|
(حجوة حدوقة وحدقدق).. والمصراويات الـ(4)!
|
رندا عطية: الزمان: ليلة صيف..متل صيفنا ده، تحديدا ساعتين كدي وبرنامج (تلفون آخر الليل) من (اذاعة صوت العرب) يبدا. المكان: بيتنا.. (يابا) جدي لامي مستلقياً على عنقريبه واضعاً الراديو بجانبه، فيما (يمه) جدتي لامي تحجي فينا اطفالاً بـ(حجوة حدوقة وحدقدق) بتشويق قائلة: ـ آهه لمن ست القليلة الحميراء ـ الجرة ـ بتكب الموية في ازيار بيتم قامت رفعت راسها وقالت لامها البتمشط في شعرها بضوء القمر: ـ امي.. هي واااي انا ما نسيت اخبرك انو انا لي 3 يوم كل ما ادور انشل الموية الا اسمع ليك صوت من جوه البحر بيقول لي: (يا ست القليلة الحميراء الماشه في القميراء قولي لـ(حدوقة.. حدقدق مات)! وهي بس كدي تمت كلامها الا وتشوف ليك هي وامها خلقا ما ليها حد طالعة من تحت صاج الكسرة ومن جوه بيتم كاسرة على باب الشارع وهي تطق في الثكلي وتسوي في الحي وووب على (حدقدق المات)!، وهي بالخُلعة كبت مويتها في الواطة اما امها فبقت تنقض في شعرها المشطتو بايدها وتسوي وتقول هي يا يمه بسم الله!.. اما (نحنا) وعند ذاك الحد فقد اوقعنا الراديو ارضا فيما نحن (ناطين) لـ(يابا) والذي ما ان كنكشنا بصدره العاري المتعرق بعض الشيء الا وبـ(خُلعة) صرخنا به قائلين: (يابا..الحقنا)!. حتى اذا ما كبرت وشرفتني (جامعة الاحفاد) بالدعوة للمشاركة بورشة (اعادة كتابة الاحاجي) الحاضرتنا فيها كل من: (د. سحر الموجي، د.منيرة سليمان، د.سهى رأفت ود.منى ابراهيم) الباحثات بالجامعة الامريكية بالقاهرة والمُشكلات لمجموعة (المرأة والذاكرة)، حيث قمن ـ المصراويات الـ(4) ـ بعرض نماذج لاحاجي ناقشن فيها معنا صورة المراة السلبية بها، ثم طلبن من كل منا اختيار حجوة واعادة كتابتها بحيث نقدم فيها المراة بصورة ايجابية لاجدني اختار حجوة (علاء الدين والمصباح العجيب) التي حينما انتبهت لانها (حكاية واحد لقى ليهو مصباح خلاهو يبقى غنيان وهو راقد على حمير قفاه) وجدتني باستهجان متسائلة: ـ حسع عليكم الله (علاء الدين) ده للعطالة ما..عراب؟! وبعدين حكاية انو شاف الاميرة صدفة في سوق ام درمان وقام خطبها من ابوها السلطان وهي بسهولة خلت (دُخري العمر) وقبلت بيهو خلتني بـ(غيظ) اسال (علاء الدين): ـ عرفت من متين يا يابا عشان الاميرة توافق بيك ببساطة كدي.. إتسكيت معاها في مظاهرات.. والا يوم بمنتهى الصراحة قالت ليك: اديني حق المواصلات؟!!! حتى اذا ما وجدتني يوما جمب النيل من محاضرة عائدة، تحديدا ساعتين كدي وبرنامج (تلفون آخر الليل) من (اذاعة صوت العرب) يبدا، للبحر ناظرة نظرة ظاهرها الاطمئنان (باطنها الخُلعة) وجدتني (انط) لـ(ذاكرتي) لاعيد بها كتابة اسم (حجوة حدوقة وحدقدق) ليصبح (حدوقة وحدقدق في زيارة للشرق الاوسط)، حتى اذا ما سألتموني بجدية: ـ ما (وجه الشبه) بين (حدوقة وحدقدق) و(رايس وبوش)؟! لاجبتكم بضحكة مكتومة: ـ خُلعتنا اطفالاً.. وخُلعة حكام الشرق الاوسط.. كباراً!.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (حجوة حدوقة وحدقدق).. والمصراويات الـ(4)! (Re: randa suliman)
|
للمفارقة يا رندا يا صاحبة هذا العقار .. فقد كنت ( قِنِعتَ ) من زولاً سمع في يوم ما هذا البرنامج , و حسبتني ربما أهرطق بما لا و لم يعره الآخرون التفاتا في يوم .. تجيئين أنتي و تكتبين الآن عن البرنامج الذي كان سامري لسنوات ( مآربي في الإستماع إليه قطعا ليست كمآرب طفلة في مثل سنك حينها ) ..Quote: عاطف عبدالعزيز و نجوى أبو النجا يسامران نساء و رجال القاهرة عبر برنامج إذاعة صوت العرب : ( تلفون آخر الليل ) ، ذلك يحدث ليلة الإثنين من كل أسبوع ، أجد لذّةً خبيثة في قراءة أصوات الرجال المحتفين بصوت نجوى صخّاب الأنوثة ، و النسوة اللائي يمازحن صوت عاطف الرجولي المهذب ، و ينكأن جُرح حرمان بعضٌ ممن يسمع لهن منبطحٌ على قفاه في ضفة من النيل نائية ، سامِرُه .. طيرُ السُقُد و عُرس الكائناتْ .
