|
الرياضة ليست عامل تقريب بين الشعوب... والدليل هو الكره الذي يحمله لنا هؤلاء
|
حينما تقام دورة رياضية في مكان ما كنا نسمع المعلقين والمحللين والقادة يمطرونا بوابل من الكلمات المعسولة على نحو: أن الرياضة تقرب بين الشعوب، وأنها وسيلة يمكنها أن تساعد في إيجاد حلول للمشاكل بين البلدان مهما كان درجة تعقد تلك المشكلات.. وكانوا يضربون لنا الأمثال في قدرة الرياضية على التقريب ليس بين الشعوب فحسب ولكن حتى بين قادة أشد الدول عداوة كما حدث في الصين في القرن الماضي وما عرف بدبلوماسية (البنج بونج) أو تنس الطاولة والتي استطاعت أن تقرب المسافات بين ماوتسي تونغ ونيكسون عام 1972م ومهدت للقاء بينهما كان له تأثير كبير في تقارب وجهات النظر بين البلدين بعد ذلك. إلا أن الواقع يقول أن تلك الحادثة كانت عابرة ونجحت لأنها توفرت على ظروف دولية معينة .. فالحقيقة أن الرياضة تساعد في التباعد بين الشعوب، وإثارة البغضاء والكراهية، وتعزيز العصبية، وتفريغ الكامن من المشاعر السلبية ... فقد وضح من خلال الدورة الحاليــة لبطولة أفريقيا لكرة القدم أن الشعب المصري لا يكن لنا الود كما كنا نظن من خلال ما صوره لنا الإعلام ومن خلال ما عكسته لنا تصريحات الساسة ... فهذا الشعب لا يرجو لنا الخير، ويستهين بنا وبإمكانياتنا لدرجة السخرية، و ثبت –على الأقل بالنسبة لي- أن الشائعات ومصدر النكات ومحاولات التنميط للشخصية السودانية صناعها هم المصريون ...لقد كان الاستخفاف والتعليقات المثيرة والنكات المقززة التي أطلقها علينا المصريون وما زالوا يطلقونها في منتدياتهم قبل وبعد مباراتنا مع منتخبهم، بل وفي مجالسهم وحتى عبر الصحف وأجهزة الإعلام الرسمية تؤكد مدى ما يحمله لنا هذا الشعب من مشاعر أقل ما يمكن وصفه بها بالبغيضة .. فهل كشفت لنا هذه المنافسة الرياضية حقيقة المشاعر لهذا الشعب.. وهل ما زال البعض منا يعتقد غير ذلك...
|
|
|
|
|
|