|
المــحــــامــين فى الــســـــودان ، أين أنـتـم ؟؟؟
|
المحامى هو حامل الشعله التى تبدد غياهب الشك وتنير الطريق الى العداله والحق .
( من كتاب كنوز المحاماة - تأليف يوجين جيرهارت )
ممارسة القانون والمحاماة لم تكن ابدا وفى اى عصر من العصور مجرد وسيلة لكسب العيش فقط ، بل كانت دائما مسؤوليه وطنيه واجتماعيه واخلاقيه على المستوى القومى ومسؤوليه انسانيه لخير البشر على الصعيد العالمى .
ان مهنة المحاماة هى الصق المهن بالحقوق والحريات جميعا لقيامها على الدفاع عنها ضد اى عدوان عليها او تهديد لها حتى عرف رجال القانون حق الدفاع الذى يمارسه المحامون بأنه حرية الحريات وجعلوه احد لوازم الحياة الانسانيه ووصفوه بأنه حق طبيعى يلازم الانسان فاذا تم اغتيال هذا الحق وقضى على هذه الحريه فأن حرية الراى والتعبير الذان يميزان المجتمعات المتحضره المعاصره ستقضيان نحبهما فورا. ومهنة المحاماة وهى حصن المظلومين فى مواجهة الظالمين وملجأ المعتدى عليهم ضد المعتدين يجب ان تبقى دائما طليقه من كل قيد عصيه على كل سلطان الا سلطان الضمير والقانون خالصه للدفاع عن حقوق الانسان وحرياته وحقه فى سلامة سمعته وعرضه وبقدر نجاح المحاماة فى تحقيق هذاالاستقلال بقدر ما تكون حقوق الناس مصونه وحرماتهم مكفوله وحرياتهم حقيقية.
ان عمل المحامى لا يمكن ان يخلو من المتاعب ولا يعرف التاريخ محاميا ناجحا لم يتعرض فى عمله لضغوط من الاقربين ومن دونهم ومن السلطات ومن المحبين والشانئين على السواء ومن الذين يقدرون والذين يعملون لحسابهم ايا كان مجال القدره والعمل ولكن نبل غاية المحاماة وسمو مقصد المحامين من رجالها ونسائها وشرف المهنة كفيله كلها بأن تمنح المحامين قدرة على التصدى لذلك كله واحتمال وقعه على النفوس وآثاره فيها ومواجهة التحدى الذى يمثله وأداء حق المهنه لتبقى مهنة النجدة والشهامه والكرامه.
كان وظل المحامين السودانيين طوال تاريخهم هم رأس الرمح وحامل الشعله فى مواجهة والتصدى للقضايا الوطنيه الملحه والماثله وللمحاميين السودانيين دور كبير ومشهود فى كل المنعطفات التاريخيه التى المت بالبلد والوطن ، فى اكتوبر وفى ابريل وفى عهود الظلام كانوا دائما هم من يشعل الشرارة الاولى وهم من ينير الطريق وهم من يتصدى بقلمه وبلسانه فردا ومجموع لكشف الحقائق وكشف الفخاخ فى النصوص والقوانين وفى قضايا الحريات وحقوق الناس لم يتوانوا لحظة واحده فى الدفاع عنها والوقوف صفا واحدا لاقرارها فى الدساتير والمواثيق والقوانين واللوائح ويقفون سدا منيعا ضد منتهكى الحريات والحقوق .
جاءت الانقاذ واول من عادت المحامين لانها تعرف بأنهم فصيل وطنى بطبيعته لن يسكت على سياساتها وعلى قوانينها المعاديه لحقوق الانسان وحرياته ولذلك سعت الانقاذ بكل السبل لكسر شوكتهم وشل قدرتهم وتشتيت شملهم ، حلت نقابتهم المنتخبه ديمقراطيا وعينت بدلا عنها نقابه تابعه خانعه ذليله تحركها الانقاذ يمينا وشمالا ، غيرت قانون النقابه بليل مارست التزوير فى الانتخابات واعتقلت وشردت الناشطين من المحامين ، فرضت رسوم واجراءات على المهنه جعلتها غير جاذبه وغير مرغوبه ، هدمت استقلال القضاء وهو الحصن الحصين الذى يساند المحامين وجاءت بقضاة موالين للانقاذ هم اصلا معادين للمحامين ولمهنة المحاماة وللحقوق والحريات وغير كفؤين مهنيا .. والكثير ما قصدت به السلطه الحاليه من النيل من المحاماة فى السوان من اداء دورها المنوط بها .
والآن فى السودان هناك قضايا كثيره ملحه وعاجله ، قضايا الحريات المنتهكه والحقوق المضاعه ، والقوانين المقيده للحريات والمتعارضه مع الدستور والمواثيق الدوليه ، قضايا الاعلام والرقابه على الاعلام والصحف والتى تصب فى صميم حرية التعبير وقضايا الحق فى التجمع والتظاهر سلميا قانون الاحزاب والانتخابات ، قضايا الاعلام الحكومى الحزبى ، قضايا الطلاب ، قضايا الفساد المستشرى والمدعوم حكوميا ، قضايا عسكرة الحياة ، الدفاع الشعبى والمليشيات ، قضية دارفور بكل ثقلها ، قضايا القوات الدوليه ، جهاز الامن وسلطته التى فوق السلطات ، انتهاكات القوات النظاميه فى كجبار وفى امرى وفى كل مكان ، قضية الدستور فى الورق وغير موجود عمليا ، استقلال القضاء وكفاءته ... والكثير
اين هم المحامين السودانيين من هذه القضايا ؟؟ اين دورهم ..
|
|
|
|
|
|