|
Re: طبيب سوداني يشرع في الانتحار لفشله في الهجرة للخارج (Re: Amjad ibrahim)
|
تعال لأحكي لك عن من يأس من الحياة ذاتها .. فترك الجمل بما حمل لهذا البلد و هذا النظام و هذا القهر و الضنك و و و و . على أن لا أحد يكترث بمثل هؤلاء .. يولدون و يسحلون و يقنطون .. ثم يمضون في نفس السكون الذي دخلوا به تحت جنسية هذا البلد .. و تحت طائلة هذا الغدر المنظم هنا .. كل ذاك في يحدث في اليوم مئات المرات , و على هامشٍ من ذاكرة الماسكون باللعبة .. ينتحر الناس يا صاحبنا - أو يُنحرون - منذ الصباحات هنا ( بعيد عن الفنادق و فلاشات التصوير و البروباقندا النيفاشية , التي جعلت من إعلام النظام مكياجاً " ديمقراطياً " في لعبة هامش الحرية , تلك التي يذرون بها الرماد على العيون .. في حين أن كامل جبل الجليد الديكتاتوري السلطوي الفاسد يتمدد أكثر فتكا و جبروتا تحت السطح ) .. و الطاحونة الهاصرة و العاصرة مدورة بمزاج :.. الخبز و الدواء و الكساء و التعليم و المواصلات , الضريبة و الجباية و رتق الذمم و الفساد و الرشاوى و المحسوبية و الفوضى .... فوضى يا دكتور .. بلدُ فوضاه ما حدثت لأمة منذ عرف الناس أشكال المجتمعات الإنسانية . لا قانون يحكم هنا و لا يحزنون .. كل نشاط هنا له قانون غابه الخاص , و لائحته وليدة المصلحة و الطقس السائد حينئذٍ . الفساد يفرخ و ينتج بدعاً من أعراف تحاذي المصالح , و سرعان ما تتخذ سلطة القانون .. فوضى متمكنة من مفاصل كل شيء , و داخلة في تفاصيل كل شيء .
ماذا في شرايين مواطنة الناس يتبقى إذن و الحال كذلك ؟؟ من يسطيع افتكاكا و هربا .. يفعل . هذا إن استطاع تجاوز عقابيل و عقابيل و عقابيل .. و من لم يستطع .. فلا عزاء له .. ينحره الغول أو ينحر دمه و يرتاح . ما عاد ثمة " دِرِب " للصبر , ما ثمة محاليل تروية لحال اليباس .. ما ثمة مضادات للقهر هنا . أقول لك : المواطن السوداني الصالح .. هو المواطن الصامت في قهره . أو المواطن المُخرس بحد حصار آدميته .. و كلاهما ميتان .
عام سعيد يا أمجد .. و لا نامت أعين الحلاقيم الكبيرة .
|
|
|
|
|
|