|
|
 Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: adil amin)
|
Quote: ولكن السؤال لا زال قائم لماذا لا ينضم الناس الواعين راسا للحركة الشعبية؟؟
|
الأستاذ عادل أمين،
أنا متفق معك في كل ما ذهبت إليه في تفصيلك لقوى السودان القديمة والجديدة.
وأرى أن ما يستوجب الحوار بيننا هو إنني أرى ضرورة قيام حزب آخر غير الحركة الشعبية ضمن إطار السودان الجديد.
والسبب وراء هذه الدعوة هو وجود أحزاب قديمة متجذرة في الهوامش والأطراف استطاعت عبر السنوات الطوال أن تؤسس مراكزها وارتباطاتها وكوادرها، وليس من المنطق دعوتها لحل نفسها.
كما برزت مؤخرا أحزاب جديدة قوامها القوى الديموقراطية الحديثة. وأيضا ليس من المنطق دعوتها لحل نفسها والإندماج في الحركة الشعبية لتحرير السودان.
لكن من المنطقي تماما دعوة هذه الأحزاب (الجهوية القديمة والديموقراطية الحديثة) لتوحيد نفسها من أجل زيادة تأثيرها وفعاليتها في عملية التحول من السودان القديم إلى السودان الجديد.
يضاف لهذه الأحزاب كم ضخم ساكن صامت من المتعلمين في المدن. بعضهم قد يتحرك باتجاه الحركة الشعبية لتحرير السودان وبعضهم قد تكون لديه تحفظاته. وهذا أمر مشروع ووارد.
ونحن نريد توسيع الخيارات أمام هذه الفئة. فيكون أمامهم الحركة الشعبية وتجمع الأحزاب التي ظلت تسمى جهوية مع أجزاب القوى الديموقراطية الحديثة.
ثم إنني ضد أن يندمج حزب في الحركة الشعبية. فهذا أمر لا يؤدي ألا للإنقسامات والتشرزم داخل الحزب المندمج. وقد ينتقل هذا الداء إلى داخل الحركة الشعبية إذا فتحت الباب لذوبان الأحزاب فيها. وتكفي هنا التجربة الفاشلة لاندماج حزب عبدالعزيز خالد في الحركة الشعبية.
وبالطبع، فإن تجمع الأحزاب ذات الرؤى والمصالح المشتركة وفق ميثاق سياسي توحيدي، أمر آخر غير حل الأحزاب لنفسها وذوبانها في حزب كبير صاحب رسالة تبشيرية كبرى هو أصلا ليس على استعداد لتعديل برامجه السياسية وخططه الإستراتيجية من أجل إبتلاع أحزاب صغيرة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: adil amin)
|
الاخوه المتداخلون:
اسلوب الحوار لا ينبئ بجيل جديد سيحفظ للسودان استقراره!
ما ان ياتى احد بفكره جديده حتى تاتونه بكل هناته ان وجدت!!!!
ا ليس من الطبيعى ان اخطئ مره!!!
ا ليس من حقى ان اتجدد وااتى غدا بمفهوم جديد!!!
ارجو ان نخرج من عباءة الاركان الجامعيه تلك... وان نتعامل مع الافكار بما اكتسبناه من جديد.
اقرا لكم لاننى اعلم ان بعضكم شاهد عصر على بعض المجريات التى لم نشهدها او حجبت عنا بفعل النظام القائم، ولكن ما ان تبداؤا فى التفاصيل حتى يستفذ بعضكم بعضا ونبدا فى سفر السباب غير المنتهى!!!
ارحمونا وافيدونا.
تحياتى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: Abdel Aati)
|
| Quote: وبدلا عن ذلك يحدثنا هذا الذي باع روحه وقلمه للطائفيين عن الخبث والغباء |
عبدالعاطين
لقد أسماك حسن موسى في أحد بوستاته: ((عاطب عبدالجاهل الحرامي))، ولم أدرك بعد نظر الفنان حسن موسى إلا مؤخرا. فأنت عاطب حقا.
وقد بلغ بك العطب أن تتجاسر أيها النكرة على أحد اعظم السياسيين الذين أنجبهم السودان، الدكتور جون قرنق دي مبيور فتصفه بأنه (لورد حرب وأن حروبه أنانية وسلامه كاذب وثعلب حرب)
أي سقوط هذا يا عاطب؟؟
| Quote: اما اللا الثالثة فقد قالها خالد (يقصد عبدالعزيز خالد) امام لورد الحرب جون قرنق دي مبيور؛ والذي اراد استرداف الجميع معه في حروبه الانانية وفي سلامه الكاذب. لقد اراد جون قرنق تحطيم التحالف عن طريق مباشر وغير مباشر؛ فكان ان قصف مواقعه في حين ما؛ وكان ان زعم بالوحدة الاندماجية معه في حين اخر. ان كل مشروع الوحدة الاندماجية انما كان محسوبا من ثعلب الحرب هذا لتحطيم التحالف وشقه وامتصاص ما فيه من عصير؛ ثم رميه بعد ذلك قشرة خاوية الي مهب الريح ومزبلة التاريخ. |
ويبلغ مدى صفاقتك حدا بأن تنعت أنصاره (بالموهومين والمخدوعين والمبيوعين)
| Quote: في كل ذلك وجد جون قرنق حفنة من الموهومين والمخدوعين والمبيوعين ممن استجابوا لمخططه؛ وبداؤا في تحطيم التحالف من الداخل؛ وكانوا في نفس الوقت ينفذوا المخطط الارتري الذي اراد تقوية كومه داخل الحركة الشعبية؛ |
أي إسفاف هذا يا نكرة؟؟
ويبلغ بك جهلك بأن تدعى (أن شعار السودان الجديد قد سقط) وتشبهه بشعار الشريعة الإسلامية)
| Quote: ان شعار السودان الجديد قد سقط وقد اثبت انه لا يقل في عموميته وغموضه وامكانية استغلاله عن شعار الشريعة الاسلامية او الجمهورية الاسلامية او نهج الصحوة او غيرها من الشعارات الزائفة لقوي اليمين؛ وخُذلت مرة اخري الجماهير السودانية في شعار السودان الجديد التي ظنت لوهلة انه يمكن ان يحقق لها خروجا من الازمة؛ فاوصلها المتاجرون بهذا الشعار من جديد الي النفق المظلم للسودان القديم بكل لؤمه وسياساته الانتهازية والانانية وبنيته المريضة المشوهة. |
أي جهل هذا يا أيها المتعالم الأجوف؟؟
لا أعتقد ان إنسانا سمح لنفسه بالتهاوي لهذه الدرجة من سلاطة اللسان الجوفاء جدير بالحوار أو المداخلة في الطروحات الجادة.
لكن إذا لم تستح فافعل ما شئت. وليس على المريض حرج.
وحتى لا تأتي وتقول أن هذا مجرد (تزوير للتاريخ)، أورد هنا الرابط الذي ينؤ بكل هذه الغاذورات:
ثلاثية الهزيمة والمؤامرة والصمود: في اسباب وخلفيات اعتقال عبدالعزيز خالد!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: Abdel Aati)
|
Quote: وسقط طائفي افندي واعلن افلاسه؛
ورفعنا عنه القلم بعد ان قال الروووب ..
|
عبدالعاطي،
إذا أردت الهروب فاذهب غير مأسوف على غيابك، لأن وجودك غير مفيد. فلم تكن طولة اللسان وقلة الأدب أمرا يؤسف عليه. ولن أسعى خلف هارب. لكن لا بد لك من سماع إجابتي على سؤالك أدناه الذي يكشف عن سذاجة فكرك السياسي، إن كان لك فكر أصلا.
Quote: جون قرنق يا شاطر ولا علي عبد اللطيف ؟؟
علي عبد اللطيف لم تدنه اي منظمة لحقوق الانسان ؛ وعاش شريفا
|
مقصود السؤال معيب ومعاق مثل عقل السائل.
فالمقارنة تكون بين متقاربين بصورة من الصور، إذا لا تجوز لمقارنة بين الشجرة والجبل مثلا. لذا، وحيث لا إجابة على الأسئلة الغبية، فإنني سأجبيك بعدد من الأسئلة التي لا أبحث لها عن إجابة وأنما هي لكشف ضعف المحاور وإفلاسه.
- جون قرنق مفكر سياسي، فماذا كان علي عبداللطيف حتى تقارنه به؟
- متى كان الفوز بتأييد منظمات حقوق الإنسان سبه وعدم شرف؟
- كيف يكون الإرتماء في أحضان إحدى الدولتين المستعمرتين للسودان (في عهد الحكم الثنائي)، والعمالة لها، وطنية وبطولة؟
- هل لا ذلت تصر على معلوماتك عن ثورة 24 المستقاة من منهج التاريخ في سلم محي الدين صابر التعليمي؟
- هل تريد أن أقرأ لك ما قاله سعد زغلول عن جمعية اللواء الأبيض؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: حامد بدوي بشير)
|
| Quote: وعزيزنا بشاشا يدعو إلى بنائه عن طريق نسف السودان القديم، وهذه ايضا تستوجب توضيحاً. |
مرتضي ليك وحشة.
ياعزيزي، غريب ان تكون الدعوة، لهد السودان الذي صاغه، وبناه الاحتلال، موضوع تساؤول، بل احتجاج!
هل صدفة ياصديقي، وبسبب هذا الفهم العجيب للسودان المصري، ان يظل هذا الارث الاستعماري، حي، بالوسائل الصناعية، بعد انقضاء العمر الافتراضي، للصياغة الاستعمارية؟
الطريف، نفس البعضو بالنواجز، علي تركة الاحتلال، هم البتعجبو من الحاصل، بل بطالبو، بالعلاج، مع الابقاء علي الفيروس، المسبب للمرض! سمعت بي قصة الرجال البلهاء؟
شئ عجيب!
مرة اخري، الطبيعي والمنطقي، هد البناء الاستعماري الحالي، من الجذور، ثم بناء سودان جديد بعد ازالة الانقاض!
الغريب شنو في الكلام ده، يا اخوانا؟
لوما عايزين تهدو القديم، ماتتكلمو عن جديد، او ابدا ماتشكو من نتيجة ابقاءكم للقديم، وماتمخض عن صياغتو! مانراه امامنا، هو ثمرة هذه الصياغة!
اتعجب من المنتظرين، خير، من صياغة استعمارية لي بلادم!
حاجة تموخل!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: حامد بدوي بشير)
|
| Quote: ونختلف، أنت وأنا جذريا في كيفية إنجاز ذلك. والسبب هو إنني قبل السودان الجديد، أؤمن بالديموقراطية. وأعتقد أن الدعوة للسودان الجديد سوف تفرغ تماما من محتواها إذا ابتعدت عن الهدف الإستراتيجي الذي هو التحول الديموقراطي |
حامد بدوي سلامي،
اولا يلاحظ انك بتتكلم عن "الديمقراطية" كشئ مواز، مضاد، للسودان الجديد، او ده ماصدفة طبعا.
خلونا نشرح كلام اخونا حامد:
الديمقراطية:
ماتعريفها، في فهم وممارسة اخونا حامد؟
هي حكم الجلابة، للسودان كله، اي باقصاء غير الجلابة!
مش ده الحاصل ياحامد من 56م؟
ابلغ دليل علي صحة كلامنا هذا، هو الرفض القاطع، لتخرصات بشاشا، المكشكش هذا اعلاه!
ذات الرفض، لهد السودان القديم من جذورو!
ياحامد، انت للاسف فاقد لاي اهلية، للكلام عن الديمقراطية، طول ما انت غابيك، حقيقة دكتاتورية اقلية الجلابة المفروضة بحد السيف علي الاغلبيية، حسب مقتضيات الصياغة الاستعمارية.
لهذا، فالتحول الديمقراطي في قاموس الجلابة، يعني فقط التحول من نظام شمولي "جلابي" والي نظام "ديمقراطي" اي نظام السيدين، الجلابي، ايضا!!
ولهذا ماصدفة، في اللاشعور، الدعوة للسودان الجديد البديل لسودان الاقلية، يمثل في وعي اخونا حامد، "اقصاء"!
اقصاء لي منو؟
طبعا للجلابة، ولكن، في اللاشعور!
طبعا يا حامد، حتقول لي ده ما كلامي، او كيف انت ماقصدت كده!
صدقني فاهمك كويس!
الهدف الاستراتيجي للسودان الجديد هو دك الصياغة الاستعمارية الحالية للسودان، اللتي اقتضت دكتاتورية الجلابة الفي فهمك، ديمقراطية، لو كانو سكان قصر "غردون" السيدان!
بهذا المعني، السودان الجديد، هو الديمقراطة الحقة بالالف واللام، بمعني، اقتسام "كــــــل" السودانيين، لكعكة السلطة والثروة، مش انفراد اقلية بعينها، بها، كما تروج انت، بوعي ام لاشعوريا، عن قصد، او علي نحو "سليقي"!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: حامد بدوي بشير)
|
الاخ العزيز حامد
رغم عجز من رفعو شعار السودان للسودانيين ان يصنعو سودان للسودانيين الا ان البديل الايدولجي الوافد كان الاسوا الاخوان المسلمين والشيوعيين والقومجية والسلفية
فالنخبة السودانية التي تراهن عليها الان هي ابعد ما تكون عن مشروع السودان الجديد لانها مستلبة
فما الذى يجعلهم لا يستوعبو
الفكرة الجمهورية وملفها السياسي 1954 الثورة الثقافية
والحركة الشعبية ملفها السياسي السودان الجديد عبر نيفاشا 2005
وهذه هي المشاريع السودانية الحقيقية في مستوى الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية
الرهان في المرحلة القادمة على الشعب فقط ووعيه
والاصلح الانضمام للحركة الشعبية او التحالف معها وهذا اضعف الايمان..اما معاداتها فهذا استكبار وشر مستطير يعيدنا لمربع واحد وازمة المشروع بتاع ناس 1956
ويسميه منصور خالد(النخبة السودانية وادمان الفشل)
فهناك خلل كبير في اطروحتك يجب معالجته
ولا زال السؤال القائم لماذا لا ينضم السودانيين راسا للحركة الشعبية؟؟؟للانعتاق من السودان القديم بكافة درجاته
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: Abdel Aati)
|
Quote: والاصلح الانضمام للحركة الشعبية او التحالف معها وهذا اضعف الايمان..اما معاداتها فهذا استكبار وشر مستطير يعيدنا لمربع واحد وازمة المشروع بتاع ناس 1956
ويسميه منصور خالد(النخبة السودانية وادمان الفشل)
فهناك خلل كبير في اطروحتك يجب معالجته
ولا زال السؤال القائم لماذا لا ينضم السودانيين راسا للحركة الشعبية؟؟؟للانعتاق من السودان القديم بكافة درجاته |
الأستاذ عادل أمين،
أولا من أين أتيت بفكرة معاداة الحركة الشعبية فيما طرحت؟؟
أنا ناديت الذين لديهم أسباب تمنع ذوبانهم في الحركة الشعبية أن يتجمعوا في حزب سياسي كبير يبنى أستراتيجيته وبرامجه على الفكرة التأسيسية، فكرة السودان الجديد من أجل خلق سياق سياسي جديد والخروج من الدائرة الشريرة (ديموقراطية - إنقلاب - ديموقراطية - إنقلاب .. الخ)
والأسباب التي تمنع ذوبان البعض في الحركة الشعبية كثيرة ومتنوعة تنوع الأفراد والأحزاب.
- هناك مثلا من لهم إرث طويل من العمل السياسي والنضال لا يريدون أن ينفصلوا عنه.
- هناك من ينتظروف حتى يروا هل يختار الجنوبيون الوحدة أم الإنفصال.
وهناك وهناك .. ما لا أستطيع أن أحصيه
ثم إنني لا أعتقد بأن الحركة الشعبية تسعى لأن تحتكر العمل السياسي في السودان الجديد، لأن هذا ضد مبدأها في التحول الديموقراطي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: عمار زكي)
|
أخي عمار،
أسعدتني بطلتك وشوقتني بوعدك. وأنا في انتظار مداخلتك التي من المؤكد ستفيدني فيما أطرح.
فقط أقول لك:
لم تكن الفكرة التي طرحتها بنت لحظتها، وإنما خلاصة دراسة متأنية للحركة السياسية السودانية منذ بداياتها الأولى. وقد خلصت تلك الدراسة، التي أرجو أن ترى النور قريبا، إلى أن الدعوات والأيديولوجيات والتركيبة الطبقية والظروف السياسية، (المحلية والإقليمية والدولية) والتاريخ والجغرافياوكل شئي أفرز الشكل والمحتوى الذي قامت عليه أحزابنا السياسية، قد تغير وإلى الأبد.
والعجز في التفاعل مع هذه المتغيرات هو الذي يكبل حركتنا السياسية ويكبلنا جميعا بالنتيجة.
ولنأخذ أمثلة بسيطة وبديهية:
- فلم تعد (وحدة وادي النيل) التي قام عليها التيار الإتحادي العريض، منذ جمعية الإتحاد 1920 وإلى تنظيم القوميين العرب، لم تعد قضية راهنة. لكن الأحزاب التي قامت حول هذه القضية ما زالت كما هي.
- لم تعد عودة الدولة المهدية قضية راهنة، لكن التيار السياسي القائم عليها من بدايات تكون الحركة السياسية السودانية لا يزال كما هو ولم يتغير.
- الإشتراكية الماركسية اللينينية العلمية، هي الأخرى، لم تعد قضية أحد الآن، لكن الحزب الذي قام عليها منذ الجبهة المعادية للإستعمار لا يزال هو هو.
ما هو السبيل للخروج من هذا النفق التاريخي؟
البعض يقول لك (بإجتثاث السودان القديم من جذوره)، أما كيف يكون ذلك، فلا أحد يقول.
البعض يقول لك بشنق الرموز القديمة في الميادين. أما بأية سلطنة يفعل ذلك، فلن يقول لك.
البعض يقول لك بتفتيت هذا الكيان الشاسع إلى دويلات في هذا الزمن الذي تتجمع فيه الدول الكبرى في كيانات (هايبر دول) لمصلحة مواطنيها.
أنا أردت أن أقول أن الأمر يتم عبر إصلاح السياق السياسي القديم عن طريق حقنه بدما جديدة - بتكتلات حزبية تستلهم سياقا سياسيا جديدا وفرته الدعوة الكبرى لقيام السودان الجديد.
الشيئ المحير، أخي عمار، أن البعض يهاجمك دون حتى أن يقرأ ما طرحت.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: الاخوه المتداخلون:
اسلوب الحوار لا ينبئ بجيل جديد سيحفظ للسودان استقراره!
ما ان ياتى احد بفكره جديده حتى تاتونه بكل هناته ان وجدت!!!!
ا ليس من الطبيعى ان اخطئ مره!!!
ا ليس من حقى ان اتجدد وااتى غدا بمفهوم جديد!!!
ارجو ان نخرج من عباءة الاركان الجامعيه تلك... وان نتعامل مع الافكار بما اكتسبناه من جديد.
اقرا لكم لاننى اعلم ان بعضكم شاهد عصر على بعض المجريات التى لم نشهدها او حجبت عنا بفعل النظام القائم، ولكن ما ان تبداؤا فى التفاصيل حتى يستفذ بعضكم بعضا ونبدا فى سفر السباب غير المنتهى!!!
ارحمونا وافيدونا.
تحياتى. |
الأستاذ سميح جمال،
آسف إذ لم انتبه لمداخلتك وسط هذا الطوفان من السباب الذي يشنه علينا عبدالعاطي. وهو معذور لانه لا يملك سواه. ويعرف من السياسة السودانية فقط على عبداللطيف ونور تاور ويريد ان ينصب نفسه منظرا في السياسة. مسكين .. مريض وربنا يشفيه.
أنا معك في ضرورة أن نصغي لبعضنا البعض حتى وإن اختلفنا. فالإختلاف أمر صحي. وأنا أعتقد ان آفة السودان في الإحتكار. إحتكار السلطة واحتكار الحقيقة واحتكار حق الكتابة واحتكار الوصاية على الآخرين واحتكار البطولة. والمحتكر لا يريد ان يرى غيره في أي ساحة من الساحات.
لهذا لا نسمع بعضا ولا نشارك بعضا وكل من يختلف معنا هو خائن وعميل وضال مضلل.
أرجو أن تواصل مداخلاتك لنسمع رأي جيل الشباب في (الورطة السودانية).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: حامد بدوي بشير)
|
الاستاذ/القدير
حامد بدوى بشير
ازيلحال
ـــــــــــــــــــ
و
اول حاجه وين الغربه وصلت معاك وكيف؟
والتلفونات مالها؟
وطبعا مشتاقين كعادة السودانيين.... انا متواصل مع الاسره بس ما زى زمان
ــــــــــــــــــــــ
اليوم والان قبل ساعه او اقل من ساعه كنت فى جريدة صوت الامه
واستلمت الشهاده الكبيره من هيئة اذاعة وتلفزيون السودان(هكذا يسمونها) الاذاعه
اظنهم قد كرموك فى غيابك واستلم الشهاده الاستاذ صديق الحلو قبل فتره طويل يمكن قريب السنه فادانى ليها اليوم عشان اوصلها للاستاذه/نجوى زوجك الكريم وحا يحصل ان شاء الله وصلت
ــــــــــــــــــــــــ
من جانب اخر حضرنا الاحتفال الكبير الذى كرمك فيه مركز عبد الكريم ميرغنى التقافى بامدرمان العام الماضى بمناسبة فوز الروايه الكبيره فى مسابقة الطيب صالح من تاليفك رواية(مدينة النهر الميته) هذه الروايه جميله وانصح العالم كلو انو يقراها فهى ليست بالروايه التى يمروا عليها ويحتفلوا بها او مجرد روايه تفوز فى مسابقه كبيره مثل مسابقة الطيب صالح التى يتسابق عليها الرواييون او القصاصه السودانيين
فهذه الروايه ليست روايه سهله فهى عميقه ونادره من نوادر العالم...
ايها الساده هذا الرجل فنان مقبوض بلسابته وله سوابق فنيه كتيره انتجها بسخاء انا اعرفه كوييييييييييييييس فنتبهوا الى فنه وليكف حامد البدوى عن صعلقة السياسه على الاقل قد فشل علم السياسه وهو بين يدئ المتخصصين والذين درسوا المنهج او العلم فى التغيير من خلال التجارب والتطبيقات الواسعة المساحات التى اوتيحة للسياسه كعلم ونظريات للمساهمه فى الفعل الحقيقى للتغيير وارى ان هنالك علوم كثيره برغم معرفتى المتواضعه بان السياسه تجمع جزء كبير من العلوم وانها تعتبر ام العلوم لذا كان العشم فى العمل بها للتغيير ولكن ليس الفشل فى علم السياسه ولم اقصد ان العلم والنظريه السياسيه هى المتناقصه والفاشله بينما اشير من خلالها الى فشل الذين يحاولون توظيفها لمصالحهم الخاصه ومصالح المناطق المشوهه الجغرافيه التى ينتمون اليها...السياسه شى جميل ولكن لابد من تطهيره فى الوق الحالى ثم لابد ان ننحو جديا فى سياق التنظيف لكل ما استخدم من علم كان يراد به خدمة البشريه ثم انحرف به المغرضين والتجار لمصالحهم الخاصه حتى استطاعوا ان يسجلوا اكبر درجة نجاح للفشل فى العالم. وكأن الفشل هو الشى الاصيل فينا الذى نعمل على ايجاده وتوصيله للشعوب
واليوم الانسان يقتل نفسه فى معنى اغتيال شخص اخر انكم حينما تقتلون او تشتمون فانكم بمثل هذه الافعال تشتمون وتقتلون معنى انسانيتكم وتحرجون انفسكم وانتم بعيدون عن الصواب
حامد فنان فتشوا هذا الفنان وتمرده ستجدون فيه راحة وصدق وافق يستاهل ان نناقش به الحريه
وارى ان فى الاختلاف صحه اجتماعيه بس الناس تراعى الجانب الانسانى فنحن جميعا نشتركة فى ماركة البشريه ونلتقى فى الروح
شوكن
فاضلابى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: محمد عبيد الفاضلابى)
|
صديقي الفاضلابي، الشاعر الذي تتزاحم الكلمات في صف طويل وتتنافس لتجد لها مكانا على طرف لسانه.
أين أنت يا راجل، وهل الزواج من حلوة الحي ينسيك أصدقائك؟
أشكر لك كلماتك الكريمة في حقي، وإن كنت لا أستحق كل عبقها.
لم اعرف ان الإذاعة السودانية كرمتني ولا لماذا. فأنا لم أدخل مبنى هذا الجهاز ولا مرة واحدة في حياتي! أرجو أن تشرح لي الأمر أكثر.
لنتواصل يا صديقي، إن كنا لا نستطيع أن نلتقي.
وتحياتي لأعضاء (التروبادور)،
شيخها القدال
وحزينها عاصم
وساميها، عبدالرحمن
ومغنيها القرشي.
ولك أنت يا فاضلابي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: والأسباب التي تمنع ذوبان البعض في الحركة الشعبية كثيرة ومتنوعة تنوع الأفراد والأحزاب.
- هناك مثلا من لهم إرث طويل من العمل السياسي والنضال لا يريدون أن ينفصلوا عنه.
- هناك من ينتظروف حتى يروا هل يختار الجنوبيون الوحدة أم الإنفصال.
وهناك وهناك .. ما لا أستطيع أن أحصيه
|
العزيز حامد بدوي
تحية طيبة
مشكلة عدم انضمام النخبة المثقفة للحركة الشعبية ...مشكلة نفسية فقط...
وعشان تحليلاتك تكون مظبوطة تماما...لابد من ادخال البعد النفسي والمزاجي للشخصية السودانية في دراستك القيمة عن السياسة والسياسيين في السودان..
الاحزاب اطر سياسية وليست دوقما او عقيدة
اهو دي اسرائيل وصلت مرحلة كاديما ونحن في الشرق الاوسط على تماثيلنا عافكون
واحزاب السودان القديم سواء كانت طائفية او عقائدية تجاوزها العصر والمغرب والعشاء
والحركة الشعبية هي التي اخرجت السياسة السودانية من استاتيكا جمهورية العاصمة المثلثة الي ديناميكا السودان من اركانه الاربعة..
وناس حزب المؤتمر التقطو القفاز وبقو في سباق مع الزمن لمجارات الحركة الشعبية في سباق المسافات الطويلة..خلال العمل التنموي المكثف والمرتجل احيانا..والحكاية جديدة عليهم عشان كده بتجي شترا...
اما احزاب السودان القديم الفي الجير..ياها ذى ما كانت 1965 مكانك سر..
واليسار العروبي المازوم بتاع ناس البعث والناصريين ديل لا وجود لهم غير في الصحف
والشيوعيين في ان لا عاقلة ولا مجنونة...
فما جدوى التخشب السياسي طالما البرنامج واحد هو الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية
والصراع بين اصدقاءؤها واعداءؤها
يعني بين
النيفاشيين قلبا وقالبا وبين غير النيفاشيين ولو من وراء حجاب
.......................
بعدين الكلام التحتو خط من كلامك ده حيثبت تماما اين تكمن الازمة في وعى المثقف الشمالي!!
وهل الانتقال من حزب ذو رؤية ضيقة الي لحزب ذو رؤية اوسع يذرى بتاريخ او نضال الشخص..اقرا سقوط الاقنعة عشان تعرف كيف ينتقل بعض السودانيين الي الاسوا دون ان تطرف له عين او ذرة حياء رغم ان الحياء شعبة من شعب الايمان على قاعدة من نعمره ننكسه في الخلق..وليس هناك داعي لذكر الاسماء..
ثانيا مشروع السودان الجديد ليس مشروع جنوبي مرتبط بالانفصال او الوحدة..عشان نراهن على خيارات الجنوبيين... بل هي ازمة الوعي في الشمال و نخبه الحسودة واصحاب المصالح الضيقة هي التي تعيق انتشاره شمالا وتجعل جون قرنق مفكر جنوبي والحركة بتاعة دينكا(دينا بور فقط)...وتقاصر دونه الوعي بالتاكيد لانعدام المنابر الحرة الحقيقية ...لذلك سيظل مشروع كل السودانيين لحدت ما الزبد بتاع السودان القديم كلو يذهب جفاء بعدين بكون خيار الجماهير الذكية والمغيبة الان... وعبر صناديق الاقتراع...
............................
ونوجه ليك السؤال المرة دي بصورة ثانية
ليه الناس شايفين وجود جنوبيين في حزب المؤتمر الوطني شيء عادي ولن يتاثر بالوحدة او الانفصال ووجود شماليين في الحركة..شيء عجاب؟؟ وعيب كمان عن البعض...
دي عندها علاقة فقط بعلم النفس السياسي
نحن يا عزيزى حامد شعب ابتلاه الله في نخبه؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: Abdel Aati)
|
Quote: ونوجه ليك السؤال المرة دي بصورة ثانية
ليه الناس شايفين وجود جنوبيين في حزب المؤتمر الوطني شيء عادي ولن يتاثر بالوحدة او الانفصال ووجود شماليين في الحركة..شيء عجاب؟؟ وعيب كمان عن البعض...
دي عندها علاقة فقط بعلم النفس السياسي
نحن يا عزيزى حامد شعب ابتلاه الله في نخبه؟؟؟ |
الأستاذ عادل أمين،
أنا أعتقد أن وجهة نظري قد لامسها الكثير من التشويه. فمن قناعاتي الراسخة ان العقلية الإنفصالية هي العقلية الشمالية في الاساس. وأضرب لك مثلا بحزب (الوحدة). فقد تكون هذا الحزب عام 1953 وسمى نفسه (حزب الوحدة الجنوبي). وفي عام 1954، عقد مؤتمره الأول وغير إسمه إلى (حزب الوحدة) باعتبار أن صفة الجنوبي تتعارض مع الدعوة لوحدة البلاد. وظل هذا الحزب حتى إنقلاب إبراهيم عبود 1958 متمسكا بوحدة السودان حتى أجبر قادته للإلتحاق بالتمرد بسبب سياسة الإبادة الجماعية التي إتبعتها سلطة العسكر في غفلة من التاريخ والضمير الإنساني. لكن الشاهد هو أنه لم يتقدم شمالي واحد بطلب الإنضمام لهذا الحزب، منذ قيامه وحتى اضمحلاله بعد مؤتمر المائدة المستديرة، بينما وجد الجنوبيون في جميع الأحزاب الشمالية.
إذن العقلية الشمالية هي العقلية الإنفصالية. وأن العمل من أجل وحدة السودان يجب أن يركز على الشمال وليس الجنوب.
لهذا يا صديقي، فإن الفرح بما تطرحه الحركة الشعبية وحده لا يكفي. فلدينا عقلية إنفصالية متعالية في الشمال تحتاج لعمل كبير.
ولا يكون العمل وسط هذه العقلية بمعاداتها ونفيها وتجاهلها. فهذا لن يجدي. فهي هناك موجودة ودائما.
لذا نسعى لفصل العناصر الديموقراطية الشابة والأحزاب الديموقراطية الجديدة والأحزاب التي تسمى جهوية، كل هؤلاء في تكتل سياسي واحد، وعلى أقل تقدير سيخلق هذا التكتل توازانا في الشمال يسمح بنمو فكرة السودان الجديد ويضعف من عناصر مقاومتها وعناصر استمرار السودان القديم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة لجميع أحزاب القوى الحديثة للتجمع والتوحد في (حزب العمل) في إطار السودان الجديد. (Re: Abdel Aati)
|
Quote: ونوجه ليك السؤال المرة دي بصورة ثانية
ليه الناس شايفين وجود جنوبيين في حزب المؤتمر الوطني شيء عادي ولن يتاثر بالوحدة او الانفصال ووجود شماليين في الحركة..شيء عجاب؟؟ وعيب كمان عن البعض...
دي عندها علاقة فقط بعلم النفس السياسي
نحن يا عزيزى حامد شعب ابتلاه الله في نخبه؟؟؟ |
الأستاذ عادل أمين،
أنا أعتقد أن وجهة نظري قد لامسها الكثير من التشويه. فمن قناعاتي الراسخة ان العقلية الإنفصالية هي العقلية الشمالية في الاساس. وأضرب لك مثلا بحزب (الوحدة). فقد تكون هذا الحزب عام 1953 وسمى نفسه (حزب الوحدة الجنوبي). وفي عام 1954، عقد مؤتمره الأول وغير إسمه إلى (حزب الوحدة) باعتبار أن صفة الجنوبي تتعارض مع الدعوة لوحدة البلاد. وظل هذا الحزب حتى إنقلاب إبراهيم عبود 1958 متمسكا بوحدة السودان حتى أجبر قادته للإلتحاق بالتمرد بسبب سياسة الإبادة الجماعية التي إتبعتها سلطة العسكر في غفلة من التاريخ والضمير الإنساني. لكن الشاهد هو أنه لم يتقدم شمالي واحد بطلب الإنضمام لهذا الحزب، منذ قيامه وحتى اضمحلاله بعد مؤتمر المائدة المستديرة، بينما وجد الجنوبيون في جميع الأحزاب الشمالية.
إذن العقلية الشمالية هي العقلية الإنفصالية. وأن العمل من أجل وحدة السودان يجب أن يركز على الشمال وليس الجنوب.
لهذا يا صديقي، فإن الفرح بما تطرحه الحركة الشعبية وحده لا يكفي. فلدينا عقلية إنفصالية متعالية في الشمال تحتاج لعمل كبير.
ولا يكون العمل وسط هذه العقلية بمعاداتها ونفيها وتجاهلها. فهذا لن يجدي. فهي هناك موجودة ودائما.
لذا نسعى لفصل العناصر الديموقراطية الشابة والأحزاب الديموقراطية الجديدة وما يسمى بالأحزاب الجهوية، في تكتل سياسي جديد وفاعل وقادر على خلق التوازن المطلوب في الشمال ومعادلة الفعاليات السياسية الإنفصالية في الشمال.
وحتى أوضح وجهة نظري التي شوهت حتى ظن البعض إنني أدافع عن القيادات الطائفية، أرجو أن تسمحوا لي بشيئ من الإطالة في قضية الفروق الجوهرية بين السودان الجديد والسودان القديم وبين العقلية السياسية السائدة في الشمال التي تقوقعت حتى انفصلت عن القضايا الأساسية للوطن والعقلية التى نتمنى أن تسود.
عندما طرحت الحركة السياسية الوطنية في بداية تشكلها، المشروع السياسي الإتحادي المنادى بوحدة وادي النيل تحت التاج المصري، هروبا من هيمنة الأنصار واتقاءا لهيمنة الدولة الدينية، وإستجابة للروابط الثقافية والتاريخية العميقة مع مصر. ثم طرحت نفس هذه الحركة المشروع السياسي الثاني، المنادى بعودة السودان دولة مستقلة بناءا على الإرث المهدوى الديني، عندما طرحت هذه الحركة السياسية ذلك في بداية تكونها، فإنها وعت أم لم تعي، كانت تقترح تغيير الهوية العرقية والثقافية والدينية لجميع من هم ليسو عربا وليسو مسلمين من سكان السودان بحدوده المعروفة. فالدولة العربية الكبيرة التي تضم مصر والسودان، لا بد من أن تتكون على حساب الوضعية المواطنية والسياسية والثقافية لغير العرب وغير المسلمين من سكان السودان. كما ،نه لا مكان لمثل هؤلاء في دولة إسلامية شمولية، غير المسلم فيها مواطن من الدرجة الثانية، بل هو إما دافع جزية أو موضوع حرب أو راضى بتغيير هويته وعقيدته.
لهذا ندرك الآن جزع الكوادر السياسية الجنوبية عند اقتراب موعد تقرير المصير خاصة وأن الإستفتاء الخاص بتقرير المصير لا يحوى سوى نقطتين تعنيان جوهريا إما إنتصار المشروع الإتحادي العروبي أو إنتصار المشروع الإستقلالي المهدوى الديني . فهدا هو ما اتفقت عليه الأحزاب السودانية الشمالية مع الصاغ صلاح سالم كحل وسط يحفظ وحدة كلمة السودانيين، وهو ما اتفقت عليه، بالتالي، الحكومة المصرية مع الحكومة البريطإنية فيما عرف بإتفاقية السودان عام 1953.
وحسن الحظ وحده، هو الذي أنقذ السودان من ذلك المصير المظلم الذي رسمته له الأحزاب الشمالية في إتفاقها مع الصاغ صلاح سالم مبعوث مجلس قيادة الثورة المصرية إلى السودان. وذلك بحدوث الهزيمة غير المتوقعة لحزب الأمة في إنتخابات الحكم الذاتي أواخر عام 1953، وبالتنصل غير المتوقع للإتحاديين عن مبدأ الإتحاد مع مصر في منتصف عام 1955. وبهذا فقط تجاوز تاريخ السودان تلك المصيدة ذات الفجوتين المهلكتين وبرز الإتجاه نحو الديمقراطية العلمانية كحل وسط وحيد لا مناص منه.
والديمقراطية هي النظام الوحيد الذي تجد فيه الأقليات السياسية والأحزاب الصغيرة وأهل الهوامش والأرياف، الفرصة لتوصيل صوتهم إلى مركز صنع القرارات في البلاد. لهذا فإن جنوب السودان لم يفجر ثورة، أو ما يسمونه تمردا قط في عهد ديمقراطي. فباستثناء حوادث توريت عام 1955، وهى التي أرجعناها لإشفاق الجنوب من مصيدة تقرير المصير، فإن موجة التمرد الثانية المعروفة بالأنانيا عام 1963، كانت في عهد الدكتاتورية الأولى، وموجة التمرد الثالثة التي قادتها الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983، كانت في عهد الدكتاتورية الثانية.
والنظام الدكتاتوري المتحقق بواسطة إنقلاب عسكري في السودان، هو جوهريا تجلى عنيف لأحد المشروعين السياسيين الكبيرين، المشروع العروبي الإتحادي والمشروع الإستقلالي الديني، على السلطة. وقد لا تبدو الصلة واضحة بين الحزب الذي يمثل المشروع السياسي وبين العناصر العسكرية المنفذة للإنقلاب، ومع ذلك فإن التحليل الدقيق ليكشف لنا صحة هذه الفرضية، وقد تعرضنا بشيء من التفصيل لذلك عند تحليلنا لتحولات المشاريع السياسية، وعند تحليلنا لكيمياء السلطة في السودان. حيث إتضح أن إنقلاب الفريق إبراهيم عبود عام 1958 كان هو التجلي العنيف للمشروع الديني من أجل إجهاض فرصة تحقق المشروع الإتحادي العروبي، كما شرحنا ذلك في موضعه. وكذلك جاء إنقلاب جعفر محمد نميري تجليا عنيفا لطلائع المشروع الإتحادي العروبي، ممثلين في القوميين العرب من أجل إجهاض فرصة المشروع الإستقلالي الديني في التحقق. ولا حاجة لذكر التجلي العنيف الثاني للدولة الدينية بعد التحول النوعي الذي طرأ علي المشروع الإستقلالي الديني، وإنتقال قيادته للحركة الإسلامية الحديثة. فهذا واقع يعيشه السودان اليوم.
