفئات حسب الترتيب المعروف عند التكاسة، فئة العشرات ثم الخمسات ثم السناقل (جمع سنقل) (single) وهو الدولار الواحد، طوي الفئات علي ان تكون السناقل من الخارج، وذلك عرف تكساوي لا يحيد عنه صاحبنا سرور، وجد نفسه يقف في شارع فوستر(Foster St) )متجهاً نحو الغرب، تردد الي أين يتجه، هل يذهب الي المطار (فاضي) ؟؟ قرر أن يلحق ما تبقي من الـ (Rush Hour)، نظر إلي الشارع في الإتجاهين ، تأكد من عدم وجود أي عباس (بوليس)، إستدار في (U Turn) بحرفنة مطلقة، توجه شرقاً في إتجاه بحيرة ميتشقان، واصل متخطياً (Western St ) ثم (Damen St) ثم (Ashland Ave)، عطف يميناً في (Clark St)، شارعه المفضل، إتجه نحو الجنوب ممنياً النفس بزبون معتبر قبل أن يصل ( Lawrence St)، ويا حبذا لو كان الزبون متجهاً الي ( One North Wacker Dr) في الداون تاون، إذاً لعطف شمالاً في Lawrence في إتجاه الـ Lake Shore لينساب فيه جنوباً الي Lower Wacker ـــ الذي ينطقه صاحبنا سرور كأنه ينطق (ويكة) ولكنه يزيد الراء، مبيناً الراء في مخرج يماني أصيل ـــ ويخرج من Lower Wacker في مخرج Randolph ـــ الذي ينطقه صاحبنا Randelofـــ ليتخطي واشنطن استريت ويرمي الزبون قبل مديسون استريت، ويا حبذا لو كان الزبون (تباباً) دفيعاً، تخيل المبلغ في الميتر، 22.80 وتخيل الزبون يدفع 30 دولار ثم يفتح الباب الخلفي في إستعجال قائلاً : ـــــــ keep the change، ثم يصفع الباب في وجهه، ولكنه لن يتأثر لذلك، والباب ان شاء الله يتكسر، تخيل سرور كيف سيفصل فئة العشرين من فئة العشرة، أثناء ذلك الحلم ، يري سرور زبوناً رافعاً يده في تقاطع كلارك و لورنس من الناحية الجنوبية الغربية، ولكن الإشارة الملعونة تحجزه، نظر نحو اليمين فلم ير ائ تاكسي قادم، نظر شمالاً، لا أحد، ركز عينيه علي الإشارة التي اصبحت طويلة في إحساسه المرتاب، إخضرت الإشارة، تحرك سرور وفي هذه اللحظة رأي تكسياً يقف للزبون، تشهد قائلاً لا إلاه الا الله، من أين جاء هذا؟؟. لا بد أن يكون هندياً، فهؤلاء مثل الشياطين ، ينزلون من السماء أو يخرجون من الأرض في آخر لحظة، أحس بعداء شديد نحو الهنود والإشارات التي تعاديه دائماً، واصل في كلارك حتي أديسون، وعطف شمالاً في إتجاه البحر، واصل في أديسون حتي Inner Lakeshore Drive ، عطف يميناً في إتجاه الجنوب، وجد مليون تاكسي أمامه ومليون آخر خلفه، والشارع خال من أي زبائن، أخذت نفسيات سرور في الإنحطاط ، ولكنه لم يفقد الأمل، واصل جنوباً حتي Diversey St، عطف يميناً في إتجاه الغرب، ربما أكرمه الله، واصل حتي راسين، ولكن لا أحد، عطف يميناً عائداً في اتجاه الشمال، قال لنفسه أن راسين شارع مبروك، ولكن ما لهذا اليوم المنحوس؟، واصل حتي قاطع كرارك فعطف فيه شمـــالاً ثم يمـيناً في (Irving Park ) واتجه شرقاً نحو البحيرة مرة أخري، قبل أن يصل Marine Dr ، وجد اللمبة الصفراء لإحدي العمارات مولعة، دخل الــــ Drive Way، رأي شنطة سوداء، أحس بأنه أخيراً إصطاد زبوناً للمطار، داعب سمعه كلمة O’Hare، ولكن خاب ظنه عندما طلب منه الزبون توصيله الي محطة القطر(Blue Line)، إستدار وإتجه غرباً في Irving Park، ساورته نفسه أن يتحدث الي الزبون، ربما أقنعه بتوصيله الي المطار ، ولكنه في آخر لخظة أبعد الفكرة، انزل الزبون في البلو لاين، عند Kennedy Express، أصابه ملل شديد، فأخذ الـ High Way، إلي الداون تاون، خرج بمخرج اوهايو وهو يلعن اليوم الذي إستخرج فيه رخصة التاكسي، عطف يميناً في LaSalle St، حتي إلينوي حيث عطف شمالاً الي موقف التكسي في فندق الشراتون، صف عربته في الـ (Cab Stand)، وفتح تلفون الي السودان، (أنا اُمبارح حولت ليكم 650 دولار، منه 200 ألف للفاضل والباقي ليكم، آآي، وبعد أسبوعين حأحول تاني، منو؟؟؟ مالو؟؟ الله يشفيه، طيب سلموا علي الجماعة كلهم). يقفل التلفون، هذا الصف لا يتحرك، ماذا يفعل؟، هل يذهب الي المطار فاضي؟! تردد، رفع سماعة راديو الشركة، سأل في ضيق:
    (:O’Hare information please)
    لا أحد يرد، يعيد الإستفسار مرة أخري،
    (O’Hare waiting time):
    رد عليه أحدهم بصوت غليظ: (Three Hours)، لا بد أنه نيجيري، ثم يعلق صوت غليظ آخر في نبرة مستهترة يعرفها سرور:
    (Why u wanna go to O’Hare? Down Town is moving good)،
    موفنق قـُد في عينك، وينو الموفنق قـُد، من الصباح ما لاقين حاجة، يرن جرس التلفون، عثمان في الخط يتساءل في يأس : يا جماعة الشغل ده كيف؟؟، والله ما عارفين نعمل شنو، الشغل كعب ولاّ ما ماشي معاي، يرد سرور مؤمناً علي ان الشغل زي الزفت، يقول عثمان في حسم: يا زول أنا ماشي المطار، إنتظار ساعتين أحسن من ده، أمشي أصلي وأتغدي , واجيب فير وبعدين نشوف، يرد سرور أنا ذاتي ما صليت لكن حأمشي مطعم بابا،. ذهب عثمان الي المطار، صلي تغدي، ونام في عربته، تحرك الصف فأيقظوه، تحرك الي الأمام فوجد الـ (Starter) يحمل تذاكر(Terminal 5)، تشاءم من ترمينال فايف، ولكنه طمأن نفسه بأن ترمينال فايف أحياناً يكرم الشخص بفيرات معتبرة الي( سبربات) بعيدة، Time and Half يا مان والواحد يجي راجع، طاف بذهنه بعض أسماء الــــ(السبربات) ( Suburbs) ، مثل
    Lincoln Shire/Hoffman State/Naperville، وصل الترمينال وهو في هذا الحلم السبربي الجميل، ولكن كل شئ تغير حين جاءه أحدهم بطاقيته السوداء الصغيرة في وسط رأسه:
    Devon and California please
    إنعل د.....،. Ok Sire.
    سب صاحبنا سرور سنسفيل اُوهير وسنسفيل حظه العاثر، فبالإضافة الي أن المشوار سجمان فهؤلاء لا يدفعون التِب(Tip)، في صمت كامل خرج من المطار وإتجه شرقاًً في Devon Ave في منتصف الطريق رن جرس التلفون، هذا صديقه الآخر مصطفي يسأله عن المطار، حكي عثمان ما حدث يمنتهي الضيق، ولكنه استدرك قائلاً: غايتو بس قلت الحمد لله، عندما وصل الي كلفورنيا قال له الراكب:ــــــــ .... Turn left, and it is the second house on the right...
    قال عثمان بعد أن اوقف الميتر:ــ Twenty three eighty five
    الراكب:ـــ ok, here u go, keep the change
    نظر عثمان الي المبلغ فإذا به 25 دولار، قال لصديقه مصطفي الذي مازال في الخط ، وبصوت متقطع: شااايف، شااايف، اربعة وعشرين وخمسة وتمنين أداني خمسة وعشرين، بالله ده كلام ده، اعوذ بالله، ما دفيع، ما دفيع، ثم تساءل في ضيق شديد: حسع الواحد يعمل شنو؟؟ في هذه اللحظة أقفل مصطفي الخط ، فأحس سرور بالضياع الكامل، عاد من مكانه الي Devon، إتجه شرقاً، غض النظر عن زحمة الشلرع المعروفة وواصل فيه ، هل يعيد خط سيره في الصباح، مافي حل! هكذا قال لنفسه وهو يزفر في حرقة، عندما وصل مطعم نواز الهندي أحس بالجوع، هل ينزل ويأتي علي صحن برياني؟ ، ولكنه تذكر أنه أكل في المطار، هذه المهنة اللعينة تنسيك حتي أنك أكلت، هكذا تمتم، وصل شارع كلارك فعطف يميناً، وتوجه الي الداون تاون، قبل أن يصل فوستر أوقفه شاب وقال لهWrigley Field please ، آآآ في Game الليلة، قال الجملة بالعربي، فقال الراكب What?، فقال سرور Never mind، أنزل الراكب في ملعب البيس بول وواصل في أتجاه الداون تاون، يرن التلفون، ألو.. صديقه سرور في الخط ، أها ... المطار عمل معاك شنو؟، حكي عثمان ما حدث بنفس الضيق ولكنه لم ينسي ان يقول: غايتو الحمد لله، قال له سرور: الداون تاون ما بطال، متحرك كويس، تعال يمكن تلقي ليك فير مغربية، وصل عثمان الي الداون تاون وتوجه مباشرة الي فندق الماريوت،الذي ينطقه (ماريووووت)، دار حول الفندق للمرة الثالثة حتي وجد فرصة في الكاب إستاند المزحوم، تحرك الصف سريعاً، أصبح عثمان في المقدمة،(First out )، متحفزاً يحدق، صفر الدورمان صفارة طويلة، لمح عثمان الشنط ، فتح الترنك (الشنطة الخلفية) بدوسة سريعة علي زر الترنك، قال لنفسه أكيد أوهير، فهذه الشنط السوداء شنط اوهيرية، فتح الدورمان الباب الخلفي للزبون ولم يقل شيئاً لعثمان، ولكن عثمان طمأن نفسه قائلاً (أن سمح القول من خشم سيدو)، وضع الدورمان الشنط في الترنك واقفلها بشدة، هنا قال الزبون لعثمان (Union Station Please)، سكت عثمان ولم يرد‘ أوصل الزبون الي محطة القطار، عاند نفسه فعاد يدور حول الفندق، يا أنا يا هو الليلة، وجد الفرصة فوقف في الصف، جاء دوره، صفر الدورمان، شنط سوداء، ولكن ليست كل الشنط تذهب الي اوهير، ركب الزبون وقال (O’Hare please)، لم يبتسم عثمان رغم إحساسه بالراحة،
    سأله الزبون:How is the traffic?
    قال عثمان: Well: I think it is like 45 minutes
    قال الزبون: That is not bad: I have enough time
    قال عثمان في سره، بالله عليك الله اسكت، فهو لا يحب الدخول في كلام مع الزبائن، سكت الزبون وكأنه سمع كلام عثمان، وصل المطار، إستلم الأربعين دولار، ورقتان من فئة العشرين، هكذا يحب عثمان، أما أن يكون الأربعين دولار من فئات اصغر فيعكر دمه، ذهب إلي الــــ Staging Area))، موقف التاكسي الرئيسي في المطار، والذي يسميه عثمان بالحظيرة، صف عربته في تلك الصفوف الطويلة، في طريقه الي الكافتريا لمحه عبدالجبار، ناداه من بعيد وقال له صليت؟.. قال عثمان لا لسع، أجي من الحمام، ذهب الي الكفتريا وطلب قهوة ، والكفتريا من الأماكن العجيبة في هذا الكون، إذ تسمع فيها كل لغات العالم في وقت واحد، فالتاكسي يجمع من أنحاء العالم، وقف أمام الكافتريا، ناداه بشري وهو ذاهب الي الحمام، يا عثمان المطار ده كبف؟ ، قال عثمان :والله أنا جيت حسع وما عارف، لكن شايفو جاري كويس، قال بشري : والله انا ما كنت حأجي لكن في فير جابني بي جايي، قلت أجي أصلي وأشيل لي فير، قال عثمان وهو يبتسم: آيي أحسن، فهو يعرف ان بشري يكذب، بعد قليل تجمع عدد كبير من الشباب حول عثمان، فبدأت ونسة متنوعة،تعليقات في منتهي السخرية، ومناقشات سياسية حادة، ثم حكاوي مكررة ومملة عن الشغل، كل يحكي سيناريو عن كيف واين وجد الزبون الذي اتي به الي المطار، ـــــــــ
    ــــ والله لافي في الداون تاون يمكن اربعين دقيقة ما لاقي حاجة، في النهاية قلت أغشي بالمرهاوس، مشيت لقيت الدورمان واقف في الشارع يصفر، وقفت قال لي أوهير.

    ــــ أنا زهجت وفكرت اجي المطار فاضي، جيت ماشي في Adams ، في الإشارة بتاعة State جاني واحد طالق يدينو وقال لي أوهير.

    ـــ أنا وداني فير للساوث ، جيت قلت اشوف حياة مكورمك، وقفت شوية، الشنط جات طالعة، قلت يمكن Midway ، الحمدلله جابني هنا.

    ــــ انا كنت حاجز وواقف في الهلتون، ادوني فير في المستشفي، وأنا ماشي لقيت واحد واقف في ميتشقان بشنطة، وقفت، قال لي اوهير، طوالي عملت code33 ، وشلتو وجيت.

    ــــ انا ماشي في Wacker، سمعت واحد بيعمل لي بوري، عاينت لقيت تكسي، وقفت، لقيتو الصادق، وقف وراي وجا قال لي، الزبون ده ماشي المطار وانا ما داير امشي عشان الترفِك، تشيلو؟ قلت يامان جيبو.

    عشرات السناريوهات، فلا أحد يعترف بأنه جاء بدون زبون، كأنه يستحي من أمر لا يستدعي،

    ـــ أما أبوحميد فغير مضطر الي اي سيناريو، فمعروف أنه يأتي الي المطار (فاضي).

    هذا الكلام تسمعه في موقف التاكسي في المطار بكل اللغات، نفس الحكاوي يحكيها الكل . ثم يتحول الكلام الي نوع آخر، فتسمع من يقول: إنت عارف التاكسي ده أصلو ما فيه قوانين، مرات تطلع الصباح بدري وتشتغل اليوم كله وما تعمل قروشك، ومرات تطلع متأخر وتشتغل وقت بسيط وترجع بقروشك، و(قروشك) هذه هي مبلغ محدد معروف لدي التكاسة، وهو يتراوح ما بين الــ 200 والـ 250 دولار في اليوم، وهو المتوسط الذي يطلق عليه الشباب قروشك، أو قروشي، (عملت قروشي ومشيت البيت).

    أما الحكاوي عن المواقف اليومية مع الزبائن فبعضها تصلح كقصة قصيرة، وبعضها تصلح مشروع رواية، وبعضها تتضمن مبالغات مكشوفة، وبعضها كذب صريح، وبعضها تُحكي بانجليزية ما أنزل الله بها من سلطان، وبعضها فيها بطولات عنترية عجيبة، وبعضها فيها تخويف وتهديد لأمريكا كلها، وبعضها طريفة، وأخري تنبأ عن نفسية غير مستقرة، حديث تعويضي نتيجة الإحساس بالفشل وعدم المقدرة علي تحقيق الأحلام الكبيرة .

    أما أيام الأسبوع فمقسمة بتعريفات ثابتة تسمعها كل يوم:ـــ
    الإثنين::ـــ يوم بطئ ، بالذات الصباح، نصف النهار ميت، احسن شئ تكون في المطار طول اليوم.
    الثلاثاء: ــــ كعب طول اليوم، حتي المطار كعب، لوعندك حاجات داير تقضيها الثلاثاء احسن يوم.
    الأربعاء: ــــ بعد الــ (Rush hour) أحسن تمشي المطار ، تحاول تقيف في فندق تشيل فير وتمشي المطار وتكون هناك باقي اليوم.
    الخميس:ـــ عادة يوم كويس، وباليل زي الويك اند، Ladies night ، تصبر فيه بتعمل قروش.
    الجمعة:ـــــ يوم الجمعة أحسن شئ تطلع بعد الصلاة، تصلي وتمشي المطار طوالي.
    السبت: ـــــ هو يوم الشغل العظيم بالنسبة للكثيرين، ولكنه يوم مثير للجدل، ففيه تنظيرات كثيرة.
    الأحــد: ــــ وقت ما تصحي تمشي المطار.

