|
الحكومة تتراجع ...وتقبل بفيدرالية حقيقية لدارفور
|
ظلت الجبهة الاسلامية تكابر مدة خمسة عشر عاما بانها اقامت النظام الفيدرالي ..رغم ان نظامها اقل بكثير من نظام الحكم المحلي السابق .. وامس وافقت الحكومة علي الفيدرالية الحقيقية التى تتيح لكل اقليم حكم نفسه وادارة موارده وثرواته تحت حكم اتحادى .. وما اغنانا عن كل ذلك لو استمعوا من البداية براى العقلاء والسياسيين الذين طالبوهم اكثر من مرة بربط القول بالفعل ..
2004-08-04
الخرطوم تعرض تقاسم السلطة والثروة "وفيدرالية حقيقية" على متمردي دارفور
الخرطوم، واشنطن - “الخليج”، وكالات:
أعلنت الحكومة السودانية التي تواجه ضغوطاً شديدة في شأن الأوضاع في دارفور انها مستعدة لتقاسم السلطة والثروة مع متمردي دارفور ومنحهم “فيدرالية حقيقية”. وقال وزير الاعلام المتحدث الرسمي باسم حكومة الخرطوم إنها مستعدة لزيادة عدد قوات الشرطة الذين نشرتهم في دارفور من 5 آلاف إلى 12 ألفاً “إذا لزم الأمر”. وفيما اتهم مسؤولون حكوميون مقاتلي حركتي التمرد بقتل 28 من أفراد القبائل العربية في دارفور، حض قساوسة 35 كنيسة انجليكانية الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على درس إرسال قوات إلى دارفور لوقف ما سموه “الإبادة الجماعية” هناك.
وقال وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك في تصريح لوكالة “فرانس برس” ان الحكومة السودانية على استعداد لتقاسم الموارد والسلطة مع المتمردين في دارفور. وأضاف: “نحن على استعداد لتقاسم السلطة والموارد في دارفور وعلى استعداد لفيدرالية حقيقية”. وقال: “نحن على استعداد لإبرام اتفاق كما فعلنا لحل النزاع في جنوب السودان” في اشارة إلى مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 21 عاماً بين شمال السودان وجنوبه.
وأكد مالك ان شركات أجنبية اكتشفت وجود نفط في دارفور، اضافة إلى النحاس واليورانيوم. وينتج السودان حالياً 300 ألف برميل نفط يومياً ويريد رفع انتاجه إلى مليون برميل بحلول العام 2006.
وأعلن الوزير السوداني أمس (الثلاثاء) ان السودان مستعد لنشر 12 ألف شرطي في دارفور إذا لزم الأمر. وقال ان الخطة الحالية تدعو إلى زيادة أعداد رجال الشرطة المنتشرين حالياً في دارفور من خمسة آلاف إلى ستة آلاف خلال الأيام المقبلة.
وأضاف الوزير ان هذه الزيادة تأتي بموجب اتفاق بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة يهدف إلى ضمان أمن المنطقة وتخليصها من الجماعات المسلحة. غير انه نفى ان تكون لدى حكومته أي خطط لتعزيز قواتها المسلحة حسبما اشارت بعض وسائل الاعلام. وكان الفريق سيد الحسين عثمان نائب المفتش العام لقوات الشرطة السودانية قد أعلن ان السلطات نشرت خمسة آلاف من عناصر الشرطة في ولايات دارفور الثلاث لإعادة النظام. وقال انها تعتزم زيادة العدد إلى ستة آلاف في الأيام المقبلة.
على صعيد آخر، قال عبدالله مسار والي ولاية نهر النيل، وهو من أبناء قبائل دارفور، ان متمردي “حركة العدل والمساواة” و”جيش تحرير السودان” قتلوا 28 من أفراد القبائل العربية في هجمات شنوها الاسبوع الماضي. وأضاف انهم دأبوا منذ 29 يوليو/تموز الماضي على شن هجمات يومية على أبناء قبيلة الرزيقات العربية في جنوب دارفور. لكن “جيش تحرير السودان” نفت تلك الاتهامات.
وقال مسار إن المتمردين أضحوا يشنون هجماتهم من على ظهور الجمال والخيل على غرار الاسلوب الذي تتبعه ميليشيا “الجنجويد”. وأضاف “انهم يريدون ان يعتقد الناس بأنهم جنجويد”. وقال ان 91 شخصاً أصيبوا في تلك الهجمات. وذكر المسؤول في “جيش تحرير السودان” آدم علي شوقار ان حكومة الخرطوم ظلت منذ اسابيع تحشد أفراد “الجنجويد” في محيط مدينة الضعين التي ذكر مسار ان الهجمات حدثت فيها.
وفي واشنطن، قال قساوسة 35 كنيسة انجليكانية في رسالة وجهوها إلى بوش “إن المسيحيين مستاؤون من هذا النوع من الابادة الجماعية ولا نريد له أن يحصل في حياتنا”. وطالبوه بدرس كل الوسائل للتدخل، بما فيها إرسال قوات استجابة لطلب بريطانيا واستراليا. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” ان هذه الكنائس تمثل جزءاً من القاعدة السياسية لبوش، ولأن إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة تتوقف على حضها أتباعها على الادلاء بأصواتهم لمصلحته، فإن رسالتها تزيد الضغوط على الرئيس الأمريكي للتدخل عسكرياً في دارفور.
وفي نيويورك نفى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس (الثلاثاء) ان رد فعل السودان كان سلبياً ازاء قرار الأمم المتحدة بشأن دارفور قائلاً ان الخرطوم “تتحرك في الاتجاه الصحيح” في تطبيق القرار.
وقال ان من بين ردود الفعل السلبية على القرار وصف الجيش السوداني القرار بأنه بمثابة “إعلان حرب”.
وأضاف أنان ان رد فعل الخرطوم يظهر ان المسؤولين السودانيين يتفهمون القرار الذي وصفه بأنه كان “عالي الصوت واضحا”.
وقال: “شعوري انهم يتحركون في الاتجاه الصحيح في تطبيق القرار. ويرغب القرار ان يظهروا خلال شهر انهم يقومون بذلك. ومجلس الأمن يريد رؤية نتائج على الأرض”.
|
|
|
|
|
|