الذي يهمنا هو أنه كلما تجلي أحد المشروعين السياسيين الكبيرين وبالقوة علي السلطة، لجأ جنوب السودان إلى حمل السلاح للدفاع عن هويته وثقافته وتفرده. وهذا يعني أن علاقة جنوب السودان السياسية مع شمال السودان لن تتعادل وتستقر إلا في ظل النظام الديمقراطي. وإذا حدث أن إستمر الجنوب في حمل السلاح إبإن الفترات الديمقراطية، فذلك لإن القادة السياسيين الجنوبيين كانوا يدركون هشاشة النظام الديمقراطي مقابل قوة المشروعين السياسيين الكبيرين، ويدركون أيضا، إن الفترة الديمقراطية ما هي إلا هدنة مؤقتة تعود بعدها المشاريع السياسية لإنتهاج العنف ضد بعضها بعضا. هكذا علي الأقل قرأت الحركة الشعبية لتحرير السودان الساحة السياسية السودانية عقب إنتفاضة أبريل 1985. فبعد وضع العراقيل أمام مقررات مؤتمر كوكادام وإتفاقية (الميرغني – قرنق)، فإن الحصافة السياسية تملي عدم وضع السلاح. فالدكتاتورية العسكرية قادمة لا محالة. ولم يكن الوصول إلى هذه النتيجة يحتاج لعبقرية.
هكذا ظهر، ولأول مرة في التاريخ، مشروع سياسي قومي، لا يعني بحل (مشكلة الجنوب) وإنما يعني بحل (مشكلة السودان). هذا المشروع السياسي الجديد هو مشروع (السودان الجديد) مقابل (السودان الإسلامي) و(السودان العربي). ويحمد للحركة الشعبية لتحرير السودان هنا إنها لم ترفع شعار (السودان الأفريقي). وهذا دليل ذكاء وسعة أفق لقيادة هذه الحركة، فلو أنها أغلقت دعوتها في (السودان الأفريقي)، لخسرت مناصرة عناصر عديدة في السودان يملأها الوهم بإنها (شيء آخر غير الأفريقي).
الآن يتحدث الجميع في السودان، عن الحرص علي (وحدة السودان). وليس من المجدي في شيء الحديث عن وحدة السودان دون وعي بالتركيبة السياسية الحاضرة في السودان والممثلة في المشاريع الثلاث الكبرى، المشروع الديني والمشروع العروبي ومشروع السودان الجديد.
وحيث أن لكل من هذه المشاريع قاعدته الإجتماعية المبررة لإستمراره والمتطلعة لتجليه علي السلطة، فإنه يبدو، نظريا على الأقل، أن لا شيء يجمع هذه المشاريع في سودإن موحد، من حيث إن كل مشروع هو تصور لوطن مختلف عن تصور المشروعين الآخرين. بمعني آخر فإن الحركة السياسية السودانية تعود إلى الصفر بعد مرور نصف قرن علي نشأتها. فقد بدأت في شكل ثلاثة مشاريع سياسية لا رابط بينهما، وانتهت في شكل ثلاثة مشاريع سياسية لا رابط بينهما.
غير إن ثمة فرق جوهري بين ثلاثية الماضي وثلاثية الحاضر. فقد بنيت ثلاثية الحركة السياسية السودانية عند نشأتها، علي قاعدة من العهود التاريخية التي لا علاقة بينها سوي الإجتثاث والإزالة، وهي عهود التركية السابقة والمهدية والإستعمار الحديث. بينما تقوم ثلاثية الحاضر علي قواعد إجتماعية متعارضة المصالح من ناحية، ومشتركة المصالح من ناحية أخري. ثمة مصلحة عامة تهم كل القواعد الإجتماعية في السودان ألا وهي بقاء السودان موحدا بأنهاره وغاباته وجباله وسواحله. فجميع القواعد الإجتماعية لها مصلحة في بقاء ونمو موارد السودان المجتمعة.
ولهذا دخلت في الأدب السياسي السوداني مؤخرا تعابير جديدة مثل (تقسيم السلطة والثروة). فهذا شعار ناضج يرتبط مباشرة بمصلحة الفئات الإجتماعية التي تبرر تجلي المشاريع السياسية وتمنحها أيديولوجيتها. فهو شعار لا رائحة فيه للأوهام أو الرواسب التاريخية. ومع ذلك لا تزال الأوهام تعشعش بسبب الأمية وإنهيار نظام التعليم الرسمي ذي الأهداف الإنسانية السامية وإستبداله بنظام تعليم يقوم عل المصلحة الضيقة الإنية. ولا تزال المشاريع السياسية تميل علي إستغلال الجهل والأمية والأوهام لتحقيق أهداف تكتيكية فقيرة وأحادية النظرة، مما ينتج عنه أنواع من التعالي العرقي والتعالي الثقافي والتعالي الإجتماعي التي هي من أخطر أدواء المجتمع.
(عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 02-26-2008, 07:54 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
حامد بدوي بشير
Abdel Aati
Bashasha
adil amin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست