في مقاربات الإسلام والحداثة *

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 06:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2008, 02:09 PM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * (Re: محمد جميل أحمد)


    الاخ محمد جميل
    سلامات
    هو أبوبكر الرازي.
    ولك أن تطلع على "تاريخ الالحاد في الاسلام" وستجد الكثير من المراجع.

    فيما يخص موضوعنا، تجدني هنا ألاحظ أنك في الكثير من الفقرات التي اقتبستها تغفل السياق الذي انبنت عليه الفكرة ومن ثم يتم إهدار المعنى بالكامل. فمثلا، ما عنيته باشكالات المعرفة الإيمانية ليس أحقيتها على غيرها، بقدر ارتكاز نقدي على شرطها بالتسليم والإقرار، أي الانطلاق من "حقيقة" مسبقة يتم البحث عن منهج عقلاني يعزز من فرضيتها المعطاة سلفا. وفي حالة عدم ملائمة الواقع لهذه الحقيقة تقسر حقائق الواقع قسرا لكي تتلاءم معها. ورغم أن المعرفة الوضعية نفسها ليست بمنجى من هذا النهج الأيديولوجي، إلا أنها – كما سبق وذكرت- أكثر "تماسكا" –وليس يقينا كما تناه إلى فهمك- لأن موقفها من تفسير حقائق الوجود نسبي.

    في اعتقادي أن إشكالية المعرفة الإيمانية القائمة على التسليم والإقرار تفضي في الغالب إلى طريق مسدود حتى بين من يعتقدون فيها، وربما هذا هو حال الواقع الفكري الإسلامي المعاش، لأن الانطلاق دوما من حصرية الحقيقة المطلقة لا يترك مجالا للنسبية ومن ثم فإنه يستبدل في الغالب بالتمترس الدوغمائي والمماحكة السجالية العنيفة والنفي والإقصاء المتبادل.

