«الكفاح العربي» تستجوب وزير الدفاع السوداني :هذه خفايا الخطة الانقلابية

Quote: «الكفاح العربي» تستجوب وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم حسين: هذه خفايا الخطة الانقلابية عبد الرحيم حسين: الأقمار الصناعية قادت هجوم «العدل والمساواة» القاهرة ـ­ ايمن عبد الملاك انه رجل الساعة بعد احداث أم درمان وأبيي, والأكثر حضوراً في قلب هذه الاحداث. واذا افترضنا ان السودان معني بالتطورات الاخيرة في تشاد, فان وزير الدفاع السوداني هو ايضاً «العنوان» الذي يفترض التوجه اليه. الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين كان في الاسبوع الفائت يزور القاهرة, ليعرض آخر المستجدات الأمنية والسياسية مع القيادات المصرية ويطالب الرئيس حسني مبارك بمشاركة مصرية اوسع في دارفور. «الكفاح العربي» التقته وحاورته حول يوميات السودان الاخيرة غرباً وجنوباً, وملابسات المواجهات المسلحة وآفاق المرحلة المقبلة. ما هي أبرز نتائج زيارتك للقاهرة؟ ­الزيارة كانت ناجحة جدا التقيت فيها الرئيس مبارك ونقلت رسالة شفهية من الرئيس عمرحسن البشير, كما التقيت أخي المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي كما التقينا وزير الداخلية حبيب العادلي ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان. وأطلعنا مصر على ما يحدث في أبيي والاتفاق الاخير بين الشمال والجنوب بشأن أبيي, وتفاصيل المحاولة الارهابية التي قامت بها حركة العدل والمساواة والتي استهدفت العاصمة الخرطوم. وقد طلبنا من مصر زيادة عدد القوات المصرية من الجيش والشرطة في دارفور لأن مصر تشارك الآن بكتيبتين عسكريتين ضمن قوات «اليونيميد» كما تشارك بوحدة هندسية ووحدات من الإشارة والنقل, والسودان يرى في المشاركة المصرية تجربة إيجابية ومفيدة للغاية إذ ليس هناك مثلا حاجز اللغة بين القوات المصرية وأبناء دارفور وهناك يوجد تقارب شديد في العادات والتقاليد. وبموجب قرار مجلس الامن 1769 فان الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يسعيان الى أن تكون القوات المشاركة في «اليونيميد من القوات الافريقية واستكمال هذه القوات يكون فقط من القوات الدولية إذا عجزت الدول الافريقية عن استكمال العدد الذي حددته الامم المتحدة بـ26 ألف جندي, وفي هذا الاطار نسعى أن تكون مشاركة مصر في هذه القوات كبيرة. هل هناك تجاوب من جانب مصر؟ ­التجاوب المصري كان فوريا وسريعا وسوف نسهل مهمة القوات المصرية في الاقليم. كم عدد الدول المشاركة حتى الآن في قوات الهجين؟ ­عدد الدول يتزايد بشكل كبير وهناك الآن قوات من نيجيريا وتانزانيا وبوروندي ومصر والسنغال, ونحن نحتاج الى 18 كتيبة على الارض نأمل أن يتم توفيرها قريبا؟ أنت الشخص الوحيد ربما الذي يستطيع ان يكشف تفاصيل ما حدث في عملية ام درمان الشهر الماضي, كيف لحركة أو فصيل واحد من الحركات المسلحة في دارفور أن يصل الى العاصمة الخرطوم؟ ­هذة العملية نوع من التسلل عبر الدروب والمناطق الضيقة في اتجاه الخرطوم, وعمليات التسلل موجودة على الحدود في دول العالم كله, فالحدود المكسيكية الاميركية ورغم الوجود المكثف من جانب قوات حرس الحدود الاميركية والمكسيكية تشهد نوعاً من التسلل اليومي, رغم الامكانات الهائلة للولايات المتحدة. وأحداث الحادي عشر من ايلول €سبتمبر€ نفسها نوع من التسلل والهجوم المتزامن من قبل الطائرات التي قامت باحداث 11 €9 دليل على حدوث التسلل في أكبر دول العالم. واسرائيل بكل قوتها لجأت الى بناء الجدار العازل مع المناطق الفلسطينية لوقف تسلل الاستشهاديين الفلسطينيين. إذاً التسلل موجود في كل دول العالم, والحقيقة أن هناك قوى تقف وراء عملية العدل والمساواة, لان طبيعة العملية وحجمها والاموال التي تم إنفاقها تؤكد هذا, وهذه العملية أكبر من تشاد نفسها. تشاد مجرد واجهة فقط لهذه العملية التي كلفت أكثر من 100 مليون دولار, استخدمت الحركة فيها سيارات خاصة غير موجودة من قبل وصنعت خصيصا للعملية, كما زودت هذه السيارات بأسلحة مضادة للطائرات وصواريخ ستيلا وأسلحة مضادة للدروع, كلفة السيارة الواحدة المجهزة براجمات صواريخ 35 ألف دولار, وكل هذا فوق طاقة تشاد. كما أن قوات العدل والمساواة كان يتم توجيهها بالاقمار الصناعية كي لا تحتك بالقوات الحكومية, وتحولت الخطة التي عملت عليها العدل والمساواة الى فخ كبير بحيث إن القوات الحكومية التي تجنبتها الحركة في طريقها نحو الخرطوم هي التي طوقت قوات العدل والمساواة ودمرت جميع قواتها وسياراتها ولم يستطع خليل ايراهيم الهروب بأكثر من 5 أو 6 سيارات. إذا كانت تشاد واجهة فقط فكيف تصب كل الاتهامات السودانية على تشاد؟ ­رئيس قوة المتمردين التي هاجمت الخرطوم كان يعمل في الجيش التشادي كما أن هذه الاسلحة والمعدات جاءت من تشاد, والسيارات جاءت عبر الحدود التشادية. والحقيقة أن الحدود التشادية مع السودان طويلة للغاية ومتداخلة وهو ما جعل المتمردين يستغلون ذلك في إدخال هذه الاسلحة والسيارات الى السودان. وبعدها حاولوا دخول ام درمان لكن القوات المسلحة السودانية وسائر القوى الامنية تصدت لهم في طريق الاذاعة والتلفزيون وجسر الانقاذ الجديد وهزمتهم شر هزيمة في زمن قياسي, وفشلت خطة خليل ابراهيم في السيطرة على مقر الاذاعة والتلفزيون وإذاعة البيان التحريضي الذي كان ينوي إذاعته, كما انه فشل في الوصول الى القصر الرئاسي أو مقر القوات المسلحة وبالتالي فان العملية فشلت تماما. هناك تحد من خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة خلاصته انه سيكرر هذه العملية ولن يتراجع عن مهاجمة الخرطوم؟ ­هذا غير ممكن, لأن أي محاولة للاقتراب من الخرطوم ستكون عملية انتحارية, من يسعى للانتحار عليه مهاجمة الخرطوم. وهذا العملية التي أقدمت عليها العدل والمساواة عملية فاشلة بكل المقاييس العسكرية, إذ لا يمكن لمثل هذه العملية أن تنجح بأي درجة والدليل اندحار المتمردين في ساعتين ونصف الساعة, نجح الجيش السوداني بالتعاون مع كل الاجهزة الامنية السودانية في تدمير قوات العدل والمساواة تدميراً كاملاً, والحركة لن تستطيع الوقوف علي قدميها من جديد إلا إذا تلقت دعما خارجيا كبيرا لأن قواتها تكبدت خسائر كبيرة في الافراد والمعدات. والآن في دارفور ليس هناك أي منطقة أو قرية يمكن القول انها تحت سيطرة المتمردين فهم مجردعصابات تتحرك من منطقة الى اخرى, وليس هناك تواجد للمتمردين في دارفور الا في خمس معتمديات من اصل ثلاث وعشرين معتمدية وهو تواجد وليس سيطرة وبالتالي فان دارفور كلها آمنة. هل تعتقد أن هناك خلايا نائمة بالفعل في الخرطوم كانت تنتظر هجوم العدل والمساواة للسيطرة على الحكم؟ ­المتمردون كان لديهم تخطيط يقول بأنهم إذا سيطروا على مقر الاذاعة والتلفزيون وأذاعوا البيان الاول فستتحرك العناصر التابعة للدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي لمساندتهم لكن سرعة القضاء على قوات العدل والمساواة قطعت الطريق على هذه الخطة. € ما حقيقة عدم التعاون من جانب بعض الاسلحة في القوات المسلحة السودانية والتي قيل أنها وقفت على الحياد؟ ­ هذا كلام غير حقيقي ولا يمكن أن يكون واقعياً لاننا دحرنا المعتدين في زمن قياسي, وجميع القوات والاسلحة المختلفة للقوات المسلحة شاركت في دحر العدو, وسلاح المدرعات هو الذي حسم المعركة , كما أن أجهزة الشرطة كان لها دورها أيضا وكان هناك تنسيق كامل وفي غرفة العمليات التي تم تشكيلها كان هناك رئيس أركان القوات المسلحة ومدير عام الشرطة كما استشهد عدد من الضباط المهندسين التابعين للجيش ما يؤكد وجود تلاحم قوي للغاية بين جميع القوات الامنية السودانية. الآن هناك محاولات من جانب المعارضة التشادية لقلب نظام حكم الرئيس إدريس ديبي, وتشاد تتهمكم بدعم القوات المعارضة , وتصب اتهاماتها على الجيش السوداني, هل أنتم تنتقمون بسبب ما تعتبرونه وقوف تشاد وراء عملية ام درمان؟ ­لا مشكلة بين السودان وتشاد, حتى عندما وقفت تشاد وراء المجموعات المتمردة في دارفور وتدخلت الدول العربية والافريقية لحل الازمة وافق السودان على توقيع اتفاق طرابلس ومكة المكرمة واخيرا اتفاق داكار بالسنغال. وهذا يؤكد أن السودان يريد أن يسود السلام مع تشاد وأن يعود الهدوء الى الحدود السودانية ­ التشادية, لكن تشاد لا تريد ذلك, وقد باتت مخلب قط في المنطقة لتنفيذ جميع المشاريع المعادية للسودان التي تريد إسقاط النظام الاسلامي في الخرطوم, وتمد تشاد المتمردين بالسلاح والمال وغالبية المتمردين يعيشون ويتنقلون بين دارفور ونجامينا, والمعروف أن سبب المعارضة في تشاد هو أن قبيلة الرئيس إدريس ديبي قبيلة صغيرة ولا تمثل الشعب التشادي وتستأثر بالحكم ومن هنا نشأت المعارضة والحركات المسلحة التشادية, لكننا في السودان متفرغون تماما للتنمية وتحسين حياة المواطن ولا علاقة لنا بما يحدث في تشاد. والجيش السوداني لا علاقة له بالمعارضة التشادية ونحن لم ندخل الاراضي التشادية رغم التعديات المتكررة من جانب الجيش التشادي على الاراضي السودانية والقري الحدودية السودانية. هل هناك اصابع اسرائيلية وراء هذه العملية؟ ­كل المؤشرات والدلائل التي لدينا تؤكد أن اسرائيل متورطة في كل ما يحدث في دارفور, وقد تم العثور على أسلحة مصنعة في إسرائيل, كما ان هناك معسكر لتدريب المتمردين في إسرائيل. والآن هناك معسكر تدريب للمتمردين من دارفور في إسرائيل يضم350 متمرداً, وعبد الواحد محمد نور رئيس ما يسمى بحركة تحرير السودان كان يتحدث أخر مرة من إسرائيل, وكل التظاهرات في أوروبا ضد الحكومة السودانية بشأن دارفور تنظمها الحركة الصهيونية العالمية بل إن جميع المعارض التي تنظم عن دارفور يتم اعدادها في معارض الهلوكوست, وعبد الواحد محمد نور لا يخفي علاقاته مع إسرائيل كما انه افتتح مكتباً له في الآونة الاخيرة. وخليل إبراهيم نفسة لا يمانع في التطبيع وإقامة علاقات مع إسرائيل, ويعتبر إسرائيل دولة مثل باقي الدول وينسى أنها اغتصبت أرض فلسطين. كيف ترى حل أزمة دارفورالتي أصبحت شوكة في حلق الدولة السودانية؟ ­قضية دارفور لا تحل إلا عبر الجهود السياسية, وعلى رأسها المؤتمر الدارفوري ­ الدارفوري وهو لجميع أبناء دارفور سواء الذين حملوا السلاح أو غيرهم, وكذلك عبر الانتخابات, وهي بعض الجماعات لا تريد الانتخابات لأنها تعلم أنها لن تأتي بها الى السلطة, ولذلك هي تصر على الوصول إلى السلطة عبر السلاح. هل يمكن صمود الاتفاق الاخير في أبيي؟ ­الاتفاقية تنص على تشكيل هيئة تحكيم خصوصاً, وسوف يتم التفاهم على شروط التحكيم والمرجعية القانونية والدستورية التي تعتمد عليها هيئة التحكيم, وتم الاتفاق على أن تعطي هذة الهيئة فرصة لمدة ستة أشهر ويمكن أن تمدد عملها ثلاثة اشهر اخرى, لكن اذا لم يتم الاتفاق على حل المشكلة من خلال هيئة التحكيم هذه يمكن أن نلجأ الى محكمة العدل الدولية في لاهاي وتقوم محكمة العدل الدولية من جهتها بتعيين هيئة تحكيم للفصل في القضية. ونحن لدينا أمل كبير أن تنجح هيئة التحكيم السودانية في التوصل الى حل يرضى عنه الجميع, ونحن نقول إننا نعمل على الهدف البعيد وهو بقاء السودان موحدا عندما يجري الاستفتاء في العام 2011 وأن يكون خيار الوحدة خيارا جاذبا, وأنا أعتقد أن كثيرين من الجنوبيين يرون في السودان الواحد القوي مصلحة لهم , وسيكون في صالحهم بقاء السودان موحدا. التورط الايراني في ما حدث في ام درمان ينطوي على غموض شديد, بعض الصحف السودانية والمصرية أشارت الى ضلوع إيران, لكن لم يصدر تكذيب أو نفي من الحكومة السودانية؟ ­ايران غير متورطة في هذا الهجوم, ولم نجد حتى الآن بصمات لايران في هذه القضية أو مستندات تدل على ذلك, ولا يمكن أن نتهم أي طرف إلا بعد التحقيق ووجود دلائل دامغة, بالنسبة الى تشاد وإسرائيل وبعض القوى الاقليمية والدولية الاخرى نحن نملك الادلة الكاملة لتورطها في الصراع في دارفور أما بالنسبة الى ايران فليس هناك دليل حتى الآن. هناك من يتوقع أن تتحول دارفور الى قاعدة للجماعات الجهادية والتكفيرية في العالم اي الى مركز لتنظيم «القاعدة» على غرار ما حدث في العراق؟ ­حتى الآن ليس هناك وجود عسكري لـ«القاعدة» في السودان, قد يكون هناك تواجد فكري لفئة محدودة, لكن في حال زعزعة الأمن والاستقرار في دارفور في ما يطلق عليه «الفوضى الخلاقة» على غرار ما يحدث في العراق وافغانستان ان هذا يمكن أن يوفر مناخا مواتيا لـ«القاعدة» خصوصاً في دارفور التي لها حدود مفتوحة على عدة دول بالمنطقة مثل تشاد وأفريقيا الوسطى, وهو ما يؤكد أهمية الا تخرج دارفور عن نطاق سيطرة الدولة وعن اطار المصالحة, والحكومة السودانية تبذل جهودا كبيرة من اجل عقد المؤتمر الدارفوري ­ الدارفوري لأن المتمردين في دارفور لا يمثلون الأغلبية, ونحن نعتقد أن المؤتمر هو الحل حيث يجمع ابناء دارفور كافة. لكن بعض القوى الدولية لا تريد ذلك. نحن ما زلنا نقول ان الحل في دارفور ليس ممكناً عن طريق البندقية ولا بد من الحل السياسي, والحكومة السودانية كانت خلال الفترة الماضية تبدي استعدادها للحوار مع المتمردين في أي مكان وفي أي وقت لكن لا يمكن الحوار الآن مع الارهابيين الذين هاجموا العاصمة ويبقى الباب مفتوحاً امام أبناء دارفور بعد الاتفاق في ما بينهم على ورقة تفاوضية واحدة من خلال المؤتمر الدارفوري ­الدارفوري.