كتب: التاج عثمان العثور على الأطفال مجهولي الأبوين بالأزقة والساحات، و(الكوش)، والخيران، أصبح من الحوادث المألوفة والمتكررة، لكن الأمر غير العادي ان يتخلى البعض عن أطفالهم بسبب المرض والفقر، فيتركونهم على قارعة الطريق دون رحمة، وبنفس سيناريو الأطفال اللقطاء!! .. والدليل على ما ذهبنا إليه عثور الشرطة على طفل صغير بأحد أحياء الخرطوم بحري ملقياً بالطريق العام، وهو متضخم الرأس مصاب باستسقاء في الرأس، وعندما تم نقله لدار رعاية الاطفال بالمايقوما إتضح ان والدته سبق ان احضرته طالبة إيداعه بالدار لعدم قدرتها على تحمل نفقات علاجه، إلا ان إدارة الدار رفضت إستلامه ولها الحق في ذلك، ولذلك تخلت عنه بالشارع بهذا الاسلوب اللا إنساني!! . وهناك طفل آخر مصاب أيضا باستسقاء في الرأس عثر عليه في قارعة الطريق بمدينة سنار!!
ونفس السيناريو المؤلم تكرر بمنطقة دار السلام بأمدرمان حيث عثرت الشرطة على طفلة مشلولة، عمرها حوالي سنة ونصف ملقية بأحد شوارع دار السلام بأمدرمان، وهناك بلاغ مفتوح بهذه الحادثة (المؤلمة) بقسم شرطة سوق ليبيا.. الطفلة لا تتحدث ومصابة بالتهاب حاد في الجهاز التنفسي، وهي غير قادرة على المشي، وتخلى عنها لمرضها بالشلل، وهي الآن بدار رعاية الاطفال بالمايقوما بالخرطوم!!
تخلي بعض الاسر عن أطفالها لمرضهم ولعدم قدرتها على تحمل نفقات العلاج، ظاهرة دخيلة على مجتمعنا السوداني، ومؤلمة على قلوب جميع السودانيين، فهي تفطر الأفئدة، وتدمع الأعين.. والأمر في إعتقادنا يتطلب نظرة فاحصة ومتعمقة ومعالجة سريعة وجادة للأسباب التي تجعل بعض الأسر تتخلى عن اطفالها المرضى بهذه الصورة غير الكريمة، واللا إنسانية.. ورغم انها حالات فردية، إلا انها مرشحة للتفشي والتزايد، وهذا بمثابة (ناقوس خطر) تقرعه (حضرة المسؤول) تنبيهاً لكل الجهات الرسمية والشعبية لتلافي مثل هذه الأفعال قبل فوات الأوان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة