|
المتطرف جعفر شيخ ادريس يزيد النار اشتعالا....
|
السبت13اغسطس2005
لا مـداهنـــــــــة في ديـــــــن اللــه
أ.د. جعفر شيخ ادريس
واحد وعشرون عاماً من القتال المرير خاضها الدكتور العقيد جون قرنق من اجل مبادئ آمن
ديننا يحثنا على ان نعامل المسالمين لنا من غير المسلمين معاملة حسنة، بل وان نتعاون معهم في كل امر نرى فيه خيراً، لكن الحد الديني الفاصل بيننا وبينهم يظل قائماً لا تمحوه مواطنة ولا يمحوه اي احسان يسدونه إلينا أو نسديه اليهم مهما كان عظيماً، فاذا علمنا عن انسان انه قد بلغته الرسالة المحمدية ولم يؤمن بها، بل انكر ان يكون محمد رسول الله، أو ان القرآن كلام الله، فانه لا يحق لنا ان نعامله وكأنه مؤمن بالله ورسوله، هذا من التناقض الذي لا نقدم عليه في حياتنا الدنيوية فما بال بعضنا يتجاهلونه في حياتهم الدينية؟ انك لا تعطي كل حقوق السوداني لشخص تعلم انه ليس سودانيا مهما كان فضله على السودانيين، واهل الرياضة لايقبلون في نادي هلالهم شخصاً يعرفون انه من كبار انصار المريخ حتى لو كان هو المهندس الذي بني لهم استادهم.
وكذلك بل اعظم من ذلك ينبغي ان يكون الأمر بالنسبة للدين، ان الدين ينبغي ان يؤخذ مأخذ جد وحزم لا مجاملة فيه ولا مداهنة، لقد كان ابو طالب عما للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أكثر الناس حبا له، ومدحه مدحاً رائعاً في قصائد هي من عيون الشعر العربي، بل كان يحوطه ويدافع عنه ويضحي في سبيل أمنه، لكنه لم يكن يؤمن بأنه رسول الله، ولذلك فان شيئاً من ذلك لم ينقذه من عذاب النار، بل كل ما استفاده من احسانه للنبي ان كان اقل أهل النار عذاباً. ان الذي يموت منكرا لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، لا يغير مصيره هذا حتى استغفار النبي صلى الله عليه وسلم له.
استغفر لهم او لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم.
ولا تغيرها صلة قرابة حتى ببعض اولى العزم من الرسل، فابن سيدنا نوح غرق في من غرق من اهل الكفر ولم تنقله صلة البنوة الى سفينة النجاة، وامرأة نوح ظلت مع الغابرين الذين قلب الله بهم الارض، وابراهيم كف عن الاستغفار لوالده لما تبين له انه من اصحاب الجحيم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قيل له:
(ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون).
وقيل لسائرنا:
(يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم واخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون).
لذلك عجبت وعجب الآلاف من المسلمين في العالم من اطلاق بعض الناس صفة الشهيد على جون قرنق، ولسؤال بعضهم له الرحمة، بل قيل لي ان بعضهم بلغت به الوقاحة ان سأل الله تعالى ان يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً، أيحسب هؤلاء الجهلة ان الله تعالى يكتب هذا المصير لانسان لانه كان رئيس حركة حاربت المسلمين اكثر من عشرين عاماً ثم سالمتهم؟ أيحسبون انه يكتبه لانسان لانه عين نائباً أول لرئيس جمهورية السودان؟ أيحسبون انه يكتبه ارضاء لبعض السياسيين؟ كلا والله، كيف يكون النبيون رفقاء لمن يكفر بخيرهم وخاتمهم؟ واذا امكن لرجل ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ان يكون مع الانبياء والشهداء والصديقين فليكن معهم ايضا ابو لهب وفرعون، وليكن معهم ستالين ولينين وامثال بوش وسائر أئمة الكفر. وليكن الاسلام ديناً لا معنى له ولا تمييز فيه بين من كان من أهله او كان من اعدائه.
هل بلغ جهلنا بالدين واستخفافنا به الى هذا الحد؟
اننا أمة تأخذ دينها مأخذ الجد فمن ظهر لنا من كلامه وتصرفاته انه مسلم سألنا له المغفرة ورجونا ان يدخله الله الجنة، لكننا لا نجزم بذلك لان الشخص ربما كان منافقاً يظهر لنا غير ما يبطن، ومن ظهر لنا من اقواله وافعاله انه كافر عاملناه معاملة الكافر وحسبناه من أهل النار.
|
|
|
|
|
|