|
Re: جمهورية شمال السودان ... دعوة للتنبؤ (Re: amin siddig)
|
الأخ خالد أبو أحمد تحياتي
الصادق المهدي الآن أقرب إلى البشير من قرب الأخير إلى علي عثمان
المؤتمر الوطني به تيارات واضحة ، مثل التيار الرئيسي الذي يمثله البشير و نافع و صلاح قوش و التكنوقراط المدنيين و العسكريين و أصحاب المصالح الإقتصادية الطفيلية غير الإنتاجية و دوائر الهوس الديني و العنصرية .
تيار علي عثمان تحجم نفوذه بعد أول تشكيل وزاري بعد إتفاقية نيفاشا ، ووجوده داخل المؤتمر الوطني يقتصر على بعض القيادات الوسيطة
يتفق التيارين على ضرورة بقاء المؤتمر الوطني في السلطة ، و يتفقان على إدارة البلاد بالصورة الفوقية الحالية التي لا تلامس جوهر الأزمات الإجتماعية و الإقتصادية لجميع السودانيين في الهامش أو غير الهامش
الإختلاف بين هؤلاء أن تيار البشير أكثر توجساً من تغيير التكتيك ، غير مستعد لأي تسوية تقلل من الحصص الإقتصادية و المناصب السياسية ولو بقدر قليل ... و بالنسبة لهذا التيار فإن بقاءه في السلطة في الشمال أهم من الوحدة مع الجنوب ... و الصادق المهدي متفق مع هذا التيار في أن بقاء قوة محافظة على سدة الحكم في الشمال ، ولو كانت المؤتمر الوطني أفضل من تحالف يضم حركات الهامش يتمكن من السلطة في الخرطوم وربما يغير ثوابت السياسية السودانية إلى الأبد.. و نتيجة هذا الإتفاق هي تقارب المواقف بالنسبة لقضية دارفور و أبيي ...
تيار علي عثمان يريد إعادة إنتاج نفسه .. بتحالف مع الحركة الشعبية .. ولو على حساب قطاع كبير و متنفذ في المؤتمر الوطني .. وهو بديهياً ما لن يسمح به هذا القطاع داخل المؤتمر الوطني .. الذي من الواضح أنه نجح في تحجيم علي عثمان لدرجة بعيدة تحالف علي عثمان مع الحركة الشعبية بإلإفتراض أنه نجح فلن يكون مخرجاً للبلاد من أزماتها ..لأن الطرف الشمالي في هذا التحالف الجنوبي - الشمالي لا يعبر بصورة صادقة عن مطالب و إحتياجات أهل الشمال .. و أهمها التنمية الإقتصادية و تحسين ظروف المعيشة بالإضافة لعدم إستعداده لتقديم تنازلات جوهرية فيما يتعلق بالإصلاح السياسي مستقبلاً
بالمقابل يلجأ تيار البشير، نافع لتاكتيكات التعبئة العرقية و الدينية لتغبيش الوعي العام و خلف إلأتفاف زائف و كارثي حولهم في الشمال إلتفاف غافل لن يعي نتيجة هذه البروباجندا العنصرية إلا بعد وقوع الفاس في الراس ... ليستبين بعد ذلك أن ما حدث له هي النتيجة الطبيعية للفكر المنغلق ، و التطرف الديني ، و الأفكار المحافظة ، و اللامبالاة و عدم الإكتراث
لو إستمرت الأمور كما تجري عليه فسيدفع السودانييون ثمناً غالياً ، فإما هاوية صومالية تستمر لعقود ، أو إرتقاء للوعي بعد دفع ثمن باهظ من الدماء و الدموع
لقد إختار الصادق المهدي الخيار المحافظ من ضمن الخيارات التي كان من الممكن أن يتخذها ، و هو خيار آخره قنابل و لا شيئ آخر وهو إضافة كميةلرصيد المؤتمر الوطني من الغوغائية و التطرف و خداع الشعب و قصر النظر .
تحالف الصادق مع البشير لن يوقف الوعي الجديد في الهامش .. ولن ينجح في قهره ... و أي نتائج إنتخابات مزورة على الورق لن تسكت صوت المطالب في الجنوب أو دارفور أو الشرق أو جبال النوبة أو النيل الأزرق أو الشمالية ...
الصادق المهدي بموقعه الجديد الذي إختاره أمامه خيار من خيارين : 1/ إما أطيح بالمؤتمر الوطني ضمن سودان موحد و هنا سيذهب مع المؤتمر الوطني إلى مزبلة التأريخ إن لم يكن إلى المنفى ، لأن طبيعة المؤتمر الوطني تجعل المرجح أن القوى التي تطيح بالمؤتمر الوطني ستضطر للجوء إلى العنف و إن فازت في الإنتخابات ، و هنا لن يجد الصادق المهدي سواردهب آخر يعيد إنتاجه .
2/ أن يحكم هو بالإشتراك مع المؤتمر الوطني السودان الشمالي ، لأن إستمرار المؤتمر الوطني بهذا الشكل يعني حتماً تشجيع الإنفصال و بعد الإنفصال سيغرق الشمال في أزمة إقتصادية طاحنة لإعتماده على النفط ( ولن يكفيه حتى نفط أبيي الذي بدأ إنتاجه في النضوب الآن و لا يشكل أكثر من 10% من الإنتاج ) ستكون حصيلة العجز الإقتصادي تدهور أوضاع حتى الشرائح الإجتماعية التي هي أقرب للتصالح مع النظام ، موظفي القطاع الحكومي ، الأجهزة الأمنية ، إلخ بالإضافة للمشكلة الإقتصادية فستظل أزمة دارفور ماثلة ، و جبال النوبة و النيل الأزرق و الشرق لن يستمر النظام لأسباب إقتصادية ، و إن إفتعل حرباً حدودية مع الجنوب فسيكون سقوطه أسرع .. بطريقة شبيهة لما حدث للنظام في يوغوسلافيا عندما رفض حق تقرير المصير في كوسوفو و هنا كذلك لن يكون سقوطاً ناعماً .. يستوي في ذلك كل حلفاء الحكومة لن يفيده حينئذ الخروج بنفس الطريقة التي خرج بها من الإتحاد الإشتراكي .. و المعارضة في اللحظات الأخيرة في وقت سيكون فقد فيه كل تأييد ممكن .
|
|
|
|
|
|
|
|
|