الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-24-2024, 05:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2004, 00:20 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدكتور عبد الله ابراهيم : الخلاسية كبديل للسفاح !!!! (Re: Agab Alfaya)

    في المحاضرة التي القاها الدكتور عبدالله علي ابراهيم بالنادي العربي بالشارقة في امسية

    الاربعاء الموافق 29/12/2004 ،

    قال انه عنده وصفة جديدة لتوصيف سكان شمال السودان كبديل لتوصيف الافروعروبيين والغابة

    والصحراء . وهي : الخلاسية !!!

    قال ان هذه الوصفة هي المطروحة الان عالميا لوصف التمازج بين الشعوب !!!

    وقال ان الافروعربية هي: سفاح !!!!!!!!!



    تعليق :

    لا ادري هل لم يسمع الدكتور بقول محمد المكي ابراهيم :

    الله يا خلاسية ،

    يا بعض عربية ،

    وبعض زنجية ،

    وبعض اقوالي امام الله .
                  

01-14-2008, 07:33 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

    up
                  

01-14-2008, 06:43 PM

Muna Abdelhafeez

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

    يا عجب الموسم دوّر؟؟؟!!!!!
                  

01-14-2008, 09:07 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Muna Abdelhafeez)

    ومـن اب رهابة الحـــــــــليـماب كـــــــــــــمان
                  

01-14-2008, 11:00 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Adam Omer)

    الاخ عبد المنعم عجب الفيا ســـــــــــــــلامات


    مدنى بى اميلك مهم جدا


    اخوك ادم عمر ادم (الرهد)


    lausanne suisse

    tele 0041765269375
                  

01-15-2008, 09:25 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Adam Omer)

    الاخ العزيز أدم عمر
    كم انعشني واسعدني الحديث معك هذا الصباح الجميل الماطر
    فالشكر لبكري الذي جعل هذا ممكنا ،
    والتحية مجددا لاسرتك وكل الاخوان الذين معك
    وسلام حار الى كل ناس الرهد

    ايميلي هو : [email protected]
                  

01-15-2008, 09:17 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Muna Abdelhafeez)

    منى عبد الحفيظ والظهور في المواسم

    عارفين دا الشرك الوحيد البجيب خبرك !!!
                  

01-15-2008, 10:13 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ادوارد سعيد وعبدالله على ابراهيم والهجنة الثقافية ،، (Re: Agab Alfaya)

    نواصل التعقيب على محاضرة الدكتور عبد الله ابراهيم بالنادي العربي في الشارقةامسية الاربعاء 29/12/2004

    ،،،،

    بني الدكتور عبدالله على ابراهيم ، كل رؤيته في قضايا الهوية على رفض فكرة التمازج العرقي العربي النوبي او النوباوي ان شئت - او ما يصفه هو بالهجنة الثقافية والاثنية . وقد وصل به الحال في محاضرة النادي العربي الى وصف هذا التمازج والتزاوج العرقي والثقافي في بداية المحاضرة ، بانه سفاح !!!!
    الحقيقة ان ما قاله في محاضرة النادي العربي بالشارقة عن السفاحية هو ترديد لراي ورد في بحثه " الاسلام الشعبي : دين في مقام الرجرجة "* الذي يرفض فيه مفهوم الاسلام الشعبي ويراه منقصة وتلويثا للاسلام الاصلي.

    يقول : " ينطلق توصيف كل من مكمايكل وترمنغهام لهوية الجعليين الكبرى من فرضية فاسدة لا تستمد جذورها من الحقيقة المشاهدة للتمازج العربي – الافريقي في السودان فحسب بل من الدلات السلبية لمصطلح السفاحية العرقية Miscegenation في الثقافة الانجلو – ساكسونية . فهؤلاء البيض من ذوي السلطان على الفكر ومفاهيمه يستهجنون في دخيلة انفسهم خلطة الاعراق ويعدونها خرقا وسفاحا (على المزروعي ) . وعليه فمكمايكل يتحدث عن عملية التمازج العربي الافريقي في السودان والعنصر الذي نتج عنها بمصطلحات مثل التدني والنقاء العرقي والسلالة الاصلية والتلوث وما جرى مجراها وهذا فعل من يستنكر في قرارة نفسه تزاوج الاعراق وخلطتها ." - انتهى .
    ما ذكره عن ماكمايكل صحيح ، ولكن الدكتور كعادته دائما يرمي اللوم على الاخرين ويتبني رأيهم في نفس الوقت فهو هنا يلصق مفهوم السفاحية على الغربيين البيض الاستعماريين ولكنه يتبني المفهوم ذاته وبقوة ويتخذه منطلقا في رفض فكرة التمازج العرقي والثقافي بحثا عن نقاء عرقي متوهم .
    لكن المفارقة التي اذهلت الحضور هو قول الدكتور في ختام المحاضرة ان "الخلاسية " هي الوصفة العالمية اليوم لوصف التتداخل الثقافي !!
    فكيف له ان يتحث في بداية المحاضرة عن رؤيته الثابتة في ذم فكرة التمازج الثقافي ويصفها بالسفاح ثم ما يلبث ان ينقلب عليها في ختام المحاضرة 180 درجة ويقبل بها من خلال طرحه لوصفة الخلاسية التي يقول انها الوصفة المقبولة عالميا اليوم ؟؟؟؟

    السبب محزن ومحبط حقا ،
    فالدكتور لم يقبل مفهوم الهجنة الثقافية الذي اخذه على الافروعربية ، الا لان ادوارد سعيد قال به في مقدمة كتابه " الثقافة والامبريالية " .
    يقول سعيد في مقدمة الطبعة الانقليزية :
    "ان جميع الثقافات .. منشبكة احداها في الاخرى ليست بينها ثقافة منفردة ونقية محض بل كلها مهجنة مولدة متخالطة متمايزة الى درجة فائقة وغير واحدية ."
    ويقول في مفدمة الطبعة العربية :
    " ان فكرة التعددية الثقافية او الهجنة التي تشكل الاساس الحقيقي للهوية اليوم – لا تؤدي بالضرورة دائما الى السيطرة والعداوة بل تؤدي الى المشاركة وتجاوز الحدود الى التواريخ المشتركة والمتقاطعة ."
    ويقول سعيد عن نفسه ونشاته في الولايات المتحدة :
    " هذه الظروف اتاحت لي ان اشعر وكانني انتمي الى اكثر من تاريخ واحد ومن جماعة واحدة ."

    إذن عندما قال دكتور عبدالله ابراهيم في ختام المحاضرة ان الخلاسية هي الوصفة العالمية اليوم للتلاقح الثقافي كان يقصد حديث ادوارد سعيد . ولكن فات عليه انه بني كل مشروعه الثقافي على رفض فكرة الهجنة او الخلاسية الثقافية والاثنية وانه وصف الافرعروبيين الذين وصفوا سكان شمال السودان بالهجين الثقافي ، بالهاربين والبوهميين والمتآمريين على الهوية العربية الإسلامية الصرفة لسكان السودان الشمالي !!! وهم قد سبقوا ادوارد سعيد في الحديث عن التعددية والهجنة الثقافية ولاثنية .
    وكيف لباحث في قامة الدكتور عبدالله ان يقيس القضايا المعرفية ليس بمعايير البحث العلمي وانما بالانبهار بالاشخاص الذين يقولون بها ؟؟؟؟.
    ولكن يبدو ان الدكتور لم يلحظ هذا التناقض الفادح الذي وقع فيه واستمر بعد تلك المحاضرة يبشر لمشروعه الاسلاموعروبي المبرأ من كل هجنة او خلاسية وكان شيئا لم يحدث .

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 01-15-2008, 11:04 AM)

                  

01-16-2008, 08:24 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كسر قلم مكمايكل أم التأسيس لآيديلوجيا التمييز الثقافي والعرفي * ! (Re: Agab Alfaya)

    كسر قلم مكمايكل أم التأسيس لآيديلوجيا التمايز الثقافي * !

    عبد المنعم عجب الفيا

    الدكتور عبد الله على ابراهيم من الكتاب الذين تحظى كتاباتهم باحترام كبير وسط المثقفيين. وقد صارت افكاره حول الثقافة السودانية واشكالات الهوية ، مثار جدل ومناقشات كثيرة في الآونة الأخيرة. حيث يرى البعض ( محمد جلال وعبد المنعم عجب الفيا ) ان مشروع الدكتور عبد الله الثقافي يقف على النقيض تماما من الصورة التي كان يروج لها مثقفوا اليسار. فهو مشروع لا يخص كل السودان وانما يخص الجماعة العربية المسلمة " على النيل والبوداي " . ويتحدد هذا المشروع ، في ترسيم ملامح هوية عروبية اسلامية خالصة لسكان شمال السودان دون شائبة افريقية محلية .

    مقالة " تحالف الهاربين " كانت الخطوة الأولى في مشروع الدكتور ، لنفي الانتماء الافريقي عن سكان شمال السودان. وهي مقالة مكرسة في نقد "الغابة والصحراء" التي تعد أول محاولة مؤسسة في الاقرار بالبعد الافريقي الى جانب العربي ، في الذات السودانية ، ويتهمها بخلع وتحجيم الانتماء العربي الاسلامي من خلال السعي الى رد الاعتبار للعنصر الافريقي.

    اما الخطوة الثانية ، فكانت مقالة : " كسر قلم مكميك : رد الاعتبار الى هوية الجعليين الكبرى"* وهي في الرد على المؤرخ والادراي الانجليزي بالسودان ، هارولد ماكمايكل والذي يحمله الدكتور عبد الله ابراهيم مسؤولية مقولة ان عرب شمال السودان خليط من العرب والنوبة. ويرى ان المؤرخين السودانيين : يوسف فضل وحامد حريز وحيدر ابراهيم وغيرهم رددوا هذه المقولة من بعده

    وليس المقصود بالجعليين هنا القبيلة المعروفة بفروعها المختلفة ، وانما المقصود المجموعة الجعلية العباسية الكبرى وذلك حسب التقسيم التقليدي لانساب القبائل العربية في السودان . وتشمل هذه المجموعة ، الجعليين والشايقية والبديرية والرباطاب والمناصير وقبائل من الاواسط وكردفان كالجموعية والجمع والجوامعة الخ . .

    اما عنوان البحث فقد استوحاه الدكتور عبد الله من قصة ناظر الكواهلة بكردفان مع ماك مايكل الذي كان مفتشا على كردفان في ذلك الوقت .

    يقول : " اصطرع في نهاية العقد الأول من القرن الماضي شعب الكبابيش والكواهلة من سكان شمال كردفان حول ملكية عد (موضع للسقيا) كجمر. وعرض النزاع علي ماكمايكل مفتش شمال كردفان بمدينة بارا. وقضي ماكمايكل بعد كجمر للكبابيش. وحين مد يده ليتناول القلم ويمضي الحكم امسك المرحوم عبدالله ود جاد الله، زعيم الكواهلة، بيده وكسر القلم. وعوقب عبدالله علي فعلته بالفصل من نظارة الكواهلة. غير ان مغنيته أذاعت مأثرته واورثتها إلى الخلف في كلمات بقيت فينا . "

    علما ان النسابة التقليديين لا يصنفون الكواهلة ضمن المجموعة الجعلية . ولكن كسر الدكتور لقلم ماكمايكل له قصة اخرى . فهو يهدف من ذلك الى رد شبهة اختلاط الجعليين بالسكان المحليين التي رماهم بها هارولد مكمايكل في كتابه : " تاريخ العرب في السودان "

    يقول : " فقد استقرت تقاليد النسابة السودانيين ،على شكلها الحالي منذ القرن السادس عشر، تصنف ، بوضوح الجعليين باعتبارهم عربا ينحدرون من العباس ، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم "

    ثم يورد راي ماكمايكل موضوع النقد ، ويقول ورد في كتاب ماكمايكل بصدد تجديد النظر في اصل الجعليين ما يلي: "..إلى المدى الذي يمكن فيه اعتبار الجعليين جماعة واحدة ، فإن تماثلها العرقي إنما يتوقف على قاسمها الأعظم النوبي أو البربري والذي يسود بنسب شديدة التفاوت في كل أجزائها المكوّنة . توجد ثمة كذلك ، في هذه الجماعة ، دفقه قوية من الدم العربي وبصورة اكثر تحديدا لدي الجعليين بالمعنى الضيّق للكلمة . ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش . و بأخذ هذه الحقائق في الاعتبار فإن من المستحيل تحديد أية قبيلة من قبائل الجزيرة العربية يمكن أن يردّ إليها العنصر العربي الذي ساهم في تكوين قبائل الجعليين. "

    مكمايكل هنا لا ينفي الاصول العربية للمجموعة الجعلية لكنه ياخذ على النسابة السودانيين تجاهل العانصر المحلية الاخري التي شكلت هويتهم ونحن هنا لسنا بصدد اثبات او نفي ما ذهب اليه مكمايكل في تفصيلاته . الا ان اختلاط العرب المهاجرين مع السكان المحليين وتاثرهم بالثقافة المحلية - مهما كانت درجات هذا الاختلاط والتاثر - أمر يستحيل ، من الناحية التاريخية والمنطقية والوقائعية ، المماراة فيه . وبدون ذلك التمازج الثقافي يصعب جدا الحديث عن ثقافة سودانية . والسودان في ذلك ليس استثناء . فتميز شعوب البلدان العربية عن بعضها البعض سببه تمازج الثقافة العربية الاسلامية بالثقافات المحلية المتوطنة في بلد .

    مع التاكيد على ان منطلق مكمايكل وهو يأرخ لعرب السودان كان منطلقا عنصريا . فهو قد أعلن صراحة ، تفوق الدم العربي على الدم الافريقي حتى انه أساء الى بعض القبائل التي تزعم لها نسبا عربيا ويغلب عليها الدم الزنجي . وهذا ما حدا بالدكتور عبد الله على ابراهيم ان يستخلص في مقالة " تحالف الهاربين " ان القول بان سكان شمال السودان حصيلة اختلاط العرب بالنوبة القارة ، ينطوي على فرضية انحطاط

    الا ان نظرة ماكمايكل العنصرية ، ينبغي الا تستغل كمبرر لنفي المكون الافريقي المحلي في تشكيل سكان شمال السودان والذي يمنحهم خصوصيتهم كعرب سودانيين . ولكن هذا للاسف ، ما انتهى اليه الدكتور عبد الله ، في خلاصة مشروعه العروبي الاسلامي . ويمكن للمرء ان يتقصى دون تعسف ، من كتابات واحاديث الدكتور الفاضل ، ان صورة الافريقي النمطية السالبة في المخيلة العربية والأوربية القديمة كان لها الاثر المباشر في اقصاء ، المكون الافريقي عن الكل المركب الذي شكل الهوية السودانية .

    وفي هذا السياق ياتي رد الاستاذ كمال الجزولي *: " مهما يكن من أمر ، فاننا نتفق مع ما ذهب اليه يوسف فضل من ان حقيقة الهجنة واختلاط الدماء العربية والنوبية يبدو ماثلة للعيان بقوة لا تحتمل المغالطة . والى ذلك يجدر التعاطي معها كحقيقة معرفية لا ينتقص منها ان دعواها في أصولها العرقية عند مكامايكل وتجلياتها الثقافية عند ترمنغهام متوهمة لدي بعض المفكرين بانها تنطوي لى فرضية انحطاط كما ذهب الى ذلك مثلا د. عبد الله ابراهيم " .

    لا شك ان هذا الكلام ينبغي ان يؤخذ في عمومياته لانه يجري في اطار الحديث عن القواسم القومية المشتركة التي تشكل ملامح الوطن . اذ لا ينفي ذلك وجود قبائل وعشائر وبطون عربية صرفة. ولعل من الاخطاء المنهجية التي يقع فيها بعض ممن يتصدون للحديث عن قضايا الهوية ، هي انهم ينظرون الى الهوية من واقع انتماءاتهم الصغيرة وليس من واقع الانتماء الى الوطن الكبير. فالوعي القومي متجاوز للوعي القبلي والعشائري او هكذا يجب ان يكون . واذا وجدنا العذر المواطن البسيط العادي لغياب هذا الوعي القومي فاي عذر يرتجى للمفكرين والمثقفين . ولا نقصد بذلك ان يخلع هؤلاء انتماءاتهم الصغيرة وانما نقصد ان دائرة انتمائهم ينبغي ان تكون اكبر ومتجاوزة .

    لكن الامر الذي نسعى الى ابرازه هنا ، هو المنحى المنهجي الذي اتخذه عبد الله على ابراهيم . فهو لم يرد على مكمايكل في اثبات نسب الجعليين العربي الصريح ، بالاستقراء التاريخي والتحرى الوثائقي للانساب ، وانما يرد عليه بمنطق آخر لا علاقة له بالحقائق الموضوعية والتاريخية والوقائعية انه منطق ينحو منحى آيديلوجيا صريحا في التاسيس للهوية اعتمادا على الانتحال وشرعنة ادعاء النسب وهذه كلمات الدكتور وليست كلماتي . يقول :

    " فما أخذه المحدثون علي النسبة من عزة بأصل الجعليين العربي ليس محض نفاق أو أكذوبة. فهو في الغالب مؤشر لوعي جمعي نهض علي تراكم خبرة تاريخية اختار الجعليون من بينها الأصل العباسي وطاب لهم.. فللكذب في الهوية منطق ومغاز سنري طرفاً منها خلال هذا البحث."

    " . فالخيال، الذي ننسب إليه الادعاء والكذب، ممارسة مشروعة وموضوعية علي عهدنا هذا. وعليه فادعاء هوية عرقية أو دينية هي ممارسة شائعة بل هي في أصل ديناميكية الهوية. "

    " و قد حلل مايكل هرزفلد، وببراعة، كيف تبني الأكاديميون والفلكلوريون اليونانيون في القرن التاسع عشر هوية هيلينية لينسبوا أنفسهم للحضارة الإغريقية القديمة. ولم ينح هرزفلد في تحليله إلى مغالطة هذا الجيل اليوناني من النسابة وتكذيب "دعواهم" التي لا يري لها سنداً في الواقع "الموضوعي". ما اهتم به هرزفلد حقاً هو كيف يدرس الشواهد التي أبرزها الإغريق لإدعاء الهلينية بواسطة تفكيك هذا "الادعاء" ومغازيه في عصره. "

    ومن وسائل الانتحال ما اسماه الدكتور بحيلة الثغور، وهو التحايل على الخصائص الثقافية لتأسيس هوية إثنية لجماعة ما: " فالعامل المقدم في تعريف الهوية ليس الميزات الثقافية بل ما تواضع العلماء علي تسميته ب"حيلة الثغور" أي بما تتفتق عنه الجماعة من براعة في استثمار ميزاتها الثقافية لتعزيز نفسها وتحسينها في نظر الآخرين الواقعين عبر حدودها الإثنية. "

    هكذا يمضي الدكتور الفاضل في التاسيس لانتحال الهوية وشرعنة ادعاء النسب ،استنادا الى ما وصفه ، بما استجد في علم الهوية ويختم بحثه بالقول: " وقد بنينا نظرتنا النقدية علي مفهوم انثروبولجي معاصر يقول ان الهوية هي تأويل ثقافي لمنشأ المرء البيولوجي وأنها مما ينتحل أو تزعمه الجماعة لنفسها زعماً. "

    وبذلك يؤسس الدكتور عبد الله كما يقول محمد جلال *" لمفهوم الهوية كاختيار وكسلاح أيديولوجي، وكيف أن الهوية عندما تستخدم الأنساب إنما تفعل ذلك كأداة من أدواتها دون أن تعير الوقائعية التاريخية أدنى اعتبار."

    ورغم ان محمد جلال يقر عبد الله ابراهيم على هذا المبدأ الايديلوجي في التاسيس للهوية ، والذي ينتهي بعبدالله ، الى نفي اي شبهة افريقية عن عرب السودان ، الا انه ما يلبث ان يستدرك قائلا : "هنا تتهتّك المسوح الأكاديمية لعبدالله علي إبراهيم لتكشف عن موقفه الأيديولوجي من عملية الصراع الثقافي في السودان. إذ إن بالنسب هذا، وبأدوات أخرى، يُمارس في السودان "القهر الثقافي" و"الاضطهاد والتطهير العرقي" وما يتبع من امتيازات مادية، دنيوية."

    ونحن من جانبنا ، نؤمن ان الانتماء ، خيار ، وحق حياتي مشروع مثله مثل اي حق انساني آخر . بل هو على راس قائمة الحقوق الحياتية . وبهذا للجعليين او غيرهم من عرب السودان الحق ، كل الحق ان ينسبوا انفسهم الى العباس او الى اى قبيلة في الجزيرة العربية . دون ان يكون في ذلك مدعاة لاستغلال هذا النسب سلاحا ايديلوجيا ، للقهر الثقافي والاضطهاد العرقي . لكن حق الانتماء كخيار ، شيء . ومشروعية البحث الاكاديمي المسنود بالحقائق التاريخية والوقائعية شيء آخر

    فالدكتور عبد الله ابراهيم يرد على مكمايكل بما يؤكد أراء ماكمايكل لا بما ينفيها . الحقيقة ان ماكمايكل لم يذهب الى حد القول ان الجعليين او غيرهم من عرب السودان انتحلوا اصولهم العربية . وانما قال حسب الاقتباس الذي أورده الدكتور : "ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش " . فمأخذ ماكمايكل ، ان النسابة السودانيين احتفظوا بانسابهم العربية نقية من شبهة الاختلاط بالعناصر المحلية . لكنه لم يقل ان اصولهم العربية منتحلة او مخترعة اختراعا .

    وبهذا يمكن القول ان الدكتور عبد الله قد وضع الجعليين في موقف الحرج ، من حيث اراد تكريمهم حينما لم يجد سوى شرعنة الانتحال مخرجا لهم من شبهة الاختلاط التي رماهم بها ماكمايكل . وكان في مقدور الدكتور ان يجد مخرجا اكرم من ذلك بكثير. أعني الخصوصية التي تميز عرب السودان من اين جاءت ؟ ألم تاتي من كوننهم سودانيين. وهذه السودانية من اين جاءت ؟ ألم تاتي من هذه التركيبة الفريدة كونهم عرب افارقة .

    لكن الدكتور عبد الله آثر ان يتعامل مع الهوية كخطاب وايديلوجيا ، وليس كواقع واذا كانت الماركسية تعمل على تعرية الايدلوجيا بوصفها وعيا زائفا ، فان "الخطاب " يعمل على تكريس هذا الوعي الزائف ومنحه الشرعية واحلاله محل الحقيقة الموضوعية . وهو ما انتهي اليه الدكتور عبد الله في محاولته كسر قلم مكمايكل بقوله :

    " ان الهوية هي تأويل ثقافي لمنشأ المرء البيولوجي وأنها مما ينتحل أو تزعمه الجماعة لنفسها زعماً. "

    ولا أظن ان الجعليين وغيرهم من عرب السودان في حاجة للانتحال لاثبات أصولهم العربية . وفي ذات الوقت ، لا يشفع لهم الانتحال، في الافلات من حقيقة تأثر هذه الأصول العربية بالمكونات المحلية ، الثقافية والأثنية ، التي تمنحهم سودانيتهم وخصوصيتهم التي تميزهم عن غيرهم من شعوب البلدان العربية الاخرى

    ______________

    مراجع وهوامش :
    ________________

    * كتب البحث محل النقد في الأصل باللغة الانجليزية بعنوان :

    Breaking the pen of Harold MacMichael: The Jakaliyyin Identity Revisted

    The International Journal of African Historical Studies,Vol.21,No.2,1989

    وقد ترجمه عز الدين عثمان /المحامي بعنوان :" كسار قلم مكميك : العودة الى هوية الجعليين الكبرى " اخذ ترجمة الجزء الاول من العنوان من الاسلوب الذى تروى به قصة فضل الله ود جاد الله ناظر كواهلة شمال كردفان مع ماكمايكل والافضل لو جاءت الترجمة : "كسر قلم ماكمايكل : في رد الاعتبار لهوية الجعليين " مع اضاءة ذلك بايراد اسلوب القصة الشعبية في الهامش

    2- الآفروعربية أو تحالف الهاربين – الدكتور عبد الله على ابراهبم- نشرت المقالة بمجلة المستقبل العربي- عدد 1987 واعيد نشرها بكتابه : " الثقافة والديمقراطية في السودان " الصادرعن دار الامين بالقاهرة سنة 1996

    3- الآخر : بعض افادات مستعرب مسلم - كمال الجزولي ص ،165 منشورات رواق 2006

    4- السودانوعروبية ، أو تحالف الهاربين – محمد جلال هاشم – مجلة الدراسات السودانية - ابريل 1998 . اطلعنا واعتمدنا على النسخة التي نشرها الاستاذ عادل عبد العاطي بمنبر سودانيزاولاين سنة 2003

    5- الآفروعربية بين الواقع ووهم الايدلوجيا – عبد المنعم عجب الفيا – السودان ندوة الثقافة والتنمية – القاهرة 4-6 أغسطس 1999 – مركز الدراسات السودانية (نشرت اعمال الندوة بكتاب يحمل ذات العنوان )
                  

01-16-2008, 01:04 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناقد/ عبد القدوس الخاتم (Re: Agab Alfaya)

    دراسات نقدية
    قراءة حرة لشعراء الستينات «1/2»
    بقلم: عبد القدوس الخاتم


    ما هي القراءة الحرة؟ وهل يمكن ان تكون موضوعية؟ وهل هي انطباعية ام منهجية؟ وهل هنالك فرق بين القراءة الحرة والقراءة الانطباعية؟

    واذا كان هناك فرق فكيف نتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض؟ الحق ان المناهج النقدية على اختلاف منابعها ومشاربها تتداخل ويمكن للعين الفاحصة ان تلمح الجدلية الكامنة والعلاقات التي تصلها برباط من الموضوعية. فالقراءة الحرة المتداخلة هنا تمزج بين المنهجية والاستبصارات الانطباعية النفاذة. وفي تراثنا النقدي قراءات حرة بهذا المفهوم. نجد ذلك في (حديث الاربعاء) لطه حسين و(عبد الوهاب البياتي) و(بدوي شاكر السياب) وإحسان عباس ونجدها لدى جونسون (حيوات الشعراء الانجليز) واناتول فرانس في دراسته عن لامرتين (الشاعر الذي يجوس بين اشجار الاس الخالد)، ولدى والتر باتر في مقالاته المعمقة عن الرسامين الانجليز في القرن التاسع عشر. ورولان بارت في (مقالات مختارة)، فرولان بارت جعل من نفسه إشاره حرة في سياق المنهج البنيوي؟ وكذلك تتراءى في الدراسة العميقة التي كتبها لوسيان جولدمان عن قصيدة (القطط) لبودلير. وفي حواريات دستو فسكي لباختين.

    كما سنجد مثل هذه القراءة الحرة لدى الناقد السوداني المتميز فمن عشري الصديق في كتابه (آراء وخواطر). نخلص الى أن القراءة الحرة تسعى الى اكتشاف البنية العميقة للنص وما يحققه من مسافة جمالية وخاصة النصي المفتوح الذي هو كعب أخيل في النقد العربي المعاصر الحافل بالتنظير دون التطبيق المقنع على النصوص الحية في حين تمتليء الشعرية العربية بنماذج النصوص المفتوحة ومنها ما هو قمة في الابداع كقول المتنبي:

    تناهى سكون الحسن في حركاتها...
    وقوله:-
    وكلمة في طريق خفت أعربها* فيهتدي لي فلم أقدر على اللحن.
    كما يمكن اعتبار محاولات صلاح احمد ابراهيم في شعر (الهايكو) نصوصا مفتوحة (النيل وخيرات الارض هنالك.. ومع ذلك)، كما أن أية قراءة منهجية حرة تفتح للناقد ابوابا عريضة من النقد المقارن الذي يسهم في إلقاء الضوء على الخطاب الشعري.
    من هذا المنطلق فإن أية دراسة لشعراء الستينات لابد ان تغوص عميقاً في البنيات التاريخية والدلالية التي كانت مهاداً له باعتبار أنه لم ينبت في فراغ وإنما هو في أحسن أحواله فسيسفاء ابداعية لنصوص سبقته.

    لم تكن القطيعة المعرفية قد كشرت عن براثنها بعد، كما هو حادث الآن، وحتى الفجوة بين الأجيال وهي من التجليات التاريخية الطبيعية، حاول شعراء الستينات ردمها وسدها بعبق الاسلاف ورائحة الجذور، إذ أن شعراء الثلاثينات والاربعينات والخمسينات قد تركوا بصماتهم الجلية والخفية في شعراء الستينات.

    يمكننا بكل تأكيد اعتبار المجذوب أباً شرعياً لما يسمى بمدرسة الغابة والصحراء:
    وبي من الزنج أعراق معاندة.. وإن تشدق في إنشادي العرب (وعددت في الغربان اشعرهم) وهي للمفارقة جزء من قصيدة طويلة ألقاها في مؤتمر للأدباء «العرب». وترك المجذوب اثراً واضحاً في شعر محمد عبد الحي ومحمد المكي وعمر عبد الماجد انظر العودة الى سنار، (اتغنى بلسان واصلي بلسان امتي).
    اسمك الظافر ينمو - وعلى الغابة والصحراء يمتد وشاحاً وانظر تمبكتو التي يتردد صداها في مقطوعات الشاعر عمر عبد الماجد في ديوانه (اسرار تمبكتو القديمة) وولعه الكبير بموروثات الممالك الافريقية. وانظر النور عثمان ابكر:

    كان النبض الاول في الغابات وفي الكهف العاري.
    جرس التسبيح الازلي لطقس ما يرجى..
    في ذهن الطفل الاول في الصحراء.

    على ان هذه النزعة قد بلغت حدودها القصوى لدى الاخير في مقالته الموسومة (لست عربياً ولكن)، ويجب ان نعترف بأن نزعة المجذوب الافريقانية لم تكن تعني البحث عن هوية سياسية محضة وانما هي توق شديد للبراءة الانسانية الاولى المنطلقة لتخترق جدران القيود والسدود التي تقف حائراً بين الشاعر والحرية:

    فليتي في الزنوج ولي رباب - تميل به خطاي وتستقيم
    طليق لا تقيدني قريش بأحساب الكرام ولا تميم.

    http://rayaam.sd/News_view.aspx?pid=47&id=2455[/B]
                  

01-16-2008, 01:08 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناقد/ عبد القدوس الخاتم (Re: khalid kamtoor)

    دراسة حرة حول شعراء الستينيات.. (2-2)
    بقلم: عبد القدوس الخاتم


    الافرقانية نجدها عند النور صرخة سياسية يمكن ارجاعها إلى عبد النبي مرسال واصداء جمعية اليد السوداء. واللواء الابيض وبروز الاتجاهات السوداناوية (علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ).

    وقد حاول كل من مكي وعبد الحي فك مغاليق الثنائية الانفصامية التي تكتنف الغابة والصحراء فخلد مكي الى نتاج محير ومصالحة مبهمة بين العرقين الزنجي والعربي تمثلت في الخلاسية (الله يا خلاسية: يا مملوءة الساقين اطفالاً خلاسيين) أي ان الحل في (اولاد العرب) وهي عبارة لم تتمكن روعة الشعر من وضعها في مصاف الحقيقة الاثنية الملم بها. أما عبد الحي وقد نفض يديه من الأمر واستغرقته الحواشي الصوفية (اسماعيل صاحب الربابة) والتأمل في الذات الالهية والتوسل بالشعر الصافي المعقد والحوار الروحي ليستخلص جوهر الايمان متسامياً فوق جراحات الانشطارية التي وسمت شعره الأول في (العودة الى سنار).

    من ناحية اخرى تأثر بعض شعراء الستينيات بالنزعة العروبية الخالصة التي انحدرت إلينا من شعراء الثلاثينيات كحقيقة لا يمكن التخلي عنها، من امثال عبد الرحمن شوقي (فحدث عن بني النيلين قوماً - بأدنى النيل أو اعلا الفرات.. بأنا ننتمي حسباً ومجداً الى ما بالجزيرة من رفات).

    وعبد الله عبد الرحمن الذي جدد الدعوة للعودة للاصول العربية لغة وديناً:

    أرى الضاد في السودان أمست غريبة
    وابناؤها أمست لها تتجهم
    ونبئت في السودان قوماً تآمروا
    على اللغة الفصحى اساءوا وأجرموا
    وبالأدب القومي قالوا سفاهة
    وما لمحوا حقاً ولكن توهموا

    ونذكر هنا شاعر الخمسينيات عبد الله الطيب الذي عمق هذا الاتجاه ونادى بالعروبية الخالصة (انظر مصطفى سند من شعراء الستينيات المناوئين لتيار الغابة والصحراء حتى انه في لحظة ما تخلى عن ابداعاته المكتوبة بالعامية تمسكاً بعروبته الخالصة على الاقل اللغوية).

    ولا بد ان نشير الى ان الستينيات كانت مسرحاً لتحولات وتوجهات فكرية تتمثل في رسوخ قدم الاتجاهات الواقعية والواقعية الاشتراكية التي هبت علينا رياحها مع الشعراء السودانيين المقيمين بمصر. انظر (قصائد من السودان) لجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن واشعار الفيتوري المبكرة:

    غير ان السائق الاسود ذا الوجه النحيل
    جذب المعطف في يأس على الجسم العليل
    ثم غنى سـوطه الباكي على ظهر الخيــول

    كما لا بد ان نشير الى الترجمات المتعددة لاشعار ناظم حكمت بابلو نيرودا وبول ايلوار وما اشاعته من اثر لا تخطئه العين في شعراء الستينيات حتى انه يمكن القول بأن الصياغة اللغوية لهذه الترجمات قد تركت بصمتها في القاموس الشعري ليس في الستينيات فحسب إنما امتدت الى قصيدة النثر العربية والسودانية وهذا باب طويل يستحق دراسة منفصلة، ومن ثم شيوع شعر التفعيلة كنقلة مهمة ومفصلية في تطور بنية الشعرية العربية وما تلى ذلك من نثرية الاسلوب واستعمال الكلمات العامية المأنوسة القريبة المأخذ (وشربت شاياً في الطريق ورتقت نعلي.. صلاح عبد الصبور) وما وصفه صلاح أحمد إبراهيم بأنه كسر للعمود الشعري العربي «طق».. الى ذلك يجب الرجوع إلى الآليات البلاغية المستحدثة في الشعر الجديد مثل تجنب الاطناب واللجوء إلى التقديم والتأخير والانكار والحذف والارجاء والتوقع والسخرية والمجاز الذي هو لاثبات النفي والتغليب والوصف المؤثر وكل ما هو فعال في بلاغة الخطاب الجديد، اضف الى ذلك تحرر اللغة من عبارات الاغراء والتعجب والتلون الظاهري الى حركة الشعر الحر وروادها صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وغيرهما في مصر والسياب والبياتي في العراق وشعراء مجلة «الآداب» ومجلة «شعر» في لبنان.

    http://rayaam.sd/News_view.aspx?pid=47&id=3018[/B]
                  

01-16-2008, 02:19 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

    شكرا يا خالد على تزويدنا بمقالات الناقد عبد القدوس الخاتم ،

    لدي بعض الملاحظات ساعود لاحقا للتفصيل .
                  

01-18-2008, 08:12 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

    أعود يا خالد واقول ان عبد القدوس الخاتم من الاصوات النقدية التي سيطرت على المشهد النقدي في السبيعينات من القرن الماضي .
    ولو سالت اي مهتم بالحركة الادبية وسالته من ابرز النقاد في تلك الفترة لاجابك بلا تردد : عبد القدوس الخاتم على الرغم من قلة انتاجه المنشور (مقالات نقدية ) وانقطاعه عن المشهد الادبي بعد هجرته خارج السودان .

    وارى ان عبد القدوس الخاتم هو المسؤول عن رواج ما يسمى بالنقد الايديلوجي الذي اشار بجدارة الى نزعته الاقصائية والاختزالية الاستاذ احمد الامين احمد . وفي اجندتي منذ فترة ان ابين هذه النزعة الايديلوجية من خلال تناول كتابه (مقالات نقدية ) .

    لا ادري تاريخ نشر هذه المقالات يا خالد حيث الرابط لا يحيل الى النصوص المنشورة .
    وبقراءة اولية لاحظت ان ما يسميه الخاتم بالقراءة الحرة ، هي قراءة سياسية سريعة ومتعجلة جدا واختزالية وانتقائية لاعمال شعراء الستينات من خلال منظور سؤال الهوية وفي محاكمته لهذه النصوص ينطلق من ذات الرؤى التي تناولها بالنقد في الورقة موضوع هذا البوست " الافروعربية .. بين الواقع ووهم الايدلوجيا ".

    ساعود لمزيد من التفصيل
                  

01-19-2008, 09:58 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

    صباح الخير يا خالد
    نص عبد القدوس الخاتم ، على الرغم من ان صاحبه اراد له ان ياتي نصا نقديا بدليل تسميته له "قراءة حرة لشعر الستينات " الا ان النص في جملته ليس نصا نقديا وانما هو قراءة لواقع الثقافة السودانية من خلال نماذج من شعر الستينات ومن ادلة ذلك قوله :
    Quote: وقد حاول كل من مكي وعبد الحي فك مغاليق الثنائية الانفصامية التي تكتنف الغابة والصحراء فخلد مكي الى نتاج محير ومصالحة مبهمة بين العرقين الزنجي والعربي تمثلت في الخلاسية (الله يا خلاسية: يا مملوءة الساقين اطفالاً خلاسيين) أي ان الحل في (اولاد العرب)

    هذه ليست قراءة نقدية وانما محاكمة سياسية ايديلوجية لنص شعري !

    وسنفصل ذلك
    تبعا لك من وقت !!

