في مقاربات الإسلام والحداثة *

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 05:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2008, 11:23 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * (Re: atbarawi)

    الأخ عبد الخالق السر (atbarawi) تحياتي
    حين تقول :
    Quote: وهي في مجملها تسعى لتأكيد أحقية (المعرفة الإيمانية) القائمة على الإقرار واليقين بالبنية المعرفية للخطاب القرآني.!!

    كيف فهمت من كلامي : أن المعرفة الإسلامية تسعى لتأكيد أحقية إيمانية على غيرها ؟ ... أنا فقط كنت أصف طبيعة المعرفة الإسلامية التي تساءلت عنها في مداخلتك حين سألتني هذا السؤال : إذن ماذا عن نوع المقاربة المنهجية التي تبتغيها لما اصطلحت عليه بالمعرفة الإسلامية؟
    أما حين تقول :
    Quote: إن إشكالية ما اصطلحت عليه بالمعرفة الإيمانية يكمن في كونها لا تخضع للمنطق بقدر ما أنها تنزع لليقين ومن ثم فهي غير قابلة للتفاوض والنقاش


    هذا غير دقيق فهي تخضع لمنطق عقلي برهاني استدلالي لمن أراد صادقا أن يقتنع بها في ما يعرف بالأدلة العقلية في إثبات وجود الله النبوات ، واليوم الآخر ، وكل ذلك مبسوط ببراهين فلسفية في كتب أمثال الغزالي وابن رشد وغيرهم . وكون هذه الأدلة موجودة في كتب الأقدمين لا يعني أبدا عدم صلاحيتها للحجاج ، لأن قضايا الوجود والإيمان والموت والخلق والمصير قضايا تخترق الوجود الإنساني وتتحايث معه حيثما كان ... ما لا تخضع له هو تحديدا أسلوب المنهج الوضعي الذي ينطلق من التجربة الحسية ، ومن قراءة المعرفة ضمن الشروط التاريخية التي لا تقدر على إثبات إلهية القرآن مثلا بأدواتها تلك . وبالتالي قولك فهي غير قابلة للتفاوض والنقاش غير صحيح . فأنت حتى الآن لم ترد عن الأسئلة التي طرحتها عليك في مداخلتي السابقة حول عجز المنهج الوضعي في مقاربته لتوصيف القرآن معرفيا ؟
    وحين تقول :
    Quote: ومن شاكلة ذلك قولك بأعجاز القرآن كما لو أنه متفق عليه. ومع أن ذلك غير صحيح تاريخيا. فالشاهد أن هذا الرأي يمثل فقط التاريخ الرسمي الذي وصلنا بعد الكثير من التنقيح والحذف والانتقاء والذي كان دوما معززا بالسلطة السياسية أكثر من كونه كان انتخابا طبيعيا من جمهرة المسلمين عبر التاريخ

    فهمت من كلامك هذا أن قضية (إعجاز القرآن) قضية تم انتصارها بالقوة السياسية وسلطة التاريخ الرسمي ! إذن كيف تفسر الضعف الذي كان عليه المسلمون في بداية الدعوة في مكة ، وما تعرضوا له من تعذيب مقابل تحدي النبي لقريش سلميا فقط بالقرآن ، وقريش كانوا في ذلك الوقت هم أفصح العرب وسادتهم ليس فقط في مكة بل في الجزيرة العربية فكيف انتصر الإسلام أولا وهو يحاجج قريشا لمدة 13 عاما سلميا ، ويتحداهم في أعظم فن برعوا فيه : فن القول ؟ كيف تفسر ذلك ؟
    ويمكنني أيضا أن أفهم من كلامك موضوعا آخر لا علاقة له بقضية الإعجاز القائم على التحدي ... قصدي قضية خلق القرآن التي اختلف فيها المسلمون (لا حظ المسلمون) أي بين المعتزلة ، والسنة ، ثم انتصر فيها المعتزلة بالسلطة السياسية كما هو معروف منذ زمن المأمون العباسي حتى زمن المتوكل الذي انتصر للسنة بعد ذلك ، هذه القضية وقعت فيها إكراهات من الطرفين ، لكنها لا علاقة لها بقضية إعجاز القرآن لأن الإعجاز كان تحديا للكافرين ، وهؤلاء الذين اختلفوا في مسألة خلق القرآن كلهم مسلمون . فهناك لبس واضح في كلامك بين القضيتين . ثم هناك هذا سؤال : هل السلطة السياسية كانت تحارب المشركين في الحواضر الإسلامية في ذلك الزمان ، أم كانت تحارب فرقا إسلامية تختلف معها في الآراء ، وإذا ثبت أن هذه الفرق هي فرق إسلامية ـ كما هو الواقع ـ فكيف يكون لقضية (إعجاز القرآن) محل في صراع هذه الفرق ، وهي كلها فرق مسلمة ؟

    أنت تقول أيضا :
    Quote: ثم أنني لا أعرف كيف يكون هناك يقينا فلسفيا في حين أن الفلسفة مؤسسة على الشك في كل ما يتصل باليقين!!.

    إذا كانت الفلسفة مؤسسة على الشك في كل ما يتصل باليقين ، فهل يعني هذا نفي وجود يقينيات فلسفية ؟ وإذا كانت الفلسفة في إحدى تعريفاتها هي : اشتغال العقل على العقل ، ألا يعني ذلك أن قوانين العقل اليقينية يمكن أن تنعكس على اشتغاله في ذاته أي في الفلسفة ؟ من يقينيات العقل 1 أنه جزء من كل ؛ من الإنسان ، ومن العالم . ومنها 2 أنه فان ٍ ، ومنها 3 أنه لا يدرك كنه ذاته.
    هذه يقينيات فلسفية مسلم بها وانتجت يقينيات فلسفية أخرى مثل : عجز العقل في إدراك ما وراء الطبيعة (طبعا عجزه هذا لا يعني عدم قدرته على إثبات وجود ذلك العالم دون إدراك كنهه) ، ومن يقينيات العقل أيضا : عجزه عن تصميم فلسفة كونية للحياة الإنسانية كلها تضمن العدالة والقيم الإنسانية الكلية بصورة مضطردة منعكسة لكل البشر ، وهو مالم يحدث حتى اليوم منذ الإغريق وحتى نظريات فلاسفة مدرسة فرانكفورت الرصينة في نقد العقل ونقد التنوير ، وصولا إلى هابرماس ، وفلاسفة ما بعد الحداثة .
    وحين تقول :
    Quote: فعن "اعجاز" القرآن نجد أن في التاريخ المهمل عكس ما تقول. فالشاهد أن فيه الكثر من التهكم على بنيته المعرفية، وتم ذلك بأشكال متعددة من معارضة ومحاكاة ونقد لآياته ومضامينه. وقد انخرط في ذلك أفذاذ عقول الحاضرة الإسلامية أمثال: الرازي، ابن الراوندي أبو العلاء المعري، ابن المقفع.... الخ

