توفيت أمي وأنا ما زلت ممسكا بثوبها وعشت يتما مبكرا. ومنذ أن فارقتني، كنت أمني النفس ان أراها في المنام. أنتظرتها كثيرا حتى أصبت قبل أسبوعين بمرض عضال، فجاءتني وحملتني وسقتني من ماء يشبه ماء النيل عند الفيضان. شفيت تماما، لكنني ما وددت أن تتركني وحيدا في هذه الدنيا التي لم أعد أحتملها! وقلت لنفسي أن أخاطب ظلها وشاهد قبرها!
لا شىء يوقظني من الأحلام الا قبر أمي صامتا ما بين أوكار الحمام!
كانت الأيام حبلى حين جاءتني وساقتني الى ظلل الغمام!
لم أحتمل ظلي الذي لازمني منذ أن كنت غريرا لم أجد غير السقام!
منذ أن فارقتني يا ظل أمي طارت الأحلام عن داري وأرهقني المنام!
يا قبر أمي لا تدع جيش العناكب تنبش الشاهد والسعف الذي يحمي المقام!
كم تمنيت ضريحا قربها كي أناجيها وأسقيها حكايات الغرام!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة