الأخبار التى سحبها جهاز الامن من (الاحداث)

Quote: اليكم ................... الطاهر ساتي كلية الثقافة العامة والعطالة ...( 1 ) ** لو أن حصيفا تفرغ يوما واحدا فقط لا غير ثم أجرى خلاله ذاك اليوم بحثا علميا في دهاليز ماتسميها الحكومة بثورة التعليم العالي ، لتوصل - قبل منتصف النهار - الي نتيجة فحواها بأن تلك المسماة مجازا بالثورة ما هي الا ثورة على التعليم العالي وتمرد جهير على فوائدها ومبادئها .. جامعاتها كثيرة ولكنها كثرة مبان لم تظللها المعان والكيف المرتجى هو أن يتخرج الطالب بمعرفة في مجال تخصصه ، وهذا ما نشك فيه في زمان يرسب فيه طالب الاعلام في مادة الحاسوب بامتحان مجلس الصحافة ثم في مادة الاملاء بصالات التدريب في المؤسسات الصحفية ، وكأنه تخرج في جامعته ببكالريوس محو الأمية ، وعلى المجتمع أن يصبر عليه حتى ينال الماجستير أو الدكتوراة التي ترتقي بالبعض - يادوب - الى درجة أولية منتصف الستينات وما قبلها .. !! ** المهم .. حال السواد الأعظم من الخريجين - علميا ومعرفيا - يتجلى في نتائج اختبارات المعاينة التي تعدها المؤسسات والشركات ، بطرفي بعض تلك النتائج التى تعكس بأن المسماة بثورة التعليم العالي ما لم تراجع نهجها فانها ستخرب بيوت أهل السودان جميعا في المستقبل غير البعيد .. نؤجل الحديث عن تلك النتائج مؤقتا ، لنتحدث في بدعة جديدة جاءت بها سياسة ثورة التعليم العالي في البلاد .. وهى سابقة لم يسبقنا اليها أ وهى سابقة لم يسبقنا اليها أى نفر من الأولين ولا الآخرين في هذه الدنيا الواسعة .. وهى أن يلتحق الطالب بكلية ما ، في جامعة ما ، ثم يقضي في قاعاتها بعضا من سنوات عمره وسط حزمة مواد وكتب ومراجع .. يفعل كل هذا وهو لا يعلم نوع وشكل الوظيفة التى يجب أن يشغلها بعد التخرج .. أى يدرس ويتخصص في شئ مجهول لا وجود له في دنيا الوظائف .. هذا لا يحدث الا في سودان ثورة التعليم العالي .. وكنموذج لهذا النوع من ( الجهجهة العلمية ) أحكي لكم باختصار المأساة التى يعيشها طلاب مدرسة التقانة الحيوية بجامعة النيلين ..أو طلاب كلية العلوم والتقانة بجامعة النيلين .. وأعذرونا أولا في ذكر الاسمين لمسمى واحد ..فالجامعة ذاتها لم تتفق بعد على الاسم النهائي تقريبا ..بحيث كل عام يطلقون اسما جديدا ثم يحذفون الآخر القديم .. ومن هنا تبدأ المأساة .. اذن نحكي ..!! ** عبقرية التعليم العالي أسست قسمى الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية - عام 1997- في كلية العلوم والتقانة بالنيلين ، وتم ذلك تحت مسمى مدرسة الحياة .. ثم تم نقل مدرسة الحياة هذه الى كلية الطب والعلوم الحيوية .. ولكن بعد عام فقط تم تحويل القسمين الى كلية المختبرات الطبية .. ثم لاحقا - الله يطولك ياروح - تم تحويل القسمين أيضا الى كلية العلوم والتقانة .. وهكذا، من هنا الى هناك والى هنا والى هناك مرة أخرى ، لايكتفون بتغيير الأمكنة فقط ، بل الأسماء .. والطلاب الحيارى يساقون كالأطفال ، وليس في يدهم حيلة ، فالقدر أوقعهم فى هذا الحظ وهم بالقدر مؤمنين .. والمؤسف أن المقررات أيضا كانت تتغير بتغير الأمكنة والأسماء ولكن الكورسات الطبية كانت كما هى راسخة بلا تغيير .. :وكان - ولايزال ، وسيظل - تساؤل الطلاب أمام هذا التخبط هو ( ما مصيرنا بعد التخرج ..؟) .. وماهى الوظائف التى يجب أن نشغلها - بالواسطة أو بالولاء أو بالمحسوبية - في حال توفرها ..؟ .. ولكن لم تجد تساؤلاتهم أية اجابة واضحة من ولاة أمر التعليم العالي .. وهذا يؤكد بأن هذه الأقسام تم تأسيسها بلا دراسة لتبعاتها وتوابعها ومابعدها .. أى ( أقسام بروس ) ، بلا جذور أو أصول ، وكذلك بلا أهداف .. ربما شيدوها بعد اجتماع كان هكذا فيه النقاش : ( تعالوا نعمل لينا أقسام كلية في القطعة الفاضية دى ) .. ( أيوة والله أحسن بدل ما يستغلوها في أركان النقاش ) ..( يلا جيب المقاول والنجار ..ووزع الاستمارات للطلاب ) ..( تمام ياحضرة المدير انتهينا .. شيدناها وكمان جمعنا رسوم الطلاب ) ... هكذا أسست عبقرية التعليم العالى مدرسة التقانة الحيوية بجامعة النيلين .. والله أعلم ..!! ** وان لم تتم تأسيسها بتلك الطريقة ، ما معنى عدم اعتراف مجلس المهن الصحية بخريجى تلك الأقسام ..؟.. وما معنى عدم السماح لهم بالتوظيف في المرافق الصحية ..؟.. بل الأدهى والأمر والأخطر هو أن الطلاب حين يسألون مديرة مدرستهم عن جدوى دراسة الكورسات الطبية ترد عليهم بكل وضوح ( انكم تدرسونها كثقافة عامة ) .... ثقافة عامة ؟؟؟؟.. بالله عليك - أيتها المديرة - هل هذا منطق ..؟ هل تظنين بأن هؤلاء الحيارى التحقوا بتلك الأقسام بحثا عن الثقافة العامة أم طلبا للعلم والتخصص ..؟... و ... غدا- باذن الله - بقية الحكاية البائسة