|
نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة
|
عرضحال) جديد في زمن (الموت المجاني)
نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة
بقلم: محمد عبد القادر
[email protected]
بابتسامة ودودة تشق طريقها برهق بائن وسط ملامح وقورة، كانت تمنح القادمين الى (الرأي العام) تأشيرة دخول الى موانئ مطمئنة وتترك على خطاوي العابرين للطريق المثقل بالحبر والاوراق وهج ذكرى شفيفة لفتاة (سادة) تمنحك القدرة على التماسك مع كوب (شاي) يتقاصر امام روعته تحالف النعناع والقرنفل.
عيناها الوقورتان كانتا توقعان على بوابة الصحيفة حضوراً حفياً لم تسلبه دوامة البحث عن لقمة العيش خلف (كانون) الشاي جلال الاحترام ولا بريق العذوبة، فسرعان ما كانت تتحول نسرين بائعة الشاي الى اخت لكل من حولها، ولاتنسى في ذات الوقت ان تترك على ذاكرة العابرين بطاقة تقول (من زارنا حتما يعود وإن تمادى في السفر).
إنها نسرين الجيلي (عجوز) فتاة يافعة تسربت من بين ايدينا كما العطر، واختارها الموت اضافة موجعة لدوامة احزاننا على رحيل الاخيار لم يراع عمرها الغض ولا احلامها الكبيرة ولا صغار اختها الذين لايملكون سواها - بعد الله- ولا حب الناس الذي ظلل مسيرة فتاة في عمر الربيع مثلت انقلابا اغبش على كثير من المعايير المخملية، وواجهت الاقدار بعزة وشرف وراهنت على (العرق والضراع) في تحقيق الاحلام الكبيرة والاشواق الفارعة، كادحة من بلادي لم تسلبها نار (الكانون) خاصية الزهور ولم تحرق الايام في ثنايا عمرها الغض القدرة على الاحلام القادمة في اجنحة الغيب والاماني.
نسرين،حررت مهنة ست الشاي من الوهن والمفاهيم المبتذلة وجعلت منها وظيفة اجتماعية وانسانية رفيعة، تحصيلها الاكاديمي كان (شرف محاولة) واستفزازاً لسخرية الاقدار التى جعلت منها بائعة شاي بنسبة تصل الى «79%» ووضعتها في (عز الجمر) حين بات التعليم سلعة مكتوب عليها (للاغنياء او الاغبياء فقط).
نسرين تحملت اعباء التحصيل بعد الفراغ من يومها المضني في بيع الشاي وتربية الايتام، عندما فشلت نسب الدولة في استيعاب عقلها النقي باحدي كليات الطب الذى كانت تحلم بدراسته، وحينما عرضت عليها الاستفادة من منح الكليات الخاصة راهنت على (عرق الجبين) واجابتني بتهذيب كانت تملك منه مخزونا استراتيجيا يكفي الجميع، انها ستحاول...لان تكليف الآخرين بتسديد فاتورة تعليمها - اياً كانوا- هو الفشل بعينه، وانتهينا الى انها ستعيد الكرة مرة ومرتين حتى تظفر بمقعد في جامعة الخرطوم. ونسرين ذات العمر الربيعي التى لاتجد حرجا في مناداتها بـ (عجوز) قسيمة في جلال، جميلة في وقار، جعل منها فتاة (سادة) تخاصم (عدة) المكياج وتراهن على غرة سوداء في جبينها الوضئ لعله من اثر الصبر والسجود.
رحلت نسرين وفي خاطر الصبايا لحن جريح جهزنه لزفافها القريب وفي بال الخالات والعمات (نمة) تائهة.
وعديلة (مجرتقة) انتظرن بها (العرس) الوشيك، فالجميع كان يدخر لها فرحة ويعيدها اغنية في تراتيل الامنيات لها بالخير الدائم، وانا واحد من كثيرين كنت انتظر لحظة انصاف لـ (نسرين) تهدأ فيها من رهق الكدح اليومي وتزين وسامتها المنهكة باحساس التتويج، وكذلك (خالتي عشة) بائعة الشاي النبيلة فقد قصت على من خلف وجه تبلله الدموع: كيف لازمتها نسرين وتركت (الوراها والقداما) حين وضعت احد ابنائها وكيف قامت بـ (كل شئ) دون ان يكون بينهما آصرة نسب او جيرة .
رحلت نسرين وفي خاطر الغصة حنين ممكون لـ (كباية قهوة) من يد شريفة تتقلب بين بيع الشاي والعزف على كيبورد الزميلة (حكايات). فنسرين كانت تمارس مهنة الجمع الالكتروني وقد كنت شاهداً على انها استلفت من وقتها الموزع بين الدراسة و(الكانون ) وتربية الصغار ساعة لتعلم الجمع في مسعى لتوسيع الرزق.
اختارت عجوز الرحيل المفاجئ والموت المسكون بكثير من العبر والاسئلة لتؤكد على انها استثنائية في كل شئ، ذهبت الى مستشفي الخرطوم بـ (كيس دهني) وعادت لمزاولة عملها غير انه وبعد يومين استعصى الالتفات على جيدها الذى حمل جرحا لم يندمل، قررت مراجعة المستشفي، لكنها عادت على نعش تلفه الحسرة وتبلله ضراعة الدموع، رحلت نسرين لتفتح باباً لكثير من الاستفهامات الحائرة عن حياة مشرقة انتهت بتوقيع على ورقة صفراء تقول ان هبوطا في الدورة الدموية كان سبباً في الرحيل..رحلت لتضيف الى قائمة المظالم (عرضحالاً) جديداً في زمن (الموت المجاني).. نكتبه بمداد دموعنا للسيدة مستشفى الخرطوم (لماذا دخلت نسرين ذات القوام الفارع الى المستشفي سائرة على قدميها لمراجعة جرح التهب فجأة وخرجت محمولة على نعش الغياب الابدي؟؟؟؟)..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: اميرة الحبر ادريس)
|
لا حول ولا قوّة إلا بالله
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدها برحمته ويسكنها فسيح جناته وألهم آلها وذويها الصبر وحسن العزاء
إنا لله وإنا إليه راجعون
تعازينا لكل العاملين ب"الرأي العام" أختي الفاضلة أميرة الحبر إدريس
كمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: Frankly)
|
هذا المقال نشرته صحيفتا الراي العام وحكايات كتبه الزميل محمد عبد القادر مدير التحرير بالراي العام ينعي فيه اختنا وصديقتنا نسرين الجيلي (بائعة الشاي) التى تعمل فى زقاق الراي العام والتى احتفظت لنفسها بسيرة شريفة وعلاقات جميلة ورحلت بعد ان خلفت لنا الحسرة والدموع كانت مكافحة وفاضلة ونقية نسال الله لها الرحمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: اميرة الحبر ادريس)
|
هل للرحيل طعم العلقم وهل للموت فرصة كي يتذوق طعم الطيبات توقفت كثيرآ عند تفاصيل نسرين في بلادي يقتلون الحب ياسيدتي ويزهقون حلاوة الحياة تري هل ينسب موتها حقآ لهبوط في الدورة الدموية أم هبوط في دورة المسئولية إتجاه مرضنا وموتنا وحياتنا في بلادي لا نحتاج الي سبب للموت ولكن نحتاج الي مسببات الحياة
أسأل الله أن يتقبلها قبولآ حسنآ ويتجاوز عنها ويرحمها
اللهم آمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: طلحة عبدالله)
|
طلحة ..شفت المصيبة لا زلنا نعيش صدمة وفاة عجوز منذ ايام متذكر يا طلحة لمن عجوز نجحت في امتحان الشهادة السودانية وفرح ليها الزقاق كله الليلة الاحزان عمت كل المنطقة من السفارة الامريكية وما حولها الفاجعة كبيرة ونسال الله ان يتقبلها قبولا حسنا..بقدر ما قدمت اميرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: اميرة الحبر ادريس)
|
الرحمة لنسرين الجيلى بائعة الشاى فى جريدة الرأى العام. ولكن ماذا قدمتم لها يا موظفى ومحررى جريدة الرأى العام قبل موتها؟ كانت تقدم لكم الشاى والاخوة والامومة والبنوة البديلة والاذن الصاغية والونسة. ماذا فعلتم لها لمساعدتها فى اكمال تعليمها ؟ ماذا فعلتم لها عند مرضها؟ ماذا قدمتم لها؟ والآن تدبجون المقالات البلاغية، تهدهدون بها ضميرآ، كان من الممكن ان يقدم لها الكثير ويمنع عنها الموت. هل ستعيدها هذه الكلمات المنمقة الى الحياة؟
وماذا عن ايتام اختها الراحلة؟ ماذا ستقدمون لهم؟ كى لا ينتهوا الى الشوارع والتشمس والجريمة؟
الاستاذة اميرة الحبر السلام والرحمة هل يمكنك كتابة سيرة حياة نسرين الجيلى القصيرة؟ هل هى واحدة من ضحايا الحروب والنزوح؟
هل لك ان تكتبى تحقيقآ شاملا عما حدث لها فى المستشفى الى ان ماتت؟ ومحاسبة المسئولين عن التسبب بموتها؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: Adil Osman)
|
Quote: ولكن ماذا قدمتم لها يا موظفى ومحررى جريدة الرأى العام قبل موتها؟ كانت تقدم لكم الشاى والاخوة والامومة والبنوة البديلة والاذن الصاغية والونسة. ماذا فعلتم لها لمساعدتها فى اكمال تعليمها ؟ ماذا فعلتم لها عند مرضها؟ ماذا قدمتم لها؟
|
اخ عادل المقام ليس للانتقاد او المهاترة ما كتب عن نسرين محاولة لتعميم نموذج شريف عاش فى صمت ورحل فى هدوء ويبدو انك لم تكمل قراءة المقال الذى يشكر كاتبه على تسليط الضوء على مثل هذه النماذج وهو وغيره غير مطالبين بتقديم حلول بقدر دورهم المؤثر فى لفت الانظار لظواهر تستحق التعريف بها نسرين لم تكن اقل من الاخرين لتقبض مساعدة لديها رؤية محددة فى مسالة تعليمها وحيتنما عرض عليها صاحب المقال ما ذهبت اليه رفضت
Quote: والآن تدبجون المقالات البلاغية، تهدهدون بها ضميرآ، كان من الممكن ان يقدم لها الكثير ويمنع عنها الموت. هل ستعيدها هذه الكلمات المنمقة الى الحياة؟
|
كاتب المقال موجود وبامكانه الرد عليك اذا اراد لانه ايضا عضو فى المنبر ولا ارد بالانابة عنه ولكن ارى انه التقط صورة شريفة لامراة كادحة من واقع مهنته ولا يمكن ان يلومه احدا على ذلك وقد اشار الى ظلال الاهمال ونوه الى وجود ايتام خلفتهم نسرين يحتاجون للرعاية، وليس هنالك احد.
Quote: كان من الممكن ان يقدم له ا الكثير ويمنع عنها الموت. |
لا احد بامكانه ان يمنع الموت
بقى ان اقول لك ان نسرين كانت تعمل فى وظيفة جمع بحكايات التابعة لشركة الراي العام اميرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: اميرة الحبر ادريس)
|
Quote: اخ عادل المقام ليس للانتقاد او المهاترة ما كتب عن نسرين محاولة لتعميم نموذج شريف عاش فى صمت ورحل فى هدوء ويبدو انك لم تكمل قراءة المقال الذى يشكر كاتبه على تسليط الضوء على مثل هذه النماذج وهو وغيره غير مطالبين بتقديم حلول بقدر دورهم المؤثر فى لفت الانظار لظواهر تستحق التعريف بها |
