|
الصحفي عبدالله علقم في وداع نازك احمد عبد القادر
|
لقد غيبوا تحت الثرى قمر الدجى وشمس الضحى بين الصفائح والعفر عجبت لعين بعدها ملت البكا وقلب عليها يرتجي راحة الصبر
كان مستشفى الخرطوم في مساء الأربعاء 11 يونيو 2008م المحطة الأخيرة التي ترجلت عندها الفارسة الأستاذة نازك أحمد عبدالقادر المحامية منهية بذلك رحلة العذاب الطويلة التي استغرقت أكثر من ثماني سنوات من عمرها كانت تصارع خلالها مرض السرطان ولا تملك في صراعها مع المرض الخبيث سوى الشجاعة المذهلة وقوة العزيمة اللتين استطاعت بهما تدجين الموت حتى جاءها أخيرا على استحياء معلنا نهاية رحلة العذاب، فصعدت روحها تحلق في سماوات الأبدية مع الخالدين. استطاع المرض أن يقهر جسدها ولكنه لم ينل شيئا من عزيمتها ولا إرادتها، فكانت كثيرا ما تردد وهي تبتسم إنها لن تستسلم للسرطان ولن يقهرها المرض، فيبتسم من حولها وهم يبتلعون دموعهم ويدارون حسرتهم في كل مرة. لم يشغلها صراعها مع الموت الذي استغرق خمس سنوات عمرها من نشاطها في المنظمات النسوية والدفاع عن قضايا المرأة والمجتمع ككل والتقدم والحريات العامة وكانت من رموز النشاط الثقافي في المهجر على وجه الخصوص ، و لم يتقيد عطاؤها للوطن بحدود الوطن ، وكانت حقا إنسانة فريدة متميزة ، جنة الزمان الأغبر، قائلة فاعلة ، سخية بالحق ضنينة بالباطل في أزمنة شديدة البخل. كانت في حياتها زينة الدنيا ، وأصبحت اليوم من الباقيات الصالحات. كانت الأستاذة نازك تمثل جيلا جديدا من القيادات النسوية في بلادنا متفتحا للحياة ومتطلعا للمستقبل الجميل ، طموحاته وآماله ملء الأرض والسماوات البعيدة، كانت سباقة لفعل الخير ، شعلة من نور ومشعلا للتنوير ولكل هذا فإن رحيلها يجيء جمرا في كبد كل من شاركوها العمل العام ولكل من ربطتهم أواصر المودة بأسرتها الصغيرة. أي القلوب عليكم ليس ينصدع وأي نوم عليكم ليس يمتنع.
رحم الله الأستاذة نازك أحمد عبدالقادر ، بدر البدور، وطيب ثراها وأحسن الله عزاء أسرتها الصغيرة والكبيرة، والعزاء لكل الوطن فقد كانت حقا امرأة بقامة وطن عبدالله علقم
|
|
|
|
|
|