|
|
 الحاج وراق يؤسس لقيم ومبادىء الشفافية
|
الحاج وراق
* عقدنا ـ شخصي ، ود . هشام عمر النور وهادية محمد حسب الله ، في يوم الاحد 8/5/2005م في الساعة الواحدة ظهرا بمكتب الاستاذ غازلي سليمان، مؤتمرا صحفيا اعلنا فيه استقالتنا من قيادة وعضوية حركة القوى الحديثة (حق) .
ومن حق قارئي علىّ أن اوضح له اسباب هذه الخطوة المهمة في تاريخي الفكري والسياسي.
* ترجع خلفية هذا الحدث الى اكتوبر 1994م حين استقال المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان من الحزب الشيوعي السوداني وأسس بلندن الحركة السودانية للديمقراطية والتقدم ، لتتحول هذه الحركة عبر العديد من التحالفات والاندماجات الي حركة القوى الجديدة السودانية (حق) .. وفي ديسمبر 1995م، استقلت ومعي مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي في داخل السودان من عضوية الحزب واتصلنا بحق في الخارج ليتم الاتفاق على ان نؤسس نحن رافدا للحركة في الداخل ، وعلى هذا الاساس انعقد اول مؤتمر تأسيسي لمجموعتنا في الداخل بتاريخ 8/5/1996م، والذي اعتمد اختصار (حق) كأسم للحركة، ولكنه غيّر في الاسم المعتمد بالخارج فقد رأينا أن (الديمقراطية) تشكل الاساس النظري الذي يقوم عليه كامل بناء الحركة، وبالتالي لابد ان تكون عنوانا لها اضافة الي أن (السودانية ) معطى بديهي، فلسنا فرعا لحزب اممي او قومي، وبالتالي فلا داعي لايرادها في الاسم، وبذلك صاراسم الحركة في الداخل : (حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق). وفي ديسمبر 1996م انعقد مؤتمر توحيدي لرافدي الحركة بالداخل والخارج في اسمرا، فاعتمد الاسم الذي اختاره الداخل.
* ومنذ 1997م بدأت تدب خلافات بين قيادتي الخارج والداخل ، ابرزها خلافات حول التاكتيك السياسي ، فقد ظلت قيادة الخارج تري ان اسقاط الانقاذ لن يتم الا بالعمل المسلح، وهو ذات الرأي الذي كانت تراه قيادة الداخل ، إلا انها عدلت عنه في مؤتمر للداخل في عام 1998م لتصل الى استنتاج ان المواجهة الشاملة مع النظام تتضمن عدة وسائل، ابرزها الكفاح المسلح للقوميات المهمشة ، والمقاومة المدنية في القطاع الحديث ، اضافة الي الضغوط الدولية، وان المواجهة الشاملة هذه تتصاعد اما لتفضي الي الانتفاضة الشعبية وازاحة السلطة ، أو الى تسوية سياسية شاملة تستعيدالديمقراطية التعددية كاملة غير منقوصة ، وانه في حزمة الوسائل تلك فالاقرب الى طبيعة (حق) - طبيعة منطلقاتها النظرية وقاعدتها الاجتماعية. والأقرب الى قدراتها المقاومة المدنية وليس الكفاح المسلح.
* ولكن هذه الخلافات تطورت الى خلافات تنظيمية وفكرية وسياسية، والي اتهامات وادانات .. ولتنشق الحركة في مارس 2000 الى جناحين احدهما القوى الجديدة بقيادة المرحوم الاستاذ الخاتم عدلان، والآخر عدل اسمه الى القوي الحديثة بقيادة الحاج وراق .. وفي ابريل 2005م غيّب الموت المفاجئ الاستاذ الخاتم عدلان.
وعلى إثر هذا الحدث الفاجع، دعت قيادتنا الى مؤتمر استثنائى انعقد في 6/5/2005م تقدم فيه الحاج وراق وهشام عبد النور وهادية حسب الله باستقالاتهم من قيادة وعضوية الحركة للأسباب التالية :
- لقد كنا طرفا في صراع، وقد غيّب الموت الطرف الآخر في الصراع ، واننا لاسباب انسانية واخلاقية لا يمكن ان نكسب ميزة بالموت.
