عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2024, 03:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ياسر الشريف المليح(Yasir Elsharif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2004, 04:14 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49048

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء (Re: ابو جهينة)


    أشكرك يا عزيزي جلال على هذه الإضافة التي ستفتح أبواب الحوار الموضوعي..

    كلمة أسطورة وجمعها أساطير تعني ما سطره الأولون من قصص.. فإذا جئنا مثلا لقصة سيدنا نوح نجد أنها قد جاءت في التوراة في سفر التكوين بتفاصيل كثيرة.. ونفس القصة جاءت في ما يُعرف بملحمة جلجامش.. وقد ورد في تراث حضارات كثيرة قصة الطوفان.. والمعروف أن القرآن قد ذكر تحديد مكث سيدنا نوح بين قومه بألف سنة إلا خمسين عاما، وهي نفس المدة المذكورة في سفر التكوين.. ويرى بعض العلمانيين أن هذه القصة بهذا العمر "الخرافي" تقع ضمن ما يطلقون عليه خرافة كمرادف لكلمة أسطورة.. والمفسرون القدامى ومفسرو التوارة يعزون ذلك إلى أن أعمار البشر في تلك الأوقات كانت كبيرة.. ولكن الحفريات أثبتت الحفريات أن إنسان العصور الحجرية كان يعيش في المتوسط عمرا أقل من أعمار الناس اليوم.. فكيف يُعقل أن يكون هناك بشر بعد العصور الحجرية وقبل الأزمنة الحديثة بمثل هذه الأعمار الطويلة؟؟ ربما كان حساب السنة ليس كما هو معروف اليوم.. هذا تفسير وارد.. ربما كانوا يحسبون السنة بمقدار اكتمال القمر وهي أسبوعين، وعليه تكون المدة المشار إليها بألف سنة تساوي حوالي 40 سنة، ومدة الخمسين سنة تساوي حوالي سنتين.. وربما كانوا يحسبون السنة باعتبارها شهرا قمريا، مثلا، وعلى هذا يكون سيدنا نوح قد بلغ السبعينات من العمر.. ولكن هذا لا يفسر لماذا ذكرها القرآن بحسبانها سنة؟؟ والسنة في زمن نزول القرآن كانت معروفة بالسنة القمرية على الأقل والشهور القمرية في كل سنة 12، ويقول تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) "التوبة.. وفي موضع آخر يحدثنا القرآن الكريم عن الشهر والسنة بما هو مفهوم لعقول الناس، الآن، وزمن نزول القرآن، فيقول: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) الأحقاف..

    أخلص من هذا لأقول أن القرآن ليس بكتاب تاريخ ولا كتاب علوم، وإنما هو كتاب تعليم وتسليك، ولذا فهو يجاري وهم الحواس ووهم العقول على السواء، حتى لو كان هذا الوهم خرافة أو أسطورة، كما في قصة سيدنا من الألف سنة، ريثما ينقل الناس على مكث إلى الحقيقة الموجودة خلف ظاهر النصوص.. وقد جاء في هذا الاتجاه قول من الأستاذ محمود محمد طه في حديثه للدكتور مصطفى محمود عن خصائص القرآن في كتابه: "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" سأورده هنا لأنه يوضح ما أريده خير توضيح..

