|
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * (Re: محمد جميل أحمد)
|
محمد جميل سلامات ها نعود مجددا ليتواصل الحوار.
Quote: أن إشكالية التحديد المفاهيمي للمعرفة الاسلامية ت شترط إقرارا وإيمانا بالبنية المعرفية للخطاب القرآني .نابعامن يقين فلسفي أو لغوي بحقيقة النص القرآني ، ومن ثم محاولة البحث عن مناهج تتخذ من الأفكار المركزية للقرآن مصدرا لتطبيقات معرفية في حقول مختلفة ؛ كفكرة الإعجاز ـ في حقل اللغة مثلا ـ الذي أثبت أن : القيمة المعيارية العليا للبيان والبلاغة وأساليب الخطاب والبناء اللغوي في ذلك الخطاب القرآني ؛ قيمة تتفق تماما مع تحدي الإعجاز القرآني الواضح لأساطين تلك اللغة زمان نزوله.... إذا سلمنا معرفيا بهذا النموذج في حقل اللغة . فإن هذا سيجر إما إلى إيمان معرفي يبني عليه إقرار بالعلم المحيط الذي هو مصدر القرآن ، وبالتالي البحث في تطبيقات معرفية أخرى للدلالات والاشارات التي تأتي في القرآن بخصوص علم ما أو معرفة ما في التاريخ أو الطبيعة أو الحياة ألخ ... |
سأحاول هنا قدر الإمكان تفكيك مضمونات خطابك. سابدا بالفقرة أعلاه: وهي في مجملها تسعى لتأكيد أحقية (المعرفة الإيمانية) القائمة على الإقرار واليقين بالبنية المعرفية للخطاب القرآني.!! وهنا مرة أخرى تجدني أقف أمام لغة Rhetoric أكثر من مفاهيم متماسكة. إن إشكالية ما اصطلحت عليه بالمعرفة الإيمانية يكمن في كونها لا تخضع للمنطق بقدر ما أنها تنزع لليقين ومن ثم فهي غير قابلة للتفاوض والنقاش إلا في محيطها الإيماني الخاص بها. ثم أنها تنزع نحو الإجماع والثبات، ومن ثم تستعصى على النقد. ومن شاكلة ذلك قولك بأعجاز القرآن كما لو أنه متفق عليه. ومع أن ذلك غير صحيح تاريخيا. فالشاهد أن هذا الرأي يمثل فقط التاريخ الرسمي الذي وصلنا بعد الكثير من التنقيح والحذف والانتقاء والذي كان دوما معززا بالسلطة السياسية أكثر من كونه كان انتخابا طبيعيا من جمهرة المسلمين عبر التاريخ. ثم أنني لا أعرف كيف يكون هناك يقينا فلسفيا في حين أن الفلسفة مؤسسة على الشك في كل ما يتصل باليقين!!. فعن "اعجاز" القرآن نجد أن في التاريخ المهمل عكس ما تقول. فالشاهد أن فيه الكثر من التهكم على بنيته المعرفية، وتم ذلك بأشكال متعددة من معارضة ومحاكاة ونقد لآياته ومضامينه. وقد انخرط في ذلك أفذاذ عقول الحاضرة الإسلامية أمثال: الرازي، ابن الراوندي أبو العلاء المعري، ابن المقفع.... الخ. وربما هذا المقطع من معارضة الرازي لعقيدة معجزة القرآن ما يفي بالغرض هنا: (قد والله تعجبنا من قولكم القرآن معجز وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأولين – وهي خرافات- ... إنكم تدعون أن المعجزة قائمة وموجودة – وهي القرآن- وتقولون من أنكر ذلك فليأت بمثله". أن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وما هو أـطلق منه ألفاظا، وأشد اختصارا في المعاني وأنضج سجعا....) انتهى. كما أنه من المعروف أن هناك كتابا من تأليف المعري عارض به القرآن عنونه بـ"الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات". يقال أنه تعرض للحرق ولم تنجو منه سوى صفحات قليلة. غاية ما أرمي إليه من هذا الإسهاب هو أن المفهوم اليقيني للمعرفة هو منحى أيديولوجي يصادف هوى عند أصحابه ولكنه لا يرقى بأي حال إلى نوع من المعرفة الابستمولوجية المتماسكة القائمة على المنطق والموضوعية والتجريب والاستقراء. وهذا هو السبب الذي جعل المعرفة الوضعية اليوم أكثر هيمنة واختراقا للحواجز الثقافية. وهذا ما لم يتوفر لأي نهج معرفي آخر عبر التاريخ سوى الفلسفة الإغريقية القديمة والتي تعتبر على نحو ما هي الأساس البنيوي للعقلانية المؤسسة للعلوم الوضعية الحديثة. ثم وهذا – في تقديري- هو الأهم: إن ما وصفته بـ"البيان والبلاغة وأساليب الخطاب والبناء اللغوي في ذلك الخطاب القرآني..." هي خصوصية ثقافية بحتة لا تتفق وكونية الإسلام كما أبنت من قبل. فغير العربي بالتأكيد لا يستطيع أن يتذوق هذه التفاصيل اللغوية من بيان وبلاغة وبناء لغوي، ومن ثم فهو غير مدرك بالضرورة لمفهوم "الإعجاز". سأتجاوز هنا الحديث عن ما وصفته بالعلم المحيط والذي مصدره القرآن لمصلحة الحوار، لأن ذلك من اكثر المسائل جدلا، والمبنية على الدوغما التي لا ينفع معها أي نوع من الحوار العقلاني.
