|
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)
|
الرحمن الرحيم
و أيضاً أطلقوا سراح الخرطوم
بقلم :الأستاذ حسين خوجلي
عندما كان الأجانب يسخرون من شوارع الخرطوم و ترابها و شمسها الحارقة و تردي الخدمات فيها .. كنا نباهي أصواتهم و نظراتهم بمنابرها و ثقافتها و إهتمامات شعبها الراقي في العمل الإجتماعي و السياسي و الكياسة الإستراتيجية المعهودة . كنا نباهي بدعمنا لثورة الجزائر بالأنفس و كرائم الأموال و الحداء الحبيب : أنا أفريقي حر .. أنا جزائري حر .. و الحرية في دمي .. و كنا نتجمل بدعم إرتريا و كنا نزدهي بدعمنا لكنياتا و ثورة الماو ماو .. حين كنا نشعل الشوارع و الساحات هتافاً و وعياً لأن الإمبريالية إغتالت لوممبا و بإغتياله إغتالت الإنسان . لقد كنا نسقط سخرياتهم الصغيرة و الكبيرة باكتوبر و الأكتوبريات .. و دعمنا لنضال البورسعيديين بالدم و الكفاح الموحد ، أيام كانت الأجساد فياضة بالحب وهي تردم القنال ضد مرور البارحات الإستعمارية . لقد كنا سعداء يومها بإستقبال الرؤساء العرب بعد يونيو و النكسة لأن كل الصحف العربية و الأجنبية قالت حينها بصوت رصين :"إن الخرطوم بتظاهراتها و حيويتها ولاءاتها الثلاثة أعادت الأمل لكل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج و فاضت بالمعاني كما تفعل الأعراق العظيمة" لقد كانت الساحة السودانية في تلك الأيام مزدحمة بالأفكار و الجديد و المعارك النظيفة و التحديات و إن لم يكن تماماً على المستوى النظري و المعنوي كانت حقيقة لا يخالف في نصاعتها الإ جاحد أو ممار و مع بدايات الديمقراطية الأخيرة بدأت مسارات اليأس تتدحرج ككرة النار تحرق ولا تضئ و الأسباب كثر مجرد زكرها و يقلق و يدمع ، إلى أن بلغنا اليوم الذي يمكن أن نقول فيه بإعتراف كبير أن الله رزقنا بحكومة قابضة قوية تفعل الخير و غيره نيابة عن الناس . حكومة استطاعت بعبقرية ساحرة أن تجعل كل النقابات صوتاً واحداً و الإتحادات صوتاً واحداً أو لا إتحادات .. حكومة صدقت دعاويها أن أقوى ما تقابله هو أن تغتال حزبها لتبرر إغتيال الآخرين فصارت المفاهيم السلطوية العضوض هي التي تظن أن باستطاعتها صناعة التيار الذي كان من المفترض أصلاً أن يصنعها . لقد ظن الإسلاميون المستسلمون بعد "خلعه" و "مدافعة" الإنقسام أن الطريق الأسهل لقطع الطريق أمام أي "الترابي" جديد هو أن يصنعوا لهم حزباً مريضاً مثل تركيا في آخر ايام عبد الحميد .. وقد راقت لهم العبارة الشمولية بحكومتنا "لا بأمانتنا" !!! حزب له دار و قيادة أقصى ما في جعبتها من أحكام سلطانية و حكمة و أصول و فقه أن الحكومة المسلمة بأي درجة هي خير من إجتهاد الجماهير و التجريب المرو و لذلك هم ضد التطوير أو التعديل أو التبديل فكيف الإطاحة كما يظن المتوكلون . و في ظل هذا الإجتهاد المتلصص ماتت الأفعال و بقيت الأشكال و صار حزب الحركة الإسلامية الحية الودودة الولود مجرد دار مقفرة يرتادها بعضها المتطلعين من الدرجة الثانية بما يكفي زمانهم البائس لكي يتسمنوا وظائف وثيرة المكافاة و الإمتيازات حتى و إن كانت غير جديرة بالإحترام وهي كذلك . الحزب المريض الذي انفض عنه كل الأذكياء فهربت القلوب الهواء صوب الوزارات و المؤسسات و السفارات أو إدارة الشركات التي لا تمر عطاءاتها إلا من اليد إلى اليد و عليكم بإختيار العليا و السفلى و بالترتيب الذي ترغبون . دون أن يدري المعسرون من أهل نيكاراغوا الأفريقية كيف ينشون عن وجوههم أسراب الذباب و الشحاذين .. و أن تتمرس القول الهامس ابداً و الشجاع ابداً ناصحاً لا مبالياً لإخوة الأمس و اليوم . اتحدى قيادة هذا الحزب أن تخرج إلى الجماهير مباشرة دون إتكاءة من نظام لترى ما تفعل الأفواه و السواعد فيهم !! و اتحدى قيادة هذا الحزب أن تدفع إيجار بيت واحد من بيوتها المغلقة في كل الحارات السودانية والتي صارت برضاها فنادق خمسة نجوم للعناكب و الصراصير و الخفافيش و الصمت الموحش . لقد أوصل حزب الحركة الإسلامية و التيار الوطني المستنير العاصمة السودانية بعبقرية يستحق عليها تمثالاً من الشمع إلى هذه المرحلة القائمة من البؤس و الجدب و الصمت المريب .. ففي الوقت الذي تحركت فيه كل العواصم الفرنجة دفاعاً عن قضايا العرب و المسلمين و المقهورين نامت الخرطوم في "خط البروفسيور" .. تأكل مسترخية ولا مبالية دجاجة الفلسفة و تهويمات الجدل الضرير وهي تبصم ليل نهار على إجتهادات الخدمة المدنية التي تملك القلم السري و "المسطرينة" المثقفة و البندقية البلهاء . من يصدق أن الخرطوم الجسورة دون كل العواصم وهي في حراسة المؤتمر الوطني حزب القطاع العام ، قد عجزت عن التمرد الأبيض مثلما عجزت قيادته أن تخرج تظاهرة واحدة من الطلاب و الزراع و الصناع بل عجزت حتى في إخراج تظاهرة من جملة الأفندية التي توفر لهم الفطور و الثرثرة و اللاعمل عجزت و عجزنا من أن نلاحق لندن و مدريد و روما و سيدني و جوهانسبيرج وهن الحرائر - يقلن في جسارة لا في وجه واشنطن الفاجرة و نحن دون غيرنا نعرف غدرها و لؤمها و بطشها و مكرها ضد شعبنا و ضد وحدة أراضيه . لقد عجزت للأسف خرطوم المؤتمر الوطني في أن تخرج طلاب السودان الأحرار ليهتفوا ضد الطواغيت الجدد في حلف بوش بلير شارون و كيف لا تعجز في إستثارتهم و دفعهم و مخاطبتهم وهي التي عجزت بالأمس القريب في الدفاع عنهم حين اكتسحت عليهم ساحاتهم في أكبر حملة هولاكية مدنية معاصرة طالبوا بالإتحاد الذي افرز بالتحدي و النضال و الشجاعة على عثمان ود المكي و التجاني عبد القادر و بشير آدم رحمة و قاتل الله التقارير الكواذب . نعم لقد عجز الحزب الضرير الضرار أن يعيد للخرطوم عافيتها و نضرتها و كبرياءها .. لكنه قطعاً لن يعجز اليوم من أن يحاصر كلماتنا بإدعاء أجوف أنه حزب الإنقاذ وهو يعلم قبل غيره أن الإنقاذ منه براء .. فالإنقاذ التي انجبت المقاتلين و الشهداء و الصبر و المصابرة و تكسرت على صدرها العنفوان صليل المؤامرة و المتآمرين لا يشرفها أبداً أن تنتمي لمثل هذا التكوين الكسيح . سيدي العارف المهذب الأستاذ إبراهيم أحمد عمر الرجاء أن تحترم تاريخك الأكاديمي النظيف و سيرتك التنظيمية الناصعة و تقدم استقالتك اليوم قبل الغد ، لأن التاريخ الإسلامي ما عاد يحتمل غير أشعري واحد !! و لأن من اشراف الأمور أن تهتف الخرطوم و تمارس هوايتها المفضلة ضد الرذائل الأمريكية و العصابات الصليبية الصهيونية و من الآن حق الإنقاذ أيضاً أن تتنزل و تنزل إلى الحارات و الدروب لتبحث من جديد عن الجماهير و كل هذا لا يتأتى إلا بهذه الإستقالة الحلم . و لأننا نخشى أن لا نجد في عصر فقهاء الأنابيب و "المباقصة" و التقزم و المؤامرة و تقسيم الثروة و السلطة لا حكومتنا التي بعنا في سبيلها الغالي و الرخيص ولا تيارنا الذي أعطانا حق الإعتداد يرفع الأنوف و برفع الآذان دون أن نخشى رصاصات الخلف اللعينة !! المصدر : الوان
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-20-06, 11:47 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-20-06, 11:58 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-21-06, 11:05 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-22-06, 06:23 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-27-06, 00:58 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-27-06, 01:47 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | haleem | 03-27-06, 03:27 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 03-31-06, 10:58 PM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 00:21 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 01:56 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 02:38 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-01-06, 11:55 PM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-04-06, 05:48 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-15-06, 04:37 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-16-06, 04:43 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-17-06, 00:56 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-18-06, 03:52 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-19-06, 04:55 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-22-06, 02:57 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-22-06, 03:14 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-22-06, 04:19 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-23-06, 04:03 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 04-30-06, 10:58 PM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-01-06, 05:17 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-01-06, 05:29 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-03-06, 03:54 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-03-06, 04:00 AM |
Re: فتنة السلطة والجاه ....الهمز واللمز بين الاخوان | الكيك | 05-06-06, 03:32 AM |
|
|
|