|
|
 إحذر.. ممتلكات كيمو الخاصة!!
|
نجيب عبد الرحيم
[email protected]
لغتنا الخطابية متشابهة، وكذلك الحال في ردة فعلنا التي لا تزال كما هي. لم نأت بجديد، فردة الفعل لدينا ليست إلا صدى لكلمات انفعالية نرددها، لا يفرق بينها سوى الزمان والمكان!
بعد متابعة كل ردود الأفعال بعد الخروج المر للمنتخب السوداني من كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في غانا، أو حتى قبل انطلاقتها وبعدها وما صاحب ذلك من استقالات للجهاز الفني والإداري الذي أراحنا وارتاح، يطلع علينا سكرتير الاتحاد العام بتصريح أشبه ما يكون بكابوس، تكليف لجنة التدريب بقيادة مازدا لتتولي الشؤون الفنية والإدارية للمنتخب، وأصبحت ماركة المازدا فرض عين علينا والإتحاد العام يعد ممتلكات خاصة بــ (د. كيمو) في وقت كنا نتطلع إلى أن نشاهد المنتخب بجهاز فني جديد أو إعطاء فرصة لوجوه جديدة مثل سيد سليم، فوزي التعايشة، حمدان حمد، بشارة عبد النظيف، عبد العال ساتي، الديبة، وكلهم مؤهلون للقيادة؛ إذ كان بالإمكان أفضل مما كان لولا ضعف الجوانب الفنية الفاضحة الذي اتضح بصورة جلية مع توديع بطولة كأس الأمم الإفريقية في غانا مبكراً بصفر من النقاط والأهداف.
والله إنه لأمر محزن جداً أن تسير الأمور في بلادنا بهذه العشوائية ويتم اختيار لاعبي المنتخب القومي دون معايير لمنافسة تعتبر من أهم المنافسات الرياضية. والله إنه لغريب أمر المنتخب الذي تم اختياره بطريقة تؤكد أنه لا داعي لما يسمى بالدوري الممتاز، في ظل هذه المنافسة الضعيفة وإلا كيف نفهم يا(د. كيمو) ويا كابتن مازدا، وكل الحادبين على السودان ألا يتم اختيار أي لاعب من أهلي ود مدني صاحب المركز الرابع في بيزنطية الممتاز؟ بينما يتم اختيار لاعب من فريق درجة أولى!.
كيف احتل الأهلي المركز الرابع بالقرعة أم ماذا يا مازدا؟ وهل يعقل ألا يتم اختيار أى لاعب من إتحاد ود مدني، ذلك الفريق الذي حبس أنفاس الهلال في آخر مشاركة، وبالمثل فريق جزيرة الفيل مدني هل من المنطق ألا يوجد لاعب واحد من باب المجاملة، وكذلك فريقا الأمل عطبرة والخرطوم لم يتم إختيار أي لاعب منهما.
نجد العناصر المختارة وجوهاً مكررة من لاعبي هلال مريخ وليس فيها جديد. فطريقة إختيار اللاعبين لم تخضع إلى كل المعايير الفنية المطلوبة 90% من أندية الهلال والمريخ وسبعة لاعبين من خمسة فرق في الممتاز ولاعب واحد من نادي درجة أولى.
لذا سوف تضيع البطولات وفرصة التأهل للمونديال العالمي على حساب المجاملات والترضيات والمعادلات وطريقة إختيار اللجان واللاعبين في مرحلة حساسة للتأهيل إلى كأس أمم إفريقيا للهواة والمونديال العالمي ، وكأن الأمر تصفيات بطولة عربية أو دورة صداقة وليس إلى أكبر تظاهرة عالمية فشلنا في تحقيق أي نجاح فيها في لعبة كرة القدم.
وبدأت مرة أخرى حرقة الدم السودانية وموال عدم الرضا الإعلامي والجماهيري، ومطالبهم التي شملت كل شيء، وغضبهم الذي لم يستثن أحداً، إلا من كان المدلل لدى هذا أو ذاك من النجوم التي إنبرت بعض الأقلام الملونة إلى الدفاع عنها!
حناجر تعبر عن غضبها لبرهة ما تلبث سريعاً أن تنسى وتعود المياه إلى مجاريها، وتنشغل العيون بمغازلة فرقها في الدوري المحسوم قبل بدايته، ومكايدة الآخرين بإنجازات وقتية قد تتحقق على حساب منافسها التقليدي وهكذا دواليك.
كي يتنفس أصحاب المقاعد القيادية الصعداء بانتهاء كابوس وقتي، اضطروا إلى إنحنائه لعبور تلك العاصفة، والعودة مجدداً بالإستمتاع بالسلطة والكرسي الجذاب، والترحم فقط على من كان زميل الأمس وسقط نتيجة عدم قدرته على التعامل مع تلك الموجة بمبدأ (أذن من طين وأخرى من عجين!).
فقد احتفظنا بهويتنا العملية البعيدة عن التخطيط، والتي لا تعترف أبداً بالهدف، ولا تعرف عن صناعة كرة القدم ولا فن الإدارة الحديث إلا ما تسمعه أحياناً وفي فترات يتمنون تكرارها؛ لأنهم سيستمتعون بقضاء أوقات سعيدة كانت مخصصة لحضور ندوات يتحدثون فيها عن الإنجازات التي تحققت في عهدهم منها (حدوتة الدوري الممتاز!!) أو معسكرات من المفترض أنها علمية تحولت إلى ترفيهية في الخليج وربوع أوروبا البهية!!
ولم تتطرق إلى مناقشة الأسباب التي أدت إلى خروج المنتخب من بطولة كأس الأمم الإفريقية غانا والذي لا يحتاج إلى شرح والتخطيط للمرحلة القادمة.
لو نبشنا ذاكرة الأمم الإفريقية 2008 في غانا التي قدم فيها الفريق المصري محاضرات بعناوين في التربية الوطنية والروح القتالية وكرة القدم في صناعة وتسجيل الأهداف، سنجدها تمثل عقلية الانقضاض عند فريق بكامله؛ أي أن الفرد يتحول إلى الكل دفاعياً.. الكل يدافع وفي كل شبر بالملعب والفرد أيضاً يتحول إلى الهجوم والانقضاض.. ويصبح الكل يهدد.. ويسجل.. وذلك ما حدث.. فالمدافعون سجلوا، ورجال وسط الميدان المهاجمون الفارون المنسيون في دائرة محكومة بمراقبة صارمة.. ويؤكد المنهج أيضاً أن الفريق في ظاهره يدافع وفي جوهره ونيته المبيتة يهاجم، لكن يمارس هجومية مغلقة بالدفاع.. وأقصد اللعب الدفاعي القتالي الجماعي والروح، وليس لعب المدافعين فقط، وكل ذلك كان بفضل التخطيط المدروس إدارياً وفنياً في إختيار العناصر الفعالة وقوة منافسات الدوري الذي كان خلف ذلك الإنجاز وأي إنجاز.
الدوري الممتازة السوداني يعد تمارين لمنتخب أندية الهلال والمريخ المطعم بلاعبين من أندية أخرى بصبغة إسم منتخب حيث أثبت عدم جدوى استمراره (نقول أيه) على قول أخواننا المصريين قال أيه دوري ممتاز!!! ممتاز إيه وعلشان أيه ما خلاص خلصت الحدوتة).
|
|
 
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
منزول محمد توفيق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست