الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: إما التفكيك الرضائي.. وإما الهجمة الشاملة (Re: omdurmani)
|
أخي أمدرماني
تحية وسلاما
قولك:
Quote: الحاكم اخى ياسر في السعودية هو النظام السعودى المعروف. اما الحاكم في السودان كان هو الجنرال غردون. فكرة القاعدة اعلان الحرب علي الكفار . فكرة المهدية تقوم علي الدعوة . لذا سميت الدعوة المهدية. |
لو تحريت الدقة لوجدت أن الحاكم العام في زمن قيام المهدية لم يكن غردون منذ البداية.. كان الحاكم العام هو رؤوف باشا وبعده عبد القادر باشا.. ولكن حتى غردون، وغيره من الحكام، كانوا مجرد موظفين للخديوي المصري، والخديوي بدوره واليا على مصر من قبل الخليفة العثماني في اسطمبول، تركيا مقر الخلافة.. تعاون خديويي مصر مع كل من فرنسا وبريطانيا بدأ منذ زمن طويل، وازداد متانة بعد حفر قناة السويس عام 1869 وقد دخلت الحكومة المصرية في تعاملات تجارية مع الدولتين الكبريين أدت إلى اعتمادها الكامل عليهما، وقد تدخل البريطانيون في مصر بدعوى حماية مصالحهم هناك خاصة بعد قيام ثورة عرابي، ولا يخفى عليك أن المهدي أراد أن يفتدي عرابي باشا بالجنرال غردون.. وحتى قبل تولي غردون لمنصب الحاكم العام كان هناك أوروبيون حكام ولايات مثل سلاطين الذي كان حاكما في دارفور، وكان هناك قواد جيوش مثل هكس ، ولكن غالبية الجنود كانوا سودانيين، باشبوزوق وبازنقر، ومصريين وأتراك..
ولو تحريت الدقة في أمر حكام السعودية تجد أنهم قد تعاونوا مع الدول الغربية بنفس طريقة تعاون الخديوي المصري في القرن التاسع عشر، وهذا منذ وقت طويل كان حادثا، ولكنه لم يظهر إلى السطح إلا بعد حرب الخليج الثانية بعد جاء الحلفاء وأخرجوا صدام حسين من الكويت.. ثم حدث أن بقيت الجيوش الأمريكية بالسعودية بحجة حماية الخليج من شر صدام، وهذا هو السر في ثورة بن لادن والسلفيين الجهاديين ضد حكام السعودية.. كل ما هناك أن الثورة المسلحة في هذا الزمن لا يمكن أن تكون مثل ثورة المهدي.. فوسائل المواصلات والسلاح الحديث والطائرات المقاتلة لا تسمح لمثل هذه الثورة أن تبقى ولا يوم واحد بصورة مكشوفة.. ولذا اختار بن لادن الخروج إلى السودان ومنه إلى أفغانستان عندما تعرض للحصار في السودان وأوشك أن يقع في أيدي طالبيه..
بن لادن والسلفيين الجهاديين لهم دعوة ولهم مذهب في الدعوة يقوم على الوهابية.. والمهدية كذلك لها دعوة لتحكيم الشريعة الإسلامية وقد قام الجهاد والحرب ونجحت في أول الأمر..الدعوة بالمهدية لم تتعد دعوة الناس إلى الجهاد، ومكاتبة رجال الطرق الصوفية أن يدعموه، ولكن كثير من شيوخ الطرق لم يستجيبوا ولم يشاركوا.. أما علماء السلطة فكان موقفهم هو تكفير المهدي والحكم عليه بأنه خارج على الخليفة.. أرجو أن تراجع ما كتبت مع الأخت لنا مهدي وعادل عبد العاطي في البوست المخصص للحديث عن المهدية، ففيه رد وافي على نقاطك هنا..
قولك:
Quote: القاعدة واجهت واقعا مختلفا تماما عن واقع الامام المهدى ، لذلك ينتفي التشابه ،القاعدة بررت افعالها بخيوط واهية بعيدة |
نعم الواقع مختلف كما قلت لك أعلاه، ولكن جوهر الأمر واحد..
Quote: بن لادن اتخذ فهما خاطئا وبان ضرره ، اما المهدى فقد حقق دولة المهدية والعدل |
.
أنظر إلى اعتراف المهدي بنفسه حول ما آلت إليه المهدية، وقد أورده الدكتور مكي شبيكة.. راجع البوست الذي قلته لك.. فالمهدية كانت تحمل بذور نهايتها السريعة في داخلها.. ولو كانت طريقة الثورة المسلحة مجدية لكان أولى الناس بالرجوع إليها هو السيد عبد الرحمن، وصحيح ما أوردته أنت عن المسايسة والاقتصاد عن السيد عبد الرحمن.. وهذا هو ما انتهجه حكام السعودية وانتهى بهم إلى ما انتهى.. أما السلفيين الجهاديين من أمثال بن لادن فلم يدركوا أن هناك سر في عدم تملك المسلمين لمثل حضارة الغرب ولمثل سلاح الغرب.. السر هو أن يضطر المسلمون إلى استخراج جوهر الإسلام الذي لا يعتمد على القتال والجهاد المسلح والحرب..
قولك:
Quote: موضوع الرق ....لا تستطيع ان تلوم المهدية ، لان مستوى الوعى لم ينضج بعد لاستقبال هذا ، فقط قارن بين ثقافة الوعى في ذلك الوقت . يااخى حتى امريكا بديمقراطيتها العتيقة لم تصل لفهم الحقوق المدنية الا في الستينات. وعلي هذا قس .... |
المجتمع السوداني كان مجتمعا عبوديا.. وكثير من الذين ناصروا المهدية كانوا مستفيدين من مؤسسة الرقيق.. وقد أعطى هذا الموقف من السماح بالرق، الفرصة لبريطانيا أن تتدخل تدخلا مباشرا بإرسال جيش كتشنر.. لقد ارادت المهدية أن تغزو مصر بجيش معظمه أرقاء ومستضعفين.. لقد أرادت المهدية أن تحارب لنشر المهدية، وليس فقط لطرد الحاكم الظالم.. وهذا كان أكبر استفزاز للامبراطورية الانجليزية، وهم يعرفون أن ذلك التدخل سيمكنهم من السيطرة على السودان، وقد حدث، ولم تلبث بريطانيا أن أزاحت مصر من أي نفوذ في السودان.. ولا تزال مصر تحن إلى استعادة ملكيتها للسودان.. لو كان للمهدية فائدة هي أنها أبعدت السودان عن السيطرة المصرية..
ونعم أنا أتفق معك أن مسألة الرق كانت معضلة كبرى.. حتى الحكم الثنائي لم يستطع أن ينهي الرق بجرة قلم.. لقد قاوم من يسمون أنفسهم بالقضاة الشرعيين تحرير الرقيق من منطلق تمسك بالشريعة الإسلامية.. لو كان الحيز يسمح لأوردت لك بعض الوثائق.. وأستطيع أن أدلك على كتاب محمد إبراهيم نقد، "علاقات الرق في المجتمع السوداني"ـ لمراجعة هذه الوثائق.. من الطريف أن هناك وثيقة وقع عليها كل من السيد عبد الرحمن والسيد علي الميرغني والسيد الشريف الهندي، تشجع المستعمر على عدم التشدد في مسألة تحرير الرقيق بحجة أن الرقيق المحرر يلجأ إلى السكر والعربدة في حالة الرجال وإلى الدعارة في حالة النساء..
قولك:
Quote: نعم فهم المسلمين للاسلام يحتاج لتأطير ،وكذلك فهمنا للشريعة يحتاج لدراسات وتطوير وبناء ، لاخلاف في هذا،حتى يستبين لنا ماهو الطريق الامثل لكى نسيره |
هذا قول صحيح ومستبصر، وهذا هو الأمل الذي بقي للمسلمين، وإلا فإن سنة التاريخ ستمضي بمن لا يستجيب لسنة الحياة وهي التطور والتجديد والاستبصار والتعلم من دروس التاريخ.. هناك بوست ممتاز فتحه الأخ ود قاسم بعنوان تجديد الدين، أم تجديد الفكر أقترح عليك مراجعته والمساهمة فيه بالنقاش..
ولك سلامي وتقديري واحترامي
ياسر
|
|
|
|
|
|
|
|
|