إذا مس شريفاً ..« حجبوه » ..!! ( الطاهر ساتى )

Quote: اسئلتنا ... ايضا مشروعة ..! الطاهر ساتي كُتب في: 2008-02-10 [email protected] ** جاء بها زوجها من ريف البلد الي احدى مدائن عاصمتنا التي كانت مثلثة ، ثم أصبحت «مفلطحة » تحت وطأة أسباب النزوح وتسلسل القرى العشوائية ذات المسميات المدهشة التى من شاكلة « زقلونا » ، « جبرونا » ، « درشونا » و « منعونا » واتهمونا و كدة .. فاقامت أم الحسن بالمدينة حيث مسكن زوجها ، وكان بيتا وسيما فيه من الأثاث والزينة مالم يخطر على قلب امرأة ، وكذلك حديقة باسمة ترعى فيها أم الحسن «كتاكيتها» التى أهدتها لها والدتها حين زفتها الى بيت المال والعيال .. وأهم ما في حكاية أم الحسن هى « كتاكيتها » ، حيث كانت تلك الزغب الصغار بمثابة رأس مالها في الحياة .. وما أن تختلف مع زوجها في شأن من شؤون الأسرة الا وتبدأ في الصراخ ثم تسرع خطاها الى مخزن البيت وتأتي بكرتونة تجمع فيها كتاكيتها وترحل الى بيت عمها مؤقتا الى حين تدخل الوسطاء والأجاويد .. هكذا كان حال أم الحسن .. تختلف مع زوجها ، فتصرخ وتأتي بكرتونتها وتجمع فيها كتاكيتها ثم ترحل مؤقتا .. شهريا هكذا الحال .. ولكن ذات يوم فاجأت «الكتاكيت » أم الحسن وزوجها بتغيير الروتين .. حيث أختلفا كالعادة ، فبدأت الصراخ كالعادة ، ولكن حين جرت الى المخزن - مكان الكرتونة - تفاجأت بالكتاكيت قد سبقتها الي الكرتونة فقبعت بداخلها في انتظار الرحيل .. أي ان الكتاكيت تعلمت الدرس من صراخ أم الحسن الشهري ، فأراحتها من مشاق « المطاردة » و« الجمع » ..!! ** تلك «كتاكيت أم الحسن » ، وهى حرة في ما تفعل .. ندعها مؤقتا ، لنناقش قضية الاتهامات التى وجهها - فى الهواء الطلق - جهاز الأمن والمخابرات الوطنى لبعض رفقاء القلم دون أن يسميهم ، وقال فيهم - بكل شفافية - ان لهم مرتبات في السفارات ، وهذا يعنى - حتى لمن لا عقل له - أن لهؤلاء الزملاء وظائف ذات فوائد لدول تلك السفارات يتقاضون نظيرها تلك المرتبات .. أى هؤلاء الزملاء - لغويا وسياسيا ثم أخلاقيا - عملاء وأجراء لتلك الدول ذات السفارات بالخرطوم ، أو هكذا قرأ الرأي العام اتهامات جهاز الأمن والمخابرات الوطنى .. وعليه ، هيا معا نناقش حيثيات تلك الاتهامات بكل هدوء .. رغم أن حكومتى الصغرى بالمنزل بدأت تغضبني يوميا منذ مساء يوم المؤتمر الصحفي ، حيث تطالب بزيادة «مصاريف البيت »، وأخشى أن ترتفع بسقف مطالبها الى حيث ترغمنى على الصرف بالدولار والاسترلينى أو .. بال ..«جنيه الانجميني » ..!! ** المهم .. « نكون جادين شوية ..» .. أليس كذلك ..؟ ** حسنا ..في البدء نثبت ما يلي بلاتحفظ : - .. نعم لجهاز الأمن حق تأمين البلد .. نعم لجهاز الأمن حق التحرى وتقصى الحقائق فى سبيل ذاك التأمين .. نعم لجهاز الأمن حق توجيه اى اتهام لأى شخص .. نعم الصحفيون ليسوا بأنبياء ولا رسل ولا ملائكة ، ولكنهم بشر يخطئون ويصيبون .. ولكن ...« هنا مربط القضية .!!» ** هل قاعات المؤتمرات الصحفية هى الأمكنة المشروعة لتوجيه الاتهامات - ضد الصحفيين وغيرهم - أم قاعات النيابات والمحاكم ..؟.. ثم كيف يفسر الرأي العام عدم تقديم الجهاز هؤلاء الزملاء للعدالة منذ يوم ثبوت الادلة والى يومنا هذا ..؟.. وهل صمت الصحفي - المتهم - يسقط عنه الاتهام ..؟.. أو هل حين يكتب لصالح الحكومة سيغفر له الدستور والقوانين ما تقدم من عمالته وما تأخرت ..؟.. و...و... اسئلة كثيرة ستظل مشرعة -ومشروعة - حتى يقدم الجهاز قائمة الصحفيين المتهمين بالعمالة الى قاعات المحاكم .. ومالم يفعل ذلك ، فعلى الرأي العام الا يتوقع بأن تجرى كل الأقلام - طائعة - الى حيث « الكرتونة » وتقبع فيها ، كما تفعل « كتاكيت أم الحسن » عقب كل أزمة ...!!