    من المهم أيضا التنويه إلى السياق الذي حاولت فيه تبيان جدوى استخدام المناهج الوضعية لمقاربة حقائق المعرفة الإسلامية، والذي لا علاقة له من قريب أو بعيد باعتقاد هذه المنهجية بإلهية النص المقدس من عدمه. لا شك أن التطرق لمثل هذا الأمر في غاية التعقيد والالتباس وذلك من باب أن المعرفة الوضعية نفسها مذاهب ومدارس أكثر من تعد وتحصى. وان كان فيها ما لا يعتقد بإلهية النصوص الدينية، فهناك الكثير من هذه المدارس الفكرية ممن لا يضيرهم مثل هذا الاعتقاد، ومن ثم يتم التعامل معه كظاهرة ثقافية- اجتماعية واقعة لا مفر من إنكارها أو تجاهلها. ولكن الثابت أن كل هذه المدارس الفكرية تتفق تماما على أنه من الممكن جدا التعامل مع هذه النصوص المقدسة كوقائع تاريخية يمكن مقاربتها ابستمولوجيا لتفكيك وتحليل بناها اللغوية والمفاهيمية ومن ثم النفاذ إلى أنظمتها الثقافية والأخلاقية التي تعمل كدوافع محركة لهذه المجتمعات. ووجهة النظر هذه لا تخلو من وجاهه حين نمعن النظر في أحداث وقائع الوحي عبر التاريخ وما تمخض عنه على أرض الواقع من تحولات اجتماعية ثقافية وسياسية محسوسة. وعلى حد تعبير أركون (ليس بمقدورنا التوصل إلى الطريقة أو كنه اللغة أو الإشارات الرموزية التي حمّلها الله إلى جبريل بغية تبليغها إلى محمد (ص)، ولكن بمقدورنا جدا أن نتفهم ونعقلن ونحلل اللغة والحمولات الرموزية ومعانيها التي خاطب بها النبي قومه،وذلك من واقع كونها – اللغة العربية- أصلا سابقة على الرسالة بكل أنظمتها المفاهيمية والقواعدية وقدرتها المستمرة على إنتاج وتجديد المعاني وفق واقعها التاريخي المحدد. ومن ثم نستطيع أيضا تحليل كيفية تلقي الفاعلين الاجتماعيين في تلك الفترة وما تلاها لهذه النصوص والطريقة المفاهيمية التي أتبعوها لتفسيرها وترجمتها معرفيا والتي أنتجت فيما بعد ما عرف بالتراث الإسلامي).
    في تقديري أن المعرفة الإيمانية عملت بقوة لاذابة الحدود بين المقدس كنص وتاريخية العلوم والمعارف التي انبثقت عنه وألبست كل هذا الكم ثوب المقدس لتنشأ فيما بعد حروب الأيدلوجيات في سبيل الحصول على حصرية الحق الإلهي. ومن المعروف أن هذا الكم الهائل من المعارف الإيمانية التي اعتمدت على أقصى أشكال التنظير التجريدي لم تحدث تحولات اجتماعية، سياسية واقتصادية عميقة على المستوى المادي كما حدث ذلك مع العلوم الوضعية الحديثة بشقيها العلمي التطبيقي والإنساني. والتي أنتجت الواقع المعاصر المعقد الذي نعيشه. وهذا يفسر – إلى حد ما- اعتماد الدولة الإسلامية السياسية التي انبثقت بعد صراع علي ومعاوية واستمرت بأشكالها ونماذجها المختلفة على أطر سياسية واجتماعية وافدة مع الفتوحات. كما أن تورط هذه النظم السياسية فيما بعد في حروب الأيدلوجيات المستعرة وتوجيهها لخط المعرفة الإيمانية قسرا وإكراها بما يحقق مشروعية ومصالح هذه الأنظمة مما ساهم في تحنيط وتجفيف الحركة الفكرية إلى راهن يومنا هذا.
    هذا عكس ما حدث لمسار العلوم الوضعية الحديثة. فهي قد استفادت تماما من تقاطعها مع المعارف الدينية لتنعم بمساحات لا محدودة من الحرية أتاحت لها مقاربة أي واقع وجودي دون خوف أو وجل، ومن ثم أصبح المقدس الوحيد في عرف هذه العلوم هو حرية البحث والتنقيب عن الحقيقة في أشكالها المختلفة وهدم وبناء المفاهيم. أثمر هذا – كما هو معروف- قدرة مدهشة في مقارعة الطبيعة والوجود وتمخض عن إنجازات واكتشافات إعجازية غيرت وجه الحياة وما زالت مرة وإلى الأبد.
    وفضل هذه المناهج حتى على المعارف الدينية إجمالا لا يقدر بثمن. فعلى المستوى الدين الإسلامي – مثلا- أسدى الاستشراق – بكل علله- خدمة جليلة للتراث الإسلامي حينما أعمل فيه تنقيبا وبحثا من خلال مدارس التاريخ الفيلولجية التي قامت بترتيب ومنهجة هذا الكم الهائل من التراث واعادة ترتيب الوقائع التاريخية حسب أسبقيتها الزمنية مما ترتب عليه ضبط الكثير من الحقائق التاريخية ورد الاعتبار للكثير من المؤلفين الذين طمست أسمائهم في لجة الجمع العشوائي ولخمة الانقطاعات التاريخية في فترات ركوض الحضارة الإسلامية. وما كان من الممكن ذلك لولا التثوير الذي جرى لعلوم اللغة Linguistics وقدراتها الفذة في التعرف على الشخصية الإبداعية للكاتب والذي هو بمثابة البصمة الكتابية. هذا فضلا عن دور الكثير من المناهج الحديثة المستخدمة اليوم لفروع علم الاجتماع والأنثروبولوجي، والتي أضاءت بقدراتها البحثية العالية جوانب مهمة من التاريخ الإسلامي وبالتالي أعادت ترتيب الحقائق ومن ثم فهم طبيعة الحراك الاجتماعي المولد للمعنى في تلك الفترات.

    اين الإسلام من الحداثة؟
    هنا أجد أنه من الملائم وضع العلاقة بين المعرفة الإسلامية والحداثة في صيغة التساؤل حتى تسهل المقاربة بين المفهومين. المعرفة الإسلامية وقدرتها على التواصل وانتاج حداثة خاصتها لها قدرة على التجسد ماديا على كافة الأبعاد الحياتية والمعرفة الوضعية بإنتاجها لحداثة واقعة سلفا معنا ومضمونا. سأبتدي هنا من فرضية أن الإسلام في معناه التجريدي هو مفهوم ميتافيزيقي متعالي لا قدرة لنا كبشر على التعامل معه وفق هذا التصور، ومن ثم سيكون من المعقول أن نتعامل مع انعكاساته الفيزيقية مفهوما وممارسة. أي تجسداته في تاريخية الفعل الإنساني على المستويين الفردي والجماعي. وهذا في حد ذاته إبراز لحسن النوايا في اتباع منهج يعطي عناية بالإلهي في تمثلاته المتعالية وفوق التاريخية. وبما أن هذا القرآن كنص مقدس لا فاعلية له إلا من خلال تمثلات المتلقين له ممارسة وسلوكا وقولا فبالتالي يصبح هنا مفهوما تاريخيا تصح مقاربته نقديا. وهنا يمكن تعديل السؤال مرة أخرى ليصبح على النحو التالي: هل بإمكان المعرفة الإيمانية أن تنتج حداثة؟ هذا بعد أن نضع في اعتبارنا أن الحداثة هي القطيعة المعرفية والمفاهيمية والمادية الكاملة أو شبه الكاملة مع كل أشكال الواقع السابق عليها لمجتمع ما. مع الوضع في الاعتبار أن الإسلام في بداياته كتمظهر تاريخي للمقدس كان ثورة حداثية بكل ما تعني الكلمة. حداثة تقاطعت جذريا مع ثقافة ومفاهيم وأطر الواقع السابق عليه والذي عرف فيما بعد بالجاهلية. ها نحن نعيش اليوم حداثة من نوع آخر. حداثة معززة بنسق معرفي مغاير تماما لما أنتجته الحداثة الإسلامية في السابق، والحال هكذا: هل بمقدور المعرفة الإسلامية التي ترومها وتراهن عليها أن تنتج حداثة من نوع آخر؟ أي حداثة تتجاوز الحضارة الراهنة؟ وإذا كانت الإجابة بنعم: هل سيتم ذلك وفق نسق معرفي ومفاهيمي مغاير؟ وهل يمكن تحديد ملامح هذا النسق كما تتصوره؟ وهل بمقدوره أن يتنزل ماديا ومعرفيا في شكل ثورة اجتماعية، ثقافية، اقتصادية تتجاوز حاضرنا هذا؟ وإذا أخذنا في هذا السياق مبدأ التطور التاريخي للأفكار والذي انعكس في هذه القدرة الهائلة على منهجة وترتيب المعرفة واسهامها العظيم في محاولة تفسير وتحليل الواقع الحياتي واعادة ترتيبه وتغييره في ذات الوقت، سنجد أن سؤالنا يمتد ويتواصل عن مدى قدرة المعرفة الإيمانية القائمة على معجزة اللغة وخصوصية بيانها في إنجاز واقع حضاري مغاير؟

    كما قلت من قبل هذه أسئلة تترك الباب مواربا للمزيد من الإيضاح لمفهوم المعرفة الإسلامية أكثر من أن تسعى لتحديدات الصاح/الخطأ.

    مودتي
    عبد الخالق السر
                  

العنوان الكاتب Date
في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-23-08, 10:29 AM
  Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-24-08, 10:57 AM
    Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-24-08, 12:26 PM
      Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-24-08, 05:27 PM
        Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-26-08, 11:52 AM
          Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-26-08, 08:57 PM
            Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-27-08, 11:57 AM
              Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-27-08, 11:23 PM
                Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-28-08, 11:41 AM
                  Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * نزار محمد عثمان02-28-08, 01:18 PM
                    Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-28-08, 11:39 PM
                      Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-29-08, 11:13 AM
                        Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-29-08, 11:57 AM
                          Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi03-02-08, 02:09 PM
                            Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد03-05-08, 08:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de