|
|
 Re: 3 مارس 1973: اتفاقية السلام بيـن الشمال والـجنوب.. وليلة مصرع السفير الاميريكي بالخرطوم!! (Re: بكري الصايغ)
|
تحصلت «الوطن» على النص الكامل لمرافعة الاتهام الختامية في قضية الفدائيين الفلسطينيين المنتمين لمنظمة ايلول الاسود واحتجاز خمسة من الدبلوماسيين الغربيين والعرب من بينهم السفير الامريكي ومستشاره والقائم بالاعمال البلجيكي والتي انتهت بتصفية الرهائن الغربيين.
__________________________________________
2007 Alwatan News صحيفة ( الوطن ). All rights reserved.
تحقيق وعرض: محمد النعيم
* اضاءة:
______________
تبدأ «الوطن» اعتباراً من هذه الحلقة نشر حيثيات مرافعة اخطر «60» ساعة وهزت العالم بأسره خاصة الولايات المتحدة الامريكية وبلجيكا اللتان فقدتا ثلاثة من رعاياها بعد ان تناولت في سلسلة من حلقاتها السابقة اقوال وافادات شهود الاتهام في هذه القضية وعلى رأسهم وزير الداخلية ونائب رئيس الجمهورية الاسبق اللواء محمد الباقر احمد وعضو مجلس قيادة الثورة الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم، بالاضافة الى مجموعة من افراد القوات النظامية ومن بينهم قائد القوات المحمولة جواً والطبيب الذي قام بالاشراف على علاج الدبلوماسيين الغربيين من الجروح التي تعرضوا لها اثناء عمليات الاقتحام حيث قام الفدائيون باطلاق الرصاص عليهم لشل حركتهم وتعطيلهم، اضافة الى التصريحات التي ادلى بها السفير الامريكي لبعض الجهات اثناء فترة احتجازه ووصيته الاخيرة التي وجهها للقيادة الامريكية حيال القضية الفلسطينية عبر حرمه.
* استهلال:
_________________
بدءاً لابد من الاشارة الى ان هذه المرافعة كانت في 9 يونيو من عام 1974م ـ اي بعد اكثر من عام من عملية القاء القبض على الفدائيين وقدمها امام المحكمة التي انعقدت برئاسة مولانا محمد احمد ابوسن المدعي العام الاسبق الاستاذ عبدالمنعم مصطفى وقد استهلوا بقوله: السادة رئيس واعضاء المحكمة/الموقرين
فيما يلي اقدم مرافعة الاتهام الختامية في قضية المتهمين الثمانية الماثلين امامكم والذين اقتحموا السفارة السعودية مساء يوم 1 / 3 / 1973م وحاصروا الضيوف الموجودين بداخل المبنى.. واخذوا من بينهم خمساً من الرهائن.. اثنين من العرب وثلاثة من الاجانب وفيما بعد اعدموا الرهائن الاجانب ومن ثم كانت الاجراءات التي انتهت بفتح البلاغ رقم 4724 الخرطوم جنوب، والذي بموجبه وجه الاتهام لجميع المتهمين تحت المواد الآتية:
- (78/ 251) من قانون العقوبات، الاشتراك الجنائي في القتل العمد.
- (391) من قانون العقوبات، التعدي الجنائي بعد اعداد العدة لتسبيب الاذي او الاعتداء على اي شخص او حجزه بغير وجه حق.
- (441) من قانون العقوبات، التهديد بتسبيب الموت او الاذى الجسيم.
- (288) من قانون العقوبات، الاعتقال غير المشروع.
- (410) من قانون العقوبات، استعمال محرر مزور على انه صحيح.
- (7/49) و(32/49) من قانون الاسلحة والذخيرة والمفرقعات لاستيراد اسلحة نارية واستعمالها بدون ترخيص.
طرح الوقائع:
__________________
ومضى المدعي العام في مرافعته وقال: قبل ان نبدأ في معالجة هذه الاتهامات نرى ان نطرح الوقائع كما تشير بها البيانات.
واضاف: ونحن اذ نتصدى لهذه القضية نحس بعظم المسؤولية التي تقع على كاهلنا وكاهل الدفاع والمحكمة، والبت في مصائر الناس مسؤولية جسيمة.. وامانة تنوء الجبال بحملها.. ولكن هذا قدرنا.. نواجهه.. ولا نهرب منه.. نفعل ذلك ورائدنا احقاق الحق.. والتزام العدل الذي هو حجر الزاوية في معتقداتنا الدينية والسياسية وصدق الله العظيم اذ قال في محكم تنزيله: «انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان . ان الانسان كان ظلوماً جهولاً»
ومضى في مرافعته قائلاً: اننا سنبذل غاية جهدنا لحمل دورنا في الامانة.. والتي يقع معظم عبئها على كاهل محكمتكم الموقرة.. سنعرض عليكم قضية الاتهام بروح المسؤولية وبالموضوعية المجردة من الانفعال، واني على ثقة بأن مجلس الدفاع الذي يضم نخبة من خيرة المحامين السودانيين.. علماً وممارسة.. سيؤدي دوره بنفس درجة المسؤولية.. واننا معاً سنقدم للمحكمة ما يعينها على التوصل لقرار سليم في هذه القضية.
