|
الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش
|
أهل المنتدى الكرام وبصورة خاصة الصحفيين الرسميين، أقصد أصحاب المهنة، ثم الصحفيين الهواة.. تحية طيبة هذا موضوع للنقاش... أرجو أن تشاركوا فيه بآرائكم حول دور الصحافة في نقل الأخبار، ودور الصحفي كناقد ومحلل، ودور الصحفي كصاحب مهنة وأخلاق المهنة .. الصحافة في الأنظمة الشمولية.. صحافة المعارضة ودورها في كشف الطغاة والأنظمة الطاغية، وحدود الصحفي والكتاب الصحفيين التي يجب أن يراعوها كأخلاقية صحفية.. المقال أدناه جميل جدا ويثير الكثير من النقاط التي يجب على المثقفين أن يقفوا عندها.. من لا يستطيع أن يكتب رأيه هنا يمكنه أن يكتب في منبر الفكرة الحر هنا http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=2889#2889 ياسر
=========== الصحفي كمحقق أو جاسوس ؟ لا، شكرا
أمير طاهري
في آخر رائعة سينمائية من روائع جون فورد في أفلام الويسترن «الرجل الذي أصاب ليبرتي فالانس في مقتل» يدفع محامي شاب، قام بدوره جيمس استوارت، كبير الأوغاد ليبرتي فالانس إلى مبارزة بالسلاح. وقد لقي فالانس مصرعه في المبارزة بينما صار المحامي الشاب بطلا مستهلاً نجاحاً مهنياً قاده في نهاية الأمر لأن يصير عضوا في مجلس الشيوخ. والحقيقة أن المحامي الشاب ليس هو الذي قتل فالانس، ولكن الذي قتله هو مقاتل يدعى توم، قام بدوره جون واين. وقد أطلق توم طلقة قاتلة من الخلف من على بعد أمتار قليلة من مكان المبارزة. وطالما أنه لم يعرف أحد بذلك، فإن المحامي هو الذي حصل على الثناء والتقدير. تذكرت فيلم جون فورد عام 1973 حينما ظهرت فضيحة واترجيت، فقد عرض فيلم فورد ما يحدث في عالم الصحافة الأمريكية. لقد صار مراسلان صحافيان من صحيفة واشنطن بوست أبطالا للنخبة الليبرالية بعد ان استطاعا إجبار الرئيس الأمريكي على ترك منصبه. ولكن فيما بعد ظهرت الحقيقة وهي أن ريتشارد نيكسون (أصيب) ليس من الصحفيين الشابين ولكن من مقاتل سياسي متخفي في الظلام. وبالرغم من أن كثيرا من البحث والتقصي قد تم من صحفيين فإن الشخصية التي عرفت باسم «ديب ثروت» بقيت سرا مبهما. لقد تركت فضيحة واترجيت أثرا دائما على الصحافة في كل أنحاء العالم. ففجأة لم تعد الصحافة عملية إبلاغ وشرح للأحداث، ولكن كشف عن الأعمال السيئة، الحقيقية أو المتخيلة، لهؤلاء الذين في السلطة. لقد بدا وكأن مصطلح «صحافة» لم يعد واضحا على نحو كاف مما استدعى إضافة صفة «تحقيق» إليه. لقد كان للصحافة على الدوام كثير من الصفات المشتركة مع التحقيق والتحري بل وحتى المراقبة، ولكنها نجحت على الدوام في الحفاظ على بعض الحدود المميزة لها لكن واترجيت عتمت تلك الحدود. بعد واترجيت رأى الكثيرون من القادمين الجدد للصحافة أنفسهم كفرسان بيض للحقيقة يفجرون قصور العظيم حتى تصير منخفضة. وهكذا ولدت العقيدة التي ترى الصحفي كبطل. لم يفعل صحافيا واترجيت سوى القليل للحصول على القصة. فلقد تلقيا القصة لقمة سائغة من «ديب ثروت» الذي أراد أن يحطم نيكسون. ولقد قدم «ديب ثروت» قصته لأربعة مراسلين صحفيين آخرين لكنهم رفضوها . وهكذا فإن مراسلي «واشنطن بوست» انتهيا إلى ان يكونا بالفعل عاملين مع «ديب ثروت». إن عقيدة الصحافي كبطل هي عقيدة خطيرة لأنها تحقن سم الطموح الشخصي في عمل المراسلة الصحافية. إن المراسل الصحافي الذي يسعى وراء النجومية سيتبرمج سريعا ليس في اتجاه البحث عن الحقائق وإنما نحو القصة التي يمكن أن تجلب له الشهرة والمجد. وقد قاد كل هذا إلى أن يعتمد الصحافيون على مخبرين يشيرون إليهم عادة بـ«مصادر عليمة» و«مصادر طلبت عدم الكشف عن نفسها». آخر مثال لذلك يمكن رؤيته في النزاع الحالي بين هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ومكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. ففي الربيع الماضي أذاع اندرو جيليجان المراسل الصحافي لـ«بي بي سي» مادة صحافية زعم فيها ان «مصادر استخباراتية» ابلغته ان كبير مسؤولي اعلام مكتب رئيس الوزراء الستير كامبل قد ضخم و«حسن» تقريرا عن اسلحة العراق للدمار الشامل لأجل اقناع الرأي العام البريطاني بتأييد قرار الحرب ضد صدام حسين. وفي الشهور التي اعقبت ذلك اتضح جلياً ان جيليجان لم يكن له «مصادر» وانما مصدر واحد، هو الدكتور ديفيد كيلي أحد خبراء الاسلحة بوزارة الدفاع. ولم يكن كيلي على صلة بجمع او تحليل المعلومات الاستخبارية ولم يلعب اي دور في تشكيل الملف الخاص بالعراق. وقد تحدث كيلي مع مراسلين صحافيين آخرين لتسويق خطه ضد كامبل دون أن ينجح في ذلك. وقد تفاقم الموضوع وتضخم حينما أقدم كيلي، الذي كشف كمصدر وطلب منه ان يدلي بشهادته امام لجنتين برلمانيتين، على انهاء حياته بالانتحار. لقد كان الناتج الحقيقي من كل ذلك هو انه ليس هناك مكان للحوار حول مسائل هامة تتعلق بوضع العراق. فبدلا من مناقشة قضايا حول دور الولايات المتحدة في العراق والحاجة الى جدول زمني للانتخابات هناك ولتأسيس محكمة لمحاكمة القادة البعثيين فإن المؤسسة البريطانية قد اقحمت في ما يمكن في افضل الظروف اعتباره مسلسل مسرحي صيفي سخيف. وفي هذه الاثناء، فإن الخطر في الاعتماد على مصدر واحد في اي قصة لم يتم تناوله. لقد كان يمكن لجيليجان ان يتصل هاتفيا بكامبل ويطلب منه التعليق على مزاعم كيلي قبل اذاعة قصته، لكنه لم يفعل. وكان يمكنه ايضا ان يطلب من عشرات المصادر الاخرى التعليق حول مزاعم كلي لكنه لم يفعل. وبالطبع فإن من الامور المشروعة تماما لأي صحافي ان يوجه هجوما لكامبل وبلير لكن يجب ان يتم ذلك في افتتاحيات أو أعمدة رأي وليس خلال قصة قدمت في الاطار الخبري. علمني كاظم زارنجار، أول رئيس تحرير لي، أنه لا يمكن قبول مادة خبرية ما لم تتم مراجعتها مع ثلاثة مصادر على الأقل. وكان يقول «إذا أراد شخص ما أن يقول شيئا فيجب عليك أن تعثر على شخص آخر ينقض ما قاله . وبمجرد أن حصلت على الاثنين ابحث عن مصدر ثالث لا يقف إلى جانب أي منهما». إن الصحافة التي تعتمد على مصدر واحد تصير فرعا من فروع العلاقات العامة. وكانت نصيحة زارنجار هي أن تشك دائما في أي شخص يسرب لك قصة ما. وكان يقول «اسأل نفسك لماذا يفعل هذا الشخص ما يفعله؟ هل يهتم بتطورك المهني كمراسل صحافي أم انه يعد شواءه الخاص؟». إن خطر أن يكون المرء عرضة للخداع ليس محدودا في إطار الدول التي تحكمها أنظمة طغيان. فهناك يلتقط طاغية ذلك الزمان صحفيا مفضلا ويسرب قصصا وآراء عبره. ويصير (المفضل) شهيرا وقويا، لكنه لا يعود صحفيا بعد أن صار جزءا من الحاشية. أما في المجتمعات الديموقراطية فإن الصحافيين يقعون في الإغراء على أمل أن يحصلوا على سبق صحافي. لكن زارنجار كان دائما يشك في أي قصة تقدم بوصفها (قصة سبق صحافي) أو (قصة خاصة للصحيفة وحدها) وكان يقول «إن السبق الوحيد كان للوصايا العشر التي سربت إلى موسى على جبل سيناء». وللتأكيد فإن مبدأ زارنجار ليس من السهل دائما تطبيقه، وقد تسبب على امتداد السنوات في أن نفقد بعض القصص الإخبارية. حينما انفجرت فضيحة واترجيت اعتقدنا أن لنا حجة ضد زارنجار فسألناه «هل كنت سترفض قصة واترجيت لأنها أتت من مصدر مجهول؟» فرد قائلا «بالتأكيد». ما الذي كان سيحدث لو أن زارنجار كان في مكان المحرر المسؤول لصحيفة واشنطن بوست مكان الصديق الراحل بين برادلي؟ لم يكن «ديب ثروت» سيستطيع أن يستخدم الصحيفة كسلاح ضد نيكسون. كان سيجبر على الذهاب إلى الشرطة أو الى مكتب التحقيقات الفيدرالي أو على الأقل لإخطار أعضاء الكونجرس. وكل ذلك كان سيجبر الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي على التحقيق ومع الوقت كان دور نيكسون سيكتشف. وأخيرا فإن «واشنطن بوست» كانت ستكون قد أوردت الفضيحة كما كشفتها هذه الهيئات التابعة للدولة والتي من واجبها أن تقوم بذلك. إن الفكرة هي أن على الاعلام ألا يحاول أن يفعل ما على هيئات الدولة الأخرى أن تفعله إذا كانت تلك المؤسسات ضعيفة أو أنها لأي سبب آخر لم تقم بواجباتها على النحو المفروض. يجب على الإعلام أن يبلغ عن قصورها ويقوم بتحليله، لكن لا يجب أن يقف بديلاً لها. وبسبب تأثير واترجيت فإن بعض الصحفيين قد تخفوا بحثا عن قصص تتفاوت بين تهريب مدية (سكين) دون أن تلحظها أجهزة أمن المطار وحتى كشف العلاقة بين سياسي وبائعة هوى. لقد صارت الصحافة مهنة لصناعة الأنباء وليس لإبلاغها. إن الصحفي المعاصر الذي يتطلع على الدوام لأن يكون بطلا يتوقع أن يكون عنيفا إن لم يكن وقحا حينما يجري مقابلة مع أي أحد في السلطة. وعليه أيضا أن يركز على الأنباء السيئة والتطورات السلبية محاولا على الدوام العثور على إخفاقات، وبكلمات أخرى أن يقوم بعمل المعارضة السياسية. ولأن صحفيين عديدين يحاولون أن يؤدوا أعمال أشخاص آخرين فإنه ليس من المستغرب أن الآخرين يحاولون أن يقوموا بأداء عمل الصحفي. ويكتب السياسيون تقارير اخبارية بمعدلات كبيرة، بالاضافة الى اشخاص عديدين من مختلف دروب الحياة أسسوا مواقع على شبكة الإنترنت للحصول على نافذة صحفية. قال الفارابي قبل ألف عام ان الحضارات تبدأ حينما يتعلم الناس أن يصنعوا فضاءات تستوعب كل نشاط يحتاج إليه من أجل بقاء وتقدم المجتمعات الإنسانية. إن تعتيم هذه الخطوط الواضحة يمثل على الدوام خطوة إلى الوراء نحو البربرية. من جريدة الشرق الأوسط اليوم.. http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2003,08,28,189648.html
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Yasir Elsharif | 08-28-03, 03:02 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | kofi | 08-28-03, 04:52 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Raja | 08-28-03, 05:13 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Nada Amin | 08-28-03, 05:23 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | مارد | 08-28-03, 07:23 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Yasir Elsharif | 08-28-03, 09:26 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | kofi | 08-28-03, 10:04 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | هدهد | 08-29-03, 01:42 AM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Nada Amin | 08-29-03, 05:46 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Yasir Elsharif | 08-29-03, 09:03 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Nada Amin | 08-29-03, 09:15 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Raja | 09-01-03, 02:21 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Nada Amin | 09-02-03, 03:03 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | الكيك | 09-03-03, 06:27 AM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | kofi | 09-03-03, 05:00 PM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Yasir Elsharif | 09-04-03, 11:18 AM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | حسن الجزولي | 09-05-03, 01:42 AM |
Re: الصحفي كمحقق أو جاسوس؟؟ موضوع للنقاش | Yasir Elsharif | 09-07-03, 08:19 AM |
|
|
|