    هل التهكم على البنية المعرفية هو تحدٍ للإعجاز القرآني ؟ ثم هل المحاكاة ضرب من الإعجاز أم ضرب من أسلوب يجاري طريقة القرآن دون أن يدعي تحديه ليثبت عجزه وتناقضه . ومن المعروف حديثا أن الشاعر العامي المصري (بيرم التونسى) نسج على هذا الأسلوب ، فهل هذا يعني أنه كان يتحدى القرآن ؟
    للإعجاز شروط أولا متحدي ، ومتحدى ، ووسيلة التحدي ، وموضوع التحدي الذي يراد إثباته أو نفيه، وهذه الشروط كلها لم تكن في وارد أولئك الذين ذكرتهم .
    أما هذا المقطع الذي سقته على لسان الرازي في سياق كلامك :
    Quote: وربما هذا المقطع من معارضة الرازي لعقيدة معجزة القرآن ما يفي بالغرض هنا: (قد والله تعجبنا من قولكم القرآن معجز وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأولين – وهي خرافات- ... إنكم تدعون أن المعجزة قائمة وموجودة – وهي القرآن- وتقولون من أنكر ذلك فليأت بمثله". أن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أـطلق منه ألفاظا، وأشد اختصارا في المعاني وأنضج سجعا....)
    فمن حقي أن أطالبك فقط بعنوان كتاب الرازي الذي جلبت منه هذا المقطع ، وهذا مهم جدا جدا لأني بعد أن أعرف العنوان سأورد لك ما أراه في هذا الكلام . فلا بد من ذكر عنوان المرجع ؛ المرجع فقط .. وليس حتى السياق أو الصفحة
    وعندما تقول :
    Quote: غاية ما أرمي إليه من هذا الإسهاب هو أن المفهوم اليقيني للمعرفة هو منحى أيديولوجي يصادف هوى عند أصحابه ولكنه لا يرقى بأي حال إلى نوع من المعرفة الابستمولوجية المتماسكة القائمة على المنطق والموضوعية والتجريب والاستقراء. وهذا هو السبب الذي جعل المعرفة الوضعية اليوم أكثر هيمنة واختراقا للحواجز الثقافية. وهذا ما لم يتوفر لأي نهج معرفي آخر عبر التاريخ سوى الفلسفة الإغريقية القديمة والتي تعتبر على نحو ما هي الأساس البنيوي للعقلانية المؤسسة للعلوم الوضعية الحديثة.

    ألا ترى أنك حين تنسب إلى المعرفة الوضعية نتائج يقينية قائمة على المنطق والموضوعية والتجريب والاستقراء ، ألا ترى في ذلك وثوقية يقينية تفترضها في المعرفة الوضعية بقولك ذاك ، ثم حين تزعم أن الفلسفة الوضعية تخترق الحواجز الثقافية وتهيمن عليها كيف يمكن أن تثبت ذلك ، فهناك نتائج معرفية لا يمكن أن تنتجها المعرفة الوضعية بأدواتها المنهجية ، كإثبات عوالم ما وراء الطبيعة التي أثبتها العقل بقوانينه أو توقف عنها ، وتوقفه ذاك في حد ذاته موقف علمي ، لأن ليس كل ما عجز العقل عن اثباته ؛ ليس له وجود أو أمر غير علمي .
    ثم كيف يمكن أن يتطابق ـ فضلا عن أن يهيمن ـ المنهج الوضعي القائم على فلسفة الذات والموضوع (والتي أنجز بها في الطبيعة والمادة والحياة تقدما تكنولوجيا هائلا) مع العقلانية التواصلية القائمة على تعدد الذوات وتواصلها كما في فلسفة اللغة عند هابرماس ، والتي تنتفي معها التناقضات الجدلية لفلسفة الذات والموضوع ـ كالماركسية مثلا ـ وتقدم إمكانات ومفاهيم تنتج من تواصل الذوات وتسمح بآفاق تأويلية عابرة للتحيزات الآيدلوجية العلموية ؟ هذا فضلا عن فلسفات مابعد الحداثة عند فلاسفة الاختلاف ؟ كيف مع كل ذلك يمكن أن تكون الفلسفة الوضعية اليوم أكثر هيمنة واختراقا للحواجز الثقافية. وهذا ما لم يتوفر لأي نهج معرفي آخر عبر التاريخ ؟
    أما حين تقول :
    Quote: إن ما وصفته بـ"البيان والبلاغة وأساليب الخطاب والبناء اللغوي في ذلك الخطاب القرآني..." هي خصوصية ثقافية بحتة لا تتفق وكونية الإسلام كما أبنت من قبل. فغير العربي بالتأكيد لا يستطيع أن يتذوق هذه التفاصيل اللغوية من بيان وبلاغة وبناء لغوي، ومن ثم فهو غير مدرك بالضرورة لمفهوم "الإعجاز

    هذا كلام غير دقيق فالإعجاز القرآني من حيث هو أسلوب خطاب كان تحديا لقريش التي برعت في فن القول ، ولم يكن إعجاز القرآن لقريش في ذلك الوقت لعدم إقرارها بالمبادئ الكونية التي لم تكن تعرفها أصلا، بل كان في أسلوب التعبير في اللغة التي برعت فيها قريش وبلغت شأوا بعيدا من الفصاحة .
    أما كونية القرآن فكانت في مضامينه من مثل الكرامة الإنسانية (ولقد كرمنا بني آدم) ووحدة الأصل البشري التي تنزع كل أسباب العنصرية والعصبية والتعالي (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) وفكرة الحوار السلمي للمخالف (وجادلهم بالتي هي أحسن) وعالمية الفكرة (إنا أرسلناك للناس كافة) و إعمال العقل والفكر (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) ـ أنظر هنا بمعنى تفكروا ـ بل وحتى الاستعداد للتنازل عن الرأي من أجل الحوار المتكافئ الذي لا يفترض حقا متحيزا لصاحبه أثناء الجدل (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ... ألخ وهذه كلها مبادئ كونية كما ترى ، ولا يعني نزولها بلغة معينة ، وثقافة معينة نفي عالميتها تلك . وكون غير العربي لا يتذوق تفاصيل البلاغة العربية ليس شرطا لعدم تحقق الأعجاز اللغوي ، لأن نزول القرآن في زمن معين ومجتمع معين كان يمكن أن يكون في أي مجتمع آخر وبأسلوب آخر ، فإعجازه لقريش في لغتهم التي برعوا فيها كان وجها واحدا من وجوه الاعجاز اللغوي أي في جانب الأسلوب الخطابي وبلاغة القول ، لكن القرآن بالطبع يختزن في نصوصه تأويلات دقيقة ولا متناهية فهي نصوص صيغت بلغة معجزة وقابلة لإنتاج دلالات جديدة ومفتوحة من خلال منطوقها المعجز. وسأضرب لك مثلا ـ مع أنني لست من هواة أيدلوجيا الإعجاز العلمي غير المؤسسة ـ فالقرآن مثلا وصف الجبال وصفا دقيقا ، وصف قابل لأن يفهمه العربي في القرن السابع ، وقابل لأن يفهمه العالم المسلم وغير المسلم في القرن الحادي والعشرين ـ لأن دلالة الوصف موضوعية ومتعقلة بصورة محايدة ؛ فحين قال القرآن (وجعلنا الجبال أوتادا) كان العربي يفهم معنى الوتد بصورة واضحة الدلالة ويفهم وظيفته أيضا . فشكل الوتد هو : أن يكون الجزء الأكبر تحت الأرض فيما يظهر الجزء الأصغر فوق الأرض ، ووظيفته هو تثبيت الخيمة ، أو الحيوان المربوط إليه . وإذا استصحبنا هذا الوصف ، سنجد أن وضع الجبال على الأرض وفق قوانين الجيولوجيا وصورها المسحية الواضحة : هو أن الجزء الأكبر من الجبال تحت الأرض ، فيما يبدو الجزء الذي نراه كبيرا وعاليا هو الجزء الأصغر ، وهذه هي صورة الوتد المنضبطة تماما ، وأما الوظيفة فمن طبيعة الجبال أن تثيت حركة الأرض ... آسف على هذا الاستطراد ، ولكني أردت أن أذكر نموذجا علميا منضبطا وفق حقيقة جيولوجية فيما خص الجبال . ولست من دعاة الإعجاز العلمي للقرآن بالطريقة التي نراها اليوم ، والتي لا تخلو من مزالق منهجية.
    وحين تعلق على كلامي التالي :
    Quote: وهذا بالضبط ما قام به المسلمون بعد القرون التي تلت الاسلام الأول ، أو الاسلام التأسيسي ، ومن ثم أنتجوا تراثا معرفيا هو الأول على مستوى الانسانية ، قبل العصور الحديثة . هذه حقيقة حدثت ضمن واقع تاريخي معروف
    فتقول :
    Quote: هذه الفقرة تجسيد حقيقي لإشكاليات المعرفة الإيمانية التي تنوي تطبيقها، لأنها تقوم على يقين لا يولي أي نوع من العناية بفحص الوقائع التاريخية. كيف يكون التراث الإسلامي هو الأول معرفيا على مستوى الإنسانية، ونحن نعلم أن هذا الفلسفة الإغريقية سابقة عليه بأزمان سحيقة، والعلوم والآداب الفارسية كانت قد أغنت هذا التراث الإسلامي الكبير؟. بل الشاهد أن جل العباقرة الذين أنتجوا هذا التراث البديع كانت أصولهم فارسية. ثم أن هذا التراث في أوج عظمته تأثر تأثرا عظيما بالفلسفة اليونانية ومناهجها. وكلنا يعلم أن أساليب المنطق والقياس التي هي جزء من آليات أصول الفقه هي أساليب فلسفية يونانية.

    سأجيبك بالتالي :
    أولا سأسحب قولي في كون هذا التراث أول تراث في تاريخ الإنسانية ، لأنه بالفعل قول غير دقيق وغير علمي ، وكنت أقصد كلمة أكبر تراث مكتوب في تاريخ الانسانية ـ وهذه حقيقة ـ ، وليس فقط أكبر تراث مكتوب ؛ بل أكبر حركة ترجمة ماقبل العصور الحديثة ، وهذا ليس كلامي هذا كلام المفكر الكبير جورج طرابيشي الذي ترجم العديد من الموسوعات الفلسفية وكتب عن العقل العربي والعقل الأسلامي مجلدات كثيرة . ولقد قال هذا الكلام من حوار له مع الشاعر نوري الجراح ضمن برنامج (البعد الثالث) بقناة الحوار التليفزيونية اللندنية .
    وعليه فإن ما بنيته على كلامي السابق في قولي الخاطئ أعلاه ، غير صحيح لأنه مبني على كلمة أوردتها سهوا . فبدلا من أن أكتب أكبر تراث كتبت أول تراث .
    وحين تقول التالي : ؟. بل الشاهد أن جل العباقرة الذين أنتجوا هذا التراث البديع كانت أصولهم فارسية. ثم أن هذا التراث في أوج عظمته تأثر تأثرا عظيما بالفلسفة
    هل هذا يعني أن تميزهم ذاك لأنهم فارسيون ؟ إذا كيف نفهم أثر تلك المبادئ الكونية للإسلام في كتبهم ، وهل حين كتبوا تلك الكتب كتبوها بوصفهم مسلمين ، أم بوصفهم فرسا ؟ وبأي لغة ؟ في أغلب تلك الكتب ؟
    وأخير حين تورد كلامي التالي :
    Quote: هذا يعني بالضرورة أن المسليمن أنتجوا عقلا تاريخيا واضح المعالم ـ أي فكرا اسلاميا يملك مقولات متماسكة في المعرفة والفلسفة والعلوم . في ذلك الزمن ....

    ثم تستنتج الكلام التالي :
    Quote: للأسف أن العقل التاريخي الذي تتحدث عنه هنا هو العقل الذي كان مضطهدا ومنبوذا طيلة عهود هيمنة "الدين الرسمي" المعبر عن وجهة نظر السلط السياسية المتعاقبة وحفنة من العلماء. وهو للمفارقة العقل الذي أكسب الحضارة الإسلامية معنى وبوأها مكانا مميزا في التاريخ الإنساني. ومن السهل التدليل على ذلك. فمن وصفوا بالزنادقة والهراطقة هم الذين قامت على أكتافهم الفلسفة الإسلامية والمعرفة العقلانية بشكل أعم. انهم المعتزلة والمتصوفة من شاكلة ابن عربي، وذوي النزعة "الإنسية" ( بالمفهوم المعاصر للعلوم الإنسانية) من شاكلة أبو حيان التوحيدي ومسكوية وابن الراوندي. والفلاسفة من شاكلة ابن رشد والعلماء من شاكلة الرازي. ومع ذلك نجد أن العقل الاسلاموي المعاصر لا حدود لنفاقه. فهو يريد أن يفاخر بإنجازاتهم وينسبها للعبقرية الإسلامية دون أن يسعى لإنصافهم من الحيف الذي تعرضوا إليه عبر التاريخ. بل الأدهى أن المناهج الإسلامية المدرسية المعاصرة ما زالت تدرسهم للأجيال على اعتبار أنهم ملاحدة مارقين.!!


    فأنت هنا بصراحة تقولب أفكاري لجهة أو جماعة ترى فيها كل ذلك الرأي ، فيما لم يكن في كلامي إي إشارة لاستنتاجاتك هذه ، وهي بصراحة استنتاجات آيدلوجية متحيزة ، ولا تخلو من نمذجة وتنميط معتسف .
    أنا حين أتحدث عن المسلمين الذين أنتجو عقلا / فكرا تاريخيا واضح المعالم ،..
    بأي منهج أو تأويل يمكنك توجيه الدلالة إلى أنني أقصد العقل الفقهي الرسمي للسلطة الإسلامية التاريخية ؟ وكيف عرفت أنني أتحدث عن ذلك العقل . هل كنت أتحدث عن مدرسة فقهية مثلا ً ، أو عن الحنابلة أو السلفيين في التاريخ الإسلامي مثلا ؟
    وهل تعتقد أنني حين أقول المسلمين أستثني المعتزلة أو المتصوفة مثلا ـ كما هو واضح من كلامك ـ ؟ ومن قال أن المعتزلة والمتصوفة غير مسلمين أو هراطقة ؟
    وهل تفهم من كلامي أعلاه مثلا أن الرازي أو ابن رشد او ابن عربي وغيرهم ليسو بمسلمين ؟ ألم يكن للرازي تفسيرا للقرآن ، ألم يكن ابن رشد فقيها وفيلسوفا في نفس الوقت وصاحب الكتاب الشهير في الفقه المالكي (بداية المجتهد ونهاية المقتصد)؟، ألم يكن البيروني عالما وفقيها في نفس الوقت ، وابن عربي وابن الراوندي وغيرهم ، كيف يحق لك وبأي منهج أن تأول كلامي عن العقل الاسلامي بأنه العقل الفقهي الرسمي للسلطة في التاريخ الاسلامي ، وتبني على هذه المقدمة الخاطئة ، والتي لا يمكن استنتاجها من كلامي أعلاه بأي صورة من صور التأويل والدلالة ؛ كيف تبني عليها تلك الأحكام التي تتضمن تكفيرا لأولئك العلماء والفلاسفة ؟
    التأويل الوحيد لذلك ، هو أنني ـ أنا محمد جميل ـ أنطلق في أفكاري التي ذكرتها في مقالي (في مقاربات الاسلام والحداثة) من عقل اسلاموي دوغمائي آيدلوجي ؛ وأعتقد أن هذا الاستنتاج غير صحيح وغير منهجي ، ولا يمكن لكلامي أن يدل عليه أبدا
    أتمنى يا صديقي أن تنطلق في أحكام القيمة التي تبنيها على كلامي من قراءة معرفية صحيحة له ، لكي يستقيم هذا الحوار . الذي نبذل فيه وقتا طويلا وجهدا ، من وقتك ووقتي وجهدك وجهدي
    مودتي
    محمد جميل
                  

العنوان الكاتب Date
في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-23-08, 10:29 AM
  Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-24-08, 10:57 AM
    Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-24-08, 12:26 PM
      Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-24-08, 05:27 PM
        Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-26-08, 11:52 AM
          Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-26-08, 08:57 PM
            Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-27-08, 11:57 AM
              Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-27-08, 11:23 PM
                Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-28-08, 11:41 AM
                  Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * نزار محمد عثمان02-28-08, 01:18 PM
                    Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-28-08, 11:39 PM
                      Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-29-08, 11:13 AM
                        Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-29-08, 11:57 AM
                          Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi03-02-08, 02:09 PM
                            Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد03-05-08, 08:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de