|
Re: الدكتور عبد الله ابراهيم : الخلاسية كبديل للسفاح !!!! (Re: Agab Alfaya)
|
في المحاضرة التي القاها الدكتور عبدالله علي ابراهيم بالنادي العربي بالشارقة في امسية
الاربعاء الموافق 29/12/2004 ،
قال انه عنده وصفة جديدة لتوصيف سكان شمال السودان كبديل لتوصيف الافروعروبيين والغابة
والصحراء . وهي : الخلاسية !!!
قال ان هذه الوصفة هي المطروحة الان عالميا لوصف التمازج بين الشعوب !!!
وقال ان الافروعربية هي: سفاح !!!!!!!!!
تعليق :
لا ادري هل لم يسمع الدكتور بقول محمد المكي ابراهيم :
الله يا خلاسية ،
يا بعض عربية ،
وبعض زنجية ،
وبعض اقوالي امام الله .
| |
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: كسر قلم مكمايكل أم التأسيس لآيديلوجيا التمييز الثقافي والعرفي * ! (Re: Agab Alfaya)
|
كسر قلم مكمايكل أم التأسيس لآيديلوجيا التمايز الثقافي * !
عبد المنعم عجب الفيا
الدكتور عبد الله على ابراهيم من الكتاب الذين تحظى كتاباتهم باحترام كبير وسط المثقفيين. وقد صارت افكاره حول الثقافة السودانية واشكالات الهوية ، مثار جدل ومناقشات كثيرة في الآونة الأخيرة. حيث يرى البعض ( محمد جلال وعبد المنعم عجب الفيا ) ان مشروع الدكتور عبد الله الثقافي يقف على النقيض تماما من الصورة التي كان يروج لها مثقفوا اليسار. فهو مشروع لا يخص كل السودان وانما يخص الجماعة العربية المسلمة " على النيل والبوداي " . ويتحدد هذا المشروع ، في ترسيم ملامح هوية عروبية اسلامية خالصة لسكان شمال السودان دون شائبة افريقية محلية .
مقالة " تحالف الهاربين " كانت الخطوة الأولى في مشروع الدكتور ، لنفي الانتماء الافريقي عن سكان شمال السودان. وهي مقالة مكرسة في نقد "الغابة والصحراء" التي تعد أول محاولة مؤسسة في الاقرار بالبعد الافريقي الى جانب العربي ، في الذات السودانية ، ويتهمها بخلع وتحجيم الانتماء العربي الاسلامي من خلال السعي الى رد الاعتبار للعنصر الافريقي.
اما الخطوة الثانية ، فكانت مقالة : " كسر قلم مكميك : رد الاعتبار الى هوية الجعليين الكبرى"* وهي في الرد على المؤرخ والادراي الانجليزي بالسودان ، هارولد ماكمايكل والذي يحمله الدكتور عبد الله ابراهيم مسؤولية مقولة ان عرب شمال السودان خليط من العرب والنوبة. ويرى ان المؤرخين السودانيين : يوسف فضل وحامد حريز وحيدر ابراهيم وغيرهم رددوا هذه المقولة من بعده
وليس المقصود بالجعليين هنا القبيلة المعروفة بفروعها المختلفة ، وانما المقصود المجموعة الجعلية العباسية الكبرى وذلك حسب التقسيم التقليدي لانساب القبائل العربية في السودان . وتشمل هذه المجموعة ، الجعليين والشايقية والبديرية والرباطاب والمناصير وقبائل من الاواسط وكردفان كالجموعية والجمع والجوامعة الخ . .
اما عنوان البحث فقد استوحاه الدكتور عبد الله من قصة ناظر الكواهلة بكردفان مع ماك مايكل الذي كان مفتشا على كردفان في ذلك الوقت .
يقول : " اصطرع في نهاية العقد الأول من القرن الماضي شعب الكبابيش والكواهلة من سكان شمال كردفان حول ملكية عد (موضع للسقيا) كجمر. وعرض النزاع علي ماكمايكل مفتش شمال كردفان بمدينة بارا. وقضي ماكمايكل بعد كجمر للكبابيش. وحين مد يده ليتناول القلم ويمضي الحكم امسك المرحوم عبدالله ود جاد الله، زعيم الكواهلة، بيده وكسر القلم. وعوقب عبدالله علي فعلته بالفصل من نظارة الكواهلة. غير ان مغنيته أذاعت مأثرته واورثتها إلى الخلف في كلمات بقيت فينا . "
علما ان النسابة التقليديين لا يصنفون الكواهلة ضمن المجموعة الجعلية . ولكن كسر الدكتور لقلم ماكمايكل له قصة اخرى . فهو يهدف من ذلك الى رد شبهة اختلاط الجعليين بالسكان المحليين التي رماهم بها هارولد مكمايكل في كتابه : " تاريخ العرب في السودان "
يقول : " فقد استقرت تقاليد النسابة السودانيين ،على شكلها الحالي منذ القرن السادس عشر، تصنف ، بوضوح الجعليين باعتبارهم عربا ينحدرون من العباس ، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم "
ثم يورد راي ماكمايكل موضوع النقد ، ويقول ورد في كتاب ماكمايكل بصدد تجديد النظر في اصل الجعليين ما يلي: "..إلى المدى الذي يمكن فيه اعتبار الجعليين جماعة واحدة ، فإن تماثلها العرقي إنما يتوقف على قاسمها الأعظم النوبي أو البربري والذي يسود بنسب شديدة التفاوت في كل أجزائها المكوّنة . توجد ثمة كذلك ، في هذه الجماعة ، دفقه قوية من الدم العربي وبصورة اكثر تحديدا لدي الجعليين بالمعنى الضيّق للكلمة . ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش . و بأخذ هذه الحقائق في الاعتبار فإن من المستحيل تحديد أية قبيلة من قبائل الجزيرة العربية يمكن أن يردّ إليها العنصر العربي الذي ساهم في تكوين قبائل الجعليين. "
مكمايكل هنا لا ينفي الاصول العربية للمجموعة الجعلية لكنه ياخذ على النسابة السودانيين تجاهل العانصر المحلية الاخري التي شكلت هويتهم ونحن هنا لسنا بصدد اثبات او نفي ما ذهب اليه مكمايكل في تفصيلاته . الا ان اختلاط العرب المهاجرين مع السكان المحليين وتاثرهم بالثقافة المحلية - مهما كانت درجات هذا الاختلاط والتاثر - أمر يستحيل ، من الناحية التاريخية والمنطقية والوقائعية ، المماراة فيه . وبدون ذلك التمازج الثقافي يصعب جدا الحديث عن ثقافة سودانية . والسودان في ذلك ليس استثناء . فتميز شعوب البلدان العربية عن بعضها البعض سببه تمازج الثقافة العربية الاسلامية بالثقافات المحلية المتوطنة في بلد .
مع التاكيد على ان منطلق مكمايكل وهو يأرخ لعرب السودان كان منطلقا عنصريا . فهو قد أعلن صراحة ، تفوق الدم العربي على الدم الافريقي حتى انه أساء الى بعض القبائل التي تزعم لها نسبا عربيا ويغلب عليها الدم الزنجي . وهذا ما حدا بالدكتور عبد الله على ابراهيم ان يستخلص في مقالة " تحالف الهاربين " ان القول بان سكان شمال السودان حصيلة اختلاط العرب بالنوبة القارة ، ينطوي على فرضية انحطاط
الا ان نظرة ماكمايكل العنصرية ، ينبغي الا تستغل كمبرر لنفي المكون الافريقي المحلي في تشكيل سكان شمال السودان والذي يمنحهم خصوصيتهم كعرب سودانيين . ولكن هذا للاسف ، ما انتهى اليه الدكتور عبد الله ، في خلاصة مشروعه العروبي الاسلامي . ويمكن للمرء ان يتقصى دون تعسف ، من كتابات واحاديث الدكتور الفاضل ، ان صورة الافريقي النمطية السالبة في المخيلة العربية والأوربية القديمة كان لها الاثر المباشر في اقصاء ، المكون الافريقي عن الكل المركب الذي شكل الهوية السودانية .
وفي هذا السياق ياتي رد الاستاذ كمال الجزولي *: " مهما يكن من أمر ، فاننا نتفق مع ما ذهب اليه يوسف فضل من ان حقيقة الهجنة واختلاط الدماء العربية والنوبية يبدو ماثلة للعيان بقوة لا تحتمل المغالطة . والى ذلك يجدر التعاطي معها كحقيقة معرفية لا ينتقص منها ان دعواها في أصولها العرقية عند مكامايكل وتجلياتها الثقافية عند ترمنغهام متوهمة لدي بعض المفكرين بانها تنطوي لى فرضية انحطاط كما ذهب الى ذلك مثلا د. عبد الله ابراهيم " .
لا شك ان هذا الكلام ينبغي ان يؤخذ في عمومياته لانه يجري في اطار الحديث عن القواسم القومية المشتركة التي تشكل ملامح الوطن . اذ لا ينفي ذلك وجود قبائل وعشائر وبطون عربية صرفة. ولعل من الاخطاء المنهجية التي يقع فيها بعض ممن يتصدون للحديث عن قضايا الهوية ، هي انهم ينظرون الى الهوية من واقع انتماءاتهم الصغيرة وليس من واقع الانتماء الى الوطن الكبير. فالوعي القومي متجاوز للوعي القبلي والعشائري او هكذا يجب ان يكون . واذا وجدنا العذر المواطن البسيط العادي لغياب هذا الوعي القومي فاي عذر يرتجى للمفكرين والمثقفين . ولا نقصد بذلك ان يخلع هؤلاء انتماءاتهم الصغيرة وانما نقصد ان دائرة انتمائهم ينبغي ان تكون اكبر ومتجاوزة .
لكن الامر الذي نسعى الى ابرازه هنا ، هو المنحى المنهجي الذي اتخذه عبد الله على ابراهيم . فهو لم يرد على مكمايكل في اثبات نسب الجعليين العربي الصريح ، بالاستقراء التاريخي والتحرى الوثائقي للانساب ، وانما يرد عليه بمنطق آخر لا علاقة له بالحقائق الموضوعية والتاريخية والوقائعية انه منطق ينحو منحى آيديلوجيا صريحا في التاسيس للهوية اعتمادا على الانتحال وشرعنة ادعاء النسب وهذه كلمات الدكتور وليست كلماتي . يقول :
" فما أخذه المحدثون علي النسبة من عزة بأصل الجعليين العربي ليس محض نفاق أو أكذوبة. فهو في الغالب مؤشر لوعي جمعي نهض علي تراكم خبرة تاريخية اختار الجعليون من بينها الأصل العباسي وطاب لهم.. فللكذب في الهوية منطق ومغاز سنري طرفاً منها خلال هذا البحث."
" . فالخيال، الذي ننسب إليه الادعاء والكذب، ممارسة مشروعة وموضوعية علي عهدنا هذا. وعليه فادعاء هوية عرقية أو دينية هي ممارسة شائعة بل هي في أصل ديناميكية الهوية. "
" و قد حلل مايكل هرزفلد، وببراعة، كيف تبني الأكاديميون والفلكلوريون اليونانيون في القرن التاسع عشر هوية هيلينية لينسبوا أنفسهم للحضارة الإغريقية القديمة. ولم ينح هرزفلد في تحليله إلى مغالطة هذا الجيل اليوناني من النسابة وتكذيب "دعواهم" التي لا يري لها سنداً في الواقع "الموضوعي". ما اهتم به هرزفلد حقاً هو كيف يدرس الشواهد التي أبرزها الإغريق لإدعاء الهلينية بواسطة تفكيك هذا "الادعاء" ومغازيه في عصره. "
ومن وسائل الانتحال ما اسماه الدكتور بحيلة الثغور، وهو التحايل على الخصائص الثقافية لتأسيس هوية إثنية لجماعة ما: " فالعامل المقدم في تعريف الهوية ليس الميزات الثقافية بل ما تواضع العلماء علي تسميته ب"حيلة الثغور" أي بما تتفتق عنه الجماعة من براعة في استثمار ميزاتها الثقافية لتعزيز نفسها وتحسينها في نظر الآخرين الواقعين عبر حدودها الإثنية. "
هكذا يمضي الدكتور الفاضل في التاسيس لانتحال الهوية وشرعنة ادعاء النسب ،استنادا الى ما وصفه ، بما استجد في علم الهوية ويختم بحثه بالقول: " وقد بنينا نظرتنا النقدية علي مفهوم انثروبولجي معاصر يقول ان الهوية هي تأويل ثقافي لمنشأ المرء البيولوجي وأنها مما ينتحل أو تزعمه الجماعة لنفسها زعماً. "
وبذلك يؤسس الدكتور عبد الله كما يقول محمد جلال *" لمفهوم الهوية كاختيار وكسلاح أيديولوجي، وكيف أن الهوية عندما تستخدم الأنساب إنما تفعل ذلك كأداة من أدواتها دون أن تعير الوقائعية التاريخية أدنى اعتبار."
ورغم ان محمد جلال يقر عبد الله ابراهيم على هذا المبدأ الايديلوجي في التاسيس للهوية ، والذي ينتهي بعبدالله ، الى نفي اي شبهة افريقية عن عرب السودان ، الا انه ما يلبث ان يستدرك قائلا : "هنا تتهتّك المسوح الأكاديمية لعبدالله علي إبراهيم لتكشف عن موقفه الأيديولوجي من عملية الصراع الثقافي في السودان. إذ إن بالنسب هذا، وبأدوات أخرى، يُمارس في السودان "القهر الثقافي" و"الاضطهاد والتطهير العرقي" وما يتبع من امتيازات مادية، دنيوية."
ونحن من جانبنا ، نؤمن ان الانتماء ، خيار ، وحق حياتي مشروع مثله مثل اي حق انساني آخر . بل هو على راس قائمة الحقوق الحياتية . وبهذا للجعليين او غيرهم من عرب السودان الحق ، كل الحق ان ينسبوا انفسهم الى العباس او الى اى قبيلة في الجزيرة العربية . دون ان يكون في ذلك مدعاة لاستغلال هذا النسب سلاحا ايديلوجيا ، للقهر الثقافي والاضطهاد العرقي . لكن حق الانتماء كخيار ، شيء . ومشروعية البحث الاكاديمي المسنود بالحقائق التاريخية والوقائعية شيء آخر
فالدكتور عبد الله ابراهيم يرد على مكمايكل بما يؤكد أراء ماكمايكل لا بما ينفيها . الحقيقة ان ماكمايكل لم يذهب الى حد القول ان الجعليين او غيرهم من عرب السودان انتحلوا اصولهم العربية . وانما قال حسب الاقتباس الذي أورده الدكتور : "ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش " . فمأخذ ماكمايكل ، ان النسابة السودانيين احتفظوا بانسابهم العربية نقية من شبهة الاختلاط بالعناصر المحلية . لكنه لم يقل ان اصولهم العربية منتحلة او مخترعة اختراعا .
وبهذا يمكن القول ان الدكتور عبد الله قد وضع الجعليين في موقف الحرج ، من حيث اراد تكريمهم حينما لم يجد سوى شرعنة الانتحال مخرجا لهم من شبهة الاختلاط التي رماهم بها ماكمايكل . وكان في مقدور الدكتور ان يجد مخرجا اكرم من ذلك بكثير. أعني الخصوصية التي تميز عرب السودان من اين جاءت ؟ ألم تاتي من كوننهم سودانيين. وهذه السودانية من اين جاءت ؟ ألم تاتي من هذه التركيبة الفريدة كونهم عرب افارقة .
لكن الدكتور عبد الله آثر ان يتعامل مع الهوية كخطاب وايديلوجيا ، وليس كواقع واذا كانت الماركسية تعمل على تعرية الايدلوجيا بوصفها وعيا زائفا ، فان "الخطاب " يعمل على تكريس هذا الوعي الزائف ومنحه الشرعية واحلاله محل الحقيقة الموضوعية . وهو ما انتهي اليه الدكتور عبد الله في محاولته كسر قلم مكمايكل بقوله :
" ان الهوية هي تأويل ثقافي لمنشأ المرء البيولوجي وأنها مما ينتحل أو تزعمه الجماعة لنفسها زعماً. "
ولا أظن ان الجعليين وغيرهم من عرب السودان في حاجة للانتحال لاثبات أصولهم العربية . وفي ذات الوقت ، لا يشفع لهم الانتحال، في الافلات من حقيقة تأثر هذه الأصول العربية بالمكونات المحلية ، الثقافية والأثنية ، التي تمنحهم سودانيتهم وخصوصيتهم التي تميزهم عن غيرهم من شعوب البلدان العربية الاخرى
______________
مراجع وهوامش : ________________
* كتب البحث محل النقد في الأصل باللغة الانجليزية بعنوان :
Breaking the pen of Harold MacMichael: The Jakaliyyin Identity Revisted
The International Journal of African Historical Studies,Vol.21,No.2,1989
وقد ترجمه عز الدين عثمان /المحامي بعنوان :" كسار قلم مكميك : العودة الى هوية الجعليين الكبرى " اخذ ترجمة الجزء الاول من العنوان من الاسلوب الذى تروى به قصة فضل الله ود جاد الله ناظر كواهلة شمال كردفان مع ماكمايكل والافضل لو جاءت الترجمة : "كسر قلم ماكمايكل : في رد الاعتبار لهوية الجعليين " مع اضاءة ذلك بايراد اسلوب القصة الشعبية في الهامش
2- الآفروعربية أو تحالف الهاربين – الدكتور عبد الله على ابراهبم- نشرت المقالة بمجلة المستقبل العربي- عدد 1987 واعيد نشرها بكتابه : " الثقافة والديمقراطية في السودان " الصادرعن دار الامين بالقاهرة سنة 1996
3- الآخر : بعض افادات مستعرب مسلم - كمال الجزولي ص ،165 منشورات رواق 2006
4- السودانوعروبية ، أو تحالف الهاربين – محمد جلال هاشم – مجلة الدراسات السودانية - ابريل 1998 . اطلعنا واعتمدنا على النسخة التي نشرها الاستاذ عادل عبد العاطي بمنبر سودانيزاولاين سنة 2003
5- الآفروعربية بين الواقع ووهم الايدلوجيا – عبد المنعم عجب الفيا – السودان ندوة الثقافة والتنمية – القاهرة 4-6 أغسطس 1999 – مركز الدراسات السودانية (نشرت اعمال الندوة بكتاب يحمل ذات العنوان )
| |
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد/ عبد القدوس الخاتم (Re: Agab Alfaya)
|
دراسات نقدية قراءة حرة لشعراء الستينات «1/2» بقلم: عبد القدوس الخاتم
ما هي القراءة الحرة؟ وهل يمكن ان تكون موضوعية؟ وهل هي انطباعية ام منهجية؟ وهل هنالك فرق بين القراءة الحرة والقراءة الانطباعية؟
واذا كان هناك فرق فكيف نتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض؟ الحق ان المناهج النقدية على اختلاف منابعها ومشاربها تتداخل ويمكن للعين الفاحصة ان تلمح الجدلية الكامنة والعلاقات التي تصلها برباط من الموضوعية. فالقراءة الحرة المتداخلة هنا تمزج بين المنهجية والاستبصارات الانطباعية النفاذة. وفي تراثنا النقدي قراءات حرة بهذا المفهوم. نجد ذلك في (حديث الاربعاء) لطه حسين و(عبد الوهاب البياتي) و(بدوي شاكر السياب) وإحسان عباس ونجدها لدى جونسون (حيوات الشعراء الانجليز) واناتول فرانس في دراسته عن لامرتين (الشاعر الذي يجوس بين اشجار الاس الخالد)، ولدى والتر باتر في مقالاته المعمقة عن الرسامين الانجليز في القرن التاسع عشر. ورولان بارت في (مقالات مختارة)، فرولان بارت جعل من نفسه إشاره حرة في سياق المنهج البنيوي؟ وكذلك تتراءى في الدراسة العميقة التي كتبها لوسيان جولدمان عن قصيدة (القطط) لبودلير. وفي حواريات دستو فسكي لباختين.
كما سنجد مثل هذه القراءة الحرة لدى الناقد السوداني المتميز فمن عشري الصديق في كتابه (آراء وخواطر). نخلص الى أن القراءة الحرة تسعى الى اكتشاف البنية العميقة للنص وما يحققه من مسافة جمالية وخاصة النصي المفتوح الذي هو كعب أخيل في النقد العربي المعاصر الحافل بالتنظير دون التطبيق المقنع على النصوص الحية في حين تمتليء الشعرية العربية بنماذج النصوص المفتوحة ومنها ما هو قمة في الابداع كقول المتنبي:
تناهى سكون الحسن في حركاتها... وقوله:- وكلمة في طريق خفت أعربها* فيهتدي لي فلم أقدر على اللحن. كما يمكن اعتبار محاولات صلاح احمد ابراهيم في شعر (الهايكو) نصوصا مفتوحة (النيل وخيرات الارض هنالك.. ومع ذلك)، كما أن أية قراءة منهجية حرة تفتح للناقد ابوابا عريضة من النقد المقارن الذي يسهم في إلقاء الضوء على الخطاب الشعري. من هذا المنطلق فإن أية دراسة لشعراء الستينات لابد ان تغوص عميقاً في البنيات التاريخية والدلالية التي كانت مهاداً له باعتبار أنه لم ينبت في فراغ وإنما هو في أحسن أحواله فسيسفاء ابداعية لنصوص سبقته.
لم تكن القطيعة المعرفية قد كشرت عن براثنها بعد، كما هو حادث الآن، وحتى الفجوة بين الأجيال وهي من التجليات التاريخية الطبيعية، حاول شعراء الستينات ردمها وسدها بعبق الاسلاف ورائحة الجذور، إذ أن شعراء الثلاثينات والاربعينات والخمسينات قد تركوا بصماتهم الجلية والخفية في شعراء الستينات.
يمكننا بكل تأكيد اعتبار المجذوب أباً شرعياً لما يسمى بمدرسة الغابة والصحراء: وبي من الزنج أعراق معاندة.. وإن تشدق في إنشادي العرب (وعددت في الغربان اشعرهم) وهي للمفارقة جزء من قصيدة طويلة ألقاها في مؤتمر للأدباء «العرب». وترك المجذوب اثراً واضحاً في شعر محمد عبد الحي ومحمد المكي وعمر عبد الماجد انظر العودة الى سنار، (اتغنى بلسان واصلي بلسان امتي). اسمك الظافر ينمو - وعلى الغابة والصحراء يمتد وشاحاً وانظر تمبكتو التي يتردد صداها في مقطوعات الشاعر عمر عبد الماجد في ديوانه (اسرار تمبكتو القديمة) وولعه الكبير بموروثات الممالك الافريقية. وانظر النور عثمان ابكر:
كان النبض الاول في الغابات وفي الكهف العاري. جرس التسبيح الازلي لطقس ما يرجى.. في ذهن الطفل الاول في الصحراء.
على ان هذه النزعة قد بلغت حدودها القصوى لدى الاخير في مقالته الموسومة (لست عربياً ولكن)، ويجب ان نعترف بأن نزعة المجذوب الافريقانية لم تكن تعني البحث عن هوية سياسية محضة وانما هي توق شديد للبراءة الانسانية الاولى المنطلقة لتخترق جدران القيود والسدود التي تقف حائراً بين الشاعر والحرية:
فليتي في الزنوج ولي رباب - تميل به خطاي وتستقيم طليق لا تقيدني قريش بأحساب الكرام ولا تميم.
http://rayaam.sd/News_view.aspx?pid=47&id=2455[/B]
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: الناقد/ عبد القدوس الخاتم (Re: khalid kamtoor)
|
دراسة حرة حول شعراء الستينيات.. (2-2) بقلم: عبد القدوس الخاتم
الافرقانية نجدها عند النور صرخة سياسية يمكن ارجاعها إلى عبد النبي مرسال واصداء جمعية اليد السوداء. واللواء الابيض وبروز الاتجاهات السوداناوية (علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ).
وقد حاول كل من مكي وعبد الحي فك مغاليق الثنائية الانفصامية التي تكتنف الغابة والصحراء فخلد مكي الى نتاج محير ومصالحة مبهمة بين العرقين الزنجي والعربي تمثلت في الخلاسية (الله يا خلاسية: يا مملوءة الساقين اطفالاً خلاسيين) أي ان الحل في (اولاد العرب) وهي عبارة لم تتمكن روعة الشعر من وضعها في مصاف الحقيقة الاثنية الملم بها. أما عبد الحي وقد نفض يديه من الأمر واستغرقته الحواشي الصوفية (اسماعيل صاحب الربابة) والتأمل في الذات الالهية والتوسل بالشعر الصافي المعقد والحوار الروحي ليستخلص جوهر الايمان متسامياً فوق جراحات الانشطارية التي وسمت شعره الأول في (العودة الى سنار).
من ناحية اخرى تأثر بعض شعراء الستينيات بالنزعة العروبية الخالصة التي انحدرت إلينا من شعراء الثلاثينيات كحقيقة لا يمكن التخلي عنها، من امثال عبد الرحمن شوقي (فحدث عن بني النيلين قوماً - بأدنى النيل أو اعلا الفرات.. بأنا ننتمي حسباً ومجداً الى ما بالجزيرة من رفات).
وعبد الله عبد الرحمن الذي جدد الدعوة للعودة للاصول العربية لغة وديناً:
أرى الضاد في السودان أمست غريبة وابناؤها أمست لها تتجهم ونبئت في السودان قوماً تآمروا على اللغة الفصحى اساءوا وأجرموا وبالأدب القومي قالوا سفاهة وما لمحوا حقاً ولكن توهموا
ونذكر هنا شاعر الخمسينيات عبد الله الطيب الذي عمق هذا الاتجاه ونادى بالعروبية الخالصة (انظر مصطفى سند من شعراء الستينيات المناوئين لتيار الغابة والصحراء حتى انه في لحظة ما تخلى عن ابداعاته المكتوبة بالعامية تمسكاً بعروبته الخالصة على الاقل اللغوية).
ولا بد ان نشير الى ان الستينيات كانت مسرحاً لتحولات وتوجهات فكرية تتمثل في رسوخ قدم الاتجاهات الواقعية والواقعية الاشتراكية التي هبت علينا رياحها مع الشعراء السودانيين المقيمين بمصر. انظر (قصائد من السودان) لجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن واشعار الفيتوري المبكرة:
غير ان السائق الاسود ذا الوجه النحيل جذب المعطف في يأس على الجسم العليل ثم غنى سـوطه الباكي على ظهر الخيــول
كما لا بد ان نشير الى الترجمات المتعددة لاشعار ناظم حكمت بابلو نيرودا وبول ايلوار وما اشاعته من اثر لا تخطئه العين في شعراء الستينيات حتى انه يمكن القول بأن الصياغة اللغوية لهذه الترجمات قد تركت بصمتها في القاموس الشعري ليس في الستينيات فحسب إنما امتدت الى قصيدة النثر العربية والسودانية وهذا باب طويل يستحق دراسة منفصلة، ومن ثم شيوع شعر التفعيلة كنقلة مهمة ومفصلية في تطور بنية الشعرية العربية وما تلى ذلك من نثرية الاسلوب واستعمال الكلمات العامية المأنوسة القريبة المأخذ (وشربت شاياً في الطريق ورتقت نعلي.. صلاح عبد الصبور) وما وصفه صلاح أحمد إبراهيم بأنه كسر للعمود الشعري العربي «طق».. الى ذلك يجب الرجوع إلى الآليات البلاغية المستحدثة في الشعر الجديد مثل تجنب الاطناب واللجوء إلى التقديم والتأخير والانكار والحذف والارجاء والتوقع والسخرية والمجاز الذي هو لاثبات النفي والتغليب والوصف المؤثر وكل ما هو فعال في بلاغة الخطاب الجديد، اضف الى ذلك تحرر اللغة من عبارات الاغراء والتعجب والتلون الظاهري الى حركة الشعر الحر وروادها صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وغيرهما في مصر والسياب والبياتي في العراق وشعراء مجلة «الآداب» ومجلة «شعر» في لبنان. http://rayaam.sd/News_view.aspx?pid=47&id=3018[/B]
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
أعود يا خالد واقول ان عبد القدوس الخاتم من الاصوات النقدية التي سيطرت على المشهد النقدي في السبيعينات من القرن الماضي . ولو سالت اي مهتم بالحركة الادبية وسالته من ابرز النقاد في تلك الفترة لاجابك بلا تردد : عبد القدوس الخاتم على الرغم من قلة انتاجه المنشور (مقالات نقدية ) وانقطاعه عن المشهد الادبي بعد هجرته خارج السودان .
وارى ان عبد القدوس الخاتم هو المسؤول عن رواج ما يسمى بالنقد الايديلوجي الذي اشار بجدارة الى نزعته الاقصائية والاختزالية الاستاذ احمد الامين احمد . وفي اجندتي منذ فترة ان ابين هذه النزعة الايديلوجية من خلال تناول كتابه (مقالات نقدية ) .
لا ادري تاريخ نشر هذه المقالات يا خالد حيث الرابط لا يحيل الى النصوص المنشورة . وبقراءة اولية لاحظت ان ما يسميه الخاتم بالقراءة الحرة ، هي قراءة سياسية سريعة ومتعجلة جدا واختزالية وانتقائية لاعمال شعراء الستينات من خلال منظور سؤال الهوية وفي محاكمته لهذه النصوص ينطلق من ذات الرؤى التي تناولها بالنقد في الورقة موضوع هذا البوست " الافروعربية .. بين الواقع ووهم الايدلوجيا ".
ساعود لمزيد من التفصيل
| |
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: تمنياتنا ودعواتنا للاستاذ عبد القدوس الخاتم بالشفاء (Re: Agab Alfaya)
|
علمت قبل قليل ان الاستاذ عبد القدس الخاتم عاد من مهجره الى ارض الوطن هو مريض ورغم مرضه يواصل كتابة مقالاته بصورة راتبة بجريدة الراي العام ، نسال الله ان ينعم على الاستاذ عبد القدوس بعاجل الشفاء ويديم عليه نعمة الصحة والعافية . وكلنا تقدير واحترام لشخص الاستاذ الخاتم وان اختلفت الافكار والرؤى .
| |
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
يا اهلا وسهلا بالاستاذ محمد على الملك
وجزيل الشكر على هذه المساهمة القيمة ،
وساعود اليها بمهلة ولكن في هذه العجالة اقول قصدت لفت الانتباه الى التناقض غير المعقول الذي وقع فيه الدكتور عبدالله فهو يرفض الافروعربية (زواج الغابة والصحراء ) ويصفه بالسفاح . اي انه يقتل الام النوبية ماديا ومعنويا كما تفضلت ، ولكنه يعود في نهاية المحاضرة وينادي بالخلاسية بوصفها الوصفة المقبولة عالميا حسب تعبيره ؟؟؟!! فالخلاسية في الحالة السودانية هي الهجنة العربية النوبية (الافروعربية )ولا يستقيم ات تميز بين الانثيين فكلاهما شيء واحد .
ولي عودة مودتي
| |
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|