|
المهم .. الأصوات طرا كانت تمثل عندي حالات متباينات .. فصوت يستحث الدماغ لينشط في اتجاه افتراع فرحٍ اعتباطي بلا طايووق و سِبة بلا سبب .. كصوت تلك الطائرة التي ترج سماء الخرطوم تماما عند الثانية فجرا .. بأنينها و عويلها الغريب .. فأتكرفس في راحة غريبة و فرح عبيط داخل فراشي .. و انام زي الترتيب . و آخر يكيل عليك رماد حزنٍ غميس لا ناقة لك فيه و لا جمل .. مثل ذاك الصوت : تنق تنق تنق تنق .... تنق تنق تنق تنق : منتصف الليل في القااااااهرة . صافرة القطار من محطة الخرطوم أيضا كانت تعوي فينتشي عندي شيء ما .. لا أعرف له كنها و لا أريد معرفة . نجي للحجوة بتاعة حدوقة و حدقدق .. للوهلة الأولى و أنا أقرأ عنوان هذا المكتوب قلت : بت مسغفاتية ساكت .. حكايتا دي فيها ريحة مصريين مصريين . قلت بذلك لأن الظرف قيّض لي أن أتقدم ببحث حول الحكاية الشعبية السودانية و أنا بعدُ طالباً في كلية الفنون , فسعيت سعي السعلاة الجائعة لتتوفر لي مادة ذاك البحث من أيما مصادر و مكتبات و لقاءات مع باحثي التراث و كتابه و سدنة الثقافات السودانية و حبوبات . و أزعم أن تلك الحجوة لم أجد لها أثرا فيما توفر لي حينها من مادة عظيمة الثراء و مختلفة المصادر . ربما مرد ذلك أنني كنت أبحث في مفهوم البطولة في الحكاية الشعبية و مدلولاته المتواترة كنسق تربوي أصيل تخذ من مفهوم الحبوبة معبراً ليعضد و يرسي استمرارية قيم بعينها في غرس موروث الأمة القيمي الفضائلي . أحيلك لشيء ربما يقارب تلك اللغة المأسطرة لموجودات الكون عند اهلنا السمحين ديل , و التي جبلت الحكاية الشعبية على الإستعانة بها على لسانٍ حبّوبيٍ مبين : يااااااا .. حَمْرَه قَرْقَدانَه ( حجوة قديمة ) بعيدٌ عن رايس و بوش و بلاوي النظم العالمية الممسوخة .. يا حافظ يا حفيظ .
تحياتي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: (حجوة حدوقة وحدقدق).. والمصراويات الـ(4)! (Re: Emad Abdulla)
|
عماد .. شكرا ليك على مرورك الممتع .. وحقيقي استمتع بحجوة حبوبة الزلال اللي باسال الله انو يشملها برحمته هي و يمه .. يا عماد يا اخي الحبوبات ديل عالم تاني .. حقيقي في حاجات كتيرة دايره اناقشها معاك بمهلة اكان عن الاحاجي و الا تلفون آخر الليل والا دعوة على السحور ..
رندا عطية
| |
|
|
|
|
|
|
|