|
قلة أدب لي قلة أدب نشوف الموضوع ده حدو وين
|
ورغم أن المجاملات الكثيفة غير مقبولة حتي في المناسبات الإجتماعية البحتة ، إلا أنه من الملاحظ ظهور( حركة في شكل وردة ) أدخلت عرفاً جديداً في الفكر السياسي السوداني ... و هو الحديث عن الأدب و التهذيب و كيف أن تأدب الشخص في الحضرة النقدية السادة و الأئمة أمر فائق الأهمية للدرجة التي تفوق أهميته فيها أهمية المواقف السياسية للسادة و الأئمة سلباً أو إيجاباً ( إن وجد ).
و (شف ) البعض قول القاضي برفض القضية لخلل في الإجراءات ليطبقوه على النقد السياسي أو الفكري عموماً .. فأبتدعوا مفهوم رفض الفكرة أو الحجة المطروحة في الساحة الإسفيرية أو الصحفية بحجة أن اللغة ( مش قد المقام ) .. الرفض الذي قد يكون إنصرافاً أو تمييعاً أو تحويلاً للموضوع !
من حق بعض من قتل أقرباؤه في مجزرة الضعين أن يكون بذيئاً – إن أراد – و من حق من إعتقل ظلماً في السبهللية الثالثة أن يكون بذيئاً ... فتلك الأعراف الإجتماعية المحشورة حشراً للسياسية تلزم فقط صاحبها الذي ربما كل ( موضوعه ) أن أحد أجداده لاقى أحد أسلاف السيد و أداهو حنك حنكين و ربت على كتفه أشان كده الموضوع مسخن معاه ، و من حقه بس يقول كده عديل ما يعملها لف و دوران و إستهبال و إنصرافية مقرفة يمارسها البعض هنا و في أماكن أخرى
الموقف المنحاز للشمولية ، و المنحاز للتهميش ، و للتخلف .. ده كوم .. و المستوى المتواضع الذي تساق به حجج حزب كامل لا تنقصه الرؤوس ده كوم تاني ... دشليون مقال كلها موضوعها عن إنو تلميح لإنو هناك في ناس قليلين أدب إسفيريين .. و إنو بيستهدفوا الصادق أشان يشتهروا .. و إنهم حاقدين لأسباب إجتماعية !!
طيب نشوف الحجج دي واحدة واحدة .. و رغم أنني أجد أن البذاءة غير محبذة ، خاصة إذا كانت سمة مكررة لكتبات صاحبها إلا أن الحجج الممجوجة المكررة لفرقة الدفاع المستنسخة من بعضها حتى تكرر نفس الكلام يستحق التوقف عنده :
تخيلوا مجرد تخيل إنو في زول صحى من النوم الصباح قال هو داير يشتهر .. و بعد تفكير إكتشف إنو طريقة الشهرة هي الكتابة .. و بعد تفكير آخر إكتشف إنو الكتابة في نقد مواقف الأخرين هي البست أوف ذا بست ، و بعد تعصيف ذهني مريع إهتدى إلى أن المنقود يجب أن يكون شخصية سياسية .. فوجد أنه الصادق المهدي !
