أسمرا - فائز الشيخ السليك الحياة 2004/11/28اتهم قيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحكومة السودانية بارتكاب "إبادة جماعية في (ولاية اعالي النيل)" واعداد مخطط لاشعال ا" /> أسمرا - فائز الشيخ السليك الحياة 2004/11/28اتهم قيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحكومة السودانية بارتكاب "إبادة جماعية في (ولاية اعالي النيل)" واعداد مخطط لاشعال ا /> فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب

فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 09:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2004, 05:29 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب (Re: Yasir Elsharif)

    سلامات الكيك.
    "هذه أخر مقالة لبونا ملوال وهي تفصح عن الكثير"





    كيف أضاع السودانيون الجنوبيون 22 عاماً فى شعارات فارغة؟

    عندما إحتل النقاش الجدى حول القضايا السياسية التى حمل الجنوبيون من أجلها السلاح منذ أغسطس 1955 -مركز التفكير السياسى الجنوبى- إقتنعنا نحن الذين واجهنا غضب وفظاظة الموالين لزعيم الجيش الشعبى . ان الاساءات الشنيعة ببساطة جزء من شخصية تربية أطفال الحركة السياسيين.

    تلك القضايا يتعين مناقشتها ويجب ان يستمر ذلك النقاش. فقط اولئك الذين يعتقدون ان اميرهم الآن يتم تعريته سوف يلجأون الى إساءات فارغة.

    إننى إذن مسرور أن السودانين الجنوبيين الآن منخرطون فى نقاش مستقبلهم السياسى وهم فى انتظار اتفاقية سلام ربما توقع أو لا توقع فى نيفاشا -كينيا قريباً.

    أما بخصوص اولئك الزعماء الذين يتولون مفاوضات السلام والذين طالما تقودهم فى تلك المفاوضات مواقفهم الشخصية بدلاً عن الصالح العام -فإننا ربما نعرف عاجلاً عما إذا كانوا سيتوصلون الى اتفاق أم لا. ولكن اتفاق أو لا اتفاق- المهم أن يتم النقاش العلنى للقضايا الحقيقية للحرب والسلام بوضوح ونفكر انه نقاش مهم وضرورى لمستقبل شعب السودان وللبلاد.

    بينما يجلس زعماء الحكومة والجيش الشعبى فى نيفاشا لاستئناف المفاوضات حول ما بقى بينهم من اتفاقية سلام - الوقت ربما قد حان لمناقشة لماذا يتوجب على السودانيين الجنوبيين ان يبددوا مزيداً من الوقت خلال فترة تطبيق اتفاقية سلام سعياً وراء أجندة سودان «زعيم الجيش الشعبى الجديد». زيادة على الاعتراضات السياسية على شعار «السودان الجديد»-وان ذلك الشعار هدف عنصرى فارغ لا يمكن ان يستقطب لأى احد أي تأييد فى هذا العالم. من الافضل ان يتبرأ منه السودانيون الجنوبيون علناً.

    السودانيون الجنوبيون برهنوا مجدداً خلال الحرب التى قادها الجيش الشعبى أنهم فشلوا وظلوا عاجزين عن تحرير أنفسهم مهما تكن النجاحات العسكرية التى حققها الجيش الشعبى.

    وهي فى الحقيقة انجازات كثيرة- إلا ان السيطرة العسكرية للاراضى الجغرافية المعروفة بجنوب السودان ليست بين تلك النجاحات. لا يمكن للمرء ان يحكم على شعبه دون ان يلجأ الى مركز مؤسسى حيث تحفظ السجلات ويصدر القوانين ويرصد المحاسبة الشخصية للقيادة. فلا عجب إذن ان المركز الوحيد للسيطرة والمحاسبة هو القائد نفسه.

    كان العقيد جون قرنق ذات مرة صادقاً عندما قال بشئ من البهجة والاعتزاز «ان رئاسة الحركة / الجبش الشعبى كائنة حينما وأينما أكون» حركات التحرير وبالأخص حركات التحرير التى تريد تقديم نفسها كحركات مؤهلة لادارة بلد ما ونظام حكم- تحاول ان تظهره عبر برامج تمكين قواعدها ومهاراتها التنظيمية البدائية التى أصّلتها فى شعوبها.. الاريتريون ربما كانوا أحسن مثال فى هذا المجال عندما كانوا يناضلون لتحرير وطنهم ضد اثيوبيا.

    عندما حرروا بلادهم من الاثيوبيين كان لديهم صناعات ناجحة فى كل شئ تقريباً انهم كانوا يصنعون سلاحهم وذخائرهم.. وينتجون ازياءهم واحذيتهم العسكرية وبنوا مستشفياتهم الخاصة ومدارسهم على كل المستويات عبأوا شعبهم حول العالم نحو قضيتهم : استقلال اريتريا. انهم ارادوا ان يفهمهم العالم بوضوح ازاء ما كانوا يحاربون من اجله. انهم لم يشاءوا ان يتظاهروا. انهم كانوا يريدون إقامة «اثيوبيا جديدة» مع ان العالم كان ضد استقلال اريتريا بنفس الطريقة وبنفس القدر الذى يعارض به العالم استقلال جنوب السودان.

    عندما تبين للتقراى وهى حركة تحرير أخرى فى اثيوبيا أنها هى أيضاً كانت تريد تغيير حكومة اثيوبيا وتضغط من أجل قضيتها السياسية فى اثيوبيا كما فعل شعب جبال النوبة وجنوب النيل الازرق والآن دارفور فى شمال السودان- إتفق الاريتريون مع التقراى على التعاون للاطاحة بحكومة الكولونيل منجستو هيلاماريام. بشريطة ان يعترض التقراى باستقلال اريتريا عندما يستولون على السلطة فى اديس ابابا. هذا بالضبط ما حدث.

    فعندما أطيح بمنجستو من السلطة فى اثيوبيا، وعندما إعترفت حكومة اثيوبيا التي قادها التقراى باستقلال اثيوبيا- حذت بقية دول العالم حذو أديس ابابا ابتداء من افريقيا التى تستغلها قيادة الجيش الشعبى كذريعة للسودانيين الجنوبيين ان لا أحد فى افريقيا يريد استقلال جنوب السودان.

    بقية العالم ايضاً لم يكن لها أى خيار آخر سوى الاعتراف باريتريا.

    حتى إندلاع الحرب مع اثيوبيا حول النزاع الحدودى- كانت اريتريا أحدث دولة محبوبة فى منظمة الوحدة الافريقية التى اعيدت تسميتها بالاتحاد الافريقى. إذا وضحت وحددت أية قضية عادلة لأى شعب فان العالم سوف يتقبلها دائماً. الى جانب ذلك- القضية هى للشعب وليست لأى انسان آخر. ان على الشعب ان يوضحها ويحددها ويقاتل من أجلها. العالم لا يهب الحرية لأى شعب على طبق من فضة.

    إلى ان افسدت قيادة الجيش الشعبى قضية جنوب السودان بربطها مع شعار «السودان الجديد» العنصرى -كان العالم يتفهم القضية السياسية لشعب جنوب السودان. العالم لا يشجع الانفصال فى السودان. ان العالم لم يقبل ذلك فى أى مكان فى المعمورة. حتى عندما يتعاطف العالم مع قضية شعبية - فإن على ذلك الشعب ان يفعل ذلك بنفسه فقط فى حالات وظروف نادرة- يبادر قطر واحد وليس العالم بأسره- لمساعدة شعب فى حربه من أجل الحرية. الهند فعلت ذلك فى بنغلاديش واستراليا فى تيمور الشرقية مع ان ذلك الأقليم كان تحت وصاية الأمم المتحدة. تنزانيا ساعدت يوغندا وحتى للتخلص من ديكتاتورية عيدى أمين لأنها أصبحت مصدر ازعاج لجيران يوغندا.

    الاوربيون فعلوا نفس الشئ فى دولة يوغسلافيا السابقة رغم أن الهدف من الغزو كان تدمير نظام شيوعى معارض للغرب والاسباب تتعلق بحقوق الانسان.

    فى كل تلك الحالات كانت الدولة الدخيلة قد أقامت علاقات شخصية اذا لم تكن صداقة مع زعيم يقود شعباً يحتاج المساعدة وهذا ما فشلت فى تحقيقه قيادة الجيش الشعبى نيابة عن شعب جنوب السودان. «السودان الجديد» ارتبط دائماً بشكوك توسعية فى كل مرة يجئ ذكره على لسان قيادة الجيش الشعبى.

    طوال الحرب الحالية التي دامت اكثر من 22 عاماً فى جنوب السودان - فشلت زعامة الجيش الشعبى فشلاً ذريعاً فى إلهام صداقة شخصية من أى زعيم فى افريقيا أو فى العالم. ربما يكون الاستثناء الوحيد هو الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى. أقول ربما لأنه ليس فى إمكان المرء ان يتأكد على وجه التحديد ان الرئيس موسفينى يستطيع ان يقول فى قرار نفسه وأمام خالقه أنه يؤمن ان القيادة الحالية فى الجيش الشعبى هى الأفضل لجنوب السودان. زيادة على ذلك فإن العلاقة بين رئيس يوغندا وزعيم الجيش الشعبى مبنية عموماً على صداقة أيام الدراسة- بدلاً أن يكون على مصالح وقضية شعب جنوب السودان ويوغندا.

    إضافة لذلك فان اهتمام رئيس يوغندا فيما يحدث فى جنوب السودان هو بالضبط نفس اهتمام نظام منسجتو هيلا ماريام السابق فى اثيوبيا. كان ذلك الاهتمام مؤسساً على التنافس مع حكومة السودان.

    كما فى اثيوبيا، فان قضية شعب جنوب السودان تصبح ذريعة مريحة لحكام يوغندا يستغلونها فى نزاعهم مع الخرطوم «عدو عدوك صديقك».

    مثل إثيوبيا تحت منجستو - يتهم زعماء يوغندا حكومة السودان بمساندة جيش الرب للمقاومة فى يوغندا ضدهم. يوغندا إذن تستغل الجيش الشعبى للرد «على السودان» بالمثل.

    ومع ذلك لم تستغل قيادة الجيش الشعبى أية مساعدة وفرتها لها يوغندا للضغط من أجل تحرير جنوب السودان. بدلاً من ذلك كما كان الحال مع هيلا ماريام فى اثيوبيا- تستغل زعامة الجيش الشعبى مساندة يوغندا للضغط من أجل أجندة «السودان الجديد».

    أقول على الدوام إن اجندة «السودان الجديد» هى اجندة لحرب سرمدية لأن هدف «السودان الجديد» لا يمكن تحقيقه سوى بالحرب. وغزو السودان بأسره ليس مجدياً لجنوب السودان - دعك من حكم السودان كله بالقوة العسكرية. إذا أمكن تحقيق نصر عسكرى إعجازى على مليون ميل مربع من الأراضى المعادية- كيف لنا ان نعتقد أن «سكان» شمال السودان سيسمحون لجنوب السودان بغزوهم دون مقاومة؟ لماذا نعتقد أننا مقاومون افضل (للهيمنة) من شعب شمال السودان؟

    كنت اعرف منذ البداية ان جزءاً من دعوة انشاء «السودان الجديد»- بالنسبة لقيادة الجيش الشعبى- عنصرى. تواطؤ الجيش الشعبى فى دارفور يشير الآن أن قيادة الجيش الشعبى كشخص يشجع حرباً عنصرية فى السودان. ربما لم يكن الامر بهذا الوضوح عندما إنضم اهالى جبال النوبة وجنوب النيل الازرق الى الجيش الشعبى لتحرير جنوب السودان. فشعب جبال النوبة وتلال الانقسنا الذى كانت حكومة الخرطوم تهملهم وتهمشهم. لديهم حدود تقاربية مع جنوب السودان وناضلوا ضد هيمنة الخرطوم السياسية والعنصرية منذ امد طويل.

    العنصرية الافريقية السوداء لم تكن بذلك الوضوح عندما إنضمت هاتان المنطقتان من شمال السودان الى الجنوب فى حرب ضد الخرطوم.

    دارفور مسألة مختلفة، بداية استياء دارفور على الخرطوم ظاهرة سياسية أحدث- مقارنة مع جبال النوبة وتلال الانقسنا. اضافة لذلك دارفور فى عموميتها ان لم تكن الاغلبية الساحقة فيها إسلامية. وبينما كان الاسلام يقدم نفسه بارتياح لسلطات الخرطوم كأداة قمع ضد شعب جنوب السودان المناضل وغالبيتهم لا اسلاميين.

    لم تكن دارفور معروفة بأنها واحدة من المناطق المهمشة فى السودان بشكل مبالغ. وزيادة على ذلك كانت دارفور ممثلة بنسبة غير متكافئة فى الجيش السودانى الذى طالما كان أداة قمع ضد الشعب السودانى المهمش وبالاخص فى الجنوب.

    دارفور اسلامية بعنف بكل المقاييس

    وعندما نعتبر أن الاسلام هو السلاح الرئيسى للاضطهاد فى يد الحكومة السودانية فليس من غير المعقول ان يندهش السودانيون المهمشون الآخرون إزاء انتفاضة دارفور ضد الخرطوم بهذا القدر من الشراسة من التمرد المسلح فى عام 2003م.

    طرحت القضية السياسية أو استياء شعب دارفور فى البداية فى الكتاب الاسود الذى قام بنشره بعض مطّلعي الجبهة الاسلامية القومية فى أواخر التسعينات حتى بداية 2000م. رغم وجود حركة سياسية سابقة فى دارفور كانت معروفة حينذاك باسم جبهة تنمية دارفور التي يعود تاريخها الى الانتخابات البرلمانية لعام 67/1968م- كانت الحركة السياسية فى دارفور يُعتقد انها كانت كذلك -مجرد حركة سياسية تؤمن بوحدة السودان وتسعى فقط للمساواة فى المشاركة السياسية والقسمة الاقتصادية . كانت تؤمن فى تحقيق تلك الاهداف السياسية بوسائل سياسية سلمية.

    اذا كانت نية قائد الجيش الشعبى إثارة حرب عنصرية فى السودان تعتمد على الافريقيين السود فى كل انحاء البلاد ضد العرب- إذن إضافة لكونه خطأ كبيراً- فان ملامح فشل مثل تلك السياسة بادية بوضوح فى المحيط السياسى والثقافى فى السودان. ثقافيا ودينيا.

    الافريقيون السود فى دارفور بل فى أى جزء من شمال السودان- اسلاميون بإخلاص. إنهم تشكلوا ثقافيا بنجاح على مدى السنين كمسلمين ويتصرفون مثل العرب.

    فى نقاش علني كبير مع الراحل بروفيسور عبد الله الطيب فى لندن قبل سنوات من وفاته عندما قلت له إن المسلمين الافريقيين فى شمال السودان ليسوا عرباً قال إن أى انسان نشأ ثقافيا منذ الطفولة كمسلم ويتحدث اللغة العربية- إنما هو عربى. أعرف القليل جداً كي أناقض مثل ذلك الرأى العلمى لرجل اسلامى بارز وعالم عربى مثل عبد الله الطيب.

    لن يقبل أى انسان في العالم أن يتفكك أى قطر على أساس عنصرى. اضطر زعماء حكماء مثل نيلسون مانديلا فى جنوب افريقيا للاكتفاء بإقامة شكل جيد من الديمقراطية الشفافة رغم أنه كان فى الامكان بالعددية وحدها - فرض حكم أغلبية سوداء فى جنوب افريقيا بعد ثلاثين عاماً من نظام عنصري شنيع على شعب جنوب إفريقيا الذين كان في إمكانهم فرض سيطرة عنصرية على بلادهم كرد على نظام الابارتيد لأنهم كانوا الضحايا الرئيسيين لذلك النظام العنصرى فى جنوب افريقيا - ولكنهم فضلوا بدلاً من ذلك مجتمعاً ديمقراطياً متعدد الأعراق.

    كيف يستطيع قائد سودانى جنوبى ان يفكر بجدية بانشاء نظام حكم في السودان مؤسس على الحصص النسبية أو أغلبية عنصرية؟ إذا استطاع زعيم الجيش الشعبى أبداً ان يقنع العالم ان لديه الحق فى انشاء حكومة أغلبية سوداء عنصرياً فى السودان فان مشاكله بالذات سوف تبدأ فى اليوم التالى مباشرة مع الخلافات الثقافية والدينية فى اوساط ما يسمى بالسود فى السودان.

    إن قضية خاصية جنوب السودان يمكن طرحها فقط في تلك النقاط الثلاث. السودانيون الجنوبيون شعب واحد وليس لانهم عرقياً سود وحسب، ولكن لانهم ايضاً ثقافيا غير مسلمين ويحتلون حيزاً جغرافياً محدداً. إذا كُتب النجاح لشعار «السودان الحديث» فان أول انشقاق فى المجتمع الاسود فى السودان - يتضح للجميع- سيجعله من المستحيل ان يكون هناك قطر موحد دعك من حكومة واحدة.

    مسلمو شمال السودان سواء كانوا من دارفور أو من شرق السودان سوف لن يقبلوا بحكم غير مسلم. إن ولاءهم للاسلام ليس أقل من ولائهم لعرقهم أو لون سحناتهم اذا لم يكن أكثر. مثلان فكهان- ولو أنهما ليسا جيدين. سيؤكدان هذه النقطة . فى نقاش دار العام 1968 فى البرلمان فى الخرطوم - طرح رئيس الوزراء آنذاك محمد احمد محجوب اقتراحاً بتجديد اعلان الحرب ضد اسرائيل من داخل البرلمان كان هذا بعد عام من حرب 1967 بين الدول العربية واسرائيل التى لعب فيها السودان دوراً بارزاً. تحدثت فى تلك المداولة أسخر من رئيس الوزراء محجوب على إعلان حرب ضد دولة اجنبية نيابة عنى عندما لم نقم نحن بحل مشكلة الحرب الأهلية فى بلادنا. وعندما كنت اتحدث اثار عضو اسود مسلم نقطة نظام ومنحه رئيس المجلس فرصة. وعند ذلك جلست. وكان هذا ما قاله الرجل الاسود فى دارفور «العضو من شمال قوقريال عليه ان يعلم أننا نحن العرب لسنا عنصريين» رئيس المجلس قرر إنتفاء نقطة النظام وسمح لى بمواصلة حديثى.

    ولكننى قلت له ببساطة «اذا كان الرجل الاسود من دارفور ظاهرياً اكثر منى سواداً ويعتبر نفسه عربياً فليس لدى اكثر مما قلته «وجلست وضجت القاعة بالضحك. ولكن المسألة كانت قد حسمت، المسلم من دارفور أو أي مكان آخر فى شمال السودان يعتبر نفسه ثقافياً على الاقل عربياً. وبما أن هناك شيئاً غريزياً فى الاسلام ضد نظام علمانى من الحكم- لا يمكن اختصار النقاش حول حكم اسلامى فى السودان فقط على مسلمى شمال السودان العرب. ربما لا يقبل المسلمون العرب فى شمال السودان ان يُحكموا تحت نظام حكم علمانى- دعك من ان يحكمهم كافر- كافراً من الجنوب سواء كان أم لم يكن من الجماعة العرقية التى ينتمى إليها المسلم الاسود.

    ولا يجب ايضاً السماح لمؤيدى زعيم الجيش الشبعى فى جنوب السودان باستغلال فكرة فارغة ان المواطنين السود فى السودان يمكن دعوتهم تحت قيادة الجيش الشعبى للاستيلاء على السلطة من عرب السودان.

    المجتمعات لا تتحد ابداً لمجرد الاستيلاء على السلطة. رغم مشاكل التهميش فان الافريقيين السود فى شمال السودان تم تكييفهم نفسياً وثقافياً ودينياً للاعتقاد انهم اقرب ثقافيا لمسلمى الشمال. وانهم جزء من الثقافة الاسلامية العربية - اكثر من قربهم أو «إنتمائهم» الى السودانيين الجنوبيين.

    فهم ربما يقبلون ان يصبحوا حكاماً للجنوب اذا قبلهم الجنوبيون بسبب انتمائهم العنصرى للجنوب ولكنهم لن يقبلوا أبداً ان يحكمهم جنوبى غير مسلم. حاول الزواج من إبنة مسلم غير عربى من شمال السودان. المشكلة لن تكون أهون من محاولة الزواج من فتاة عربية مسلمة.

    دخلت ذات مرة فى حديث خاص ولكنه سياسى جاد- فى نيويورك العام 1984 مع واحد من أبرز القياديين السياسيين من دارفور. كنا نناقش حول المستقبل السياسى فى السودان.

    هذا القيادى الفوراوى قال لى ما كنت اعرفه منذ البداية ان عرب شمال السودان لن يقبلوا أبداً حكم سودانى جنوبى غير مسلم وغير عربى ومضى محدثى يقترح طريقاً للخروج من مأزق جنوب السودان: قبول وتقديم زعيم مثل شخصه - افريقى أسود ومسلم من الشمال كحل وسط- يمثلنى عنصرياً أنا اللا مسلم واللا عربي، ويمثلنى الافريقى المسلم أيضاً من وجهة نظر دينية قلت له ان قضايا النزاع السودانى ليس مقتصراً فقط على العنصر والدين. فبدلاً من البحث عن تسوية حول القيادة كما يقترح- من الافضل لنضال جنوب السودان ان يستمر حتى يتحقق حل أحسن يوافق عليه الجميع.

    وفى غضون ذلك يمكن لعرب شمال السودان ان يحتفظوا بالسلطة حتى يتفق السودانيون على صيغة متساوية لتقاسمها بدلاً من ان يُبعد السودانيون الجنوبيون غير المسلمين أنفهسم الى الأبد خارج السلطة فى بلادهم.

    وعلى كل حال جنوب السودان المتناغم عنصرياً وثقافياً لم يتوصل إلى اسس وحدته حتى الآن، ليس مقبولاً بل يجب مقاومة الطرح القائل إن من يجد الفرصة مواتية لاستخدام السلاح أو أية وسيلة أخرى ان يحصنوا انفسهم بكل السلطة بالقوة - سواء كانوا أم لم يكونوا زعماء مناسبين.

    على السودانيين الجنوبيون ان يتفقوا على نظام الديمقراطية الداخلية يسمح لهم باستبدال قياداتهم بطريقة مرتبة دون خوف او إراقة دماء أو قمع. نظام يوفر المحاسبة الشعبية على أي زعيم وحتى يرتفع السودانيون الجنوبيون لذلك المستوى من النقاش الشعبى- أخشى ان أية اتفاقية سلام ستصبح مجرد تأجيل مؤقت للمجتمع ومكافأة فارغة لاولئك الذين يعتقدون ان شعب جنوب السودان مُدان لهم لأنهم هم الذين حملوا السلاح.

    لا يستطيع أى نظام مبني على هذه الاسس البقاء طويلاً إنه بالتأكيد لن يكون مقنعاً للمجتمع وسيؤدي فقط لإستمرار المعارضة والنضال.

    ترجمة: احمد حسن محمد صالح

    "نقلآ عن صحيفة الرأي العام"

    (عدل بواسطة خالد الحاج on 11-28-2004, 05:30 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب الكيك11-27-04, 09:14 PM
  Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب الكيك11-27-04, 09:33 PM
    Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب bashir kurdufan11-28-04, 01:00 AM
  Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب Yasir Elsharif11-28-04, 03:08 AM
    Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب خالد الحاج11-28-04, 05:29 AM
  Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب Yasir Elsharif11-28-04, 07:01 AM
    Re: فاقان اموم ....الحكومة تسعى لاحداث فوضى فى الجنوب الكيك11-28-04, 08:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de