|
الدكتور خليل إبراهيم " الدباب " كمطلوب للعدالة
|
الدكتور خليل إبراهيم " الدباب " كمطلوب للعدالة
مع تعالي صوت الضجيج ، والناس بين نشوتى الفرح والإنتصار ، والرقص فوق جثث القتلى والجرحى ، مع إلتقاط الصور التذكارية ، هناك حقائق تضيع خلف السياج ، عن ما جرى وكيف حدث ؟؟ ، أمتزجت الدراما بشيء من الخيال ، وسكب إعتقال الدكتور الترابي المزيد من التساؤلات في إناء أن ما جرى كله لا يزيد عن كونه إمتداداً طبيعياً لصراع الأجنحة الأمنية داخل البيت الإنقاذي ، الشعب السوداني المذهول بسبب هول الصدمة غير معنى بهذه الاحداث ، والآن أعلنت حكومة الإنقاذ جائزة وقدرها مائة ألف دولار لمن يدلي بمكان الدكتور خليل إبراهيم ، وعرض الجوائز والمكآفات لقبض المطلوبين ثقافة سادت في الولايات المتحدة في فترة ما قبل تكوين الإتحاد ، وهذه المهمة كانت من إختصاص الجوالة rangers ، ذلك بسبب عدم وجود نظام فدرالي يسهل تعقب المطلوبين عبر الولايات المتباعدة ، وتُذيل الجائزة بعبارة مطلوب حياً أو ميتا" ، أعاد الرئيس الأمريكي جورج بوش هذه الثقافة من جديد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، لكنه لم يستخدمها ضد الأميريكيين داخل بلاده ، بل أستخدمها ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق ، ومنح الجوائز هي outsourcing للعمل الإستخباراتي الناجح ، وهي تكشف عجز الطالب عن اللحاق بالمطلوب .فهو عندما يعرض الجائزة يعرض ما يُسمى بالإغراء المالي temptation of money ، والطريف في الأمر أن أجهزة الإنقاذ سمت الجائزة بالدولار الأمريكي حتى لا يتضرر الرابح من تقلبات الجنيه السوداني ، وهي تساوي ضعف المبلغ الذي دُفع للموسيقار محمد وردي ، مما يعطي الإنطباع أن الدولار هو العملة الموحدة لصيد المطلوبين وتكريم المبدعين . المضحك ، والطريف في هذه المسألة ، أن السلطات وزعت صور المطلوب د.خليل إبراهيم بزيه "الكحلي" الذي يظهر به في الفضائيات ، الدكتور خليل إبراهيم معروف للأجهزة الأمنية ، ولا ننسى أنه كان يشغل منصباً أمنياً في حكومة الإنقاذ ، ولا ننسى أنه كان من وزراء الإنقاذ القلائل الذين كانوا يتمسكون بإرتداء الزي العسكري في كل ساعات العمل الرسمية ، وضيف ألفه الناس في برنامج ساحات الفداء ، لم يتبرم أحد – من وزراء الغفلة الذين دخلوا في مركب التوالي – عندما كانت بندقية الدكتور خليل إبراهيم مصوبة نحو الشقيق الجنوبي ، كانوا يهتفون له ..هي لله ..هي لله ، كانوا يسمونه بالدباب ، ويسمونه بأمير المجاهدين ، لا يمكن إختصار ظاهرة الدكتور خليل إبراهيم بأنه تشادي حاول غزو بقعة المهدي المباركة بأمدرمان ، أنه صراع الأخوة الأعداء في بيت الواحد ، الذي كشف أن الحركات الدينية لا تملك مشروعاً سياسياً يوّحد المكونات المختلفة للشعب السوداني ، كما كشفت أحداث الأمس أيضاً أن الصراع الإجتماعي في السودان سوف يتجه نحو المزيد من المصادمة وبئر الإشتعال ، حادثة 10 مايو في تاريخ السودان تتكرر ، وربما بصورة أشنع وأفظع ما لم تُحل أزمة المركز مع الهامش ، كما كشفت أيضاً عورة النظام الأمنية الذي كان يتبجح بتوفير الأمن والسلام ، التحريض العرقي الذي تمارسه وسائل إعلام الإنقاذ الآن لن يقود إلي الحل ، ولن يرهب أحداً من تكرار المحاولة ، فضرب المواطنيين العزل في دارفور بالطائرات فتح أراضي الإقليم للقوات الدولية ، وهذا السيناريو يُمكن أن يتكرر في الخرطوم إذا لم يضع العقلاء حداً للتجاوزات التي تجري في الخرطوم ضد كل من يُشتبه بأنه من دارفور ، وقناة تلفزيون السودان ذكرتني بإذاعة الهوتو العنصرية التي عصفت بوحدة الشعب الرواندي . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|