و رغم أنها طريقة إستنتاج غريبة إلا أنه يمكن تفهمها بقراءة عقلية الشخص الذي أنتجها .. و الذي غالباً ما يظن أن سيده هو مركز الكون .. فيكون صادقاً و هو يعتقد أن الناس ( الأشرار ) يسعون للشهرة بنقد السيد ، أوليس الناس ( الكويسين ) يسعون للشهرة و الإرتفاع بتقليده و التزلف له ؟
نجي لي حتة الحقد لي أسباب إجتماعية دي .. و التي أرى أن سبب التمادي فيها هو أنها قضية معايير إجتماعية شعبية و يعزف السياسيين عن التدخل فيها لأنها قد تدخلهم في حتات ضيقة .. لكن المهم الحقيقة البحتة يجب أن تقال و ما لا يجب هو المواقف التي تستبطن إحتقار فئات من المجتمع .. يعني دي حقائق تأريخية : إنو في ناس بتفتكر إنو لأنو الواحد كان بيشرب بصاق السيد الكبير ، أو كان أسلافه يفتخرون بالعمل الطوعي في السخرة .. فدا بديهو الحق إنو يتوهم إنو سيد هذه البلاد .. يبطش بمن يشاء حين يخرج لتظاهر .. و يصف من يشاء بقلة الأدب .. و بالوضاعة و الحقد الإجتماعي معظم مناطق السودان شاركت في الثورة المهدية .. منهم من شارك لأنه يريد إخراج الأتراك .. و منهم من شارك لأنه لسبب إضافي هو الإقتناع بالجانب الديني للمهدية .. و حتى من لم يشارك في المهدية من السودانيين كان بي فهموا .. ما خوف ولا جبن .. و مبرراتهم منطقية خاصة المجموعات التي تم إستعداءها و التحريض ضدها حتى قبل أن يأخذ الثوار رأيها فربما رغبت أن تشارك !!! و لكن كيف بعد أن صنفوا مقدماً؟؟ المهم لا يجب أن نمارس الإسقاط التأريخي و نحاكم عصراً بقيم عصور لا حقة .. و يبقى المهدي ثائراً حقيقياً .. و تبقى المهدية حتى تحرير الخرطوم إنجازاً حضارياً للشعوب السودانية ..
لكن الما ممكن تمريره إنو يجي زول .. تم ضمه ل( إرث الثورة ) ، بالإنتساب لاحقاً .. ليس عن طريق المشاركة الحربية له أو لأسلافه .. بل عن طريق تكسير التلج و العمل بالسخرة للرماد الذي ولدته النار .. أو المصالح المشتركة الطفيلية – السياسية التي يرعاها النظار .. و يجي يدين الناس بي تهمة وضاعة الأصل و الحقد ...
الموضوع بي بساطة إنو المهدية في بدايتها كانت خيار سياسي تقدمي .. في وكتها .. و كانت ملهمة و معبرة عن إحتياجات الناس في الحرية و لذلك شارك فيها معظم السودانيين ..
ذهب رجال المهدية أولئك .. فمنهم من تلقف بسرعة إحتياجات المراحلة و رأى أن التعليم أهم من الإجترار العقيم للتأريخ .. و لم يرحم رغم كل ذلك فحذفت بعض الاشياء من مذكراته ... و منهم من خلف جيلاً جديداً إنخرط في بناء الوطن ثقافة و أدباً و علماً و فناً .. و منهم من طواه النسيان
المشكلة إنو يجي زول داير يزايد بي تأريخ ما صنعو هو ! و لا شارك فيهو ولا أسلافو شاركو فيهو ، و لأنو كان بعيد و الحكو ليهو الكلام كانوا بعاد عن الموقف توهم و تخيل أن علاقة قائد الثورة مع الثوار كانت علاقة خنوع و طاعة مطلقة و ذل و سخرة ووضاعة .. الشيئ الذي ينفيه تأريخ المشاكل التي نشبت بين قادة المهدية جميعاً..
شخص إستجلب و تم خداعه و تمت برمجته لمجرد أن يعمل بالسخرة لخدمة الأسياد .. و ضمن البرمجة تم تزوير التأريخ له أو توهم هو ذلك أو تناسى أن المهدية لم يصنعها سيده لوحده .. زيادة في أسطرته بجعله رجلاً خارقاً يفعل الأشياء لوحده ...
و يجي يدور إضطهاد لي خلق الألة بوصفهم بالوضاعة و الحقد الإجتماعي .. و فيهم حتى أحفاد الفرسان و الشعراء الذين صنعوا المهدية ...
ليت أولئك الرجال عاشوا حتى يروا حمل الإبريق وبلع بصاق لحفيد غير شجاع للمهدي يصبح مدعاة للإفتخار على اللآخرين!
|
|
|
|
|
|