|
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا (Re: حامد بدوي بشير)
|
توطئة
ثمة دافع قوي يعطي المشروعية لأية محاولة للكتابة في الراهن السياسي السوداني. ذلكم الدافع هو ما يصطبغ به هذا الراهن من أزمة مزمنة لا يختلف حولها أثنان، تحولت الآن إلى كارثة. وإذا كان الناس لا يختلفون بشأن مأزومية الراهن السياسي في السودان، فإنهم، بلا شك يختلفون في المدخل والمنظور وزاوية المقاربة.
لهذا فقد رأينا أن نبدأ التوطئة لهذه المساهمة بتحديد مدخلنا ومنظورنا وزاوية مقاربتنا، إذ هنا مبرر المساهمة ودافع الكتابة. فنحن نرى أن الراهن السياسي المأزم الذي يعيشه السودان اليوم هو من صنع أيدي الحركة السياسية السودانية. وليست هذه الرؤية مبررا أو تمهيدا للإدانة القبلية لهذه الحركة الساسية، ولكن، ببساطة، لأن التطور السياسي، في أي بلد، وما يرتبط بهذا التطور السياسي من إستقرار سياسي وإزدهار إقتصادي وترسيخ للقومية ومحو للقبلية وتركيز لضمانات الوحدة والحرية والعدالة والمؤسسية، كل ذلك هو نتاج مباشر لعمل الحركة السياسية في البلد المعين. وكذلك العكس، من عدم إستقرار سياسي وخراب إقتصادي...الج. فالنجاح والتقدم السياسيين أو الفشل والتخلف هي مسئولية الحركة السياسية في أي بلد في العالم.
ومن المعتاد, عندما يصل الحديث لمثل هذه النقطة أن تلتفت الأذهان مباشرة إلى العامل الخارجي والسياسات والمصالح الدولية وتبرز كلمة الإستعمار التي فقدت معنها لكثرة ما استعملت مشجبا لتعليق كل إخفاقات العالم المسمى بالثالث.
نعم العالم الخارجي من اضعف جار إلى أقوى دولة في العالم, يتدخل كلما وجد الدافع والفرصة. لكن منع الأضرار الناتجة عن التدخل الخارجي نفسه هو من مسئوليات الحركة السياسية في البلد المعين. فهي المسئولة عن تحويل العلاقة مع العالم إلى علاقة تعاون ومصالح متبادلة. وهذا حكم عام لا يخص الحركة السياسية السودانية وحدها.
من ناحية أخرى نعتقد أنه لا يتأتى فهم ما حدث في بلد معين في زمن معين إلا من خلال تحليل عمل الحركة السياسية في البلد المعين في الزمن المعين. وهذا أيضا حكم عام لا يخص الحركة السياسية السودانية.
من هنا تجئ هذه المساهمة منصبة كلياً على الحركة السياسية السودانية في كلياتها وجزئياتها بغرض إنتاج معرفة بالشأن السياسي السوداني. وحيث أن الازمات السياسية هي مثل الازمات النفسية، فإن المعرفة بها هي الخطوة الأولى في طريق علاجها.
يتمتع السودان مقارنة مع مثيلاته من أقطار العالم الثالث، بحركة سياسية عريقة تعود بداياتها لبدايات القرن العشرين. وقد إستطاعت هذه الحركة السياسية العريقة، أن تنجز إستقلال البلاد في وقت مبكر، مقارنة مع الدول ذات الظروف المشابهة في العالم. وكان إنجاز الإستقلال عام1956م نتيجة مباشر لنشاط الحركة السياسية الوطنية. ذلك النشاط المشهود له والذي اتسم بالرقي والتحضر، واعتمد على تنظيم الجماهير السودانية وتوظيف قواها السياسية مما جنب الشعب السوداني الكثير من التضحيات التي كان يمكن أن يضطر إلى تقديمها، لو لم تنتزع حركته السياسية إحترام المستعمر، وتنتزع بالتالي حقها في حكم وإدارة السودان.
ومع ذلك فان واقع الحال يقول بوضوح أن الحركة السياسية السودانية لم تفعل شيئاً لصالح تأسيس الوطن القومي السوداني سوى إنجاز الإستقلال وإخراج الإدارة السياسية الإستعمارية وجيش الإحتلال الإنجليزي. فمنذ أن حصلت البلاد على إستقلالها وسيادتها عام1956م، لم تستطع الحركة السياسية السودانية أن تخطو بالبلاد خطوة واحدة إلى الأمام في طريق الإستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي وترسيخ القومية ومحو القبلية وتركيز ضمانات الوحدة والحرية والعدالة والمؤسسية, رغم ما اتصقت به من وعى ورقي. بل ان هذه الحركة السياسية العريقة ذات الخمسين عاماً من العمر قد أوصلت البلاد إلى أزمة سياسية وإقتصادية وقومية من الحدة والتعقيد بحيث سدت جميع المنافذ وهددت وجود الوطن.
فخلال ما يزيد على نصف قرن من الزمان، أبدت الحركة السياسية السودانية عجزاً لازمها وكبلها ومنعها من أن تتخطى بالبلاد نقطة البداية، بداية تأسيس الوطن القومي السوداني. فمنذ امتلاك هذه الحركة السياسية لآليات صنع القرار في بداية الحكم الذاتي عام 1953م، لاتزال هذه الحركة عاجزة عن تحصيل وتصميم إجابات ذات نتائج عملية حول أسئلة تأسيس الوطن القومي من حيث نظام الحكم وسبل توحيد شعوب وقبائل هذا الكيان الشاسع، على أسس من العدالة والحرية. ومن ناحية نظام الحكم والدستور الضامن للإستقرار، لايزال السودان مشروع جمهورية ولايزال طوال نصف قرن موضوعاً للتجريب، وكأن البلاد قد نالت إستقلالها بالأمس.
وهذه دون أدنى ريب مشكلة تستدعي البحث. ومن الطبيعي أن تكون هذه المشكلة بؤرة إهتمام العديد من الكتاب ذوي الشهرة المتمكنين. وبالفعل، فقد تنأولت هذه المشكلة أقلام العديد من السودانيين والأجانب، ومن جهات نظر مختلفة. ومع إحترامنا وتقديرنا لما قدمه هؤلاء الكتاب المتميزون، دون ذكر إسماء، إلا أن كل هذه الإجابات لم تردعنا عن محالولة المساهمة من خلال منهج مختلف، نعتقد أنه قادر على كشف وإضاءة مناطق كثيرة ظلت معتمة ومستعصية على الفهم رغم الكم الهائل من الكتابات حول المشكل السياسي السوداني.
ونسعى هنا وراء بكارة ما في التناول بدون أية إدعاءت بمعرفة ما وراء الكولبيس أو تورط في محاولات إثبات فرضيات مسبقة أو محاولات البرهنة والتدليل على قناعات قبلية أو محاولات التبشير بحلول سحرية أو محاولات البحث عن كبش فداء مسئول عما حاق بالبلاد ومن ثم محاكمته.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-01-08, 11:58 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-02-08, 00:25 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-02-08, 11:58 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-02-08, 08:41 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | محمد على طه الملك | 03-02-08, 09:57 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-02-08, 10:12 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | سلمى الشيخ سلامة | 03-03-08, 02:29 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | الطيب شيقوق | 03-03-08, 05:58 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-03-08, 11:30 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | عمر التاج | 03-03-08, 12:55 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-03-08, 01:30 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-03-08, 05:32 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-03-08, 06:39 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-04-08, 07:48 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-04-08, 09:18 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-05-08, 07:43 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | الطيب شيقوق | 03-05-08, 11:28 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-05-08, 10:26 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-06-08, 01:31 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-07-08, 04:01 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-07-08, 06:38 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | محمد على طه الملك | 03-08-08, 02:34 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-08-08, 10:57 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-08-08, 07:32 PM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-09-08, 09:46 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-10-08, 09:14 AM |
Re: من إشكالات الماضي .. من رماد الحاضر .. من آمال المستقبل.. في مقدورنا أن نبني وطنا جميلا | حامد بدوي بشير | 03-11-08, 07:37 AM |
|
|
|