الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: (المثقف و توهان البوصلة)...تعقيب لحسن أحمد الحسن علي د.حيدر إبراهيم علي (Re: Basheer abusalif)
|
Quote: ولماذا لم يعتبر د حيدر الراحل جون قرنق متقلبا وهو يحاور النظام مهادنا من عاصمة إلى عاصمة ومخاشنا في أرض العمليات حتى وقّع معه اتفاق نيفاشا ؟ بل دون أن تعير الحركة الشعبية الانتباه إلى حلفائها ؟ ولماذا لم يعتبر اتفاق القاهرة وغيره من الاتفاقات اللاحقة تقلبا في المواقف من المخاشنة إلى المهادنة ولماذا لم يعتبر انتقال مركز الدراسات السودانية وهو يقوم بدوره في بسط الرأي السياسي والمعرفي من القاهرة إلى الخرطوم انتقال من المخاشنة إلى المهادنة قبولا بهامش الحرية الذي يفاوض المهدي من على منصته ؟
|
دكتور حيدر ابراهيم في مقاله بالفعل كان متحاملا بغير موضوعية، في إعتقادي أن منطلقه في ذلك ليس رؤية مبنية علي واقع، بقدر ماهي (إنفعال) سالب تجاه الحوار الذي اداره حزب الأمة مع المؤتمر الوطني، وقبله مع الحركة الشعبية و بقية التنظيمات في الساحة السياسية.
و الاخ حسن أحمد الحسن في مقاله و تعقيبه هذا (عري) إنفعال دكتور حيدر و أثبت أنه قد جانب الصواب، لا سيما أنه من شخص في مكانة دكتور حيدر (كمثقف) ديمقراطي و باحث في المجال.
النقاط المهمة في في هذا أن دكتور حيدر، ولاستخدام حزب الأمة وسيلة اتيحت محاولا تسخيرها للوصول لهدف الديمقراطية(ألا و هي التحاور)، و لأن إستخدام هذه الوسيلة لم تعجبه من حزب الأمة، اراد دكتور حيدر أن يهدم كل البناء المرصوص و الطيل من تاريخ الحزب و قيادته في سبيل الوصول للديمقراطية، بل و ذهب أكثر من ذلك الي أن جعل التربة التي نشاء فيها حزب الأمة، و نشأت فيها قيادته، تربة غير صالحة لنماء ديمقراطي! بل أكثر من ذلك أراد في غمار إنفعاله ذلك أن يجرد قيادة الحزب حتي من شخصيتهاالديمراطية بقوله: Quote: وبالتأكيد يصعب على من نشأ وتربى في مثل هذه البيئة أن تكون الديمقراطية مكوناً أساسياً في شخصيته |
هكذا بين ليلة و ضحاها يفعل ذلك!! و المهدي هذا هو نفسه الذي رأه و عايشه دكتور حيدر ينافح عن الديمقراطية ليل نهار منذ قيام هذا النظام (بمذكرته الشهيرة)و الي يومنا هذا كما أشار لذلك حسن أحمد الحسن أحد شهود تلك الايام في القاهرة و ما تلاها. و المهدي هذا هو نفسه الذي ظلت مواقفه من المشاركة في سلطة الانقاذ واضحة لا إلتباس فيها، بل مناداته و عمله لكا ما أوتي لتغيرها من دولة الحزب الي دولة الوطن. فما الجديد الذي تغير؟
الامر الثاني و الذي اوضحه حسن أحمد الحسن بشكل جلي هو نظرة بعض المثقفين لنفس الحدث بأكثر من عين! فالتحاور مع النظام برغم العداء و الاختلاف، هو وسيلة للوصول للهدف ، و هو (دولة الوطن) و دولة الديمقراطية، دولة السلام، ودولة المساواة و الحرية. فكيف يكون ذلك الحوار مجازا للرحكة الشعبية مثلا من قبل، ومحرما علي حزب الأمة؟ بل إن حزب الأمة في موقع افضل، إذ أنه لم ولن يهدف من حواره المشاركة في السلطة علي ما هي عليه كما فعل غيره!
حزب الأمة كانت لديه الشجاعة الكافية ليقول أن هذه النظرة ذات المكاييل المختلفة هي خطاء كبير عندما فاوضت الحركة الشعبية النظام منعزلة من التجمع، و هي شريكة للتجمع. كلمة الحق هذه قالها للحركة الشعبية يوم تخازل عن قولها من فضلوا أن يعيشوا في كنفها صغارا، و هي تجلس معهم في خط، و تسيير إجتماعاتها و اتفاقاتها منعزلة مع الحكومة في خط أخر، إنتهي بها في حكومة ثنائية مع المؤتمر، و لم ينتبه حلفائها في التجمع لذلك إلا ضحي الغد! كان رأي حزب الأمة إما أن يتاح هذا الحق في التحاور للجميع، أو أن يلتزم الجميع خطا موحدا في الحوار، لا ما تفعله الحركة أنذاك.
مثل هذا الموقف الواضح أدي بحزب الأمة أن يخرج من التجمع، و خلق له عداء مع الحركة الشعبية(الي حين)، في الوقت الذي صمتت فيه القوي السياسية الاخري، و صمت عن مثل هذا مثقفون كثر، و كانوا راضيين بذلك، و هاهم الأن يرون في حوارات حزب الأمة ارتداد و تردد في مواقفه!!
و الاهم كما قال الاخ حسن أحمد الحسن...دون أن يسوقوا دليلا علي هذا التردد، أو التملص من المواقف!
مقال حسن أحمد الحسن جدير بالقرأة و أتمني أن نري منه الجزء الثاني.
|
|
|
|
|
|
|
|
|