Quote: وهذا بالضبط ما قام به المسلمون بعد القرون التي تلت الاسلام الأول ، أو الإسلام التأسيسي ، ومن ثم أنتجوا تراثا معرفيا هو الأول على مستوى الإنسانية ، قبل العصور الحديثة . هذه حقيقة حدثت ضمن واقع تاريخي معروف ... |
هذه الفقرة تجسيد حقيقي لإشكاليات المعرفة الإيمانية التي تنوي تطبيقها، لأنها تقوم على يقين لا يولي أي نوع من العناية بفحص الوقائع التاريخية. كيف يكون التراث الإسلامي هو الأول معرفيا على مستوى الإنسانية، ونحن نعلم أن هذا الفلسفة الإغريقية سابقة عليه بأزمان سحيقة، والعلوم والآداب الفارسية كانت قد أغنت هذا التراث الإسلامي الكبير؟. بل الشاهد أن جل العباقرة الذين أنتجوا هذا التراث البديع كانت أصولهم فارسية. ثم أن هذا التراث في أوج عظمته تأثر تأثرا عظيما بالفلسفة اليونانية ومناهجها. وكلنا يعلم أن أساليب المنطق والقياس التي هي جزء من آليات أصول الفقه هي أساليب فلسفية يونانية.
Quote: هذا يعني بالضرورة أن المسلمين أنتجوا عقلا تاريخيا واضح المعالم ـ أي فكرا إسلاميا يملك مقولات متماسكة في المعرفة والفلسفة والعلوم . في ذلك الزمن .... وإما إلى نكران وجحود بسبب العجز عن التحدي |
للأسف أن العقل التاريخي الذي تتحدث عنه هنا هو العقل الذي كان مضطهدا ومنبوذا طيلة عهود هيمنة "الدين الرسمي" المعبر عن وجهة نظر السلط السياسية المتعاقبة وحفنة من العلماء. وهو للمفارقة العقل الذي أكسب الحضارة الإسلامية معنى وبوأها مكانا مميزا في التاريخ الإنساني. ومن السهل التدليل على ذلك. فمن وصفوا بالزنادقة والهراطقة هم الذين قامت على أكتافهم الفلسفة الإسلامية والمعرفة العقلانية بشكل أعم. انهم المعتزلة والمتصوفة من شاكلة ابن عربي، وذوي النزعة "الإنسية" ( بالمفهوم المعاصر للعلوم الإنسانية) من شاكلة أبو حيان التوحيدي ومسكوية وابن الراوندي. والفلاسفة من شاكلة ابن رشد والعلماء من شاكلة الرازي. ومع ذلك نجد أن العقل الاسلاموي المعاصر لا حدود لنفاقه. فهو يريد أن يفاخر بإنجازاتهم وينسبها للعبقرية الإسلامية دون أن يسعى لإنصافهم من الحيف الذي تعرضوا إليه عبر التاريخ. بل الأدهى أن المناهج الإسلامية المدرسية المعاصرة ما زالت تدرسهم للأجيال على اعتبار أنهم ملاحدة مارقين.!!
سأعود لبقية المداخلة
محبتي عبد الخالق السر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-23-08, 10:29 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-24-08, 10:57 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-24-08, 12:26 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-24-08, 05:27 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-26-08, 11:52 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-26-08, 08:57 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-27-08, 11:57 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-27-08, 11:23 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-28-08, 11:41 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | نزار محمد عثمان | 02-28-08, 01:18 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-28-08, 11:39 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 02-29-08, 11:13 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 02-29-08, 11:57 AM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | atbarawi | 03-02-08, 02:09 PM |
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * | محمد جميل أحمد | 03-05-08, 08:05 PM |
|
|
|