|
Re: باقان أموم والاعتذار السياسي (Re: Amin Elsayed)
|
شكرا اخي امين السيد و الشكر اجزله للاخ محمد جادين
Quote: ولذلك علينا جميعاً ان نعترف ان (مشكلة الجنوب) هي صناعة سودانية ، تتحمل مسؤوليتها النخبة الشمالية المسيطرة، بشكل رئيسي، والقيادات السياسية الجنوبية، بدرجة مقدرة. ومن هنا تنبع ضرورة الاعتذارات المتبادلة بين الطرفين، بهدف كشف الاخطاء القاتلة، التي ادت الى وضعية الأزمة الراهنة وفتح الطريق لإجراء مصالحة وطنية تاريخية تضع الأساس لبناء سودان ديمقراطي موحد وفاعل في محيطه العربي والافريقي والدولي. * كان الامل ان تفتح اتفاقية السلام الشامل، وحكومة الوحدة الوطنية المرتبطة بها، الباب واسعاً للخروج من مأزق الازمة السودانية المتحدة، خاصة ان الاتفاقية اشارت الى اهمية المصالحة الوطنية والتحول الديمقراطي ووجد ذلك سنداً قوياً في نصوص الدستور الانتقالي القومي لسنة 2005م، ولكن واقع الحال يشير الى استمرار نظام الانقاذ الشمولي كما هو دون تغيير كبير وذلك نتيجة لاستمرار قوانينه السابقة رغم تناقضها الصارخ مع نصوص الدستور الانتقالي، وعلى رأسها قانون الأمن الوطني وقوانين الصحافة والعمل والاحزاب وغيرها. ورغم مرور اكثر من عامين على تكوين حكومة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاقية السلام، لا تزال هذه القوانين سارية المفعول. ولذلك تجري الاعتقالات والاستدعاءات وتستمر الرقابة على الصحف والنشاط السياسي باسم قوانين كان ينبغي تغييرها وتعديلها لتتماشى مع الدستور، والمفارقة ان هذه الاعتقالات شملت الاستاذ علي محمود حسنين، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، والذي لعب دوراً بارزاً في اعداد الدستور الانتقالي في منتصف عام 2005م وظل يعمل على تغيير وتعديل هذه القوانين من خلال مشاركته مع كتلة نواب التجمع الوطني الديمقراطي في المجلس الوطني. واذا كان باقان اموم يدعو إلى اعتذارات متبادلة حول اخطاء وتجاوزات الفترة السابقة، فإن استمرار القوانين الشمولية والقمعية والتلكؤ في إجراءات التحول الديمقراطي لاتساعد على ذلك، بل انها تضيف اخطاء وتجاوزات اكثر واشد فظاعة، وتعمل، في الواقع العملي، على استمرار الأزمة السودانية بتجلياتها المختلفة. * وينطبق نفس هذا الحديث على أزمة دارفور المتصاعدة طوال السنوات الاربعة الماضية حتى تحولت إلى ازمة اقليمية دولية، يشرف على معالجتها بالكامل الاتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى المؤثرة في المنطقة. وبذلك تتسبب نخبة الانقاذ المسيطرة في صناعة مشكلة اخرى، اكثر خطورة على مستقبل السودان من مشكلة الجنوب. والمفارقة ان هذه النخبة ترجع تصاعد هذه الأزمة إلى (المؤامرات الدولية الامريكية) وتتجاهل دورها هي , واصرارها على عدم معالجتها بالسرعة والجدية اللازمة.
|
|
|
|
|
|
|