عمارية دارفور وخرابها، بأبنائها: حوار حول خيار الصراع المسلح ومآلاتة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 02:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2008, 07:05 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حول الخراب والمعمارية (Re: AnwarKing)

    حول الخراب والمعمارية
    Quote: أن المتتبع لتاريخ دارفور يشهد لها بالاستقرار والسلامة طوال تاريخها التليد وقبيل إدغامها في
    دولة الحكم الثنائي عام 1916 . إلا أنه وفي ذات الوقت فإن في تاريخها العديد من الثورات
    ضد السلطات المركزية، محلية كانت أم خارجية. فدارفور خلال تاريخها لم تنكفئ على نفسها
    في رقعتها الجغرافية. وفي ذات الوقت وللإقليم علائق دبلوماسية اقتصادية مع كل دول
    الجوار. وإبان الهبة الاستعمارية في مناطق الغرب الأفريقي، كانت المكاتبات الدبلوماسية
    سائرة بين هذه الكيانات المهددة في ركونها لحكام دارفور طلبًا للمشورة والتنسيق.
    وعظمة دارفور وعماريتها يمكن استشفافه من مدونات الرحالة الذين زاروا الإقليم في حقب
    مختلفة بدء بعام 1798 ، وأيضاً من خلال التاريخ الشفاهي للمنطقة ومن حالات الاستقرار السياسي
    المتفرد المتمثل في التداول السلطوي وسلسلة حكامها لخير دليل على الاستمرارية
    والحس السياسي المرهف. وهو إقليم متعددة جنسياته منذ الخليقة، وهي تشمل سكانًا خلط بين
    مستعربين وأصليين قاطنين في مناطق عديدة؛ متفردة مناخيًا بين صحراء وشبهه، إلى مناطق
    السافنا الغنية وشبه الاستوائية، وتحت درجات متفاوتة من المعاش بين رعاة رحل، وزراع
    مستقرين، وأماكن حضرية ذات كثافة سكانية عالية. ودارفور قد قسمها حكامها إداريًا إلى ديار
    أربعة و لها نظامها الإداري المحلي المتفرد الحاوي علي تسميات محددة لشاغري كل وظائف
    الدولة. وهي أيضًا لم تكن دولة قاصرة على الفور، بل كانت جامعة للكل طوال تاريخها حسب
    شاغري عال المناصب. كل هذا يعني بأن عمارية دارفور في هذا الوقت هو نتاج محلي
    صرف، له الكثير من الوشائج والإرث مع نظائره في غرب أفريقيا، أكثر مما له مع مناطق
    حدوده الشرقية، وهذه المفخرة هي صنيعة كل سكان دارفور ولكل منهم إسهاماته في الخلق
    والتطبيق وإمكانية جعل هذا الأنموذج الإداري يعمل بكفاءة عالية. وتحت هذه الظروف كانت
    دولة دارفور، وهي لم تكن متفردة سياسيًا فحسب، بل وثقافيًا أيضًا مردها حالات الاستقرار
    واستتباب الأمن في أرجائها و فيض المهاجرين إليها، والمستقرين فيها، وليس أصدق على ذلك
    من تفرد دارفور في مجالات الأطعمة والأشربة، اللباس، الأحذية، المشغولات اليدوية،
    والموروث الديني من كثافة للخلاوي ومكانة رفيعة للعلماء (الفقرا) وانحسار كثيف للاعتقاد في
    الأولياء والصالحين وهو نقيض ما عليه حال ثقافة السودان النيلي.

    واختلاف حتى في احتفالات الزواج، الميلاد، والمآتم، تكفين الميت كل هذا إرث خاص بدارفور، تسرب بعضه لمناطق
    السودان الأخرى وقبلت كموروث محلي، إلا أن هنالك الكثير من العادات هي من خصوصية
    الإقليم ويمكن ردها إلى سيل الهجرات الوافدة إلي الإقليم وانفتاحها محليًا وعالميًا. وتحت هذه
    الظروف شهدت دارفور حقبة من العمارية في حواضرها، ليس أدل على ذلك مما اختطه
    الرحالة لما اندثر الآن من نماذج عمرانية في كوبي، عين فرح، أوري، وكبكابية.
    إلا أن هذه العمارية، قد لازمتها أحيانًا فترات من الخراب يعود بعضه لحروب أهلية بين
    السلطة الحاكمة و"الخارجين" عليها، وأحيانًا بين قبائلها المتناحرة. إلا أن فترات الخراب الهائلة
    التدمير كانت جميعها تالية لهزيمة السلطة الحاكمة من قوى خارجية. فالخراب الأول لدارفور
    تم عام 1874 أثر هزيمة سلطانها إبراهيم قرض على يد الزبير باشا، وتلى ذلك سبي ونهب
    للديار وتهجير لمصر، وقد سارت على هذا المنوال كل الإدارات التركية المتعاقبة على حكم
    دارفور، وما تبع ذلك من ضنك في سبيل القضاء على ثورات متتالية من المنادين بالسلطة من
    أبناء دارفور. وهذه فترة كان ديدنها الخراب والقهر وليس عمرانًا وأمنًا كما كان في الماضي.
    و ُ خرِبت دارفور ثانية إبان الحكم المهدوي، فرغم أنها ناصرت الثورة منذ اندلاعها، إلا أنها
    ذاقت الأمرين نتيجة هذه "الطاعة" بسبب سياسة الخليفة للتهجير القسري مما أدى إلى إخلاء
    المنطقة سكانيًا، وهو أيضًا ما يفسر وجود الملايين الآن من أبناء الإقليم في مناطق وسط
    السودان. وقد ثارت دارفور كلها ضد الحكم المهدوي، ليس رفضًا للمهدوية، ولكن لجِورها
    وظلمها، وقد كان في قمة السلطة الحاكمة آنذاك الكثير من أبناء دارفور المهدويين، وهم ينفذون
    سياسات الخليفة. وقد تجسدت نقمة دارفور ضد المهدية في ثورة أبو جميزة من سبتمبر 1888
    إلي فبراير 1889 . وهي ثورة حقيقية التف حولها الآلاف من شتى قبائل دارفور وألحقت
    بالقوات المهدوية العديد من الهزائم العسكرية مما دفع بالكثيرين للانضمام إليها، إلا أنها
    تلاشت بعد وفاته بالجدري. وبعد زوال دولة المهدية كان الاهتمام ثانية بعمارية دارفور
    الخاربة، وكان اهتمام السلطة حينها هو إعمار دارفور بتهجير أبنائها من وسط السودان إليها،
    وتشجيع هجرة العلماء وغيرهم، وكان من أهم وطائد تنفيد هذه السياسات هو استتباب الأمن في
    شتى أرجاء الإقليم، وبسط سلطة الدولة.
    وأثر ضم دارفور لبقية السودان عام 1916 ، لم تكن لدولة الحكم الثنائي من بديل إداري فعال
    سوى النهج الإداري المتوارث ولكن بألبسة جديدة. ولم تنتهج من سياسات جذرية اقتصادية
    وتنموية في هذا الإقليم وهذا يأتي أساسًا من أن سعى الحكومة لضم "فتح" دارفور كان
    قسريًا مرده تداعيات الحرب العالمية الثانية وإعلان علي دينار الجهاد عليها، إضافة إلي توغل
    القوات الفرنسية في مناطق كانت أساسًا هي تابعة لدارفور، وزحفها شرقًا بعد أن أوضحت
    لبريطانيا بأنها لن تعترف بالحدود الجغرافية لدارفور ما لم تقم بريطانيا بفرض سيطرتها الفعلية
    عليها، أي قهرها سياسيًا. وإبان الحكم الاستعماري كانت هنالك ثورة الفكي عبد الله السحيني
    عام 1921 ، وهي أيضًا ثورة شاركت فيها قبائل متعددة، وألحقت خسائر عديدة ضد القوات
    البريطانية حيث نجحت في ضرب الحامية العسكرية في نيالا وقتلت مفتش المركز الإنجليزي
    ومعاونية، إلا أن السحيني وقع في الأسر وتم شنقه مع بعض رفاقه علنًا في سوق نيالا من قبل
    السلطات الاستعمارية.
    أن المتميز في ثورتي السحيني وأبو جميزة، كونهما ثورتان مسلحتان ضد سياسات الظلم
    المتبعة من قبل السلطات الحاكمة، وهما قد ضمتا قبائل عديدة كثيرة مختلف جذورها، أجمعتا
    على إنهاء الظلم، وهذه البواكير الأول للثورة والعمل المسلح كانت رد دارفور تجاه جبروت
    الدولة، ولم يشهد الإقليم عم ً لا مسلحًا آخر ضد سلطة حاكمة إلا في حركة داؤود بولاد عام
    1991 ، وحركة تحرير السودان الآن.
                  

العنوان الكاتب Date
عمارية دارفور وخرابها، بأبنائها: حوار حول خيار الصراع المسلح ومآلاتة AnwarKing01-03-08, 06:59 PM
  Re: عمارية دارفور وخرابها، بأبنائها: حوار حول خيار الصراع المسلح ومآلاتة Abdel Aati01-03-08, 07:04 PM
    Re: عمارية دارفور وخرابها، بأبنائها: حوار حول خيار الصراع المسلح ومآلاتة AnwarKing01-03-08, 07:07 PM
  حول الخراب والمعمارية AnwarKing01-03-08, 07:05 PM
  حول حمل السلاح في مواجهة الظلم: حركة داؤود بولاد AnwarKing01-03-08, 07:09 PM
  حول حمل السلاح في مواجهة الظلم: حركة تحرير السودان AnwarKing01-03-08, 07:13 PM
  نقد الخطاب السياسي والعسكري لحركة تحرير السودان: AnwarKing01-03-08, 07:15 PM
    نحو رفع الظلم وتحسين الخطاب: AnwarKing01-03-08, 07:19 PM
  Re: عمارية دارفور وخرابها، بأبنائها: حوار حول خيار الصراع المسلح ومآلاتة AnwarKing01-09-08, 11:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de