انا لا اهاتر يا استاذة اميرة انا الفت النظر الى ان الواجب كان تقديم المساعدة للراحلة نسرين الجيلى فى وقتها. ماذا يفيدها وقد غيبها الموت ان نكتب عنها؟ كانوا يتعاملون معها يوميآ. وكان من الممكن مساعدتها وهى تعمل معهم ( تبيع الشاى وتطبع على الكمبيوتر) حين مرضت. لو قدموا لها المساعدة المالية والاستشارية والطبية وقتها لتمكنت من الاستفادة من خدمات طبية مناسبة لانقاذ حياتها. لو كانت صحفية معهم لتنادوا لمساعدتها، وبذلوا لها المال والنصح والخدمات الطبية المناسبة. ولهذا السبب طلبت منك ان تكتبى لنا سيرة حياتها القصيرة. اغلب الظن انها ممن الجأتهم الحروب والظروف الطاردة فى مناطقهم الى الخرطوم. الغفلة، واللامبالاة ليست عذرآ . القدرية ليست شماعة للتهرب من المسئولية. كان من الممكن الا تموت نسرين الجيلى بائعة الشاى فى جريدة الرأى العام لو اهتم زبائنها من الصحفيين والصحفيات بها. كم من بائعات شاى وغفراء وعمال نظافة فى مؤسسات القطاع العام او الخاص، ممن يقدمون خدمات لا غنى عنها لهذه المؤسسات، ماتوا او فى طريقهم للموت بسبب اهمال ادارات وموظفى هذه المؤسسات لهم. كلامى هذا صيحة تحذير كى لا يتكرر موت لا داعى له، ويمكن منعه بأقل التكاليف والنصح. فقط نحتاج ان نتجاوز همومنا الصغيرة، وذواتنا الفانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نسرين... تفاصيل (عجوز) مختلفة (Re: اميرة الحبر ادريس)
|
Quote: نسرين،حررت مهنة ست الشاي من الوهن والمفاهيم المبتذلة وجعلت منها وظيفة اجتماعية وانسانية رفيعة، تحصيلها الاكاديمي كان (شرف محاولة) واستفزازاً لسخرية الاقدار التى جعلت منها بائعة شاي بنسبة تصل الى «79%» ووضعتها في (عز الجمر) حين بات التعليم سلعة مكتوب عليها (للاغنياء او الاغبياء فقط). |
الاخت اميرة ...
نسال لنسرين الرحمة والمغفرة .. ولكل من عرفها الصبر وحسن العزاء ..
لا نملك الا ان نقول " انا لله وانا اليه راجعون "
الضعفاء في بلدي يتجرعون الحزن طازجاً كل يوم ...
ويتساقطون كاوراق شجرة عجوز تعصف بها ريح العوز وتهزها عواصف الحياة ...
نسرين ( رحمها الله ) مثال .. وتوجد غيرها كثيرات ...
ما اصعب الاحساس بالعجز امام هؤلاء ... وما امر طعم الحزن في حلوقنا ...
يا اميرة .. مشاطرة الحزن لا تقلل من حجمه ... لكنها تمنحنا عزاء المشاركة ...
اشاطرك حزنك .. واقتسم معك الحسرة على هذه الزهرة التي ذبلت قبل اوانها ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربي يرحمها.. (Re: نادية عثمان)
|
كتب الزميل ضياء الدين بلال مدير التحرير الجمعةالماضي عن عجوز بصحيفتي الراي العام وحكايات
قصة زولة اسمها عجوز اسمها «نسرين الجيلي» وتعرف عند أهل «الرأي العام» والأماكن المجاورة «بعجوز».. كان لا يسعدها الاول (نسرين) ولا يغضبها الثاني (عجوز) فهى ذات مزاج محايد.. تصنع الشاي وتعد الزلابية صباحاً لعمال المطابع وعابري السبيل. وتأتي مساء ذات اليوم لمؤازرة» أهل المتاعب» الصحافيين الذين تتبعثر على أبواب مهنتهم الدقائق والساعات، ويهرب العمر تحت خدر الاخبار صيدها وصياغتها وتصميمها ونشرها ثم متابعة الافعال وردودها والاستمتاع بكل ذلك..!
كانت «عجوز» تعيننا بالقهوة والشاي، تفعل ذلك بهدوء سلس، وعلى صينية فضية لامعة وكوب زجاجي ينطق بالنظافة والذوق، واضافة أخرى من شخصيتها الجادة بغير تجهم والباسمة بغير ابتذال تعطي الشاي طعماً مختلفاً.
«عجوز» قصة من الادب الكلاسيكي كأنها قد سقطت سهواً من أوراق دانتي آليغايري أو شخوص بؤساء فيكتور هوجو، تفاصيل يوم «عجوز» دون اضافة أو تعليق يعطيك عزيزي القارئ حماسة ان تعطي من وقتك وبصرك في قراءة هذه القصة ما لا تندم على انفاقه.