    ==============


    ولأن القرآن كتاب دين، وليس كتاب فلسفة، فإنه قد ركز على تحصيل العلم عن طريق الممارسة، وليس عن طريق القراءة والإطلاع .. ومراده من توكيد الممارسة – العبادة والمعاملة – ترويض العقل ليتخلص من أوهام ما تعطي ظواهر الأشياء، كي ينفذ إلى ما عليه الأمر في بواطنها .. وهو، لكي يصل إلى غرضه هذا، يتخذ الظواهر مجازا إلى البواطن، فهو لا يعارض ما تعطي بدائه الحواس، ولا ما تعطي بدائه العقول .. فإذا كان النظر يعطي أن الأرض مسطحة فإن القرآن لا يصادم هذه البداهة المرئية، وإنما يسير في إتجاهها، فيقول: (والسماء بنيناها بأيد .. وإنا لموسعون * والأرض فرشناها، فنعم الماهدون) ويقول: (الذي جعل لكم الأرض فراشا، والسماء بناء، وأنزل من السماء ماء، فأخرج به من الثمرات رزقا لكم .. فلا تجعلوا لله أندادا، وأنتم تعلمون) ويقول: (والله جعل لكم الأرض بساطا * لتسلكوا منها سبلا فجاجا) .. فأنت لا تجد ما يزعجك حين تقرأ عبارة: (والأرض فرشناها) .. أو عبارة: (جعل لكم الأرض فراشا) .. أو عبارة: (جعل لكم الأرض بساطا) .. لأن كل هذه العبارات تستقيم مع ما تعتقده الحق في أمر الأرض كما يعطيك نظرك .. وإنما أنت لم تنزعج لأن القرآن قد جارى وهم حواسك، ريثما يخلصك من هذا الوهم بتسييرك من ظواهر الأمور إلى بواطنها .. وبواطنها، في هذا الأمر، هي ما تعطيه العقول، بعد غربلة معطيات الحواس .. ثم أن للعقول وهما، كما للحواس وهم، بيد أنه أدق وأخفى .. والقرآن يجاري وهم العقول، كما يجاري وهم الحواس .. ووهم العقول يتمركز في توهم الإرادة، ذلك بأن العقول تسيطر على حركاتنا الإرادية، فمدت لها هذه السيطرة الى أن توهمنا أننا نملك إرادة مستقلة، بها نفعل، أو نترك الفعل، ويجيء القرآن في هذا الباب متمشيا مع هذا الوهم، ريثما ينقلنا منه، نقلا وئيدا، من خلال ممارسة العبادة .. فهو يقول، مثلا، في ذلك: (لمن شاء منكم أن يستقيم) .. وعلى هذه الآية، وما تقرر، قام التكليف، وشرعت الشريعة، وأصبحنا مأمورين، ومنهيين .. فإذا نهضنا بعبء تكليفنا بتشمير، وجد، أدانا ذلك التشمير، والجد في العبادة، إلى أن نستيقن، بفضل تجويد التوحيد، أن الإرادة لمريد واحد، وأن المشيئة لمشيء واحد .. وحينئذ يخاطبنا القرآن في مستوى جديد فيقول: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) .. قوله: (لمن شاء منكم أن يستقيم)، آية شريعة .. وقوله: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)، آية حقيقة .. والشريعة ظاهر، والحقيقة باطن الشريعة .. والحكمة في نهج القرآن هذا النهج هي أن القرآن كتاب عقيدة في التوحيد .. والعقيدة في التوحيد، في حد ذاتها، عقبة على المدعوين إليها، فلم يرد الحكيم أن يضيف إلى عقبة الدعوة إلى التوحيد عقبة أخرى بمعارضة أوهام الحواس، وأوهام العقول، من البرهة الأولى .. وأهم من هذه، أن بواطن الأمور ليس إليها من سبيل، إلا سبيل اعتبار ظواهرها .. والله تعالى يقول في ذلك: (سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق .. أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟) .. فآيات الآفاق ظواهر، وإدراكها عن طريق الحواس الظاهرة، وعن طريق العقول التي تستمد مدركاتها من معطيات هذه الحواس .. وآيات النفوس بواطن، وهي إنما تدرك بالعقول المروضة بأدب الشريعة، وبأدب الحقيقة – بأدب القرآن – هذا النهج الحكيم من القرآن يقوم على أسلوبين: أسلوب طردي، وأسلوب عكسي .. فاما الأسلوب الطردي فيبدأ بتعليمنا من الخارج، ويمشي نحو الداخل، حتى إذا وصل بهذا النهج إلى أعماق نفوسنا – وتلك هي مرتبة النفس الكاملة – بدأ بالأسلوب العكسي، وهو تعليمنا عن كوننا الخارجي من داخلنا .. ذلك بأنا نكون، حينئذ، قد بلغنا مشارف الحقيقة الأزلية المركوزة في سويداوات قلوبنا .. وهو يقول في ذلك، بصورة تشبه التوبيخ، من الآية السالفة: (أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟؟) فقولك، إذن، أن (القرآن كتاب دين، وليس كتاب فلسفة)، لا يجد تبريره إلا في أن القرآن كتاب تسليك، وأنه يختط السير من ظواهر الأمور إلى بواطنها برسم أسلوب العبادة، وأسلوب المعاملة .. والقاعدة في تعليمه البواطن عن طريق الظواهر قوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) .. وقول المعصوم: (من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم) .. فهو يعني هنا: من عمل بما علم من ظاهر الشريعة، علمه الله ما جهل من بواطن الحقيقة ..

    ثم أن القرآن مثان .. قال تعالى في ذلك: (الله نزل أحسن الحديث، كتابا، متشابها، مثاني .. تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم، وقلوبهم إلى ذكر الله .. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء .. ومن يضلل الله فما له من هاد) فهو يسوق معانيه: معنيين، معنيين .. معنى بعيدا عند الرب، ومعنى قريبا تنزل لإدراك العبد .. والمعنى البعيد هو المعنى الباطن، والمعنى القريب هو المعنى الظاهر .. أو قل، إن شئت، أن المعنى البعيد هو الحقيقة، وأن المعنى القريب هو الشريعة .. والشريعة، حين تمارس، في التطبيق، وفي المعاملة، تكون مجازا، وطريقا، يؤدي بالسالك إلى الحقيقة .. قال تعالى: (ثم تلين جلودهم، وقلوبهم)، فأقام الجلود مقام الظاهر، وأقام القلوب مقام الباطن ..

    إن خصائص القرآن كثيرة، وما أوردناه هنا يكفي للدخول على فهم الآيات التي أوردتها أنت في فصل (مخير أم مسير) من كتابك هذا الذي نحن بصدده الآن ..



    والكتاب بكامله موجود في هذه الصفحة ويمكن تنزيله في شكل ويرد دوكيومينت لمن أراد..
    http://www.alfikra.org/books/bk020.htm


    ll

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 05-05-2004, 12:12 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء Yasir Elsharif05-04-04, 10:54 AM
  Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء ابو جهينة05-04-04, 12:44 PM
    Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء Yasir Elsharif05-04-04, 04:14 PM
  Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء قصي مجدي سليم05-04-04, 03:04 PM
    Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء Elsadiq05-04-04, 03:43 PM
  Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء معاويه بشري05-04-04, 03:58 PM
    Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء maryoud ali05-04-04, 04:08 PM
      Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء Yasir Elsharif05-04-04, 04:38 PM
        Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء maryoud ali05-04-04, 05:15 PM
          Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء Yasir Elsharif05-04-04, 05:22 PM
            Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء Yasir Elsharif05-05-04, 12:20 PM
              Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء maryoud ali05-05-04, 06:34 PM
                هل القرآن معصوم؟ بقلم عبد الله الفادي Yasir Elsharif05-12-04, 02:29 PM
  Re: عزيز العظمة.. وأساطير القرآن.. موضوع للنقاش.. بهدوء معاويه بشري05-05-04, 08:32 PM
    هل القرآن معصوم؟ بقلم عبد الله الفادي Yasir Elsharif05-12-04, 02:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de