|
يبعن الشاي وأشياء أخرى مفيدة
|
اعتقد أن الجميع متفق على المستوى النظري أن ظاهرة (ست الشاي) كانت نتيجة لظروف اقتصادية.. ولما كان التاجر يهتم ببضاعته ومحل (أكل عيشه) كان الاهتمام بشك التربيزة والمقاعد (البنابر) خاصة وأنها تبيع ذلك (المشروب السحري) .. لتكتشف أن الزبائن لا يهتمون كثيرا بالطعم وإنما بالشكل والإطار التقديمي – حلوة دي- بعد ذلك جاء الاهتمام بالمظهر ووضع المساحيق (التجميلية) و(التلوينية) لإكساب (اللون الأبيض) الذي يحببن وبالتالي جذب عدد أكبر من الزبائن و(المعجبين) .. في الجانب الأخر ازدهرت تجارة (الكريمات) وما يعرف بـ(قدر ظروفك).. وستات الشاي يا سادتي أنواع فهناك ست الشاي التي تحمل موبايل (صفقة) وأخرى ترتدي حلى ذهبية أو (شبه ذهبية) لكن المفهوم العام أنها نضيفة وطريفة مواصفات يتمنى كل متزوج أن يراها في زوجته واتي يتهمها عدم الاهتمام بمظهرها وإهماله، ومواصفات تدهش العازب وتجعه يمعن في الخيال.. المهم أن ست الشاي ماهرة في توزيع الابتسامات بين الزبائن تضحك مجاملة حتى ولو كانت نكاتهم بايخة وكانوا ثقيلي الظل.. كل الظروف المحيطة بها تؤهلها أن تكون أخصائية نفسية فهي ومن خلال عمها اليومي تلتقي بمختلف الشخصيات (من كل الأشكال والألوان) المثقف والأمي والمفتح والعامل فيها مفتح.. والمفتح في القاموس العام أي الشفت كسر الشين.. في مساء امدرمان وفي موقف الشهداء تحديدا هناك أكثر من 30 ست شاي تجس في منتصف دائرة من الكراسي الليبية تبيع الشاي والقهوة والحرجل والحلبة والحنان للذين يعانون انخفاض في مناسيب الحنين لديهم في نهارهم ذاك.
حسين محي الدين فبراير 2008م
|
|
|
|
|
|