|
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. (Re: Seif Elyazal Burae)
|
اتيت الي الولايات المتحدة للدراسه في اواخرالقرن الماضي. كنت وقتها , بالرغم من صغر عمري, مثقلة بهموم كثيره. الوطن, المنفي, الحكومة, المعارضة, التعذيب و بيوت الاشباح. كنت مثقلة بلقطات راسخة في خيالي عن الاحتلال الاسرائيلي, مدن مهدمه, رقاب طائرة, و دماء رائقة. و اتيت بتلك الخلفية الي دولة العالم الاول و اكثرها تقدما و تحضرا لابدأ مشاهدة التلفاز, و راعتني الاخبار التي كنت بدايه اسمعها.
تبدأ نشرة الاخبار باهمها ذاك اليوم, و هي عن المواطن الامريكي الذي كان سائرا "في امانة الله" و اتي كلب ليعضه. و يتواصل الخبر عن عزم ذاك المواطن مقاضاة صاحب الكلب و تقوم الدنيا و لا تقعد. محكمه, و قاضي و محامي اتهام و دفاع. كانت هذه الاخبار مصدرا لدهشتي الشديدة, أهذه هي المواضيع التي تهم المجتمع أن يسمع عنها؟ كانت تعتبر بالنسبة اليّ سطحية, و لا تحمل عمق الاهتمام بالقضايا المصيريه و المعارك الحّقه الدائره علي النصف الأخر من الكرة الارضيه.
.و جاءت أحداث الحادي من سبتمبر لتغير خارطة التغطية الاعلامية و أصبح اهتمام المواطن الامريكي بالقضايا الدولية جليا و واضحا. و لكن لا تفتأ ان تطالعنا بعض من تلك القصص "الانصرافية" ما بين وقت لاّخر. من بين تلك القصص, قصة شغلت اهتمام المواطن الامريكي و استخوذت علي اعلامه في خلال الاسابيع الماضيه, الا انني وجدت بين طياتها عظة, و هي قصة اّنا نيكول سميث. بدأت اّنا نيكول, و اسمها الحقيقي هو فيكي لين هوجان, حياتها كعاملة في المحال التجارية و كجرسونه في بعض المطاعم. تم تقدمت للعمل في المجلات الاباحيه مثل البلاي بوي و اصبحت ما بين يوم و ليلة من ملكات الاغراء في امريكا و كثيرا ما رددت ان مثلها الاعلي هي مارلين مونرو. كانت ايضا راقصة في احد الملاهي الليلية, و كان من بين روادها احد اثرياء البترول, البليونير "جي هوارد مارشال" و الذي عرض عليها الزواج, و تزوجتة و هي في السادسة و العشرين من عمرها بينما كان هو علي مشارف التسعين من العمر. توفي مارشال بعد حوالي العام من زواجهما تاركا خلفة وصيتة والتي لم يوصى لها فيها بمال او بقطعة ارض. و انتابها الجنون مؤكدة انه كان قد وعدها نصف ثروتة. و بدأت المعارك القضائية بينها و بين ابن زوجها "بيرس مارشال" الذي رفض ان يعطيها جزء, ولو ضئيل من الاموال. و قضت لها المحكمة بداية بمبلغ قارب الاربعمائة و خمسين مليون دولار, الا ان المعارك من أجل المال لم تنتهي, و تم تصعيد القضية, من محكمة لاخري. توفي مارشال بعد حوالي العام من زواجهما تاركا خلفة وصيتة والتي لم يوصى لها فيها بمال او بقطعة ارض. و انتابها الجنون مؤكدة انه كان قد وعدها نصف ثروتة. و بدأت المعارك القضائية بينها و بين ابن زوجها "بيرس مارشال" الذي رفض ان يعطيها جزء, ولو ضئيل من الاموال. و قضت لها المحكمة بداية بمبلغ قارب الاربعمائة و خمسين مليون دولار, الا ان المعارك من أجل المال لم تنتهي, و تم تصعيد القضية, من محكمة لاخري.
.في خلال هذة الفترة, مات بيرس مارشال و هو في الستين من عمرة تاركا القضية خلفه. و مات ابن اّنا سميث "دانيال", و وريثها الشرعي و هو في العشرين من عمره. ثم لقت ربها هي نفسها تاركة خلفها ابنة عمرها خمسة أشهر. و كما مونرو مثلها الاعلي, صعق خبر موتها عشاقها. فقد توفيت صغيرة, في قمة مجدها, اّثار مخدرات في غرفتها, و موت مشكوك فيه. و لكن الأهم هو أن صاحب المال مات, و الأبن الذي لم يرد التخلي عن نصيبه, و ذات الارملة التي حاولت الحصول علي مالها, تاركين خلفهم القضية و زكيبة المال من ورائهم تنعي نفسها. و لم تنتهى القصة هنا, فقد أذيع أن القضية ستتواصل ما بين الطفله ذات الخمسة أشهر و ورثة بيرس مارشال. و كأن الزمن أبي الا أن يتواصل الصراع الازلي علي المال في أرضه. و يا ليت الانسان يعلم!
.
.
|
|
|
|
|
|