الإنجيل الصحيح لعيسى المسيح عليه الصلاة والسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 04:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2008, 07:55 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نواصل (Re: Waeil Elsayid Awad)

    نواصل فى الكتاب
    الفصل السابع والعشرون
    (( يوضح هذا الفصل عدم لياقة الضحك بالناس ، وفطنة إبراهيم ))

    فضحك التلاميذ من حمق الشيخ ووقفوا منذهلين من فطنة إبراهيم ، ولكن يسوع وبخهم قائلا : لقد نسيتم كلام النبي القائل : ( الضحك العاجل نذير البكاء الآجل ) ، وأيضا ( لا تذهب إلى حيث الضحك بل اجلس حيث ينوحون ، لأن هذه الحياة تنقضي في الشقاء ) ، ثم قال يسوع : ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ ناسا كثيرين في مصر حيوانات مخوفة ، لأنهم ضحكوا واستهزأوا بالآخرين ، احذروا من أن تضحكوا من أحد ما لأنكم بكاءا تبكون بسببه ، فأجاب التلاميذ : أننا ضحكنا من حماقة الشيخ ، فأجاب حينئذ يسوع : الحق أقول لكم كل نظير يحب نظيره فيجد في ذلك مسرة ، ولذلك لو لم تكونوا أغبياء لما ضحكتم من الغباوة ، أجابوا : ليرحمنا الله ، قال يسوع ليكن كذلك ، حينئذ قال فيلبس : يا معلم كيف حدث أن أبا إبراهيم أحب أن يحرق ابنه ؟ ، أجاب يسوع : لما بلغ إبراهيم اثنتي عشرة سنة من العمر قال أبوه يوما ما ( غدا عيد كل الآلهة ، فلذلك سنذهب إلى الهيكل الكبير ونحمل هدية لإلهي بعل العظيم ، وأنت تنتخب لنفسك إلها ، لأنك بلغت سنا يحق لك معه اتخاذ إله ) ، فأجاب إبراهيم بمكر ( سمعـا وطاعة يا أبي ) ، فبكر في الصباح إلى الهيكل قبل كل أحد ، ولكن إبراهيم كان يحمل تحت صدرته فأسا مستورة ، فلما دخلا الهيكل وازداد الجمع خبأ إبراهيم نفسه وراء صنم في ناحية مظلمة في الهيكل ، فلما انصرف أبوه ظن أن إبراهيم سبقه إلى البيت ولذلك لم يمكث ليفتش عليه .

    الفصل الثامن والعشرون

    ولما انصرف كل أحد من الهيكل أقفل الكهنة الهيكل وانصرفوا ، فأخذ
    إبراهيم إذ ذاك الفأس وقطع قوائم جميع الأصنام إلا الإله الكبير بعلا ، فوضع الفأس عند قوائمه بين جذاذ التماثيل التي تساقطت قطعا لأنها كانت قديمة العهد ومؤلفة من أجزاء ، ولما كان إبراهيم خارجا من الهيكل رآه جماعة من الناس فظنوا أنه دخل ليسرق شيئا من الهيكل فأمسكوه ، ولما بلغوا به الهيكل ورأوا آلهتهم محطمة قطعا صرخوا منتحبين : ( أسرعوا يا قوم ولنقتل الذي قتل آلهتنا ) ، فهرع إلى هناك نحو عشرة آلاف رجل مع الكهنة وسألوا إبراهيم عن السبب الذي لأجله حطم آلهتهم ، أجاب إبراهيم : ( إنكم لأغبياء ، أيقتل الإنسان الله ، إن الذي قتلها إنما هو الإله الكبير ، ألا ترون الفأس التي له عند قدميه ، إنه لا يبتغي له أندادا ) فوصل حينئذ أبو إبراهيم الذي ذكر أحاديث إبراهيم في آلهتهم ، وعرف الفأس التي حطم بها إبراهيم الأصنام ، فصرخ : إنما قتل آلهتنا ابني الخائن هذا لأن هذه الفأس فأسي ، وقص عليهم كل ما جرى بينه وبين ابنه ، فجمع القوم مقدارا كبيرا من الحطب ، وربطوا يدي إبراهيم ورجليه ، ووضعوه على الحطب ووضعوا نارا تحته ، فإذا الله قد أمر النار بواسطة ملاكه جبريل ألا تحرق عبده إبراهيم ، فاضطرمت النار بإحتدام وحرقت نحو ألفي رجل من الذين حكموا على إبراهيم بالموت ، أما إبراهيم فقد وجد نفسه مطلق السراح إذ حمله ملاك الله إلى مقربة من بيت أبيه دون أن يرى من حمله ، وهكذا نجا إبراهيم من الموت .

    الفصل التاسع والعشرون

    حينئذ قال فيلبس : ما أعظم هي رحمة الله للذين يحبونه ، قل لنا يا معلم كيف وصل إلى معرفة الله ، أجاب يسوع : لما بلغ إبراهيم جوار بيت أبيه خاف أن يدخل البيت ، فانتقل إلى بعد البيت وجلس تحت شجرة نخل حيث لبث منفردا ، وقال : ( لا بد من وجود إله ذي حياة وقوة أكثر من الإنسان لأنه يصنع الإنسان ، والإنسان بدون الله لا يقدر أن يصنع الإنسان ) ، حينئذ التفت حوله وأجال نظره في النجوم والقمر والشمس فظن أنهـا هي الله ، ولكن بعد التبصر في تغيراتها وحركاتها قال: ( يجب ألا تطرأ على الله الحركة ولا تحجبه الغيوم وإلا فني الناس ) ، وبينما هـو متحير سمع اسمه ينادى : ( يا إبراهيم ) ، فلما التفت ولم ير أحد في جهة قال : ( إني قد سمعت يا إبراهيم ) ، ثم سمع كذلك اسمه ينادى مرتين أخريين ( يا إبراهيم ) ، فأجاب : ( من يناديني ؟ ) ، حينئذ سمع قائلا يقول : ( انه أنا ملاك الله جبريل ) ، فارتاع إبراهيم ، ولكن الملاك سكن روعه قائلا : ( لا تخف يا إبراهيم لأنك خليل الله ، فإنك لما حطمت آلهة الناس تحطيما اصطفاك إله الملائكة والأنبياء حتى إنك كتبت في سفر الحياة ) ، حينئذ قال إبراهيم ( ماذا يجب علي أن أفعل لأعبد إله الملائكة والأنبياء الأطهار ؟ ) ، فأجاب الملاك : ( اذهب إلى ذلك الينبوع واغتسل ، لأن الله يريد أن يكلمك ) ، أجاب إبراهيم : ( كيف ينبغي أن اغتسل ؟ ) ، فتبدى له حينئذ المـلاك يافعا جميلا واغتسل من الينبوع قائلا : افعل كذلك بنفسك يا إبراهيم ) ، فلما اغتسل إبراهيم قال الملاك ( ارتق ذلك الجبل لأن الله يريد أن يكلمك هناك ) ، فارتقى إبراهيم الجبل كما قال له الملاك ، ولما جثا على ركبتيه قال لنفسه ( متى يا ترى يكلمني إله الملائكة ؟ ) ، فسمع صوتا لطيفا يناديه ( يا إبراهيم ) ، فأجابه إبراهيم : ( من يناديني ؟ ) ، فأجاب الصوت : ( أنا إلهك يا إبراهيم ) ، أما إبراهيم فارتاع وعفر بوجهه الأرض قائلا : ( كيف يصغي عبدك إليك وهو تراب ورماد ؟ ) ، حينئذ قال الله ( لا تخف بل انهض لأني قد اصطفيتك عبدا لي واني أريد أن أباركك وأجعلك شعبا عظيما ، فاخرج إذا من بيت أبيك وأهلك وتعالى اسكن في الأرض التي أعطيكها أنت ونسلك ، فأجاب إبراهيم : ( إني لفاعل كل ذلك يا رب ولكن احرسني لكي لا يضرني إله آخر ) ، فتكلم الله قائلا : ( أنا الله أحد ، ولا إله غيري ، أضرب وأشفي ، أميت وأحي ، أنزل الجحيم وأخرج منه ، ولا يقدر أحد أن ينقذ نفسه من يدي ) ، ثم أعطاه الله عهد الختان وهكذا عرف الله أبونا إبراهيم ، ولما قال يسوع هذا رفع يديه قائلا : الكرامة والمجد لك يا الله ، ليكن كذلك .

    الفصل الثلاثون

    وذهب يسوع إلى أورشليم قرب المظال وهو أحد أعياد أمتنا ، فلما علم هذا الكتبة والفريسيون تشاوروا ليتسقطوه بكلامه ، فلذلك جاء إليه فقيه قائلا : يا معلم ماذا يجب أن أفعل لأحصل على الحياة الأبدية ؟ ، أجاب يسوع : كيف كتب في الناموس ؟ أجاب قائلا : أحب الرب إلهك وقريبك ، أحب إلهك فوق كل شيء بكل قلبك وعقلك ، وقريبك كنفسك ، أجاب يسوع : أجبت حسنا ، واني أقول لك اذهب وافعل هكذا تكن لك الحياة الأبدية ، فقال له : من هو قريبي ؟ ، أجاب يسوع رافعا طرفه : كان رجل نازلا من أورشليم ليذهب إلى أريحا مدينة أعيد بناؤها تحت اللعنة ، فأمسك اللصوص هذا الرجل على الطريق وجرحوه وعرّوه ، ثم انصرفوا وتركوه مشرفا على الموت ، فاتفق أن مر كاهن بذلك الموضع ، فلما رأى الجريح سار دون أن يحييه ، ومر مثله لاوي دون أن يقول كلمة ، واتفق أن مر ( أيضا ) سامري ، فلما رأى الجريح عطف عليه وترجل عن فرسه وأخذ الجريح وغسل جراحه بخمر ودهنها بدهن ، وبعد أن ضمد جراحه وعزاه أركبه على فرسه ، ولما بلغ في المساء النزل سلمه إلى عناية صاحبه ، ولمـا نهض صباحا قال : اعتن بهذا الرجل وأنا أدفع لك كل شيء ، وبعد أن قدم أربع قطع من الذهب للعليل لأجل صاحب النزل قال : تعز لأني أعود سريعا وأذهب بك إلى بيتي ، قال يسوع : قل لي أيهما كان القريب ؟ ، أجاب الفقيه : الذي أظهر الرحمة ، حينئذ قال يسوع : قد أجبت بالصواب ، فاذهب وافعل كذلك ، فانصرف الفقيه بالخيبة .

    الفصل الحادي والثلاثون

    فاقترب الكهنة حينئذ إلى يسوع وقالوا يا معلم أيجوز أن تعطي جزية لقيصر ؟ ، فالتفت يسوع ليهوذا وقال : هل معك نقود ؟ ثم أخذ يسوع بيده فلسا والتفت إلى الكهنة وقال لهم : إن على هذا الفلس صورة فقولوا لي صورة من هي ؟ فأجابوا : صورة قيصر ، فقال يسوع : أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وأعطوا ما لله لله ، حينئذ انصرفوا بالخيبة ، واقترب قائد مائة قائلا : يا سيد إن ابني مريض فارحم شيخوختي ، أجاب يسوع ليرحمك الرب إله إسرائيل ، ولما كان الرجل منصرفا قال يسوع : انتظرني ، لأني آتٍ إلى بيتك لأصلي على ابنك ، أجاب قائد المائة : يا سيد إني لست أهلا وأنت نبي الله تأتي إلى بيتي ، تكفيني كلمتك التي تكلمت بها لشفاء ابني ، لأن إلهك قد جعلك سيدا على كل مرض كما قال لي ملاكه في المنام ، فتعجب حينئذ يسوع كثيرا ، وقال ملتفتا إلى الجمع : انظروا هذا الأجنبي لأن فيه إيمان أكثر من وجد في إسرائيل ، ثم التفت إلى قائد المائة وقال : اذهب بسلام لأن الله منح ابنك صحة لأجل الإيمان العظيم الذي أعطاكه ، فمضى قائد المائة في طريقه ، والتقى في الطريق بخدمته الذين أخبروه أن ابنه قد برىء ، أجاب الرجل : في أي ساعة تركته الحمى ؟ فقالوا : أمس في الساعة السادسة انصرفت عنه الحمى ، فعلم الرجل انه لما قال يسوع ( ليرحمك الرب إله إسرائيل ) استرد ابنه صحته ، لذلك آمن الرجل بإلهنا ، ولما دخل بيته حطم كل آلهته تحطيما قائلا : ليس الإله الحقيقي الحي سوى إله إسرائيل ، لذلك قال : ( لا يأكل خبزي أحد لم يعبد إله إسرائيل ) .

    الفصل الثاني والثلاثون

    ودعا أحد المتضلعين من الشريعة يسوع للعشاء ليجربه ، فجاء يسوع إلى هناك مع تلاميذه ، وكثيرون من الكتبة انتظروه في البيت ليجربوه ، فجلس التلاميذ إلى المائدة دون أن يغسلوا أيديهم ، فدعـا الكتبة يسوع قائلين : لماذا لا يحفظ تلاميذك تقاليد شيوخنا بعدم غسل أيديهم قبل أن يأكلوا خبزا ؟ ، أجاب يسوع : وأنا أسألكم لأي سبب أبطلتم شريعة الله لتحفظوا تقاليدكم ؟، تقولون لأولاد الآباء الفقراء ( قدموا وانذروا نذورا للهيكل ) وهم إنما يجعلون نذورا من النزر الذي يجب أن يعولوا به آباءهم ، إذا أحب آباؤهم أن يأخذوا نقودا يصرخ الأبناء ( أن هذه النقود نذر الله ) ، فيصيب الآباء بسبب ذلك ضيق ، أيها الكتبة الكذابون المراؤون أيستعمل الله هذه النقود ؟ ، كلا ثم كلا ، لأن الله لا يأكل كما يقول بواسطة عبده داود النبي ( هل آكل لحم الثيران وأشرب دم الغنم ؟ أعطني ذبيحة الحمد وقدم لي نذورك ، لأني إن جعت لا أطلب منك شيئا لأن كل الأشياء في يدي وعندي وفرة الجنة ) ، أيها المراؤون إنكم إنما تفعلون ذلك لتملأوا كيسكم ولذلك تعشرون السذاب والنعنع ، ما أشقاكم لأنكم تظهرون للآخرين أشد الطرق وضوحا ولا تسيرون فيها ، أيها الكتبة والفقهاء إنكم تضعون على عواتق الآخرين أحمالا لا يطاق حملها ، ولكنكم أنفسكم لا تحركونها بإحدى أصابعكم ، الحق أقول لكم أن كل شر إنما دخل العالم بوسيلة الشيوخ ، قولوا لي من أدخل عبادة الأصنام في العالم إلا طريقة الشيوخ ، إنه كان ملك أحب أباه كثيرا وكان اسمه بعلا ، فلما مات الأب أمر ابنه بصنع تمثال شبه أبيه تعزية لنفسه ، ونصبه في سوق المدينة ، وأمر بأن يكون كل من اقترب من ذلك التمثال إلى مسافة خمسة عشر ذراعا في مأمن لا يلحق أحد به أذى على الإطلاق ، وعليه أخذ الأشرار بسبب الفوائد التي جنوها من التمثال يقدمون له وردا وزهورا ، ثم تحولت هذه الهدايا في زمن قصير إلى نقود وطعام حتى سموه إلها تكريما له .

    وهذا الشيء تحول من عادة إلى شريعة حتى أن الصنم بعلا انتشر في العالم كله ، وقد ندب الله على هذا بواسطة إشعيا قائلا : ( حقا إن هذا الشعب يعبدني باطلا ، لأنهم أبطلوا شريعتي التي أعطاهم إياها عبدي موسى ويتبعون تقاليد شيوخهم ) ، الحق أقول لكم أن أكل الخبز بأيد غير نظيفة لا ينجس إنسانا لأن ما يدخل الإنسان لا ينجس الإنسان بل الذي يخرج من الإنسان ينجس الإنسان ، فقال حينئذ أحد الكتبة : إن أكلت لحم الخنزير أو لحوما أخرى نجسه أفلا تنجس هذه ضميري ؟ ، أجاب يسوع : إن العصيان لا يدخل الإنسان بل يخرج من الإنسان من قلبه ، ولذلك يكون نجسا متى أكل طعاما محرما ، حينئذ قال أحد الفقهاء : يا معلم لقد تكلمت كثيرا في عبادة الأصنام كأن عند شعب إسرائيل أصناما ، وعليه فقد أسأت إلينا ، أجاب يسوع : أعلم جيدا أنه لا يوجد اليوم تماثيل من خشب في إسرائيل ولكن توجد تماثيل من جسد ، فأجاب حينئذ جميع الكتبة بحنق : أنحن إذا عبدة أصنام ؟ ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم لا تقول الشريعة أعبد بل أحب الرب إلهك بكل نفسك وبكل قلبك وبكل عقلك ، ثم قال يسوع : أصحيح هذا ؟ فأجاب كل واحد : إنه لصحيح .

    الفصل الثالث والثلاثون

    ثم قال يسوع حقا أن كل ما يحبه الإنسان ويترك لأجله كل شيء سواه فهو إلهه ، وهكذا فإن صنم الزاني هو الزانية وصنم النهم والسكير جسده ، وصنم الطماع الفضة والذهب ، وقس عليه كل خاطىء آخر ، فقال حينئذ الذي دعاه : يا معلم ما هي أعظم خطيئة ؟ ، أجاب يسوع : أي الخراب أعظم في البيت ؟ ، فسكت كل احد ، ثم أشار يسوع بإصبعه إلى الأساس وقال : إذا تزعزع أساس سقط البيت خرابا ، فيلزم إذ ذاك أن يبني جديدا ، ولكن إذا تداعى أي جزء سواه يمكن ترميمه ، ولذلك أقول لكم أن عبادة الأصنام هي أعظم خطيئة ، لأنها تجرد الإنسان بالمرة من الإيمان ، فتجرده من الله بحيث لا تكون له محبة روحية ، ولكن كل خطيئة أخرى تترك للإنسان أمل نيل الرحمة ، ولذلك أقول أن عبادة الأصنام أعظم خطيئة ، فوقف الجميع مبهوتين من حديث يسوع لأنهم علموا أنه لا يمكن الرد عليه مطلقا ، ثم أتم يسوع : تذكروا ما تكلم الله به وما كتبه موسى ويشوع في الناموس فتعلموا ما أعظم هذه الخطيئة ، قال الله مخاطبا إسرائيل : لا تصنع لك تمثالا مما في السماء ولا ممـا تحت السماء ، ولا تصنعه مما فوق الأرض ولا مما تحت الأرض ، ولا مما فوق الماء ولا مما تحت الماء ، إني أنا إلهك قوي وغيور ينتقم لهذه الخطيئة من الآباء وأبنائهم حتى الجيل الرابع ، فاذكروا كيف لما صنع آباؤنا العجل وعبدوه أخذ يشوع وسبط لاوى السيف بأمر الله وقتلوا مائة ألف وعشرين ألفا من أولئك الذين لم يطلبوا رحمة من الله ، ما أشد دينونة الله على عبدة الأوثان .

    الفصل الرابع والثلاثون

    وكان أمام الباب واحد كانت يده اليمنى متيبسة إلى حد لم يتمكن معه من استعمالها ، فوجه يسوع قلبه لله وصلى ثم قال : لتعلموا أن كلماتي حق أقول باسم الله امدد يا رجل يدك المريضة ، فمدها صحيحة كأن لم تصبها علة ، حينئذ ابتدأوا يأكلون بخوف الله ، وبعد أن أكـلوا قليلا قال يسوع أيضا : الحق أقول لكم أن إحراق مدينة لأفضل من أن يترك فيها عادة رديئة ، لأن لأجل مثل هذا يغضب الله على رؤساء وملوك الأرض الذين أعطاهم الله سيفا ليفنوا الآثام ، ثم قال بعد ذلك يسوع . متى دعيت فاذكر ألا تضع نفسك في الموضع الأعلى ، حتى إذا جاء صديق لصاحب البيت أعظم منك لا يقول لك صاحب البيت ( قم واجلس أسفل ) فيكون باعثا لك على الخجل ، بل اذهب واجلس في أحقر موضع ليجيء الذي دعاك ويقول ( قم يا صديق واجلس هنا في الأعلى ) فيكون لك حينئذ فخر عظيم ، لأن من يرفع نفسه يتًّضع ومن يضع نفسه يرتفع ، الحق أقول لكم أن الشيطان لم يخذل إلا بخطيئة الكبرياء ، كما يقول النبي إشعيا موبخا إياه بهذه الكلمات : ( كيف سقطت من السماء يا كوكب الصبح يا من كنت جمال الملائكة وأشرقت كالفجر ، حقا إن كبرياءك قد سقطت للأرض ) ، الحق أقول لكم إذا عرف إنسان شقاءه فإنه يبكي هنا على الأرض دائما ، ويحسب نفسه أحقر من كل شيء آخر ، ولا سبب وراء هذا لبكاء الإنسان الأول وامرأته مائة سنة بدون انقطاع طالبين رحمة من الله ، لأنهما علما يقينا أين سقطا بكبريائهما ، ولما قال يسوع هذا شكر ، وذاع ذلك اليوم في أورشليم الأشياء العظيمة التي قالها يسوع والآية التي صنعها ، فشكر الشعب الله مباركين اسمه القدوس ، أما الكتبة والكهنة فلما أدركوا أنه ندد بتقاليد الشيوخ اضطرموا ببغضاء أشد ، وقسوا قلوبهم نظير فرعون ، ولذلك طلبوا فرصة ليقتلوه ولكنهم لم يجدوها .

    الفصل الخامس والثلاثون

    وانصرف يسوع من أورشليم ، وذهب إلى البرية وراء الأردن ، فقال تلاميذه الذين كانوا جالسين حوله : يا معلم قل لنا كيف سقط الشيطان بكبريائه ، لأننا كنا نعلم أنه سقط بسبب العصيان ، ولأنه كان دائما يفتن الإنسان ليفعل شرا ، أجاب يسوع : لما خلق الله كتلة من التراب ، وتركها خمسا وعشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئا آخر ، علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس للملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مائة وأربعة وأربعين ألفا موسومين بسمة النبوة ورسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين ألف سنة ، ولذلك غضب الشيطان فأغرى الملائكة قائلا : ( انظروا سيريد الله يوما ما أن نسجد لهذا التراب ، وعليه فتبصروا في أننا روح وأنه لا يليق أن نفعل ذلك ) ، لذلك ترك الله كثيرون ، من ثم قال الله يوما لما التأمت الملائكة كلهم ( ليسجد توا كل من اتخذني ربا لهذا التراب ، فسجد له الذين أحبوا الله ، أما الشيطان والذين كانوا على شاكلته فقالوا : ( يا رب أننا روح ولذلك ليس من العدل أن نسجد لهذه الطينة ، ولما قال الشيطان ذلك أصبح هائلا ومخوف النظر ، وأصبح إتباعه مقبوحين ، لأن الله أزال بسبب عصيانهم الجمال الذي جمًّلهم به لما خلقهم ، فلما رفع الملائكة الأطهار رؤوسهم رأوا شدة قبح الهولة التي تحول الشيطان إليها ، وخر أتباعه على وجوههم إلى الأرض خائفين ، حينئذ قال الشيطان : ( يا رب إنك جعلتني قبيحا ظلما ولكنني راض بذلك لأني أروم أن أبطل كل ما فعلت ) ، وقالت الشياطين الأخرى : ( لا تدعه ربا يا كوكب الصبح لأنك أنت الرب ) حينئذ قال الله لأتباع الشيطان : ( توبوا واعترفوا بأنني أنا الله خالقكم ) أجابوا : ( إننا نتوب عن سجودنا لك لأنك غير عـادل ، ولكن الشيطـان عـادل وبريء وهـو ربنا ) حينئذ قـال الله : ( انصرفوا عني أيها الملاعين لأنه ليس عندي رحمة لكم وبصق الشيطان أثناء انصرافه على كتلة التراب ، فرفع جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرة في بطنه .

    الفصل السادس والثلاثون

    فدهش التلاميذ دهشا عظيما لعصيان الملائكة ، حينئذ قال يسوع : الحق أقول لكم إن من لا يصلي فهو شر من الشيطان ، وسيحل به عذاب أعظم ، لأنه لم يكن للشيطان قبل سقوطه عبرة في الخوف ، ولم يرسل الله له رسولا يدعوه إلى التوبة ، ولكن الإنسان وقد جاء الأنبياء كلهم إلا رسول الله الذي سيأتي بعدي لأن الله يريد ذلك حتى أهيء طريقه ، يعيش بإهمال بدون أدنى خوف كأنه لا يوجد إله مع أن له أمثلة لا عداد لها على عدل الله ، فعن مثل هؤلاء قال داود النبي : ( قال الجاهل في قلبه ليس إله لذلك كانوا فاسدين وأمسوا رجسا ًدون أن يكون فيهم واحد يفعل صلاحا ً) صلوا بدون انقطاع يا تلاميذي لتعطوا ، لأن من يطلب يجد ، ومن يقرع يفتح له ، ومن يسأل يعط ، ولا تنظروا في صلواتكم إلى كثرة الكلام لأن الله ينظر إلى القلب كما قال سليمان ( يا عبدي أعطني قلبك ) الحق أقول لكم لعمر الله أن المرائين يصلون كثيرا في كل أنحاء المدينة لينظرهم الجمهور ويعدهم قديسين ولكن قلوبهم ممتلئة شرا ، فهم ليسوا على جد في ما يطلبون ، فمن الضروري أن تكون مخلصا في صلاتك إذا أحببت أن يقبلها الله ، فقولوا لي من يذهب ليكلم الحاكم الروماني أو هيرودس ولا يكون قصده موجها إلى من هو ذاهب إليه وإلى ما هو عازم أن يطلبه منه ؟ ، لا أحد مطلقا ، فإذا كان الإنسان يفعل كذلك ليكلم رجلا فماذا على الإنسان أن يفعل ليكلم الله ، ويطلب منه رحمة لخطاياه شاكرا إياه على كل ما أعطاه .

    الحق أقول لكم إن الذين يقيمون الصلاة قليلون ، ولذلك كان للشيطان تسلط عليهم ، لأن الله لا يحب أولئك الذين يكرمونه بشفاههم ، الذين يطلبون في الهيكل رحمة بشفاههم ، ولكن قلوبهم تستصرخ العدل ، كما تكلم إشعيا النبي قائلا : ( أبعد هذا الشعب الثقيل على ، لأنهم يحترمونني بشفاههم أما قلبهم فمبتعد عني ) ، الحق أقول لكم إن الذي يذهب ليصلي بدون تدبر يستهزئ بالله ، من يذهب ليكلم هيرودس ويوليه ظهره ؟ ويمدح أمامه بيلاطس الحاكم الذي يكرهـه حتى الموت ؟ ، لا أحد مطلقا ، ولكن الإنسان الذي يذهب ليصلي ولا يعد نفسه لا يكون فعله دون هذا ، فإنه يولي الله ظهره والشيطان وجهه ، لأن في قلبه محبة الإثم التي لم يتب عنها ، فإذا أساء إليك أحد وقال لك بشفتيه : ( اغفر لي) وضربك ضربة بيديه فكيف تغفر له ؟ هكذا يرحم الله الذين يقولون بشفاههم ( يا رب ارحمنا ) ويحبون بقلوبهم الإثم ويهمّون بخطايا جديدة .



                  

العنوان الكاتب Date
الإنجيل الصحيح لعيسى المسيح عليه الصلاة والسلام Waeil Elsayid Awad02-20-08, 10:32 AM
  قصة اكتشاف مخطوط إنجيل برنابا رضي الله عنه Waeil Elsayid Awad02-20-08, 10:54 AM
  (( نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا رسوله )) Waeil Elsayid Awad02-20-08, 11:25 AM
    Re: (( نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا رسوله )) Frankly02-20-08, 02:24 PM
  الفصل الثاني Waeil Elsayid Awad02-20-08, 11:46 AM
  الفصل السابع Waeil Elsayid Awad02-20-08, 01:46 PM
    Re: الفصل السابع Mohamed E. Seliaman02-20-08, 01:56 PM
      Re: الفصل السابع Waeil Elsayid Awad02-20-08, 02:09 PM
      Re: الفصل السابع Waeil Elsayid Awad02-20-08, 02:10 PM
  Re: الإنجيل الصحيح لعيسى المسيح عليه الصلاة والسلام Deng02-20-08, 01:59 PM
    Re: الإنجيل الصحيح لعيسى المسيح عليه الصلاة والسلام Waeil Elsayid Awad02-20-08, 02:06 PM
  الفصل السادس عشر Waeil Elsayid Awad02-20-08, 03:03 PM
    Re: الفصل السادس عشر Balla Musa02-20-08, 04:32 PM
      Re: الفصل السادس عشر Balla Musa02-20-08, 06:57 PM
        Re: الفصل السادس عشر JOK BIONG02-20-08, 07:08 PM
  الفصل الثاني والعشرون Waeil Elsayid Awad02-20-08, 07:13 PM
    Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:31 PM
      Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:32 PM
        Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:34 PM
    Re: الفصل الثاني والعشرون Balla Musa02-20-08, 07:34 PM
      Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:43 PM
        Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:45 PM
          Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:49 PM
            Re: الفصل الثاني والعشرون Waeil Elsayid Awad02-20-08, 07:54 PM
              Re: الفصل الثاني والعشرون Lily Akol02-20-08, 07:55 PM
  نواصل Waeil Elsayid Awad02-20-08, 07:55 PM
    Re: نواصل Lily Akol02-20-08, 08:08 PM
    Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:14 PM
      Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:16 PM
        Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:17 PM
          Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:17 PM
            Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:18 PM
            Re: نواصل Lily Akol02-20-08, 08:18 PM
              Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:20 PM
                Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:21 PM
              Re: نواصل Lily Akol02-20-08, 08:20 PM
                Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:22 PM
                  Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:23 PM
                    Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:24 PM
                      Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:25 PM
                        Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:26 PM
                          Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:27 PM
                            Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:28 PM
                              Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:29 PM
                                Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:30 PM
                                  Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:31 PM
                                    Re: نواصل JOK BIONG02-20-08, 08:32 PM
          Re: نواصل رأفت ميلاد 02-20-08, 08:55 PM
  الفصل السابع والثلاثون Waeil Elsayid Awad02-21-08, 01:12 PM
  الى جميع الاخوة المتداخلين(بلة و Lyli , رأفت) Waeil Elsayid Awad02-21-08, 01:23 PM
  الفصل الثالث والستون Waeil Elsayid Awad02-23-08, 11:02 AM
  نواصل Waeil Elsayid Awad02-25-08, 10:15 PM
    Re: نواصل JOK BIONG02-25-08, 10:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de