|
زايد والسودانيين ...حب وعطاء
|
عقب استلامه للسلطة فى امارة ابوظبي فكر الشيخ زايد فى احداث تحول سريع فى امارته وكان يري بعين اخرى مختلفة عن الكثيرين لمستقبل وطنه وراهن على تحدى الجميع فى ان تكون هذه الصحراء فى يوم من الايام منتزهات غناء وحدائق وارفة اجمل من مناطق مساقط المياه العذبة التى توجد فى وطننا العربي .. وبارادة التحدى للصعاب بدا المشوار بالعزيمة ومساندة ابنه خليفة واخوته وابناء عمه من ال نهيان بدا المشوار الصعب واول ما بدا فى لم الشمل واقناع االامارات الاخرى بالوحدة لتكوين دولة قوية حديثة ..فكان الاتحاد كنموذج فيدرالى حديث وسط تكهنات الكثيرين بفشل التجربة وبعزيمة البدوى ورؤيته التى لا تخيب انجز المهمة بنجاح فكان ميلاد دولة حديثة فى كل شىء ومتقدمة على الكل فى اى شيء.. ولان اى عمل ناجح يبدا بالادارة استعان بالادارة والنظام الانجليزى الصارم الذى يقوم على مبدا المحاسبة والثواب وهو ما كان مطبقا فى السودان فى ذلك الوقت .. فاستعان بالنظام الادارى السودانى والاداريين السودانيين لوضع الاساس الادارى والقانونى والامنى للدولة الوليدة نسبة لخبرة السودانيين الطويلة فى هذا المجال والتى اقتبسوها اثناء سودنة الوظائف قبل رحيل الانجليز عن السودان .. وفى ظرف وجيز استطاع ان يتخطى كل الصعاب ومن ثم الانطلاق الى حيث هى دولة الامارات الان .. تجربة الشيخ زايد يجب ان ننتبه لها وندرسها ونستفيد منها فيما فشلنا فيه وهو من استطاع توظيف قدرات السودانيين العالية فى بناء دولة عصرية .. كان حبه للسودان والسودانيين نابعا من اعجابه بهم وصبرهم فى العمل فى تلك الظروف الصعبة رغم ان العائد المادى فى مرحلة الدولة الاولى كان اقل مما هو فى السودان لذا نجده يقدر الشخصية السودانية ودائما يقول ان السودانيين يستحقون منا كل عون ومساعدة وهذا ما كان يفعله كلما المت بنا المحن والمنون .. كان بجانبنا يمد يد العون لنا ويهتم بقضيتنا ويسعى للم الشمل لحل المشكلة السودانية .. وجدناه معنا فى كوارث عام 1988 وقبلها ابان الجفاف والتصحر والمجاعة التى ضربت غرب السودان فى اواخر عهد النميرى ووجدناه معنا فى محنة كادقلى وجبال النوبة والان فى دارفور وشرق السودان كانت يده ممدودة لنا دون من ولا اذى بنى المساجد والمستشفيات واقام طريق القضارف بورتسودان وساهم فى التنمية السودانية بقدر من القروض المعفاة من الفوائد واخرها خزان مروى تحت الانشاء .. وتقديرا للسودان والسودانيين اعطى اكبر مساحة من الارض فى قلب ابوظبي لانشاء النادى السودانى هبة منه للسودان وللسودانيين وهو امتياز لم تحظ به اى من الجاليات العربية الاخرى .. بالامس انتقلت روحه الطاهرة راضية مرضية الى رحاب الله وكان النبا كالصاعقة على كل فرد فى دولة الامارات واصاب الجميع الوجوم وبعد ان فاقوا من هول الصدمة بدا البكاء ..والبكاء المتواصل الكل احس بان والده واب الجميع رحل وترك فراغا كبيرا فى وطننا العربي قل ان ياتى الزمان بمثله .. فى حى الزعاب الذى اسكن فيه تحولت المنازل الى ماتم الكل يبكى قال لى احد الاطفال انه كان خارج المنزل وعندما عاد وجد امه واخواته يبكون فاعتقدت ان والدى اصابه مكروه وعلمت بعد ذلك ان ابانا كلنا واب هذه الدولة رحل عنا ونحن كلنا نبكى فعلا لان والدنا كلنا قد رحل .. رحم الله الشيخ زايد بقدر ما اعطى وبقدر عطائه فى العمل طيلة فترة حياته و..وانا لله وانا اليه راجعون ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|