* اسقاط شهود:
_____________________
واصل المدعي العام مرافعته مؤكداً ان البراءة مفترضة الى ان يثبت العكس وذلك عندما قال: سادتي:
رئيس واعضاء المحكمة الموقرين
اننا نعي تماماً ان البراءة مفترضة قانوناً في كل شخص وان على الاتهام ان يثبت العكس بالادلة السوية الخالية من كل شك معقول، ان علينا ان نثبت الاتهامات المقترحة وان نثبت كذلك انه ليس هنالك ما يخول للمتهمين الاستفادة من الدفوع التي تنفي المسؤولية الجنائية او تخفضها. وندرك ان المتهم لا يطالب قانوناً باثبات براءته.. وانه عندما يفلح الاهتام في اثبات وجود قضية مبدئية ضد المتهم فإن لدفاع لا يكون ملزماً باثبات براءته بالدليل الخالي من الشك مثلما هو الحال بالنسبة للاتهام وهو ما يسعى لاثبات الاتهام، فحسب الدفاع ان يقدم ما من شأنه ان يصيب بالشك دليل الاتهام.
واضاف قائلاً: كل ذلك نعلمه ونلتزم به واذا كنت قد اسقطت عدداً كبيراً من الشهود فما مرد ذلك الا لانهم لا يملكون ان يقدموا افادات تتصل بالفعل المادي في الاتهامات المقترحة، يزيد على ما اقر به المتهمون وهم يدلون باعترافاتهم القضائية التي اقاموا عليها في مرحلة التحقيق القضائي وفي مرحلة المحاكمة امامكم وقد رأيت ان تقديمهم كشهود لا يعدو ان يكون مضيعة للوقت.. وللوقت قيمة كبيرة.. اذ نحن ملزمون بنص الدستور ان نحقق للمتهمين عدالة ناجزة.
* الوقائع كما يجدها الاتهام:
____________________________
ومضى المدعي العام في حديثه وقال: بعد هذه التوطئة انتقل لعرض الوقائع كما يجدها الاتهام.. معتمداً على ما ادلى به المتهمون من اعترافات قضائية وعلى ما قدم لمحكمتكم الموقرة من الادلة والاسانيد الاخرى.. وبدأ المدعي العام الحديث عن المتهمين وقال: المتهم الاول «ابوغسان» يقيم بالسودان منذ وقت طويل وهو من ابرز قادة مكتب «فتح» بالخرطوم كما انه ـ وباعترافه ـ احد اعضاء منظمة ايلول الاسود وهو المفوض السياسي للعملية.. وبصفته هذه فهو المتحدث باسم جميع المتهمين.. ففي مرحلة التحقيق القضائي كان يخاطب المحكمة اصالة عن نفسه ونيابة عن سائر المتهمين، وامام محكمتكم الموقرة تحدث كذلك باسم جميع المتهمين.. وقد وضح ذلك من اعتماد جميع المتهمين كل ما قاله المتهم الاول ومن بعده المتهم الثاني الذي هو القائد العسكري للعملية والذي قام برسم مكان الحادث ووزع الادوار على كافة المتهمين.
اما باقي المتهمين ـ والحديث مازال للمدعي العام ـ السبعة «من الثاني حتى الثامن» فقد حضروا للسودان في فجر يوم 28/2/1973م على متن الطائرة المصرية بغرض القيام بالعملية موضوع هذه الاجراءات، وقد تمت هذه العملية بالتعاون التام بين منظمة «ايلول الاسود» ومكتب «فتح» بالخرطوم، فقد سبق مجيئ المتهمين للسودان تحضير للعملية قام به ممثل منظمة «فتح» بالخرطوم - ابو مروان «فواز» مع آخرين في بيروت، وقد كانت التحضيرات للعملية تجري في كل من الخرطوم وبيروت.
* تفتيش الجمارك:
____________________
وتحدث المدعي العام عن الاجراءات التي تمت بعد وصول المتهمين الى الخرطوم وقال: عند وصول المتهمين السبعة لمطار الخرطوم قابلهم مندوب من مكتب «فتح» وهو ضابط الترحيلات كرم، حيث اخذهم الى الفندق ومن بعد ذلك لمكتب «فتح»، وقد كان لذلك اثر واضح في الكيفية التي عوملوا بها من قبل سلطات الجمارك.. حيث ان تفتيشهم لم يكن دقيقاً ولم يشمل كل الحقائب وقد كانت الاسلحة التي استخدمت في الحادث بداخل حقائبهم، وهذا ما جاءت به اعترافات اثنين من المتهمين هما: جمال حسن مصطفى وخالد ابراهيم.
