|
Re: المــــهدية مابين الثورة والمتاهة (في ذكري فتح الخرطوم...) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
المــــهدية مابين الثورة والمتاهة (في ذكري فتح الخرطوم 26/يناير 1885 م ...) ________________________________________________________________________
الثورة المهدية :
للمتأمل في نهاية ( الحكم التركي ) بالسودان على يد ثوار المهدية يجد أن التاريخ لا بد أن يقف طويلا أمام تلك الحركة التحررية الفريدة من نوعها في إسقاط الاستعمار على يد ثورة شعبية مقاتلة قدمت بطولات وتضحيات تجعلنا نفتخر بالسودان كوطن و نقلتنا من( مستعمرين ) الى دولة ( مستقلة ) بعد سنوات من الحكم التركي وليس ( التركي المصري ) لان مصر كانت مستعمرة تركية تحت حكم محمد على باشا الذي أحتل السودان في 1821 م والسودان ممالك مستقلة أكبرها في سنار ( السلطنة الزرقاء ) و دارفور ثم ممالك صغيرة على النيل في ديار الشايقية والجعليين .
وفي الوقت كان فيه العهد التركي يسوم الناس سؤ العذاب بالظلم والضرائب والجبايات الثقال كانت الدعوي المهدية التي تحولت من دعوة ( دينية ) ( لسياسية ) عسكرية مجاهدة بحيث ردت أصل المفاسد الى الحكم التركي فحاربت الحكومة وأسقطتها بعد معارك بطولية في شيكان وبشرق السودان ثم حصار وسقوط الخرطوم وقتل غردون باشا أخر حكام ذلك العهد .. كان للإمام / محمد أحمد المهدي ثورة ولكن لم يكن له ( دولة ) فقد توفي بعد نجاح الثورة بأشهر معدودات تارك القيادة لخليفته عبد الله التعايشي في عهد يستحق التأمل ( زمان الخليفة ود تور شين ) دولة الرايات التي جعلت أولاد الغرب تحت رايتهم ( السوداء ) الزرقاء وأولاد البحر تحت رايتهم الحمراء ثم راية خضراء وأخري وأخري ..... وكلها تقسيمات أستندت على العرق والقبيلة والجهة ..في دولة أنشغلت في الصراعات ( الجهوية ) ما بين ولاد الغرب و ولاد البحر ومعارضة أسرة الأمام ( أل البيت ) بقيادة الخليفة على ود حلو للنظام بقيادة الخليفة عبد الله وأخوه يعقوب ( جراب الرأي ) وأبنه شيخ الدين .... وتحول (الثورة ) ( لدولة ) مضطربة غير (منطقية ) التفكير خصوصا طموحات التوسع بحرب مصر ( حملة النجومى ) والحبشة ( حملة الذاكي طمل ) وأحلام إسقاط الإمبراطورية البريطانية ودعوه فكتوريا للإسلام و _ لو _ حسّن إسلامها سوف تكفأه بتزويجها من الأمير / يونس ود الكيم !!! مما جعلها تجند كل السودانيون قادر على حمل السلاح في ( الجهاد ) وعندها لم يتوفر حتى من يقومون بالزراعة فداهمت البلاد مجاعة 1306 هـ فكيف انتهت ثورة الإمام / محمد أحمد المهدي لدولة لم تستطع المحافظة على ( استقلالها ) وسقطت ذلك السقوط الكبير في ( كرري ) !!! ســــــــدو الفرقة .... وما يفيد( ســـــــدها !!! ) ودولة الرايات تتهاوي ....
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|