    والى ان نعود نطرح و بمنطق القراءة الايديلوجية ذاتها : السؤال التالي : هل الخلاسية نتاج محير ومصالحة مبهمة ؟؟؟؟؟
    ام حقيقة من لحم ودم ؟؟؟

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 01-19-2008, 10:00 AM)

                  

01-19-2008, 11:53 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تمنياتنا ودعواتنا للاستاذ عبد القدوس الخاتم بالشفاء (Re: Agab Alfaya)

    علمت قبل قليل ان الاستاذ عبد القدس الخاتم عاد من مهجره الى ارض الوطن هو مريض ورغم مرضه يواصل كتابة مقالاته بصورة راتبة بجريدة الراي العام ،
    نسال الله ان ينعم على الاستاذ عبد القدوس بعاجل الشفاء ويديم عليه نعمة الصحة والعافية .
    وكلنا تقدير واحترام لشخص الاستاذ الخاتم وان اختلفت الافكار والرؤى .
                  

01-19-2008, 04:27 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تمنياتنا ودعواتنا للاستاذ عبد القدوس الخاتم بالشفاء (Re: Agab Alfaya)

    الي أن تكتمل قراءتي ..
    لك ولزوارك التحية .
                  

01-20-2008, 01:46 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تمنياتنا ودعواتنا للاستاذ عبد القدوس الخاتم بالشفاء (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: في المحاضرة التي القاها الدكتور عبدالله علي ابراهيم بالنادي العربي بالشارقة في امسية

    الاربعاء الموافق 29/12/2004 ،

    قال انه عنده وصفة جديدة لتوصيف سكان شمال السودان كبديل لتوصيف الافروعروبيين والغابة

    والصحراء . وهي : الخلاسية !!!

    قال ان هذه الوصفة هي المطروحة الان عالميا لوصف التمازج بين الشعوب !!!

    وقال ان الافروعربية هي: سفاح !!!!!!!!!

    الأستاذ عبد المنعم ..
    مع إستصحاب رؤيتك التي طرحتها حول إستخدام الدكتور الموقر عبد الله لفظ ( خلاسية ) لتوصيف هوية لشمال ..
    أسمح لي بالقول أن الدكتور الموقر حاول بذكاء في ورقته المشارإليها إستدراج مفهوم الهجنة وتفريغه ونفيه عن طريق إستدعاء بديل عنه يتسق مع منهج الترويج للفكر العرب اسلاموي بعد أن اوهنت المدرسة السودانوية فرية النقاء العروبي.
    إن تعلق الدكتور الموقر ( بقشة) الخلاسية وسط بحر متلاطم من كم الأدلة الواقعية تكشف مدي الأزمة التي بدأ يعانيها دعاة النقاء العربوي في السودان .
    علي الرغم من أنها ليست في حد ذاتها الغاية التي تستهدفها مدرسة الإسلام السياسي ..
    وربما كانت شبيهة عندهم( بالقرشية ) التي رفعت من المهاجرين في وجه الأنصار عشية وفاة النبي (عليه الصلاة والسلام ) تثبيتا لعرش خلافتهم للمسلمين .
    ومن الطبيعي أن تهزم دعوة الهجنة بما تقرره من إعتراف بحقوق الآخر الإفريقي مشروعهم في الخلافة ..
    وغني عن القول أن لفظ ( الخلاسية ) كتوصيف لوني تلعب البيئة وحدها في تمظهراتها بمنأى عن العرق..
    لا يتهوه معناه ومغزاه عن فطنة الدكتور الموقر ..
    إلا أنه يسعى للنفاذ من خلالها لتبرير سحنة السودان السمراء بعيدا عن فكرة التلاقح والإمتزاج العرقي والثقافي الرائجة المستقرة .
    يقيني أنها مراوغة لفظية - إن صح التعبير - سرعان ما ينكشف زيفها عند وضعها تحت مجهر مستمسكات التأريخ..
    وحتي لا يرميني ( حيرانه ) بالإستلاب الثقافي أضع كل ما حوته المكتبات التاريخية من دراسات وبحوث ..
    وأشير بأصبعي هذا لواقع مرئي ومحسوس ضمته جدران المتحف القومي ، واحتضنته صخور البركل ، وعجزت كل رمال البطانة والنقعة والمصورات عن إخفاء معالمه ..
    ترى هل كل ما نراه ماثلا أمام أعيننا هنا وهناك محض سراب ؟
    ام ترى جلبته قوافل الخلاسيين في رحالها ؟
    دعوني من مكمايكل وكتابه الأغلف ..
    وأجيبوني ما إن كان الصحابي عبد الله بن أبي السرح ..
    فارق طهره وادعى إفكا عقده هدنة ( البقط ) التي سمحت للمستعربين دخول بلاد النوبة وممارسة التجارة مع الجن؟
    طبعا لا أشك مطلقا في ملكة الدكتور المعرفية لذلك ولأكثر من ذلك ..
    غير أني حزنت لوئده (الأم) مقابل تسويق فكرة خلافة القرشيين للسودان .
    ولي عودة إن كان في العمر بقية ..
    دامت لكم العافية .

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 01-20-2008, 02:54 PM)

                  

01-21-2008, 07:49 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)

    يا اهلا وسهلا بالاستاذ محمد على الملك

    وجزيل الشكر على هذه المساهمة القيمة ،

    وساعود اليها بمهلة ولكن في هذه العجالة اقول قصدت لفت الانتباه الى التناقض غير المعقول الذي وقع فيه الدكتور عبدالله فهو يرفض الافروعربية (زواج الغابة والصحراء ) ويصفه بالسفاح . اي انه يقتل الام النوبية ماديا ومعنويا كما تفضلت ، ولكنه يعود في نهاية المحاضرة وينادي بالخلاسية بوصفها الوصفة المقبولة عالميا حسب تعبيره ؟؟؟!!
    فالخلاسية في الحالة السودانية هي الهجنة العربية النوبية (الافروعربية )ولا يستقيم ات تميز بين الانثيين فكلاهما شيء واحد .

    ولي عودة
    مودتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 4 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de