وتناول المدعي العام اعترافات المتهمين بالنص حيث قال: جاء الآتي على لسان المتهم جمال حسن: «السلاح كنا احضرناه معنا في الشنط.. التفتيش ما كان دقيق في المطار.. السلاح وضعناه بمكتب فتح ولم نأخذه معنا الى اللوكاندة.. ولما ذهبنا الى السفارة السعودية اخذنا سلاحنا معنا».
كما جاء الآتي - والحديث للمدعي العام - على لسان المتهم خالد ابراهيم وهو يصف بعض تحركاتهم عندما وصلوا الخرطوم: «احضروا لنا سيارة تاكسي وتوجهنا لفندق الارز.. لم نجد مكاناً به.. ثم رجعنا لمكتب فتح عن طريق سيارة تاكسي، وآخرون عن طريق عربة اللاندرفور التابعة لحركة فتح.. وعن المكتب تناولنا وجبات الافطار والغداء والعشاء ثم رقدنا حتى الصباح.. في اليوم التالي فتحنا الحقائب واخرجنا السلاح وخيبناه في المكتب ثم توجهنا الى فندق روكسي. وفي المساء بعد ان تناولنا وجبة العشاء رقدنا بالفندق حتى الصباح».
* خطة اقتحام السفارة:
__________________________
وتحدث المدعي العام باستفاضة عن خطة اقتحام السفارة وقال: في ظهر يوم الحادث «1/3/1973م» تم اجتماع بمكتب فتح حضره المتهمون الثمانية وآخرون ليس من بين المتهمين في هذا البلاغ.
طرحت في هذا الاجتماع خطة اقتحام السفارة السعودية ووزعت فيه الاسلحة على المتهمين، وحددت فيه مهمة كل واحد منهم بحيث علم كل منهم بما عليه اداءه. واشار الى المستندات المعروضة امام المحكمة التي اعدها المتهم الثاني وقال انها توضح هذا المهام وكيف وزعت على المتهمين.
وفي هذا المعنى يقول المتهم الاول «المفوض السياسي للعملية» ـ والحديث للمدعي العام ـ «بعد الظهر اجتمعت مع الاخوة اعضاء المجموعة المكلفة بالعملية في المكتب.. وتباحثنا في الامر.. وقام الاخ طارق، المسؤول العسكري بتوزيع المسؤوليات على اعضاء المجموعة».
* تزامن احتفالات السودان:
______________________________
وذكر المدعي العام في مرافعته ان جميع المتهمين كانوا على علم بانهم سيأخذون بعض الرهائن من الدبلوماسيين العرب والاجانب وانهم بعد ذلك سيفاوضون بارواح الرهائن من اجل تحقيق بعض المطالب. وقد كان يوم 1/3/1973م اليوم المحدد لتنفيذ مخططهم وهو اليوم الذي كانت تحتفل فيه البلاد بعيد الوحدة الوطنية.. لمرور عام على الاتفاق العظيم الذي تلاحم بموجبه الوطن شماله وجنوبه والذي اسدل الستار على سبعة عشر عاماً من الصراع الدموي الذي عرقل مسيرة الوطن نحو التقدم والرخاء والاستقرار.. وقد كان المواطنون من كافة انحاء البلاد في غمرة افراحهم حين فوجئوا بالذي حدث في السفارة السعودية.
* استطلاع الهدف:
___________________
واستعرض المدعي العام في مرافعته الختامية الاحداث التي سبقت اقتحام السفارة بقوله: ان الذي حدث بالسفارة السعودية ان المتهمين الثمانية استغلوا العربة اللاندروفر الخاصة بمكتب «فتح» بالخرطوم بقيادة كرم، وعندما قاربوا مبنى السفارة نزل المتهم الاول «ابوغسان» واستطلع الهدف، حيث تأكد من وجود الاشخاص المراد اخذهم كرهائن، وهذا ما تحدث به المتهم الاول في اعترافه القضائي حين قال: «في السادسة والنصف مساء الخميس 1/3/1973م تحركنا بسيارة لاندروفور تابعة لمكتب فتح يقودها الاخ كرم.. وصلنا الى جوار السفارة السعودية.. انتحت السيارة شارعاً جانبياً ثم ذهبت استطلع الاخبار.. ولما تأكدت من جود الامريكيين بالذات تحركنا بالسيارة امام باب السفارة وقفزنا منها واطلقنا اعيره نارية في الهواء بصورة غزيرة لاننا شاهدنا الامريكين يهمون بالخروج».
* دواعي وجود الدبلوماسيين بالسفارة:
______________________________________
وتناول المدعي العام الاسباب التي دعت الى وجود السفير الامريكي واقرانه الغربيين والعرب في السفارة السعودية وقال: وفي ذلك المساء كان السفير السعودي عميد السلك الدبلوماسي يقيم حفل وداع للمستر جورج كيرتس مور المستشار بالسفارة الامريكية الذي انتهت خدمته بالسودان وكان على وشك مغادرة البلاد وبهذه المناسبة اجتمع بدار السفارة عدد كبير من الدبلوماسيين بالسودان عرب واجانب وكانوا - لحظة وصول المتهمين - يهمون بالتفرق لنهاية الحفل.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست