|
Re: خلفيات لقاء ....علي عثمان وقرنق (Re: الكيك)
|
السودان.. الغائب المغيب! أحمد الربعي
اصبحت القضية السودانية مثل المسلسلات الاجنبية المدبلجة التي لا تعرف اولها من آخرها، والتي تتكرر فيها نفس الوجوه ونفس المناظر لسنوات طويلة. لم يعد اي خبر يخرج من السودان يمكن ان يثير الفرح او شيئا من التفاؤل، فاما اخبار حرب وقتلى وجرحى، او اخبار اجتماعات ولقاءات دون جدوى في العديد من العواصم الافريقية. واذا كان السياسيون والفرقاء في العالم يجتمعون لكي يحلوا مشاكلهم فان القادة السودانيين يجتمعون لكي يزيدوا مشاكلهم تعقيدا. واذا اردنا ان نكون اكثر صراحة، فإن اغلبية القادة السودانيين الحاليين افتقدوا المصداقية لفشلهم في التوصل الى حل للصراع السوداني الذي عانى منه البلد لعشرات السنين، ومعظم هؤلاء القادة نموذج للانانية الشخصية والحزبية، ولذلك لا نجد تنازلات مشتركة، ولا تفاهم على الحدود الدنيا من المصلحة الوطنية. والعرب وجامعتهم فشلوا في حل القضية السودانية وما زال الجميع ينظر الى السودان بكثير من عدم المبالاة والاستهتار، متناسين انه بلد عربي تفتك به المجاعات والحروب منذ أمد طويل.. والقادة الافارقة حاولوا حل مشكلات السودان فلم يتقدموا خطوة واحدة. واضح ان الأزمة هي بالأساس ازمة سودانية عنوانها الانانية وغياب الثقة بين الاطراف المتخاصمة، وغياب الشعور بالمسؤولية تجاه الناس. وواضح انه لن يحل مشاكل السودان غير اهلها، وان كل الجهود الاقليمية والدولية ستكون اضاعة للوقت والجهد اذا استمر السياسيون السودانيون في التعامل مع مآسي شعبهم بهذه الخفة وبهذا القدر من غياب الشعور بالمسؤولية الوطنية. آلاف من المتعلمين والخبراء تركوا البلد وهم يعملون خارج السودان، والبلد افرغ من الكفاءات، والبنية التحتية تزداد سوءا، والبلد يعيش أزمة خبز وأزمة ماء وأزمة حرية، وشخصيا اشعر بكثير من التشاؤم والحزن على حالة بلد تسكنه اغلبية من الطيبين المسالمين، وتسيطر عليه اقلية من السياسيين المستهترين. عــودة إلى عنــاوين مقــالات الــرأي
|
|
|
|
|
|
|
|
|