- كان المرحوم الخاتم عدلان باتفاقنا واختلافنا معه ، جزءا عزيزاً من وجودنا وذاكرتنا ووجداننا، لا نستطيع نفسيا او اخلاقيا ان نستمر في اوضاع تذكرنا باختلافنا معه اكثر من حزننا على رحيله.
- ومنذ استقالة الاستاذ الخاتم من الحزب الشيوعي في اكتبور 1994م، كان حلم حياته ان يوحد القوى الديمقراطية والقوى الجديدة ، واذ لم يستطع ان يحقق ذلك بحياته، فقد توحدت هذه القوى، اقله في مشاعر الحزن ، تجاه رحيله .. وان الوفاء لمشروع حياة المرحوم الخاتم يتطلب ان نبادر نحن بخطوة تفتح الطريق امام وحدة القوى الحديثة والديمقراطية، خصوصا وان الخلافات السياسية التي صدعت صفوفنا قد صارت بعد التوقيع على اتفاق السلام من الماضي، ولكن تبقي الخلافات التنظيمية والمرارات الشخصية، وتجاه هذه، فإن استقالتنا تجعلها هي ايضا من الماضي.
- وكان من الممكن ان نكتفي بالاستقالة من القيادة ولكن في ظل الثقافة السياسية السائدة والموبوءة بسوء الظن وبالمؤامرات والمناورات والألاعيب الصغيرة فستفسر مثل هذه الخطوة بأنها مجرد مناورة ، ولذلك وقطعا لاية شبهات، فقد رأينا ان نستقيل عن القيادة وعن عضوية الحركة نفسها، وبالنسبة الي اشخاص في الاربعين من العمر، قضوا في (حق) اكثر من 9 سنوات، هي زهرة شبابهم، فإن هذه الخطوة لم تكن سهلة على النفس ، فبالنسبة لنا لم تكن (حق) مجرد مشروع للوطن (وحسب) وانما كذلك مشروع حياة غرسنا بذرتها ورويناها بالجهد والعرق، وظلت طوال عضويتنا بها انشغالنا الاساس. دفعنا لاجلها ما استطعنا من تضحيات ونزيف اعصاب وراحة بال وسمعة !
- واذ نستقيل عن حق، فإننا نؤكد بأن هذه الخطوة لا يمكن تفسيرها ابدا كاعتذار عن مواقفنا الفكرية والسياسية التي اتخذناها، بما في ذلك المواقف التي اتخذناها ضمن الخلاف في (حق)، ولكنها قطعا اعتذار عن الوحشية والقسوة التي تورطنا فيها ضمن ذلك الخلاف.
* ولقد فعلنا ما املاه علينا ضميرنا، وازحنا ما رأينا بأنه قد يعيق اعادة توحيد (حق) ضمن الظروف الجديدة، واننا لعلى قناعة بأن (حق) لم تكن في اى يوم من ايامها تنظيما يعتمد على الكاريزما او المشيخة، وانها لغنية بالقيادات والكوادر، خصوصا القيادات التي ظلت ورغم حدة الخلافات مكان اجماع الطرفين، كالدكتور عمر النجيب والدكتورالباقر العفيف ود . بشير بكّار ود . حيدر بدوي وقرشي عوض وحيدر ابو القاسم وامير صديق ومحمد حسين حسب ربه ويمنى قوته وهالة قوته وثروت سوار الذهب وغيرهم وغيرهم .. وفي النهاية فإن قيادتي جناحي (حق) هما المفوضتان والمسؤولتان عن اتخاذ ماتريانه مناسبا.
- ورغم اننا فارقنا هياكل (حق) التنظيمية، فإننا سنظل اوفياء للمبادئ التي انشأناها لاجلها، اوفياء لحق شعبنا واستحقاقه في الالتحاق بالمدنية المعاصرة، التحاقا ابداعيا نقديا، وحقه في الديمقراطية وحقوق الانسان وفي العدالة الاجتماعية والسلام والوحدة الوطنية.
وسنظل في ساحات العمل الوطني المختلفة في منظمات المجتمع المدني وبافكارنا واقلامنا وجهودنا، دعما لهذه المبادئ.
كما سنظل نرقب بالتعاطف والمساندة مسيرة (حق) اللاحقة، دعما لمبادئها واهدافها ووحدتها، وفي ذات الوقت نبرأ من اية انحرافات لاحقة فكرية او سياسية او اخلاقية تخون مصالح اهل السودان او تظاهر المجرمين.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست