إذا مس شريفاً ..« حجبوه » ..!! ( الطاهر ساتى )

Quote: يمنحونهم ...« المحن » ...!! الطاهر ساتي كُتب في: 2008-02-11 [email protected] ** هى « منحة » ظلت تقدمها مؤسسات الدولة للعاملين بها عقب احالتهم للمعاش ، فكيف ولماذا تحولت تلك « المنحة » في وزارة الدفاع الوطني الى « محنة » ..؟..اذ لا يستقيم عقلا أن يكتوي المارة والسيارة بالزحام الذي تسببه مسيرة معاشيي القوات المسلحة شهريا ، وذلك احتجاجا على عدم ايفاء وزارتهم ثم المالية بحقوقهم المكتسبة والمسماة بال «استبدال » .. نعم هذا « الاستبدال » ليس حقا قانونيا تنص عليه قوانين العمل ، ولكن بالممارسة في كل مؤسسات الدولة ومرافقها العامة - منذ سودنة الوظائف - صار حقا مكتسبا للعامل ،اذ يؤسس عليه العامل حياة أسرته في مرحلة ما بعد العمل ، فالذين دفعوا ضريبة الوطن في زمان الحرب دما وعرقا وفي زمان السلم معاشا ،لهؤلاء أسر كريمة فيها الطالب وتكاليف دراسته ، وفيها المريض وتكاليف علاجه ، وفيها أرواح تعيش بلقمة طعام وجرعة ماء .. وليس من العدل أن تتلكأ وزارتا المالية والدفاع في توفير مبالغ مالية تمنح أسر جنودنا الأوفياء بعضا من وسائل الحياة الشريفة عقب سنوات ..« القتال والرباط » .. !! ** وكذلك ليس كريما في حق البلد وشعبه أن ترصد وسائل الاعلام - المحلية والعالمية - وتتناقل خبرا مفاده أن المحاربين القدامى في السودان يغلقون الطرق والجسور بعاصمتهم غضبا واستياء على مؤسسات وطنهم، الذي يشهد لهم بأنهم أفنوا أعمارهم في خنادق حمايته متأهبين للدفاع عن مكتسباته بالدم والروح ، ليس كريما في حق بلدنا وشعبنا أن يعرف العالم شهريا بأن مؤسسات دولتنا لا تجزل العطاء لانقياء شعبها ، ولاتقدم - من أنواع الجزاء - لأخيارالناس الا « جزاء سنمار » .. فان لم تستر أموال بلادنا - وثرواتها - أسر حماتها الأجلاء في زمان الحرب والضنك ، فأسر من أجدر بالستر بها في زمان كل أنواع اثراء ، الحلال منها والفاحش ..؟.. وفى أي بلد - غير هذا البلد - تتدثر وتتباهى حكومته بغنائم النفط والسلام والاستثمار الأجنبي ، في ذات اللحظة التى يخرج فيها الفقر والجوع والحرمان والظلم جنودا من دائرة « الضبط والربط » الى دائرة « الاحتجاج والتظاهر » ..؟..والى متى يشيد نهج المرحلة قصورا من ذهب في أرض « المليون بئر معطلة » ..؟ ** وثمة سؤال مهم يطل من خلف زحام الشوارع المكدسة بحزن وغضب معاشيي القوات المسلحة .. أين موقع الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة من هذا الحدث ..؟.. ماذا قدمت لهم بعد سنوات العطاء ..؟.. أليست هى هيئة خيرية مناط بها تحسين أوضاع الجنود ، العاملين منهم والمعاشيين ..؟.. فلماذا الصمت فى وجه صراخهم ..؟.. أليست لها شركات ومشاريع استثمارية ذات أرباح ..؟.. فان لم تسخر أرباحها فى حاجة أسر هؤلاء الحيارى ، ففيم تسخر ..؟.. لماذا لاتسارع بتمليكهم بعض وسائل الانتاج بالأقساط المريحة خصما من معاشهم ،كما فعلت من قبل «مشروع الأمجاد » ..؟ ** المهم .. وبأية وسيلة .. على وزارتي المالية والدفاع ايجاد حل لهذه القضية التى تزكم أنوف الشوارع مطلع كل شهر .. وان وضعت قائمة الأولويات في القيادة العامة « الأبراج » قبل « البوارج » فان قضية المعاشيين يجب أن توضع على رأس القائمة .. خاصة أن مطالبهم أقل من قيمة...« اللاندكروزرات » ...!!