|
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان !! (Re: الكيك)
|
ازمة الاسلام السياسى امال عباس
وهذا المقال ذو صلة بالموضوع الذى نحن بصدده
* اجرى الزميلان عبد الماجد عبد الحميد وطلال اسماعيل مقابلة مع الشيخ يس عمر الامام بصحيفة الوان العدد الصادر يوم الاحد 12 اغسطس. * الحوار كان شفيفاً وجريئاً عن هموم الحركة الاسلامية المحلية والعالمية. ولا غرو في ذلك فالشيخ يس عمر الامام من طلائع الوطنيين الذين تصدوا لحمل هموم الوطن تراباً وانساناً.. بدأ مشواره الوطني يسارياً وانتهى اسلامياً يحلم بسودان السيادة الكاملة والعدل والحرية.. ولكن.. * وانا اطالع الحوار الذي قرأته اكثر من مرة استدعت ذاكرتي وبصورة مكثفة كتاب الدكتور حيدر ابراهيم الذي اصدره في الربع من تسعينات القرن الماضي (أزمة الاسلام السياسي الجبهة الإسلامية القومية في السودان نموذجاً). * بعد تجربة ثمانية عشر عاماً من الحكم، قال الشيخ يس (السودان شلنا عليه الفاتحة) بكل امانة يعتبر السودان مات.. فلا حدود جغرافية كما كانت ولا نسيجه الاجتماعي كما كان فاثيوبيا ذهبت بالفشقة ومصر بحلايب وحتى مياه النيل المصريون لا يرضون بنسبة السودان فيها ولا ان يسقى منها مشروع سندس الزراعي.. السودان تناقص من اطرافه، فولاية الجزيرة بدأ اهلها ينتظمون في كيان ويطالبون بحقوقهم.. وانظر لما يحدث في شمال السودان وفي جنوبه وغربه. * دكتور حيدر في كتابه قال (الحركة الاسلاموية في جوهرها حركة طاعة وخضوع ونمطية وتقليد في الفكر والتنظيم وذلك لأن فكرة الفتنة تحتل موقعا محورياً في نظامها الفكري السياسي والتنظيمي لذلك يمكن ان يسمى أي اختلاف في الرأي أو محاولة التجديد فتنة ، يضاف الى ذلك في اللغة الحديثة للحركة الاسلاموية مصطلح المرونة والذي يعني عملياً التراجع غير المنظم عن المواقف بقصد حفظ الوحدة وتجنب الفتنة ،شهدت الحركة الاسلاموية السودانية اختلافات عميقة بسبب القفزات التي تقوم بها القيادة بسبب حدة قضايا جديدة في الفكر (الموقف من المرأة والفن مثلاً). * كتاب دكتور حيدر صدر قبل المفاصلة وقبل ظهور المؤتمر الشعبي وكان قراءة نافذة لطبيعة تنظيمات الاسلام السياسي.. والرصد الصادق من واقع التجربة جعل الشيخ يس يقول عندما سأله المحاوران ان يقارن بين تجربة حماس في السلطة مع تجربة الحركة الاسلامية السودان (اعتقد ان تجربة حماس احسن لأنها دخلت السلطة وخرجت منها وهى نظيفة ومتماسكة ولديها مد شعبي ، والحركة الاسلامية دخلت السلطة وخرجت مضعضعة وفيها فساد شديد وفيها ظلم وادت مفاهيم معاكسة للقيم التي تعلمها للناس.. وزارني بعض الاخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني اخجل ان احدث الناس عن الاسلام في المسجد الذي يجاورني بسبب الظلم والفساد الذي اراه ، وقلت لهم بأنني لا استطيع ان اقول لاحفادي انضموا للاخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على اهلهم ، فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للاسلام في السودان انا غايتو بخجل). * يا ترى في اطار الدعوة لقراءة التجارب السياسية نأمل في ان اهل الاسلام السياسي يقدمون لخطوة الشيخ يس عمر الامام، اعطاه الله العافية وطول العمر ومزيداً من الصدق والوطنية. هذا مع تحياتي وشكري
|
|
|
|
|
|