يبدأ يوم «عجوز» مع صلاة الصبح، حيث تعد أواني الشاي وعجين الزلابية، وتدبر من كفاف العيش وخيال الفقراء افطار أبناء اختها الصغار، فقد كانوا في رعاية «عجوز» منذ ان غادرت شقيقتها الدنيا بهدوء، ظلت «عجوز» ترعى حالهم وتراجع دروسهم، والمدهش ان عجوز استطاعت وبارادة استثنائية ان تواصل دراستها الى ان امتحنت للشهادة السودانية - ومع كل عنائها ومسؤولياتها- أحرزت 97% .. فرح لها الجميع زبائنها وأهلها.. ومع ذلك لم تستطع اكمال دراستها الجامعية. فالظروف السيئة كانت تحاصرها (ضيق العيش وضعف العون وعظمة المسؤوليات)، تعلمت عجوز فنون الجمع الالكتروني بمعمل «الرأي العام» بإذن واشراف الصديق مازن بري، أصبحت يديها خفافاً على الكيبورد، في فترة وجيزة تم إلحاقها بمعامل الصحيفة بصفة متعاونة.
تغادر عجوز في صباحاتها الباكرة الحاج يوسف بعد انجاز واجباتها المنزلية، لتصل الى مقر بيعها جوار صحيفة «الرأي العام» الزبائن في الانتظار، عيونهم تتفاعل مع غليان الزيت على «الصاج» وأصابعهم يسري بها خدر خفيف، لهفة لكوب الشاي، الذي تجيد عجوز ضبط مكوناته:
يا تلك الترامس
وين الصوتو هامس
كالمترار يساسق
ويمشي كما الحفيف
وكم في الذهن عالق
ثرثرة المعالق والشاي اللطيف.
«عجوز» فارعة القوام مليحة الوجه، تضبط ايقاع ونسة الزبائن بعيونها فقط، حتى لا يسقط من القول ما يسيئ مجلسها النعناعى المذاق، وبعد طي الصباح تذهب عجوز الى معمل صحيفة الشقيقة «حكايات» لتجمع ما حدد لها من صفحات،ينتهى النهار تعود عجوز الى البيت، أطفال اختها عادوا من المدارس ،ترتب لهم الغداء، وقيلولة النهار، في المساء تعود عجوز لبيع الشاى جوار» الرأي العام»وقبل التاسعة تغادر للحاج يوسف.
قبل شهر كنت أطاردها برغبتي في اعداد فيلم قصير عن تفاصيل يومها المزدحم بالواجبات (الاسرة - الشاي - الصحيفة -الدراسة) ووضعت السيناريو الابتدائي لذلك. وحددت اماكن التصوير .لكن عجوز تهربت من الفكرة بأعذار مهذبة، كنت كل ما نسفت لها عذراً تأتي بآخر، أخيراً قالت كلمتها: ( استاذ ضياء اذا وافقت على الفيلم وتم بثه في التلفزيون قد يحرج ذلك اخوتي في كردفان.. أنا عاوزة أعيش في «الضل».. الضوء دا خليهو لآخرين)..
صباح الاثنين الماضي.. مقعد «عجوز» الابيض البلاستيكي المسند بالطوب «شاغر»، عيون زبائنها مبتلة بالدموع، ورقة باستقبال «الرأي العام» تنعي لزبائن وزملاء «عجوز» رحيل فتاة استثنائية عاشت بهدوء ورحلت في صمت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربي يرحمها.. (Re: اميرة الحبر ادريس)
|
انالله وانا اليه راجعون رحم الله عجوز والهمنا صبرا يوازى حجم الاحزان التى تكبر لمثل هذا الخبر المفجع ففى ظنى اننى كنت يوما من زبائن عجوز ان كانت هى التى تجلس على الناصية تماما يسار شارع الراى العام باتجاه حكايات ولم يكن ذلك سوى قبل شهرين اميرة الحبر نشاطركم الاحزان ولصديقى الشفيف والحبوب محمد عبد القادر كاتب المقال احر التعازى ولضياء الدين بلال ولشارع الراى العام وللصغار اللذين تركتهم عجوز من ورائها ان يجدوا من يتولى امرهم بعد الرحيل المر الثانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربي يرحمها.. (Re: عامر تيتاوى)
|
الاخ عامر عجوز كانت تجلس في مدخل الراي العام قرب الاعلانات ولابد ان تكون رأيتها خلال زياراتك للجريدة اللهم ارحمها واغفر لها يارب اميرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربي يرحمها.. (Re: Raja)
|
Quote: [ربي يرحم نسرين الجيلي ويجعل دارها الآخرة أرحم من دارها في الدنيا ] |
الاخت رجاء شكرا علي صادق الدعوات اميرة
| |
|
|
|
|
|
|
|