    والشغل في الويك أند يؤدي إلي نقاشات وخلافات شديدة، ويكثر الحديث عن رأي الدين في العمل في البارات والمطاعم، ونقل السكاري من بار لبار، ونقلهم الي بيوتهم آخر الليل، هناك من لا يكترث، وهناك من يفصل فصل موضوعي بين الأشياء، وهناك من يتحفظ ، وهناك من يأخذ المسالة بجدية فلا يعمل في نهاية الأسبوع مساءً إلا في المطار، حتي لا يتعرض للسكاري، رغم أن الذين يحملهم هو من المطار الي الفنادق وبالعكس إنما قادمون لعقد صفقات كلها خاصة بالبارات والمطاعم والبنوك وشركات السجائر والخمور ونوادي التعرية، وهناك المتناقض تماماً، فهو يفصل الأمور بطريقة غريبة، من نظرياته أنه لا يحب ان يحمل أولاد وبنات مع بعض، يشيل اولاد براهم او بنات براهن، وممكن يشيل السكاري من البار لكن ما يكونوا شايلين خمرة معاهم، فهو يحرم حمل الخمرة في التاكسي، وإذا حصل شال واحد معاه خمرة ممكن يطلب منه النزول، أو يتخارج من القضية بأن يقول لك أنه يضع قروش السكاري جانباً ولا يخلطلها مع باقي القروش، طيب ماذا تفعل بهذه القروش؟، يقول لك أنه يرسلها للفقراء في السودان أو يتبرع بها للجوامع أو حتي يعطيها للــ (Homeless )، مع أن هؤلاء لن يشتروا بها إلاّ خمراً.
    يمتنع الأغلبية من شراء ميداليات التاكسي، والميدالية هي الترخيص الرسمي والتي تحمل رقم التاكسي، يمتنعون لأنها بالأقساط ((Mortgage، فهو حرام، ولاينتبه الي أنه بالعمل في التاكسي إنما هو يدفع نفس الــ (Mortgage) لشخص آخر، هو يعرف أن التاكسي الذي يشتغل به مشتراه بنفس الطريقة، وأن المبلغ الذي يدفعه يذهب للبنك كقسط ، ونفس الشئ بالنسبة لشراء البيوت، حرمه (العلماء) قبل سنين، فأمتنع الكثيرون، ثم جاء (العلماء) وأحلوا شراء بيت واحد للسكن بطريقة الأقساط ، وفاتت الفرصة علي الكثيرين، والحقيقة أن هناك مجموعات كبيرة في أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا دخلوا في صراعات نفسية وعملية وحياتية بين الممكن وبين الحلال والحرام، وبين ما هو متاح وما هو مباح، تعقيد شديد لأمور واضحة، يأتيهم البعض بإفتاءات من هنا وهناك، من شيوخ في الخليج، يعيشون في بحبوحة من الحياة، يتمتعون بمراكز وظيفية كبيرة في الدول، ينعمون بإمكانيات مادية هائلة، يعيشون كالأمراء، قصور مشيدة وفلل عديدة، (لايقصرون في حق الكتاب) فيتمتعون بمثني وثلاث ورباع، وخدم وحشم وسواقين وغسالين وطباخين، ثم بعد ذلك، وبدون المعرفة التامة بكل ظروف وملابسات الحياة في الدول المتقدمة، ودون فهم للإرتباط والتوحد الكامل للنظام الإقتصادي العالمي ، ودون تقدير الإمكانيات والمقدرات والمؤهلات الخاصة بالأفراد، يفتون في أمور المساكين الذين يكدحون في بلاد الغرب، والذين يعملون تحت ظروف قاسية، الذين يعملون أكثر من 12 ساعة في اليوم، الذين لا يتجاوز دخلهم في الساعة 6 او 7 دولار، يصعبون لهم اليسير ويضعون لهم العراقيل، ليت الناس يفتون قلوبهم وياخذون باليسير حتي يرتاحوا في غربتهم القاسية.
                  

العنوان الكاتب Date
يـوميـــــة تكاســي في شيكــــــاقو Mohamed fageer03-22-08, 02:13 AM
  Re: يـوميـــــة تكاســي في شيكــــــاقو Sayed Bekab03-22-08, 04:20 AM
  رد Mohamed fageer03-22-08, 12:39 PM
  Re: يـوميـــــة تكاســي في شيكــــــاقو الطاهر عثمان03-22-08, 12:57 PM
  رد Mohamed fageer03-22-08, 05:57 PM
    Re: رد Saifeldin Gibreel03-22-08, 06:58 PM
  رد Mohamed fageer03-23-08, 05:47 AM
  رد Mohamed fageer03-24-08, 03:53 AM
  Re: يـوميـــــة تكاســي في شيكــــــاقو Abdalla mohamed03-24-08, 08:18 AM
  رد Mohamed fageer03-26-08, 02:30 AM
  رد Mohamed fageer03-26-08, 03:03 AM
    Re: رد وائل فحل03-26-08, 09:34 AM
    Re: رد Seif Elyazal Burae03-30-08, 09:24 PM
  رد Mohamed fageer03-26-08, 11:10 PM
  rd Mohamed fageer03-30-08, 07:30 PM
    Re: rd مهتدي الخليفة محمد نور03-31-08, 09:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de